الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة لإبنتي 7

ماجدة منصور

2017 / 9 / 24
كتابات ساخرة


إنها رسالتي السابعة و قد تكون الأخيرة..مالم يستجد عليً أمر من أمور هذا الزمن الأغبر.
ألا ترين معي تلك الأرواح الهائمة وقد أصبحت كخرقاً بالية و أن العقل قد تحول الى ألاعيب كلامية يا سيدة البلاغة...فأنت يا إس إس خيرمن قرأ شكسبير و دانتي ايضا!!
أي مفردات نتنة و كريهة أفرزها عقلك؟؟
حين رجعت من دبي لإستراليا وجدت في منزلي فتاة قميئة...بيضاء البشرة...باهتة اللون...سمينة و قصيرة...وتأكل كثيرا..عيناها زرقاوان كقطة شارع ..لمحت فيهما الجوع و التشرد و الشهوة
الكريهة...مؤخرتها سمينة و ساقيها قصيرتين...نهديها كنهود بقرة استرالية سمينة...نظراتها شبقة..و مرعبة..و وحشية...لقد أُصبت بالتقزز و الغثيان حينما شرعتي بتقديمها لي: هذه هي لوسي..هكذا قلت
لي...إنها زميلتي في الجامعة!!!!!
لم أفتح فمي بكلمة واحدة...ولكني أحسست بالصقيع يجتاح كياني...أصابتني القشعريرة!!!
كنت أتلقى منكِ المعلومات عن لوسي...بالقطاًرة.
فهمت منكِ أنها تعيش في أحد ضواحي ملبورن ...وأن والدتها قد تزوجت مؤخرا برجل يصغرها بعشرة سنوات!!!!
أي و الله...وكنتِ لا تجدين حرجا في هذا الأمر!!!
لقد صرحتي لي يا إس إس...بأن لوسي (ستقيم معنا) لأن بيتنا كان قريبا من جامعتها بينما بيت لوسي يقبع في أحد الضواحي البعيدة عن مدينة ملبورن!
لقد قررتي أنت...بأن تقيم لوسي في بيتي! و قد وافقك الرأي...زوجي الثاني....الذي أفسدكِ حيث أنه كان جاهزا و مستعدا لتلبية كل طلباتك...فطلباتك أوامر...فأنتي من مهًد له الزواج بي..لذا فهو
مستعد أن يلبي لكِ كل طلباتك و مهما كانت غريبة و شاذة!
تُبا لكِ...وتُبا له...فقد وافق شنن....طبقه.
فأنتي و زوجي الثاني...من ذات الطينة و العجينة...لذا فأنتما تحبان بعضكما كثيرا...وها أنا قد قررت أن أتقيئكما سوية....قظ القرد في منظركما.
قريبا...سأكتب عن زوجي الثاني...إنه زوج الندامة و الخيبة.
بدأت اشتم رائحة السكائر و المشروبات الكحولية و هي تأتي عليَ من غرفتك....تلك الغرفة التي كنتِ تعيشين فيها مع لوسي.
أنتما باردتان...و تبحثان عن دفئ في الكحول و الماريغوانا.
كانت لوسي (مصابة بحمى الراي العام في إستراليا,,,حينئذ,,, فهجمات 11 سبتمبر قد أصابت الرأي العام الأسترالي...بعصبية بغيضة...ضد كل من هو مسلم في استراليا.
لوسي المريضة بحمى الرأي العام الأسترالي حينئذ....وجدت مني فريسة سهلة لتنفيذ حقدها و غلها و كرهها الذي إستمدته من عنصريتها البغيضة.
وصوبت سهام حقدها عليَ أنا..أنا السورية السمراء...القوية و الناجحة...في وقت كانت فيه لوسي جائعة و متشردة و تعيش على فضلات صندوق الضمان الإجتماعي.
في حقيقة الامر...كانت لوسي ترعبني...ولم أكن أملك خيار أن أطردها من منزلي....فقد كان (زوجي) قد تكالب معكي....ضدي أنا!
كان زوجي الثاني....يأتمر بأمركِ.....يا ست البنات.
فقد كان حلمه...أن يكون له إبنة!!!!
وهو قد تبناكِ...يا إس إس...فبئس الإبنة و بئس الأب...و بئس رجلا قد ( إخترتيه) لي...ليكون أبا لك...و زوجا لأمكِ.
ها أنا أبصق على المدينة العظيمة...حيث تتخمر داخلها كل الحثالة ...مجتمعة.
أبصق على مدينة الأرواح المنسحقة و الصدور الضيقة و العيون الجائعة و الأصابع الدبقة..أبصق على مدينة الأيديولوجيات الضيقة و الطموحات الدنيئة حيث يجتمع كل جشع و مختل و مريض
إنها المدينة التي تجتمع فيها كل الشهوانيات...السحاقيات...الوقحات...تحت سقف القانون و الديمقراطية....إنها ديمقراطية السحاق و اللواط.
كنت أرى و أسمع و أشم...كل ما يقع في غرفتكِ....مع لوسي.
لكني كنت أرتعب من فكرة أن تغادري بيتي دون أن تكملي دراستك ...الراقية...وكنت أتوهم بأنكِ ستنضجين و تكبرين...و إن ما أنت عليه...ليس بأكثر من فترة مراهقة...ستتخلصين منها..حين
تكملين دراستك في جامعتك الراقية.
كنت أراهن على الوقت.
لكن مراهنتي قد كانت خاسرة...بكل معنى الكلمة.
فالوقت لن يزيدك إلاَ كُرها لي...بل إنك قد إبتدأت بكراهية كل ماهو عربي....و مسلم ايضا.
لقد إتجهتي منهجا صارما....نحو الإلحاد!!!!!!!
لستُ ألومك في هذا...فهناك كثيرا من الجنون ...و قليلا من المنطق...في عقيدتي الإسلامية.
فأنا لم أكن بالمسلمة المثالية...ولكني كنت و ما زلت على قدر كبير من الإنسانية....تلك الإنسانية التي لامست قلب كل من عرفني...و أولهم اصدقاءك و صديقاتك.
كل صديقاتك و أصدقاءك...قد وقع في حبي...ما عدا انتِ و (لوسي).
ها أنا قد قررت أن أبصق على كل المدن الكبيرة..و أنصرف عنها...الى مكان قد قررت الموت به.
مكان لن تعرفينه طوال حياتك.
( من الحب وحده ينبغي أن ينطلق إحتقاري وطائر إنذاري الأخير...لا من المستنقع)
(لكن من هذه التي جعلتكِ باردة و متحجرة !!! أكل هذا من أجل أنني لم أجاملك كفاية و أوافقكِ على الجلوس على كومة النفايات!!!!!...فلتهنأي بملايين الدولارات التي تركتها لكِ...في واقع الأمر..لقد
تركت لكِ....قمامتي و زبالتي.)
ذات يوم...ليس ببعيد...سأراكِ تحترقين بناركِ...يا إس إس..فلكل وقت...قدره الخاص...فلتعيشي اقداركِ المعتمة...فإني لست راضية عنكِ.

هذه ليلتي...وحلم فؤادي.
نصيحتي الأخيرة لكِ: إذا لم تكوني قادرة على الحب....فلتكفي عن الكره...ولا تبتلعي ريقكِ...كي لا تتسممي.
وقول أخير لا بد من قوله: لقد مات والدك (البروفيسور) و ما زالت قضايا _الإرث_ المتعلق بوالدته....وضد أخاه الوحيد....تعج بها...قاعات المحاكم في (حلب الشهباء)
بئس القدر...هو قدري
وبئس الحظ ..هو حظي.
و لتذهبي الى جحيم نفسك و سواد سريرتك...فأنا قد إنعتقت منكِ الى الأبد.
فقلبك الشاب...قد اصابته الشيخوخة المبكرة...لأنه لم يتعلم كيف يحب.....إنها الجينات....هي اقوى مني و من حبي...لأنها جينات مغروسة في تكوينكِ الأولي!!!فحذار...حذار من نفسك التي بين جنبيك.
( ها هي موعظة وداعي لكِ...إمضي سريعا الى حيث لا يمكنكِ أن تعودي ثانية...الى حب حقيقي...ستفتقدينه...طوال ثواني عمرك...أيتها الشقية بعهر المدن الحديثة...و الديمقراطيات المتوحشة)
هنا أقف
من هناك أمشي.
خلص الحكي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير