الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي هامش المسألة العراقية

حمدى عبد العزيز

2017 / 9 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



ربما كان العراق يدفع تراكمات عقود سابقة من الإستعمار ثم أنظمة القمع والإستبداد السياسي المحلي التي تمثلت في السلطات المتعاقبة لحزب البعث العربي (أحد أهم الفاشيات العربية بعد الفاشية الدينية)

والإحتلال الأمريكي والتشوهات التي خلفتها أعمال (برايمر) التخريبية علي النظام السياسي العراقي وكامل الحياة السياسية بما أدي إلي افسادها واغراقها في أوحال العمالة والمال السياسي بصورة تمتد آثارها لتنال من بعض القوي والفصائل الوطنية والتقدمية داخل العراق وخارجها

كذلك فوضي التسلح السياسي والطائفي والعشائري
وسيادة سلطة المحاصصة الطائفية والنفطية

وانكشاف العراق الفادح تحت فوضي التدخلات الأجنبية وتغلغل أجهزة المخابرات الدولية في عمق المجتمع العراقي وأبرز ظواهره تغلغل الموساد الإسرائيلي داخل مناطق الأكراد وتعاون القيادة الكردية الرسمي المعلن معه

العراق الآن ينجرف بكامل جسده نحو منزلق صعب ربما يسهم في تأزم الكثير من الأوضاع داخل منطقة المشرق العربي

ومشروع انفصال الدولة الكردية المزمع لن يؤدي إلي حل مشكلة الأكراد وإنهاء مظلوميتهم التاريخية عبر إنشاء دولة مبتسرة غير مكتملة الأسس والمقومات ومحكوم عليها بالإختناق المبكر والوقوع تحت رحي تدخلات عسكرية إقليمية محتمة من أقوي دولتين إقليميتين حال إعلان الإنفصال مما ينذر بتوسعة اندلاع نيران الصراعات الإقليمية لتلتهم كامل المشرق العربي ومنها إلي ماهو ممكن أن يترتب علي ذلك في أبعاد إقليمية أخري

والكثيرين من المتعاطفين مع الإنفصالية الكردية يروجون لقراءة خاطئة في مسألة حق تقرير المصير للشعوب

إذ أن حق تقرير المصير قد ظهر كمبدأ للتضامن مع الشعوب التي ترزح تحت نير كافة أنواع الإستعمار

ولم يقصد به دعم إنفصال الإثنيات العرقية أو الدينية كحل لما قد تعانيه هذه الإثنيات من اضطهاد أو مظلوميات في بعض المجتمعات وإلا أصبحنا أمام تجزؤات لانهاية لها وكيانات ودويلات هشة ومثيرة للصراعات والنزعات الإقليمية والداخلية ومد هذا الخط علي استقامته سيؤدي إلي المطالبة بانفصاليات داخل الإنفصاليات ذاتها فالمناطق الكردية مثلاً تتواجد فيها هي ذاتها تجمعات عرقية وتنوعات طائفية مختلفة سيكون لها حق المطالبة بالإنفصال حق قيام الدولة الكردية المزعومة

لايوجد حل لمظلوميات الإثنيات إلا في حل الدولة المدنية الحديثة التي تؤسس علي أساس مبدأ المواطنة وإقرار الحريات العامة والخاصة واحترام التنوعات الدينية والثقافية للشعوب وإنفاذ المساواتية الحقوقية بين الجميع

والقوي الثورية الحقيقية في أي مجتمع هي التي تسعي لإنهاء مظلومية الأقليات عبر قياداتها للإنخراط في النضال الوطني والإجتماعي من أجل إقرار العدالة الحقوقية والإجتماعية لكامل الشعب وفي إطار الدفاع عن استقلاله ووحدته

لاحل داخل العراق إلا بانخراط جميع الشعب العراقي في نضال من أجل إنهاء نظام المحاصصة الطائفية والإقتصادية وإنهاء كافة أشكال التدخل الأجنبي والحفاظ علي استقلال العراق ووحدته تحت لواء دولة وطنية مدنية حديثة تحترم الحقوق والحريات العامة والتنوعات الثقافية والدينية والعرقية وتضمن المساواتية الحقوقية القانونية لكافة أبناء العراق علي تنوعاتهم

___________
حمدى عبد العزيز
25 سبتمبر 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية