الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموضوع والمحمول بين الفلسفة واللغة

علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)

2017 / 9 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الموضوع والمحمول أو المحكوم عليه والمحكوم به في المنطق أو المسند إليه والمسنَد في البلاغة أو الجوهر والعرض في الفلسفة أو المبتدأ والخبر في النحو كل هذه مسميات تدل على طرفي القضية الحملية .
والقضية الحملية كل قضية تتكون من طرف أول يراد الإخبارعنه أو يراد منه أن يكون موضوعا أو يسند إليه شيء أو يكون جوهرا قابلا لعارض أو قابل نحكم عليه بشيء , ويسمى هذا الطرف بالموضوع أو المسند إليه أو المحكوم عليه أو الجوهر أو المبتدأ .
أما الطرف الآخر فهو ما يخبر به أو ما يكون محمولا على الموضوع أو مسندا للموضوع أو محكوما به وهذا هو المحمول أو المسند أو العرض أو الخبر .
ففي قولنا : النار حارة فإن النار هي الموضوع لأننا سنخبر عنه أما باردة فمحمول على النار , والنار أيضا مسندا إليه لأننا أسندنا الحرارة إليها فالحرارة مسند , والنار كذلك جوهر أما الحرارة فهي عارض , والنار بعد ذلك مبتدأ أما حارة فخبر .
والموضوع بالنحو العربي والبلاغة العربية هو كل ما يمكن الإخبار عنه ولا يقتصر على المبتدأ النحوي فقط , فالمبتدأ والفاعل ونائب الفاعل وأسماؤه كلها موضوعات أما الخبر والفعل فهي محمولات لأننا أخبرنا بها
والعلاقة بين الموضوع والمحمول علاقة ارتباطية ولو سألنا عن الرابطة التي تربط بينهما في جملة النار حارة فنقول أنها النسبة أي أن تمثل النار موضوعا بالنسبة للحرارة أما الحرارة فتمثل محمولا بالنسبة للنار , لكننا نجد أن هذه العلاقة لا تخرج عن ثلاث حالات فالمحمول أما أن يكون ضروري الثبوت , أو ضروري السلب أو لا متعادل الكفتين , فتسمى في الحالة الأولى بالوجوب وفي الثانية بالامتناع والثالثة بالإمكان .
ويطرأ على المحمول والموضوع ما يطرأ على الجملة الخبرية من تقديم وتأخير وتنكير وتعريف ونسخ وحذف وذكر , لكن المهم يظل الشيء الذي يخبر عنه هو الموضوع سواء أكان موجودا أو محذوفا مقدرا أو متقدما أو متأخرا .
والمركب من الموضوع والمحمول يسمى القضية الحملية لأننا نحمل فيها بالمحمول أو الخبر أو المسند على الموضوع أو المبتدأ أو المسند إليه .
ويقابلها القضية الشرطية وهي التي تتكون من قضيتين حمليتين يشترط حصول الثانية منهما حصول الأولى , كقولنا : إذا درست بجد تنجح , فلا يحصل النجاح ما لم تحصل الدراسة بجد , فالرابطة هنا رابطة اشتراط وتعليق لا إسناد وحمل كما في القضية الحملية .
والقضية الحملية إما سالبة أي منفية أو موجبة أي مثبتة وهي كذلك أما ذهنية أو خارجية أو حقيقية فالموضوع في القضية الموجبة يتحقق في الذهن أو في الخارج أو في نفس الأمر والواقع ، فلو كان الموضوع في عالم الذهن ، فالقضية حينئذٍ تسمى ذهنية ولو كان الموضوع في عالم الخارج، تسمى خارجية ولو كان الموضوع في نفس الأمر والواقع تسمى حقيقية.
وقد جاء صدر الدين الشيرازي بتقسيم ثنائي للحمل فعنده إن الموضوع في القضية إما أن يكون ذهنيا لا علاقة له بالخارج أي الذات والماهية فحسب فيسمى حينها بالحمل الأولي , وأما أن يكون الموضوع موجودا في الخارج تعلق الحمل بالوجود فيسميه الحمل بالحمل الصناعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح