الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استفتاء الإقليم وتبعاته

داود السلمان

2017 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لا أجافي الحقيقة حينما أقول بأنني من الأوائل الذين يتابعون عن كثب قضية استفتاء إقليم كردستان، التي ابتدعها وروّج لها ودعمها مسعود البارزاني المنتهية صلاحيته ولا أقول ولايته.
فمسعود قد احترقت أوراقه وبات يلعب على ورقة أخرى يعتبرها العديد من المحللين السياسيين أنها ورقة خاسرة. وعلى الرغم من ذلك يصر هذا الرجل على لعبها، بحسب استراتيجية يرى أنها سوف تكون من صالحه، وهو بعد لم يخسر شيئاً، فالظروف باتت مهيأة له، ذلك لما يمر به البلد من ظروف استثنائية، داعش الإجرامي من ناحية والأزمة السياسية التي تعصف بالبلد من جهة أخرى، وما صاحبها من فساد مستشرٍ على جميع الأصعدة.
فبحسب التقارير والتحليلات السياسية، فإن مسعود وبقية الشخصيات السياسية الكردية هم مشاركون حقيقيون في الأزمة التي تعصف بالبلد، وكذلك أياديهم ملطخة بسرقة قوت الشعب ولا سيما المواطن الكردي، فالغالبية العظمى منهم يعيشون بفقر مدقع وساستهم متنعمون وينامون على ريش النعام.
علاوة على ذلك فإن الإقليم يتسلم حصته من الموازنة بالتمام والكمال، وهي أكثر مما تتسلم بقية محافظات العراق وخصوصاً الجنوبية منها، وهم يشكون ويتباكون ويقولون بأن حصة الإقليم لا تسد احتياجاتهم، بصرف النظر عن النفط الذي يهرّبه مسعود وعصابته من دون علم بغداد، وقيل بعلمها، وتذهب عائداته إلى جيبه الخاص وجيب حزبه وبعض حاشيته المقربين.
مسعود يريد أن يصبح البطل القومي الأوحد بنظر الأكراد، وهم مغلوبون على أمرهم، وبعضهم الآخر لجهله وسذاجته راح يهلل ويزمر، معتقداً أن الأمور سوف تصبح في صالحه، إذ ستكون له دولة تمثله غير عابئين من مغبة ما سيحصل لهم بعد أن قررت أكثر الدول غلق حدودها مع الإقليم، وخصوصاً الدول المجاورة لها كتركيا وإيران وحتى بغداد، فكلمة السيد العبادي كانت شديدة اللهجة، فقد أوضح على حد قوله أنه سيحافظ على وحدة العراق حتى إذا اقتضى الأمر بالتدخل عسكرياً، وهذا يعني أن الأمر بات على شفا حفرة من الخطر والتي يعلمها البارزاني علم اليقين ثم يصر على ذلك، لأنه ليس له اختيار غير ذلك كونه أصبح بلا شرعية.
جميع المجتمعات الدولية ترفض الاستفتاء وتعتبره لا يصب في مصلحة العراق، بما فيها أمريكا التي تعتبر هي أساس البلاء الذي حل بالعراق، لكن مسعود يصر عليه، لأنه إن رفضه فسوف يُحدد مصيره وهو الفاقد الشرعية، فأراد أن يضرب عصفورين بحجر واحد، وهو ما آلت إليه الأمور، لكن بالنتيجة إن الشعب العراقي هو الخاسر الوحيد في هذه المعمعة، والمواطن الكردي على وجه الخصوص، ولا نريد أن نستبق الحدث فإن الأيام الآتية ستكشف المستور. وندعو الله تعالى أن لا تصل الأمور إلى المواجهة وحمل السلاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ