الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عربي في زمن التطبيع

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2017 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



لا اعتقد ان هناك عرقية أو طائفة في العالم تعاني كما يعاني العرب، فهم محاصرون من كل الاتجاهات بقوى نووية وعسكرية خارقة بينما فرض عليهم تقليم اظفرهم وخلع اسنانهم واذا ما تم وضع سلاح في أيديهم فلقتل بعضهم البعض وافناء بعضهم البعض فلا يكفي ما يفعله بهم اعدائهم والطامعين في ثرواتهم فكان عليهم حرق بلدانهم بأيديهم وتخريب بيوتهم بأنفسهم وافناء مقدراتهم في معارك لن يفوز بها أحد.
كل شعوب العالم بلا استثناء وكل العرقيات والديانات تبحث عن مصالحها وتعمل معا من اجل رفاهيتها وايجاد سبل تحسين معيشتها من افارقة لأسيويين ومن اوروبيين للاتينيين، من هندوس لبوذيين ومن يهود لمسيحيين الا العرب فقد اجتمع عليهم اهل الأرض واجتمعت عليهم قياداتهم التي لا يعنيها الا الكراسي والمناصب ولو بذلت في سبيل ذلك الغالي والنفيس.
لا اعتقد أن هناك بلدان نالها ما نال العرب في العراق وسوريا واليمن ومصر من تخريب وتدمير وتجريف ثروات ولا اعتقد أن هناك من تم تشريدهم والتنكيل بهم وخلعهم من جذورهم ومن عقيدتهم كما حدث للمسلمين وكأن هؤلاء لا بواكي لهم ولا حتى من أنفسهم.
لم يكتفي الاعداء بنهب ثرواتنا من بترول وغاز ومعادن سواء قهرا أو عن طريق عملائهم في المنطقة، ولكن كان يجب عليهم نهب تاريخنا وحضارتنا في مصر واليمن والعراق وسوريا حيث دمرت اثارنا ونهب منها ما نهب دون أي ارادة سياسية من قبل الحكام لاسترجاع ما يتم نهبه جهارا نهارا.
لم يكتفي هؤلاء بما نالنا من خراب وافقار فكان عليهم أيضا نشر الدجل والجهل والطائفية وتهييج النعرات العرقية وتأجيج الكراهية لننشغل بأكل بعضنا بعضا وافناء بعضنا بعضا دون أن يحرك هؤلاء ساكنا بل أنهم وجدوا في ذلك تجارة رائجة وتصريف لمنتجاتهم الراكدة من السلاح وتجربة اجهزة الرصد والتتبع والأسلحة الذكية المزعومة.
كان عليهم غسيل عقول شعوبنا يوميا ليفقدوا بُصْلتهم ولا يعودوا يعرفوا أولوياتهم ولا من هو عدوهم الحقيقي ولا أين هو الصالح والصحيح، فأصبح ما كان يدعى بالإمس القريب خيانة عظمى تستوجب الاعدام، نصر مظفر يستوجب الحمد والشكر، بل أن عليهم شكر عدوهم التاريخي على ما الحقه بهم من عار وافقار ومهانة.
كيف يمكن أن تقنع شعوب كاملة بأن عدوهم الذي يعتبر أن وجوده يعتمد على فنائهم وأن قوته تستمد من ضعفهم وركوعهم هو صديق عليهم ان يتقبلوا وجوده ويشاركوا في رفعته وعظمته؟
كيف يمكن ان تمحو من ذاكرة شعوب بأكملها ما سال بالأمس من دماء ابائهم على يد هذا العدو والمجازر التي ارتكبها بحق أبناء جلدتهم؟
كيف تنسى أيها العربي بحر البقر وصبرا وشاتيلا ودير ياسين وخان يونس؟ كيف تنسى القدس؟
لا يوجد تصالح بدون حل عادل وشامل ينال فيه كل طرف حقه، أما غير ذلك فهو انكفاء ومذلة ومهانة تستكمل الصورة الكلية للانهيار العربي الشامل الذي نعيشه في مطلع كل يوم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي