الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يضعون الكرد دائماً في قفص الاتهام .

يوسف حمك

2017 / 9 / 28
القضية الكردية


المواقف الشجاعة من أي منبرٍ كانت كعبها عاليةٌ ، و هامات أصحابها مرفوعةٌ ، و نواياهم صادقةٌ .
الوقوف مع الحق مسألةٌ أخلاقيةٌ ، و الاعتراف بمشروعيته نابعٌ من وجدانٍ نظيفٍ ، وضميرٍ حيٍ ، و عقلٍ مبدعٍ ، و فكرٍ مستنيرٍ حرٍ .

فلا حرية لمن يعرقل وصول الحقوق لأصحابها . بل هو عبدٌ لموروثٍ ثقافيٍّ ملوثٍ بغبار التاريخ .
و لا غرابة في ذلك فالعبد لا يملك زمام المبادرة ، و لا يجرؤ على اتخاذ القرار إلا إذا كان يصب في مصلحة سيده .

قليلون هم الأحرار الذين يمشون عكس التيار ، و لا ينطقون إلا بالحق .
أولئك يحتلون مكاناٌ مرموقاً كبرهانٍ ساطعٍ على صواب مواقفهم اللامعة ، و يحظون بحصة الأسد من الفضيلة و الجرأة و انفتاح الوعي .

أما الكتاب و المثقفون فمواقفهم المتحيزة تتصف بالعمالة الثقافية الكبرى للجهات المعنية التي على موائدها يقتاتون ، بعد أن دفنوا ضمائرهم ، و أجهزوا على كرامتهم بالكامل .
و ذلك بغية تفكيك أوصال الحق ، و التشويش على مبادئ العدل ، و خنق الإنصاف و المساواة .

الناس جميعاً توحدوا خلف المشروع التركي الفارسي العروبي باستثناء النذر اليسير من الأحرار ، لتشويه صورة الشعب الكردستاني ، و الإساءة إلى قضيته العادلة التي تستحق كل إعجابٍ و تقديرٍ .
مشروعٌ شوفينيٌ حاقدٌ ، يقر صراحةً على طمس معالم هذه القضية ، و على عدم مشروعيتها .
محاولاً اقتلاعها من الجذور ، و إن سنحت الظروف لَطْمُها بضربةٍ قاضيةٍ .

مصارعةٌ إعلاميةٌ ، و تراشقٌ فكريٌ ، و تهجمٌ طائفيٌ صرفٌ ،
و تعصبٌ قوميٌ متعال مضادٌ لعجلة التاريخ و التطور .
شذوذٌ في المواقف إلى درجةٍ مخيفةٍ ، و إباحيةٌ في إطلاق الاتهامات دون رادع ضميرٍ .
مرضٌ خبيثٌ طال ثقافة الشرق المنحوس ،
و فضائحٌ عدوانيةٌ لا تليق بعصر الانترنت ،
تزمتٌ دينيٌ و مذهبيٌ يخرج عن نطاق المعقول ،
و متعةٌ لشهوة القتل ، و التلذذ برؤية الجثث المطحونة تحت ركام التدمير .....
نفاقٌ في الرؤى و الرؤية .... فهذا رئيس وزراء العراق تعصبه الأعمى لطائفته بلغ حداً متطرفاٌ – سيرتد وبالاً عليه – يفرض جملةً من الإجراءات الظالمة على شعب كردستان في إقليمه الآمن ، لا تبتلعها الثعابين ، و لا تشتهيها العقارب .
و بتصريحاته المتهورة يرتكب خطاً أخلاقياً .

أما أردوغان فمنذ محاولة الانقلاب الفاشل داخل بلاده أفقد صوابه ، و ضَيَّعَ بوصلة رؤيته السليمة .
يغازل الخصم و العدو قبل الصديق ، ليفوز قلبه طمأنةً في قلب بلاده ،
لئلا يطالبه عشرون مليوناً من الكرد بحقوقهم التي استولى عليها بغير وجه حقٍ أسوةً بأبناء جلدتهم في إقليم كردستان .
فهو يشمر عن ساعديه ، و يستل سيفه مهدداً لا ليقتل حلم خمسين مليوناً من الكرد فحسب ، بل ليهيمن على مناطق شاسعةٍ يضمها لامبراطوريته التي يسعى إلى إنشائها .

و يتحفنا تارةً بتصريحاتٍه الخجولة ، و مغالطاته المفضوحة التي لن تنطلي على أحدٍ ،
حينما يصف المسؤولين الكرد بأنهم : ( لا يعرفون أن يديروا دولتهم ) .
أليس تحسين الأحوال الداخلية للكرد من اختصاصهم ، و ترتيب أوضاعهم من شأنهم وحدهم لا شأن أردوغان ؟!
لكن خير ردٍ عليه هو كلام الكاتب السعودي مشاري الذايدي في مقالته المنشورة بجريدة الشرق الأوسط حينما قال مشكوراً : ( إذا كان الكرد لا يعرفون طرق الحكم ، فهل تعرفها جماعة الإخوان بمصر مثلاً ، أو جبهة النصرة بالشام لاحقاً ، و فتح الشام حالياً .)
انتهى الاقتباس .

أليس من الحق الكرد أن يعيشوا كما يشتهون ؟
أم يجب أن يختاروا لون حياتهم حسبما يستسيغه الحاقدون ، و يشقون طريقهم على مزاج المتآمرين ؟! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا