الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتور الملاطفة !..

يعقوب زامل الربيعي

2017 / 9 / 26
الادب والفن


قصة قصيرة
........
قالت :
ــ لا شيء يمنعك من أن تبتسم.
ورغم أنه كان على الرصيف المقابل سمعته يرّد عليها:
ــ ولا شيء يمنع من البكاء!
العجلات والمارة والصخب وخطوط المشاة، وحتى دخان السجائر التي تدجن السعال في الصدور، كلها كانت تنزلق بمرونة.
في ناحية من تنازلات التذمر، أختار هو جادة اللايقين، وكان على وشك أن يفكر مليا بما حدث. وقت اختارت هي ثمة حلم مخادع، تمنت لو كان بعض مزحة تحتضن قلبها، لتبكي بلطف.
وقبل أن يفترقا، كلٌ لناحيته، كان بعض بياض، يندرج عميقاً. يشق شعاب صدر كل منهما كما عطر النارنج. قال:
ــ ليس حقيقياً أن أبتسم بلا شيء
وأمام فنجان قهوة في عزلة من جلاس المقهى، بعد أن تنهدت بنعومة، لأن وردة مدماة سقطت بحرارة فاترة، تاركة ابتسامة بين شفتيها ابتسامة حزينة.
في تلك اللحظة، نظر لتلك الناحية المدماة، تغمر قلبه خسارة تحوّلت إلى سهو. فكر بتلك القطعان التي تتحرك على عجلات بلا خوف، مراعية العشب الثمين المضاعف. وفي وقت تموّج جسمه ليأخذ شكل نبتة لها قلب وزفرات، عندها أصبح قادر على الملاطفة، وبفتور بكى.
ارض المقهى الجافة رفعت عينيها لقطعان من الصور الباهتة على عرض الجدران التي كانت تغوص بنظر المرأة والرجل اللذان جلسا متقابلين حول منضدة ارجوانية ذات قوائم مجنّحة. كل منهما يلتمس حلول الرعاية. يتأملان الدوائر المتوفرة بين السماء والارض، وإلى ما ينطوي عليهما العالم المتحرق للصعود، مَسّدّ أحدهما أصابع يديّ الآخر.
تلك فكرة عامة عما حدث!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما