الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطة سلامة الجديدة: اعادة تاجيج الحرب

احمد الحسين التهامي

2017 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



في ظني وتقديري لكي نفهم المنعطف الحاد الذي تشهده السياسة الدولية تجاه ليبيا ثمة امر لابد من ارتكابه والتورط في اوحاله؛ لم يعد ممكنا لنا كليبيين وكمحلليين حتى ان نكتفي فقط بترداد محفوظات كليات الحقوق والعلوم السياسية التي تردد كببغاء اعم واصم ان المنتظم الدولي هو جهاز النوايا الحسنة في العالم وانه يسعى دايما لحل المشكلات وايقاف الحروب وحفظ الامن والسلام في العالم! فترداد هذه المحفوظات على انه موقف اخرق !!ومراهق ومثالي في عالم يضج بصراعات عملية وحربية نارية الطابع هو ايضا موقف اكتفاء بما يصدره لنا موظفوا الامم المتحدة مماحفظوه من اناشيد ونحن في ليبيا اليوم وفي وطننا العربي الواحد لاشد مانكون الى درس شجاع ودقيق للوقايع لا للاناشيد!! مايجب علينا في حالة الحرب الاهلية الليبية المتعددة الوجوه هو ان نتقدم خطوات الى الامام لنقترح قراءات جادة لهذه الخطة الاخيرة خطة سلامة 20 سبتمبر او لغيرها والتقدم مع سلامة يوصلنا في ظني الى لب خطته ومركز عمله واهتمامه الا وهي المرحلة الثانية من الخطة اي المؤتمر الوطني الموسع والضخم حتى انه اضخم من اللوياجرجا الافغانية وهذا يعني ان علينا تجاوز الشكوك والغموض في كامل الخطة وفي مراحلها الاولى او الاخيرة فتلك في الاساس مجرد زينة دولية لا اكثر ولا اقل!! مايجدر بنا الاهتمام به هو العرس نفسه وليس الزينة اي المؤتمر الوطني الموسع والضخم جدا! ومن الخيارات اللازمة لهكذا عمل ترك مسالة اليات التنفيذ وبحث توفرها من انعدامه اذ ثمة ترجمة عملية هامة لغياب هذه الاليات وهي انها الطريقة الوحيدة المتاحة امام غسان سلامة لاستعادة مفاتيح اللعب المبعثرة هنا وهناك يمنة ويسرة واعادة حصرها في يده!! اي هي الطريقة الممكنة والمتاحة للمبعوث الدولي في مواجهة تكاثر وتعدد وتفرق وتناقض مسارات الحل التي جعلت الازمة الليبية كما هو التعبير اللطيف عنها جعلتها جزء من صراعات دولية مختلفة اقليمية وعالمية! وفي نظري انها كلها كانت تحاول تجميد الحرب الاهلية الليبية ومنع تسارعها قبل معرفة النتيجة حتى تضمن نتايجها! لذلك عمد المبعوث الدولي الى اغراق كل هذه المسارات في بحر عظيم كبير هو المؤتمر الوطني الموسع مما يؤكد ان هذا المبعوث (سلامة) ينتمي فعلا وقولا الى عالم تعوزه الحيلة ولا يعرف من السياسة الا مايضمن استمرارية مرتبه فقط بتكرار حلول سبق اجتراحها مع لمسة زينة عابرة! ويمكن هنا فهم الرغبة الجامحة الظاهرة لاعطاء حق التمثل في عملية التفاوض الموسعة لاطراف سبق واخرجت او خرجت بارادتها او لم تدع اصلا الى التفاوض! هو رغبة اخرى لا يعلنها السيد المندوب لكنها تطل براسها مع كل حرف من كلامه مذ كلف! وهي انه اكتشف وتعزز لديه انطباع بانه ثمة توازن دولي حول ليبيا القوى الدولية المتصارعة حول ليبيا متكافية في القوة والحجم ولديها جميعا ملفات اخر تتقدم في الاهمية الملف الليبي كما ان شرطي العالم نفسه (الولايات المتحدة) كررت مرارا انها غير معنية بملف ليبيا مما حصر الصراع بين اوربا وروسيا دوليا و مصر وقطر عربيا مما جعل سلامة يستنتج انه لا امل لا في حل قريب للازمةولا حتى في دفع المسار القايم حاليا مسار الصخيرات الى الامام فتش ثم فتش فاكتشف اهمية لحظة المراوحة والتقاط الانفاس واخذ يبحث عن توفير مناخ ملايم لهكذا لحظة ولذلك اختار صيغة المؤتمر الوطني الموسع فهو اللحظة المناسبة لايجاد عدة عوامل تسهم بالدرجة الاولى في تسهيل عمل المندوب الدولي وقد تسهم ثاتيا وبشكل اقل اهمية واقل تخطيطا و في زمن لاحق في حل الازمة!! فثمة عدة نتايج ستفرض نفسها على الجميع انيا بمجرد اعلان الخطة واول هذه النتايج ان تنخفض مباشرة قيمة اية مطالب لاي طرف ليبي او اقليمي مهما كانت هذه المطالب محقة وعادلة ومنطقية فمن يشتري المنطق في زحمة سوق؟! وان يستقر بسرعة مبدا اعادة التفاوض من نقطة الصفر وبالتالي ان ينتهي الى لاشي كل الجهد الدولي السابق اي ماسمي اتفاق الصخيرات وتوابعه وفي هذا لوحده مكسب واضح للمندوب الدولي فمن جهة هو يعلن عن وصوله بحدث مدوي ومن جهة اخرى هو يتيح لبعض الاطراف الليبية التي كانت متباعدة ان تتفارب مجددا وان تتصل تلك التي لم تكن تتصل وان يظهر المندوب كما لو كان يقبل بعض ش وط الاطراف الليبيين فالغى المادة الثامنة دون ثمن لان اصلها نفسه (اتفاق الصخيرات) قد ولى!! واعطى الاسلاميين على الطرف الاخر فرصة الاختباء في زحمة المؤتمر الامر الذي لم يكن ممكنا سابقا والضحية الوحيدة لهكذا تفكير هي الثقة في المجتمع الدولي ويتبعها على الفور المجلس الرياسي السابق فهو مهما كانت غنايمه خاسر اذ كل الثقة التي تعامل بها مع المشهد الليبي مردها ثقته في ديمومة واستمرار وعدم تغيير الصخيرات فاذا بسلامة يضرب ثقته هذه في مقتل و ينتهي منها ومنه!! وثمة نتيحة جديرة لوحدها بالاعتبار فتاجيل حل المشكلة لسنة ليس قرارا مقدسا فعمل غسان الرىيسي مر عبر الغاء ترتيبات كانت قايمة اذن بعد السنة سوف يكون لكل حادث حديث!! فاما ان يموت الحمار او يموت جحا او السلطان نفسه! وهذا يعني انه بعد سنة قد يصرف المجتمع الدولي نظره المركز اليوم على ليبيا اساسا وهذا يعني بالنسبة لسلامة ان الفرصة متاحة امام حدوث تطورات اقليمية حادة مما يؤدي الى ان ترزح قوة ليبية ما تحت ضغط الاخرى فيسهل تمرير الحل على حسابها عموما كثرة الحاضرين للمؤتمر الوطني الموسع سوف تصرف اولا الدول الكبرى عن الاهتمام به ثم الاقليم ثم الليبيون انفسهم وعندها يمكن الحديث عن اي حل او قبول الحل الذي تفرضه وقايع الارض وهذا يبدو لي سيكون ملايما لكل الاطراف الليبية التي لها وجود على الارض اذ يتيح لها فرصة معاودة القتال وبالتالي اعادة فحص التوازنات من جديد لكن ثمة اطراف ليبية لن يرضيها هذا الحل وسوف تجهد لمنعه لانها خسرت الارض اصلا ولكن للمتاح امامها هو ان تربح داخلةقاعات المؤتمر الوطني الموسع لذلك ستعود للتفاوض مهزومة وهذا يعني شيىا واحدا واضحا ومحددا ونهاىيا ان لحظة اعلان الخطة الجديدة يوم 20 سبتمبر هي نفسها لحظة استىناف السباق الليبي على الارض لحظة تاجيج الحرب فكم هي خادعة العناوين وكم هو مخادع هذا المنتظم الدولي السلمي!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد