الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة فن الممكن’وليس لوي الاذرعة’كما حدث في استفتاء كردستان

مازن الشيخ

2017 / 9 / 25
السياسة والعلاقات الدولية


لااعتقد ان هناك انسان متحضر’صافي النية نقي السريرة’يمكن ان يقف ضد حق الشعوب بتقرير مصيرها’أو اختيار نظامها السياسي
وانا من المؤيدين لان يعيش كرد العراق فى دولة كردية مستقلة ان اختاراغلبية منهم ذلك الامر
وقد عبرت عن هذا الرأي بشكل صريح وفي عدة مقالات سابقة
لكني اعتبرت ايضا ان التوقيت الذي اعتمدته القيادة الكردية الحالية’وخصوصا موقف السيد مسعود البرزاني’رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته’غيرملائم’بل وخاطئ جدا
حيث انه تحدي الجميع’واصر على تجاهل نصائحهم’رغم ان معظمهم كانوا يتمنون عليه تأجيل الاستفتاء’وليس الغائه’وعلى اساس واقعي منطقي
وهو ان المنطقة لازالت مشغولة في مهمة محاربة داعش’
وان مثل هذا التصرف قد’يثير ضجة ويخلط اوراقا ’’مما قد يؤثر سلبا على سير العمليات الحربية .
واسوأ مافي الامرهو فرضاجراء الاستفتاء في المناطق(المتنازع عليها)
مما يعتبر تحديا واضحا لسلطة الحكومة العراقية الاتحادية
لأن تلك المناطق هي فعليا ورسميا خارج اقليم كردستان المعترف به
حيث ان تلك الاراضي تم احتلالها من قبل البيشمركة اثناء عمليات محاربة داعش
’وكان ذلك بالتنسيق مع الحكومة العراقية المركزية,) لذلك’(وحسب رأيي المتواضع طبعا)
ان القيادة الكردية ارتكبت خطئا فادحا’وان من شأن تبعات وتدعيات الاستفتاء’ان تؤثر بشكل سلبي جدا على الشعب الكردستاني’قبل غيره
فالحكومة العراقية لن تقف مكتوفة الايدي’كما ان اهم واقوى دولتين في المنطقة وهما تركيا وايران اعلنتا صراحة رفضهما لعملية الاستفتاء(على الاقل)
لذلك فان تنفيذ الاستفتاء وضع حكومات الدول الثلاثة المحاددة لاقليم كردستان في حرج واضح امام شعوبهم خاصة وامام الرأي العام عامة’حيث انه من الواضح ان السيد البرزاني قد استهان بهم’ولم يعر تهديداتهم اية اهمية’مما جعللامناص من ان يتدخلوا بقوة لعرقلة مخططات وطموحات الاقليم
وحتى وان تسبب ذلك في نشوب حروب مدمرة’
وذلك الامر لو وقع لكان اكبر المتضررين منه هم الشعب الكردي
حيث من المعروف ان قواتهم المسلحة غير قادرة عمليا ومنطقيا من مقاومة جيوش جبارة جرارة’
ومن غير المعقول ان تتدخل امريكا في مساعدة وحماية(دولة كردستان)لانها سوف تتورط وتضحي بمصالحها في العراق وتركيا’’كما ان اسرائيل بالتأكيد لن تتدخل ايضا’الا اللهم تقوم بتزويد الكرد بالسلاح الفتاك’مما يساعد على ارتفاع مبيعات الاسلحة والتي ستعود بفوائد كبيرة لمصنعي وتجار السلاح اليهود.
كما ان استقلال الدول بعد انسلاخها عن كيان واحد متحد
عضو في مجلس الامن والمنظمات الدولية’لم يعد ارا سهلا’اذ على الاقل يحتاج الى اعتراف دولي وتفهم وتبني من غالبية كبيرة من اعضاء الامم المتحدة
وعدم وجود فيتو من احد الدول الدول دائمة العضوية’
وذلك معناه ان كردستان المزمع اقامتها لن تحظى باعتراف وتبقى دويلة معزولة’لاتملك اية مقومات دولة’وتصبح مثل(جمهورية شمال قبرص التركية)والتي اعلنت استقلالها رسميا ا في صيف عام 1974’بعد احتلالها من قبل تركيا’
والتي حتى اليوم لم يعترف بها الا تركيا’
ومع العلم ان تلك الدويلة المنسلخة عن الدولة الام’تلاقي الرعاية والحماية من قبل تركيا’
لكن الاخوة الكورد لن يجدو من يستطيع ان يرعاهم ويساعدهم’ان قرروا فعلا المضي قدما في الاستقلال’دون موافقة المجتمع الدولي
ودون الاتفاق مع حكومة العراق
كما ان هناك مسألة لايجب ان تغيب عن الحسابات العامة’
وهي ان كورد العراق ليسوا وحدة واحدة’وهم غير متجانسين ولامتفاهمين
’وما يوحدهم فعلا هو موقفهم من حكومة العراق الاتحادية’
وعدى ذلك فهم مختلفون في افكارهم واجنداتهم السياسية’
حتى ان نسبة كبيرة منهم كانت ضدتوقيت الاستفتاء’لكنهم وضعوا تحت الامر الواقع لتجنب الوقوع في الفخ الذي اعده لهم السيد البرزاني’حيث ان تلك المسألة اصبحت ذات حساسية شديدة لانها داعبت المشاعر القومية’ولم يعد احدا قادرا على مناقشتها وسط هذا الجو المحموم
’لكن في الحقيقة انه حتى وان حدثت معجزة وتمكن الاقليم من الاستقلال’’فمن المحتمل جدا ان يحدث صراع دامي على السلطة وانشقاقات كبيرة
قد تصيب الشعب الكوردي باضرار اكبير بكثير مما واجهه من قبل الانظمة العراقية المتعاقبة’واكبر دليل على مااقوله هو الحرب الاهلية التي اشتعلت بين البارتي واليكتي بين 1994-1996(قبل ولادة حزب التغيير)والتي ادت الى سيل دم غزير’وجعلت السيد مسعود يطلب من صدام حسين ارسال نجدة’
حيث تدخل الحرس الجمهوري لصالح البارتي,ولم تنتهي المعارك الا بعد ان القت امريكا بكل ثقلها وهددت برفع الحماية عن شمال خط العرض 34 والذي منع الجيش العراقي من التواجد في حدود الاقليم,
كما من شأن اقامة دولة مستقلة تحديا لاردة دول الجوار’ان تجعل تلك الدولة محاصرة تماما ومخنوقة عمليا’حيث لامنفذ بحري لكردستان’
وحتى اسرائيل’بقوتها وجبروتها ودعم القوى الكبرى لها’ماكانت لتقوم على ارض فلسطين لولا ان لها منفذا بحريا.
اما المسألة الاكثر اهمية’والتي لايجب اغفالها’وهي ان كردستان لايمكن ان تعيش دون واردات نفط كركوك’
وكركوك هي في الوقت الحاضر خارج اقليم كردستان’
صحيح انه اتفق على تسميتها منطقة متنازع عليها’
الا ان ضمها بالقوة’امرغير قانوني’
ويعطي الحق للحكومة العراقية باستعادتها بالقوة’
ودون اي اعتراض من اية دولة’حيث رسميا’لم يتم الاتفاق على عائيدتها الى كردستان
لذلك فكان على الاخوة الكورد الانتظار’والصبر’حتى يتمكنوا من اقناع الدولة العراقية’
وبالاستعانة بضغط دولي’لاقناع الحكومة العراقية بالتعاون والتحقيق في عائدية كركوك
حيث انه من المؤكد ان الحكومة العراقية تدخلت في عملية تغيير نسبة المكونات وانها صدرت مواطنين عرب الى كركوك ’وعن طريق اغرائهم بمنحهم قطع اراضي ومبالغ من المال لتشييد دور سكنية
’هذا الامر عشته وعاصرته’
لكن في نفس الوقت
فئن الكورد ايضا ساهموا بنقل عوائل كردية الى كركوك من باقي المدن الكردية’
ومنذ احداث كركوك في تموز1959’
كما ان السيد اللواء غازي عزيزة كتب مقالة عنونها ب(هل سمعتم بالمفاقس البشرية؟)
وفي تفاصيلها ان تقارير استخباراتية وردت اليه’
وتحدثت عن قيام نساء كرديات من سكنة باقي المحافظات بالقدوم الى كركوك’في الشهر الاخير من الحمل’ليلدوا اطفالهم ويسجلوا في كركوك
المهم ان افضل طريقة للتحقق من عائدية كركوك
هي قبول الجميع بتحقيق دولي’والاعتماد على الاحصاء السكاني لعام
1957’في العصر الملكي الزاهر’حيث لم يكن هناك تشويش او تزوير’أو اي تصرف غير قانوني
انذاك’ان تبين ان كركوك كانت ذات اغلبية كردية’
يصبح على الحكومة العراقية واجب الاقرار بعائديتها الى الاقليم’وانذاك ستتبنى باقي الدول حق الكورد في استعادتها
كل ذلك كان يمكن ان يتم بسلاسة وباسلوب متحضريجعل العالم ينظر الى الكورد باحترام ويتعاطف مع قضيتهم
لكن ان يقوموا بتنفيذ استفتاء رفضه الجميع’
ويتحدوا الارادة الدولية ويحاولوا لوي اذرع من هم اقوى منها
’ويتحدوهم بمثل تلك الطريقة’
فذلك الامرلن يفيد الكورد
بل سيلحق بهم وبقظيتهم العادلة ضررا كبيرا
وذلك يجعلنا نعيد النظر في من كان السبب في مالحق بالكورد من اذى
حيث يتبن واضحا ’من خلال الطريقة والسلوك والاسلوب الذي تعاملت من خلاله القيادات الكوردية المتعاقبة’من خلال المفاوظات’مع الحكومات العراقية
بأن القيادة الكوردية’تتحمل مسؤولية كبيرة فيما حدث’
وأن تلك القيادة افتقرت في كل الحالات للغة المنطق والتصرف الحكيم في جميع الازمات التي اشعلت حروبا’وتسببت بجرائم بشعة ضد الشعب الكوردي الطيب المسالم
وهاهي اليوم تتصرف بشكل يؤكد عدم استيعابها لدروس الحياة’ولم تفهم حتى الان ان السياسة هي فن الممكن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو