الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البديل الحضاري الإسلامي عند أنور الجندي(3)

ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)

2017 / 9 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



نقد التغريب المنهجي والشخصي


إن للتغريب في آراء أنور الجندي التحليلية والنقدية مستويان، ظاهري وباطني. المستوى الظاهري مرتبط بظاهرة الاستعمار نفسه وأساليبه في تغيير ثقافات الأمم وإعادة ملئها بتصوراتها وأحكامها وقيمها؟ والباطني عبر أدواته ونماذجه الفكرية والثقافية والمنهجية والشخصية.
فالاستعمار بالنسبة لأنور الجندي هو ظاهرة حديثة ارتبطت بالحضارة الغربية . ومن ثم فهو يختلف تماماً عن الاستعمار الروماني والفارسي، وعن الوحدة الإسلامية العثمانية العربية، التي وصفت بالاستعمار بينما لم تكن أكثر من تصالح أجزاء من الأمة الإسلامية في كيان سياسي واحد . وما يميز هذا الاستعمار الغربي هو ارتباطه بالتبشير والاستشراق . كما قام بصنع إسرائيل في المنطقة من اجل إعاقة توحيد العالم العربي والإسلامي . وليس مصادفة أن تتوجه قوى الاستعمار بالأساس نحو محاربة الإسلام، بوصفه القوة الوحيدة التي أبدت في وجهه المقاومة الشاملة. وقد أدرك الاستعمار انه لا طريق أفضل لهيمنته غير تغيير عقول المسلمين وعقائدهم . وسعى لبلوغ غاياته هذه من خلال ثلاثة أساليب كبرى وهي نقض مفاهيم الإسلام، والطعن عليه، والحملة على اللغة العربية .
أما المستوى الباطني، فيبرز أساسا من خلال تصنيع الشخصيات الفكرية والثقافية المغتربة. وقد افرد لبعضها كتبا مستقلة كما هو الحال بالنسبة لطه حسين. بينما تناول الأغلبية الباقية ضمن كتاباته المتنوعة. وقد توسع في بحث ونقد التغريب في شخصيات مصر الثقافية والأدبية الكبرى مثل لويس عوض وتوفيق الحكيم وطه حسن والعقاد ولطفي السيد وعبد الرحمن بدوي وغيرهم.
وابتدأ من الناحية التاريخية بشخصية رفاعة الطهطاوي. إذ وجد في أعماله جوانب إيجابية وأخرى سلبية. واعتبر كتاباته المتعلق بالإسلام سطحية ولا تتسم بعمق المعرفة ولا بأصولها. كما انه ليس متعمقا في الفكر الأوربي نفسه . في حين اعتبر لطفي السيد نموذجا للتغريب. وذلك لأنه حاول إقامة الفكرة الوطنية على أساس المنفعة والمصلحة، إضافة إلى تأييده الاتجاه البريطاني بتعليم العلوم بالانجليزية. أما أولئك الذين حاولوا التأسيس لفكرة مصر الفرعونية والشخصية الفرعونية المصرية أمثال لويس عوض والحكيم، فأنهما، حسب تقييم أنور الجندي، لم يفهما حقيقة الشخصية المصرية، وذلك لأنهما لم يفهما حقيقة بسيطة وهي أن شخصية مصر الفرعونية وثنية وخاضعة للغرب. بينما الإسلام هو الذي صنع الشخصية المصرية. وان المنطقة كلها كانت ولا تزال محكومة بروح الإسلام في كل شيء حضارة وحركات وطنية وتحررية . وبالتالي، فان الذين يدعون إلى تحييد مصر، وجعلها فرعونية وما شابه ذلك مثل توفيق الحكيم وأمثاله، "يسعون إلى جعلها فندقا سياحيا عالميا يقدم للوافدين من كل مكان المتعة والترفيه" . لهذا نراه يجد في توفيق الحكيم نموذجا لما اسماه بكراهية العروبة والإسلام. فقد وصف توفيق الحكيم إسرائيل بأنها "دولة متحضرة"، بينما تنكر حسين فوزي ونجيب محفوظ لعروبتهم. وهذا كله نتاج التربية التي غرسها "زعيم التغريب طه حسين .
لقد أطلق أنور الجندي على اسم طه حسين لقب "التغريبي الكبير". ولخص حصيلة "أفكاره السيئة" في كل من قوله بالتناقض بين نصوص الكتب الدينية ، وإثارة الشبهات حول القرآن المكي والقرآن المدني، وتأييده للاتهام الغربي بحرق العرب المسلمين لمكتبة الإسكندرية، وإعادة طباعة رسائل إخوان الصفا، وترجمة القصص الفرنسي المكشوف،واعتبر القرن الثاني الهجري عصر الشكوك والمجون، وفصل الأدب العربي عن الفكر الاسلامي، وإعلاء شان الفرعونية وإنكار الروابط العربية الإسلامية، وإشاعة دعوة البحر المتوسط والقول بان المصريين أوربيو (غربيو) العقل والثقافة ، وان أبو الطيب المتنبي لقيط، واتهام ابن خلدون بالسذاجة والقصور وفساد المنهج، وإعادة الإسرائيليات والأساطير إلى السيرة النبوية، ونظرته إلى الصفوة المسلمة الأولى وتشبيههم بالسياسيين المحترفين في كتابه (الفتنة الكبرى)، وإثارة الشبهات حول أصالة الأدب العربي والفكر الاسلامي، وإنكار وجود إبراهيم وإسماعيل ورحلتهما إلى الجزيرة، وإعلاء شان الأدب اليوناني على الأدب العربي، والدعوة إلى الأخذ بالحضارة الغربية، ووصف الفتح الاسلامي لمصر بالاستعمار العربي، وإنكار شخصية عبد الله بن سبا اليهودية وتبرئته مما أورده الطبري والمؤرخين المسلمين من دوره في فتنة مقتل عثمان .
أما العقاد، حسب تقييم أنور الجندي، فلا يعتد بآرائه المتعلقة بالإسلام. وذلك لأنه درس الفكر الاسلامي أواخر حياته من خلال تأثره بالفكر الغربي. لهذا لم يفهم الفرق بين العبقرية والنبوة (إشارة إلى سلسلة الكتب التي وضعها تحت عنوان عام العبقرية). وفي كتابه (ديمقراطية الإسلام) نقل جميع ملامح الفكرة الديمقراطية الغربية وحاول تطبقها على الإسلام . بينما وجد في شخصية عبد الرحمن بدوي داعية للفكر الخادع والفارغ، كما هو الحال في دفاعه عن الوجودية وسارتر. إذ لا يتعدى سارتر بالنلاحقا وتلاشيهدي أكثر من شخصية مخادعة، أما الوجودية فأنها خديعة للعقل العربي والشباب. من هنا تبخر كل ما فيه لاحقا وتلاشيه باعتباره فكرا وشخصية لا قيمة لهما. وكتب بهذا الصدد، يقول، بان "بدوي طواه الزمن الوجودي!". أما لويس عوض، فانه نموذج للمؤامرة على الفصحى لغة القرآن ومحاولة تمصير اللغة العربية والتقليل من أهمية الفصحى. والداعية لمقاومة تعليم سواد الأمة، وكذلك معارضته للعروبة والوحدة الإسلامية . بينما نراه يحصر اهتمام وقيمة مصطفى أمين "برعاية الراقصات والممثلين وكرة القدم وما شابه ذلك" ولكل ما له علاقة بالدعابة والسخافة . أما مؤلفات إحسان عبد القدوس، فأنها "تشبه ببالونات المراقص المتواصلة أمام عينيك", وفي الحصيلة "تعكس تربيته بين وما وراء كواليس المسرح والأغاني" . ولا تختلف قيمة ما كتبه زكي نجيب محمود في قضايا التراث الاسلامي، ففي حصيلتها هي كتابات مسطحة وانتقائية
كما تناول بالتحليل والنقد عدد من أولئك الذين أدرجهم ضمن قائمة أعوان التغريب في المشرق، وبالأخص من أطلق عيهم "الكتاب المارون" (النصارى) وممثلي التيار القومي العربي. فقد وجد في يعقوب صروف وفارس نمر وجرجي زيدان وفرح انطون وشبلي شميل الدفعة الأولى "لخريجي مدارس التبشير". الأمر الذي نعثر عليه في حملتهم العنيفة على الدولة العثمانية . وليس مصادفة أن يصورهم ممثل الاستعمار البريطاني في مصر اللورد كرومر بعبارة: "منحة من السماء، وخميرة البلاد". فاغلبهم كانوا من المدافعين الأشداء عن حق الإنجليز بمصر، ويصفون حسنات الاستعمار ويمتدحون أبطاله. ولم يكن هذا الدفاع عن الاستعمار معزولا، حسب اعتقاد أنور الجندي، عن حكم الولاء العقائدي(الديني). وذلك لان النصارى "المتعلمون مهيئون بكل قلوبهم لتبني حضارة أوربا الحديثة. إنهم مفكرون للغربيين ومبشرين لقيمهم" . إذ بينهم ظهرت وتوسعت فكرة "القومية العلمانية". وأدرج ضمن هذه اللائحة كل من فارس نمر ، وفرح انطون وجبران خليل جبران، وجرجي زيدان. إذ نراه يعتبر فرح انطون الرائد الأول لتيارات الراديكالية، ومن ثم الشخصية المؤثرة والصانعة لنماذج سلامة موسى ولويس عوض وأمثالهم . أما جبران خليل جبران ومدرسته فهي نتاج للمدرسة التبشيرية الغربية النصرانية . وقد وجدت فيه "قوات التغريب وفي أسلوبه انتصارا للأسلوب التوراتي" الذي حاولت جماعة المغتربين أمثال ميخائيل نعيمة وأمين الريحاني إعادة إنتاجه، لكنها باءت بالفشل . بينما نراه يصور مضمون ما كتبه وسعى إليه جرجي زيدان بغاية "تحقير الأمة العربية"، لكن خوفه جعله يلبس الباطل بالحق. ليس ذلك فحسب، بل وحاول تصويره على انه عميلا للاستخبارات البريطانية استنادا إلى مرافقته الحملة النيلية إلى السودان بصفة مترجم في قلم الاستخبارات . وهذا بدوره معزولا عن تكوينه الثقافي والتعليمي ووقائع حياته، التي توحي جميعها، كما يقول أنور الجندي، بأنه عمل في دائرة الاستشراق والتبشير الغربي وفق مخطط دقيق ماكر. ولعل كتابه (تاريخ الماسونية) وما نشره في مجلة (الهلال) دليل على ذلك . أما ميخائيل نعيمة، فقد كانت مواقفه الأدبية والفكرية قائمة على دعم وتأييد الأفكار الماسونية ونقلها إلى القصص والأدب العربي .
وضمن هذا السياق والرؤية النقدية والاتهام الديني تطرق إلى شخصيات الفكر القومي العربي الحديث. فقد نظر إلى ساطع الحصري من خلال موشور "محاربته لفكرة الدين" بوصفه مقوما أساسيا للقومية . كما انتقد الكتب التاريخية لفيليب حتي. وانطلق في ذلك من أن فيليب حتي جعل من تاريخ الإسلام صراعا من اجل الغنائم، كما وقع في أحابيل القطرية السورية واللبنانية من خلال التطبيل للفينيقية. وإضافة إلى كل ذلك حاول التأسيس لفكرة فصل العروبة عن الجامعة الإسلامية. ومن أخطائه اعتقاده بان أهل لبنان من قام بالنهضة بعد قدومهم إلى مصر .
إننا نقف هنا أمام صيغة جامعة للنقد العلمي والتاريخي والثقافي الدقيق المخلوط بنزعة الاتهام والتعميم اللاهوتي. بمعنى إننا نعثر في نقده للاغتراب الثقافي المميز لأغلب التيارات والاتجاهات والشخصيات المبارزة لممثلي "النهضة العربية الحديثة" على رؤية فاحصة وعميقة، تكشف عن الخلل المنهجي في رؤيتهم التاريخية والثقافية. كما تكشف بعمق منهجي عن نزعة التقليد والتسطيح المميزة للبعض منهم. ومن ثم إبراز الخلل الثقافي الجوهري في هذه التيارات والشخصيات عموما التي لم تنطلق في رؤيتها النقدية للواقع ورؤية آفاق التطور العربي والفكرة القومية بمعايير التجربة الذاتية، بل بوحي الأثر الظاهري للإبداع الأوربي. إلا أن هذه الرؤية النقدية العميقة والسليمة لا تسير صوب استكمالها المنطقي، بل على العكس. أنها تتراجع صوب الرؤية التقليدية والتخلف الفكري بأثر الهيمنة العميقة للفكرة اللاهوتية والعقائد الدينية الضيقة. بمعنى أنها لا تنظر بعيونها النقدية لكل هذا "الخراب المعنوي" والتقليد الفاضح أحيانا في تيارات النهضة العربية الحديثة حتى بمعايير "الإسلام الثقافي"، بل بمقاييس السلفية الدينية واللاهوتية "المتنورة". الأمر الذي يتضح في تركيزه على سلبيات و"فواحش" الشخصيات وأفكارهم. بمعنى انه ينظر إليهم بعيون "الفرقة الناجية" والاتهام المذعور من شرور "النصارى" و"العملاء" و"المارقة" عن الدين. ومن ثم يرمي بكل معاناتهم التاريخية وانجازاتهم الفكرية والنظرية والثقافية وإبداعهم المخلص في سلة المهملات. ومن ثم ابخس أثرهم التاريخي والثقافي الهائل، رغم نواقصه الجدية، في بلورة الوعي النقدي والقومي العربي العلمي والثقافي، الذي يصعب تصور الرؤية النقدية لأنور الجندي نفسه وأمثاله بدونهم.
من هنا كانت ردوده النقدية والبدائل النظرية والمنهجية التي سعى من خلالها لتأسيس الفكرة الإسلامية الحضارية محصورة ضمن إطار الرؤية السلفية واللاهوتية. ففي نقده العام "للتغريب" التاريخي والثقافي انطلق من أن تاريخ الإسلام يعرف الشبهات والرد عليها، ومن ثم فهو مليء بهذه العبر. وكما كان الحال في الماضي، فان الحاضر يكشف عن أن اغلب "الشبهات" ينقلها الأدباء والمؤرخون الذين يتأثرون ويحبذون كل غريب دون تحري الأخبار وتدقيقها. فقد صادف الإسلام ، كما يقول أنور الجندي، العديد من المذاهب والدعوات التي حاولت أن تنحرف به عن مفاهيمه وقيمه. والآن يواجه النظريات الغربية الوافدة في مختلف المجالات. وقد أخذ الكثيرون بهذه الشبهات بما في ذلك من كان مخلصا، كما نراه على سبيل المثال في الموقف من السلطان عبد الحميد وما يسمى بالاستعمار العثماني. فقد اعتبر الحكم العثماني استمرار طبيعيا لخلافة العربية الإسلامية. ومن ثم فقيادة آل عثمان بالعرب علاقة إسلامية لا علاقة لها بالاحتلال والاستعمار . وليس مصادفة أن يخدع الاستعمار العرب في الحرب على العثمانية. والآن يقوم بنفس الشيء أما بهيئة فكر ديمقراطي غربي أو بهيئة فكر اشتراكي ماركسي. وكلاهما أشد تغريبا وتخريبا من فلسفات اليونان في مرحلة الترجمة والنقل في القرن الثالث الهجري . وفيما مضى رد على هذه النماذج الوافدة ابن تيمية على المناطقة، والغزالي على الباطنية، وابن حزم على الفرق، وابن القيم في كتاب تلبيس إبليس، وابن العربي في القواصم والعواصم، والأفغاني في الرد على الدهريين، ومحمد عبده في كتابه (الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية).
بعبارة أخرى، إننا نقف هنا أيضا أمام صيغة نموذجية للتعامل مع الفكر والتأثير الفكري وقضية الأصالة والإبداع ومسار التطور الفعلي للقيم والمفاهيم والنظريات ونوعية ارتباطها بذاتها أو تقليدها الأجوف. ففي واقف أنور الجندي نعثر على حاكمية الفكرة السلفية الحنبلية في الموقف من التاريخ والإبداع النظري. وهو أمر جلي في موقفه من "الوافد" و"الشبهات" وما شابه ذلك. إذ انه يعتبر اغلب الانجازات النظرية الإبداعية الكبرى للثقافة الإسلامية مجرد "شبهات شيطانية" و"تلبيسات إبليسية" بسبب نفيها ونقضها للفكرة السلفية المتحجرة. فالأخيرة بالنسبة له هي عروة الإيمان الاسلامي الصادق وما عداها زيغ وضلال. ذلك يعني انه ينظر إلى الثقافة والحضارة بمعايير الفكرة الدينية لصرف وعقائدها الجازمة وقواعدها اللاهوت المتراكمة في الحنبلية، بوصفها احد أنماط ونماذج الفرق الإسلامية الأكثر تحجرا وتخلفا بمعايير العقل والعقلانية والنزعة الإنسانية والانفتاح الحضاري. من هنا حصره "للشبهات" الوافدة في الثقافة الإسلامية بالفلسفة العقلانية وتقاليدها المنطقية، وتيارات التشيع الفلسفي والسياسي بشكل عام والإسماعيلية بشكل خاص. كما انه يخلط بين مراحل وقيم تاريخية مختلف ومتباينة من حيث قيمتها النظرية والعملية بالنسبة للتاريخ الثقافي الاسلامي وأثرها في المعاصرة. الأمر الذي جعله يضع أكثر النماذج تخريبا وتخريفا للعقل والعقلانية وإغلاق الأفق النظري الحر والنقدي في تاريخ الثقافية الإسلامية، في مصاف النماذج المثلى للردود الإسلامية على "التغريب". فالرد على المناطقة عند ابن تيمية هو نموذج لإعدام المنطق النظري والعملي والعلمي، وجعل الرؤية الدينية السلفية "منطق" الحق والحقيقة الوحيد. بينما لا منطق فيه بالمعنى الدقيق للكلمة، وذلك لأنه يستعيض بقواعد العقائد عنه بوصفها بديلا لما لا يغني! وكذلك الحال بالنسبة لكتاب (فضائح الباطنية) للغزالي. فهو كتاب أيديولوجي صرف مهمته دعم السلطان والسلطة بالضد من المعارضة. وقد تخلى الغزالي لاحقا عنه وبأثره، إلى جانب أسباب أخرى، عن مهمة الداعية المرتزق بالانتقال إلى طريق التصوف، بوصفه طريق الحق. وينطبق هذا على تصنيفات ابن حزم ونزعته التكفيرية الحادة فيما يتعلق بنقض الفرق، رغم نقديته الرفيعة. والشيء نفسه ينطبق على كتابات ابن القيم وابن العربي. فلا الأول أزال "تلبيس" العقل، ولا الثاني عصم الأمة وتاريخها الثقافي من قواصم "الروافض". على العكس، لقد أديا إلى توسيع أبالسة العقم الثقافي والسياسي وقصم ظهر الأمة وتجفيف روافد روحها الثقافي. لقد أدى هذا التشويه "المتذاكي" للثقافة الإسلامية وتاريخها عند أنور الجندي إلى نفس الخطأ والخطيئة التاريخية والثقافية والسياسية والقومية بالنسبة للعالم العربي عندما حاول أن يجعل من العثمانية نموذجا للفكرة الإسلامية السياسية ومن السلطان عبد الحميد نموذجا للخليفة المخلص. بينما نتائج التاريخ الفعلي ومعطياته الواقعية تشير إلى أشياء مناقضة تماما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة