الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انفصال كردً عند اسرائيل فوائدُ

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2017 / 9 / 30
القضية الكردية


انفصال كردً عند اسرائيل فوائدُ
لاتدخل اسرائيل في موضوع الا وهي ضامنه بانها سيحقق لها نجاح سياسي او اقتصادي فهي لاتقف مع الكرد محبة ونصرة لقضيتهم بل لأن في وجود دولة كردية في العراق تهديد لأمن المنطقة كلها , لست ضد اعطاء حقوق للكرد لكن ضد ان تكون دولتهم على حساب دماء العراقيين .
اغلب الاراء تقول بان الدولة الجديدة تهدد العراق وهو شان داخلي لكن الحقيق ان العراق اخر دولة يستهدفها الكيان الجديد او دولة كردستان , فهي تهدد الامن التركي في الصميم والايراني واخرها الامن العربي بشقيه العراقي والسوري , فلو اتينا للواقع لوجدنا ان الكرد شبه منفصلين ودولة من الباطن داخل الدولة العراقية حيث انهم منذ عام 1992 وهم منقطعه علاقتهم بالمركز او يتمتعون بحكم ذاتي وساعدتهم حربي الخليج والحصار والخ في تقويه دولة الظل حتى اتى عام 2003 ليحمل لهم بشرى زوال النظام السابق وقد رسخ الاقليم من وجوده وعزز صلاحياته وكيانه بكل مقومات الدولة ولكنه لم يعلن عن رغبته بالانفصال وذلك لان الظرف لم يكن مهيئ بعد فذهب القادة الكرد الى تعزيز قواهم وحشد طاقاتهم من اجل اقامة دولة في الظل منتظرين فرصة كي تخرج دولتهم تلك للضوء وترى الشمس , المحيط المعادي للاقليم اجبر القيادة الكردية على تغيير مواقفها لتخرج الدولة الجديدة من خانة الدولة القومية الى الدولة المناطقية من خلال تصريحات البارزاني لكنها في الحقيقة تعرف انها بلا موارد اقتصادية او بشرية وهذا ما دفع الاقليم لاستغلال الحرب مع داعش ليضم المناطق المتنازع عليها لتكون دولة كردستانية وليس كردية والفرق بينهما شاسع وليضمن عمق استراتيجي للدولة وموارد نفطية وزراعية وصناعية وبشرية , والمناطق المتنازع عليها غنية بكل هذا مما يجعل الدولة الفتية دولة مهمة ولها وزن في محيط معادي "كما هو الحال مع اسرائيل" .
الموقف التركي
دعم اسرائيل للكرد ليس الا لاتفاق المصالح ولكن الغالبية يعتقدون ان اسرائيل تدعم الكرد بالضد من العراق ولكن لو اتينى للواقع لوجدنا ان اسرائيل تدعم الكرد بالضد من تركيا وبدرجة اقل ايران وبعدها العراق وسوريا لكن تركيا وايران هما الدولتين تلك هم الاكثر ضرراً من قيام الدولة الكردية لان الكرد شبه منفصلين عن العراق ومنذ اكثر من 20 عام وفقط بالاسم ان الاقليم جزء من العراق , اسرائيل تريد ان تدفع تركيا للجلوس على طاولة مفاوضات جديدة يكون موقف اسرائيل فيها اقوى من تركيا , لان تركيا المنطلقة بقوة في عالمي السياسة والاقتصاد ليست مع اسرائيل على وفاق والادهى والامر بالنسبة لهم ان تركيا دولة مسلمة ومع انها ليست مسلمة بمعنى الكلمة لكن اسرائيل لاتريد ان تترك شيء للظروف وتخاف ان تؤخذ على حين غرة ولذا فهي تدفع باتجاه اقامة دولة كردية حتى تجبر تركيا على الجلوس للحوار وطرح خارطة طريق جديدة للمنطقة وترسم سياسة المرحلة القادمة خصوصاً قبل 2023 التاريخ الاهم لتركيا الذي سيفتح افق جديد وسنرى فيها تركيا تنافس الدول العظمى وهذا جل ما تخشاه اسرائيل وحتى اوربا فلذا ليس هناك افضل من المشكلة الكردوتركية لكي تلهي الترك والحكومة بها وتستنزف طاقاتها وتعطل انطلاقتها نحو عام 2023 وهي مستقرة , حزب العدالة والتنمية اعطى حقوق للاكراد لم يحلموا بها فقد اعاد اللغة الكردية وفتح المدارس وسمح باللباس الكردي ومنحهم حقوق الانتخاب والترشح والخ ولكنهم انقلبوا عليهم بعد انتخابات حزيران 2015 وهذا ما دفع اردوغان ليقلب لهم ظهر المجن ولتعود المشاكل من جديد والقتال مع حزب pkk والتفجيرات والاغتيالات مما دفع الشعب ليلقي باللوم على الحكومة والحزب بسبب ما يحصل معهم لدرجة ان الجماهير خرجت في مظاهرات تطالب الحكومة فيها باستخدام الحل العسكري ضد الكرد في الجنوب , وظهور دولة كردية سيحفز كرد تركيا للدفع باتجاه اما اقامة دولة لهم او الانظمام الى الدولة الكردية في العراق وهذا ما سيشعل حرب في المنطقة ولذا يريد الرئيس التركي ان ينقل الحرب من داخل بلاده الى حدودها حتى يضمن خسائر بدرجة اقل .
الموقف الايراني
الموقف الايراني ليس بافضل من موقف تركيا لكن للبطش الايراني دور اكبر في اخافة كرد ايران من اي تحرك وايضاً لكون الحكومة العراقية شرعت بنشر قواتها على الحدود الايرانية العراقية من جهة كردستان وهذا ما جعل موقف ايران افضل لكن الموقف الايراني الداخلي هش لكون القوميات فيها كثيرة وهي اسوء دول المنطقة فيما يتعلق بحقوق الاقليات والانسان عموماً والمعارضة الايرانية اقوى من المعارضة التركية , ولكن يبقى اعلان دولة كردية في العراق محزف لكل الاقليات من كرد وبلوش وعرب ليحلموا باقامة دولهم ومقوماتهم افضل من كرد العراق .
الموقف الكردي
البارزاني يعلم انه ورقة بيد اسرائيل ليس الا وعندما ينتهي دوره في المسرحية سيهمل ويترك فريسة سهلة خصوصاً ان شمسه افلت وشارف على نهايته ولكنه قرر المخاطرة مراهنناً على العناد التركي والتذبذب الايراني والحرب السورية ووهن الحكومة المركزية العراقية وعلى الموقف الدولي وعلى مظلومية الكرد وعلى علاقاته بالخليج وبعض الدول , وقد ينجح خصوصاً ان اسرائيل تدعمه على حساب تركيا وقد يغري اسرائيل بالسوق الكردستاني المفتوحة من خلال الاستثمار في مجال الزراعة والصناعة والعلوم والتكنولوجيا لان الموقف التركي المتعنت يدفع بالاقليم الى احضان اسرائيل اكثر كما فعلت تركيا مع قطر مستغلة الحصار الخليجي لها .
هي لعبة ومغامرة والبقاء فيها للاكثر صبر ومطاولة وقد ينجح مسعود فيما فشل فيه غيره مع انني استبعد قيام دولة كردية برغم كل الضغط الذي تقوم به اسرائيل على الاقليم ليعلن انفصاله لكن قد تكون العاقبة سوء على الجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظمة -هيومن رايتس ووتش- توثق إعدام 223 مدنيا شمال بوركينا ف


.. بعد فض اعتصام تضامني مع غزة.. الطلاب يعيدون نصب خيامهم بجامع




.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د