الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صرخة من مدينة تطوان

ناس حدهوم أحمد

2017 / 9 / 27
الادب والفن


رغم الحكم الصادر عن القضاء المغربي بإلغاء العضوية البرلمانية لأحد الأشخاص المنتمين لحزب العدالة والتنمية الدي يقود الحكومة المغربية . والدي هو في نفس الوقت رئيس الجماعة الحضرية لمدينة تطوان . رغم الحكم الصادر عن القضاء فقد تم إعادة الإنتخابات من جديد لإختيار نائب برلماني جديد . إلا أن المغاربة يئسوا من لعبة الإنتخابات ( التي غالبا ما تكون مشبوهة ) فلم يصوتوا كعادتهم . فقط قام بالتصويت أتباع وأصدقاء الحزب المدكور وعائلاتهم فطلع من جديد نفس الشخص الدي تم الطعن في شرعيته . فأقيمت العمارية للإحتفال بالرجل القديم الجديد وربما مأدوبات الزرود كتقليد مغربي في هده الحالات . لتعود حليمة لعادتها القديمة .
تأملوا أيها الدراويش في واقعكم وأحوالكم مع ديمقراطيتنا العرجاء التي لا يستحقها أحد سوى أولائك الدين ليس لهم مع الديمقراطية الحقة إلا الخير والإحسان . فهدا البرلماني الدي يهرف أيضا على رئاسة الجماعة الحضرية ( هده الجماعة التي لا علاقة لها إطلاقا بما هو حضري ) لم يستطع حتى تنظيف شاحنات نفايات المدينة التي يدير شؤونها ( ياحسرة ) وغسلها حتى يعفينا من روائحها الكريهة التي تسكت الأنفاس . فهده الشاحنات مع شاحنات الدجاج المنتوف عندما تمر وسط المدينة فإن الناس تغلق أنوفها وتوقف أنفاسها فكأنها أصيبت بالكيماوي . ولا داعي لاستعراض العاهات الأخرى لهده المدينة و التي لا تحصى . إضافة إلى الشوارع المحتلة من طرف جيوش عرمرم من الباعة المتجولين والتي قطعت الطرق والمنافد ولم يعد هناك متسع للراجلين وأحيانا للسيارات أيضا . لكن الجماعة الحضرية المحترمة لا تتغافل أبدا عن حصاد ما يمكن حصده من ضرائب لا تستثني أحدا حتى أولائك الدين بالكاد يصلون إلى لقمتهم المتواضعة .
ما هدا الدي يحدث لنا ؟ أين هي المسؤولية وأين هو الإحساس الإنساني والضمير المهني وأين هي الكفاءة والروح الوطنية لإنقاد ما يمكن إنقاده ؟
لقد أصبحنا نعيش مثل الحيوانات الضالة وغير الضالة . لا نملك ولو الحد الأدنى من شروط العيش البشري .فمند أن عمل المغرب بالنظام الديمقراطي الدي لم نر منه سوى صناديق الإقتراع . ونحن نتقدم تقدما باهرا نحو الخلف ونسير قدما نحو الهاوية وبوتيرة مسرعة مثل البرق . وأين هي الحكومة التي لا تستحق منا إلا الإشفاق ؟ إننا كمغاربة والقلة منا تدرك جيدا أنها حكومة ليس بجعبتها ما تعطيه ولا قدرة لها على حل مشاكل البلد . وهده الديمقراطية العرجاء والمشوهة تؤدينا ولا تنفعنا . فما هو الحل والأمور عندنا أزكمت الأنوف وقهرت الأنفاس تماما كشاحنات المدينة الحضرية التي تنقل الأزبال . الوطن ينتحر والشعب ينتحر أفلا تشعرون ؟ ما العمل ياأولي الألباب المتجمدة ؟ أو ربما المخدرة والله أعلم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا