الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتهازيه من وجهة نظر جدليه

ادم عربي
كاتب وباحث

2017 / 9 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الانتهازية بمعناها اللغوي هي السعي والمبادرة لاغتنام الفرص ، وتكون دوافعها انانيه ذاتيه ، لتحقيق مكاسب شخصيه ، على حساب الجماعة ، وغالبا ما يكون الانتهازي غير مؤمن بما يقوم به ولكن يتظاهر بذلك من اجل اشباع انانيته وتحقيق مكاسب شخصية ، فالانتهازي هو ما يعمل لنفسة فقط دون اي اعتبار للمجتمع الذي يعيش به ، فالخائن مثلا انتهازي والمثقف قد يكون انتهازي ان باع ما يؤمن به مقابل منصب او مال ، لكن في المقابل هل نستطيع تسمية طبقة كامله من المجتمع انتهازيه؟ هل نستطيع مثلا تسميه طبقة البرجوازيه كطبقة انتهازيه؟ مع كل ما تمثله من استغلال طبقي للفئة او الطبقة الاضعف ، نقيضها ، الطبقة العاملة ، اعتقد ان الانتهازيه لا تنطبق على الطبقات وانما ظاهرة شخصيه فقط ، فليس من العدل تسمية طبقة بعينها طبقة انتهازيه ، فالانتهازي لا ينتمي الى اي طبقة اجتماعيه بعينها ، والنتهازي مقام الحديث هو الشخص الذي يتخذ مواقف سياسيه او فكريه لا يؤمن بها لتحقيق مصالح شخصية او من اجل حماية لمصالح شخصيه ، فالطبقه ككل لا تنطبق عليها الانتهازيه وانما تتغذى الانتهازية بصورة متبانيه للشخص حسب الطبقة .

ان الانتهازية ظاهرة ليست جديدة وانما وجدت من بداية رحلة انسنة الانسان ، وهي ظاهرة إجتماعية خطيرة لما لها من تداعيات تمس المجتمع ككل ، فالانتهازيه بانسجام الانسان مع ذاتة وانانيته الشريرة ، يكون قد الحق ضررا بليغا في المجتمع وحسب الموقع الذي اغتنمه ، فالكاتب الانتهازي مثلا يمكن ان يضلل الجماهير لخدمة مصالحه الذاتيه والتي تكون مرتبطة بجهة معينه سواء ضمن النظام السياسي للبلد او خارجة ، فمن الانتهازيين المشهورين في التاريخ "جوبلز" وزير اعلام هتلر وصاحب المقولة المشهورة " اكذب ثم اكذب حتى تُصدق نفسك " .
تختلف الطبقات والخلفيه الاجتماعية في مساهمتها في تكوين شخصية الانتهازي ، فاذا كان الحديث عن طبقات فتتصدر الطبقه الوسطى في تصدير الانتهازيين ، لما لها من خصوصية في طريقة واسلوب عيشها ، وكذلك الاختلاف في وسائل انتاجها ، فهي مراتب تختلف في وسيلة العيش ، لكن تجمعها صفه عامه فهي تمتهن التجارة والوساطة والسمسرة ، لذلك تحافظ على بقائها قريبة من المسؤولين السياسين واصحاب النفوذ ، لذلك هي بيئة مناسبة لتصدير الانتهازيين .

المثقف بما يمتلكه من علم ومعرفة ، قد يجد نفسة بين الانتهازيين ان هو باع نفسة من اجل مصلحه شخصيه ، او قد يجد فرصة باغتنام مركز ان هو جارى مسؤولة المباشر بك ما يُريد ، لذلك المثقفون عرضة للانتهاز والانتهازيه ، ولا يخلو الامر من الاحزاب والمنظمات السياسية ، فقد توجد بها الانتهازيه إن لم تُخطع افرادها لمعايير العضويه والمراقبة الذاتية ، فالاحزاب السياسيه يمكن ان تشكل طريقا سهلا للانتهازيين في حال غابت مفاهيم مثل شروط العضوية ، المراقبة السلوكية ، التقييم الذاتي وغيرها من المفاهيم التي تُغربل الاعضاء لاي حزب سياسي .

لكن هناك تحدي يُواجه الاحزاب السياسية كافراد ومسؤوليين ، ويتلخص في الفرق بين الممارسة والتطبيق ، فالحزب في المعارضه يختلف عنه في الحكم ، ففي المعارضة لا يمارس بل فقط يقول لا اما في الحكم فهو صاحب الراي والتطبيق ، ومن هنا الاختبار الحقيقي للانسان الثوري او الانتهازي .

الانسان الثوري يختلف كل الاختلاف عن الانسان الانتهازي فهو نقيضه ، هو ذاك الانسان المبدئي الذي يُؤمن بافكارة ومعتقداتة ومبادئة وهو بطبعه هذا هو انسان ثوري ، فالثوري يُولد ثوري ، غالبا ما يتميز بالشجاعة والحكمة وبعد النظر وتقدير الموقف والموضوعية ، مدافع عن الحقيقه مهما كلفته من تضحيات ، ناكرا لنفسة ، يرى سعادتة في وجوة الناس ، مسيرتة هي كشف الحقيقه وتوضيحها للمجتمع والانسانيه ، الانسان الثوري أفضل من يُقدر الموقف وهو أفضل من يدرس الواقع ويقدمه للناس ناصحا بحكمة الثائر وانسانية المُضحي ، يقرأ الواقع كما هو دون تغيير ليستخلص منه الحقائق ويقدمها للمجتمع ، الواقع الخارج عن ارادة الانسان ، حيث ان الواقع يسير على اسس موضوعية خارج ارادة الانسان ، يستخلص الخقائق التي تتغير وفقا للواقع الموضوعي الذي يخلق حقائق جديدة ، هذا هو الثوري الذي انتصر على نقيضه ليصبح قائدا ثوريا للجماهير .
اثراء :
ماجد رجل فقير الحال يعمل عند طبيب كسكرتير ، يقوم باستقبال المرضى وترتيب ادوارهم وتنظيف العيادة بعد انتهاء الدوام مقابل خمسة دنانير في اليوم ، نادر في احد الايام مرت في نفسه خواطر كثيرة ، فهذا الطبيب يجني يوميا من عمله الف دينار وانا فقط خمسة دنانير ، كيف استمر في هكذا وضع فالولد لامع في صفه ومتفوق واريد له مستقبلا كهذا الطبيب ، واستطرد وقال ولكن من اين؟ فالخمسة دنانير لمن ؟ لمصروف عائلة من خمسة افراد ام لدفع اجرة البيت ! . لا بد من مخرج لهذه الازمه التي اعيش فيها .

فكر ماجد في الامر كثيرا حتى قفز في احد الايام يصرخ وجدتها وجدتها ، تخيل نفسة في تلك اللحظه ارخميدس .......
ذهب ماجد بعد انتهاء الدوام الى المكتبه واشترى دفتريا ذو الحجم الكبير ابو الماتين صفحه وقلم بارقر اصلي ووضع خطته حيز التنفيذ في اليوم التالي ، فقد قرر ان يصبح طبيبا ويجني الف دينار يوميا .
الامر بسيط خاطب نفسة ، ساسئل كل مريض ياتي الى العيادة اثناء تنظيم الدور مم يشكي ، وعند خروجه اساله عن الوصفه متظاهرا بالتاكد من كتابتها ، وعند ذلك اسجل المرض في خانة على الدفتر وفي الخانه المقابله اسم الدواء .

ظل ماجد مواظبا على هذا الفعل مدة شهر كامل دون كلل او ملل حتى امتلئ الدفتر بالامراض والوصفات الدوائيه ، حينها قال في نفسه الان اصبحت طبيبا فجميع الامراض والوصفات في دفتري مع كتابتها الصحيحه ، الان في مقدوري فتح عيادة في مدينه اخرى .

بالفعل رحل ماجد الى مدينه اخرى وفتح عيادة تحت اسم الدكتور نادر ، وما هي الا بضعة اسابيع حتى باتت عيادته تعج بالمرضى ويجني الف دينار يوميا ، فقد كان يسال المريض مم يشكو وبعد التظاهر بمعاينته يفتح دفترة ليكتب الوصفه .

وفي احد الايام بينما هو جالسا على مكتبه دخلت امراة فلاحة ريفيه تصرخ ...الحقني يا دكتور ، رفع ماجد راسه وقد اخذته الدهشه وسالها : ما الامر ؟ ، فردت على عجل ومكررة زوجي زوجي رح يموت ، ارجوك ساعدني ، فقال لها ماجد ولكن مم يشكو ، فردت بالقول : كان زوجي ياكل السمك وشبكت سفيرة في حلقه وهو الان لا يقدر على التنفس ارجوك ساعدني ، فتح ماجد الدفتر فلم يجد شئ ، فشعر بالحرج ، ولكنه تدارك نفسه وفتح درج مكتبه فوجد لزقة جروح ، فاعطاها للمراة ، فانطلقت المراة مسرعة للعودة الى زوجها ولكنها قبل وصولها الباب استدارت وسالت ماجد : اين اضعها؟ شعر ماجد بالحرج والتلعثم مرة اخرى فما كان منه الا ان قال : ضعيها على خصيتيه ، فانطلقت المراة مسرعه الى بيتها ودخلت المنزل ومباشرة اتجهت الى زوجها وبدات بسحل سحاب بنطالة من اجل وضع اللزقه كما قال الطبيب ، عندها شعر زوجها بحيصة شديدة ، فما كان منه الا ان عطس واذا بالسفيرة تخرج من حلقه وعلى مسافة امتار .

سرت الزوجة وارادت ان تشكر الطبيب بطريقتها فاحضرت في اليوم التالي سلة من اقراص الزعتر عملتها جيدا ودهنتها جيدا بزيت الزيتون وذهبت الى عيادة الطبيب ، وبدات بالشكر والمديح للطبيب ، بارك الله فيك انقذت زوجي ، هذه هديه ارجو تقبلها ، ما في شيئ من قيمتك يا دكتور ، عندها التفت ماجد وقد اصابته الدهشه ، وقال لها : ما الامر؟ فوضحت له ما حدث معها البارحة ، فما كان منه الا ان فتح دفترة وكتب سفيرة في الحلق وفي الخانة المقابله ، العلاج لزقة على الخصيتين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط