الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم المثليين

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2017 / 9 / 25
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


لا تدخر منطقة الشرق الأوسط وسعا في اثارة الانقسام والخلاف متناسية بذلك القضايا الاساسية والرئيسية، وكأنهم مخدرين منومين مغناطيسيا يتم الدفع بهم بلا هوادة نحو هلاكهم، وفي كل حين يتم اثارة عواصف جديدة تعمي العيون عما يدبر بليل لهذه المنطقة التي تجمعت بها اسباب التعاسة والشقاء.
لا اعرف حقا ما السبب في اثارة مسألة انفصال الأكراد في هذا الوقت على سبيل المثال، بدلا من ان يتحد ابناء العراق جميعا ويطالبون بحقوقهم كعراقيين وليس كأحد الطوائف او الاعراق، فاسباب الاتحاد تبدو بسيطة ومنطقية بينما اسباب الشقاق والانقسام كثيرة ومدمرة ولا نهاية لها.
والتجربة اظهرت ان الانقسام على اسس عرقية أو دينية لم تكن نتيجته جيدة او مبشرة، كما هو الحادث في جنوب السودان، فبعد الانفصال ظن الجميع ان السودان بشقيه سيتفرغ اخيرا للعمل والبناء ومكافحة الفساد، الا ان النتيجة على الأرض لم تكن كذلك فاشتعلت الحرب في الجنوب لاسباب قبلية بينما اندلعت في الشمال لاسباب يعلمها الله، وظل الشقان في شقاق وعراك لا يبدو له نهاية قريبة.
أما في مصر التي اصبحت مشكلاتها مستعصية على الحصر فلا تعدم هي ايضا اثارة الفرقعات، ولدينا كل يوم قصة جديدة ننشغل فيها عن الكوارث التي نعانيها، فمن فتاوى شاذة لممثلة عارية لشبكة دعارة لشبكة سرقة اعضاء لماتش كرة قدم، لخناقة حامية بين اثنين من المغنيين او الممثلين، ووصلنا اخيرا لرفع علم المثليين برعاية الشرطة في احد الحفلات!
فوسط كل هذا العبث الذي نعيشه تكتمل الصورة بمطالبة المثليين بحقهم في التعبير عن انفسهم، وكأن مصر يوجد بها هذا الشئ المدعو "حق التعبير" لأي فئة اخرى على الاطلاق.
وبعيدا عن رأيي الشخصي في المثلية الجنسية، واذا نظرنا اليها من وجهة نظر طبية بحتة، فإن هؤلاء يحتاجون الى رعاية طبية لتعديل المشكلات الفسيولوجية التي قد تكون نشأت عنها هذه الحالة، أو علاجهم نفسيا اذا كانت المسألة نفسية، حيث أنه من المعروف ان المثلية الجنسية كانت سببا في انتشار امراض خطيرة ومدمرة قديما وحديثا، وهو أمر لا يختلف عليه اثنان ولا يجب أن يكون هذا الأمر الشاذ والمنفر شئ يمكن الافتخار به واقراره في مجتمع طبيعي.
الا أن اثارة هذه المسألة الأن بدا وكأنه من قبيل الفرقعات الاعلامية ونظام "بص العصفورة" الذي عودتنا عليه السلطات في مصر وخاصة بعد خطاب الرئيس اللوذعي في الأمم المتحدة عن امن وسلامة المواطن الاسرائيلي وفقط، ولنذهب جميعا "بما فينا المثليين" الى الجحيم!!
ان العالم يتجه نحو التطرف والانقسام والفوقية في كل شئ، اصبح خطاب جميع الفرق والاعراق مثير للقرف حيث يعتبر الجميع انه الأفضل وانه الجنس العريق والباقي هم صنف ادنى من البشر، واصبح كل ما هو شاذ وغريب ومريض يجد الفرصة للتعبير عن نفسه وفرض افكاره المريضة على الغير.
ان هذا الفكر السقيم لا يقود حتما الى السلام والرفاهية وانما الى الحروب والدمار والاقتتال وكأن البشر يسعون حثيثا لفنائهم بأيديهم ووضع نهاية لهذا الكوكب ومن عليه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير