الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبه الجزيرة الكورية والمصالح الأمريكية!

فهد المضحكي

2017 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تشهد شبه الجزيرة الكورية توترًا متزايدًا على خلفية إطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستيه وهو ما حذر منه المجتمع الدولي وأدانه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في بيان دعا فيه كوريا الشمالية الى وقف اية اختبارات اخرى والامتثال الى قرارات مجلس الامن الدولي، وإتاحه المجال لاستئناف الحوار الجاد حول نزع السلاح النووي.
كما أشار الامين العام الى رغبة مجلس الأمن الدولي في التوصل الى حل سلمي وسياسي ودبلوماسي للوضع المرتبط بكوريا الشمالية، ودعواته الى العمل لتخفيف حدة التوترات.
وفي نفس الوقت هدد الرئيس الامريكي دونالد ترامب قائلاً: «اني مستعد لخوض حرب لتدمير كوريا الشمالية، ولن أسمح لها بتطوير وإطلاق صواريخ باليستية طويلة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية» في هذه الظروف الحرجة ليس هناك من مهمة اكثر إلحاحًا من الحوار لنزع فتيل الأزمة وما تحمله من مخاطر حرب نووية في شبه الجزيرة الكورية وجنوب شرق آسيا – منطقة الباسيفيكي وهو ما تسعى اليه روسيا والصين.
في حين ان التصريح الذي أعلنه ترامب بتدمير كوريا الشمالية والتواجد العسكري الامريكي هناك وما يرافقه من تهديدات واستفزازات مسلحة واستعراض للعضلات لا يساعد على تسوية الازمة، ولا يلبي المصالح الوطنية لشعوب المنطقة، بل يؤجج الصراع الذي قد يؤدي الى كارثة ودمار شامل وهو ما يتناقض مع الجهود الدولية لاحتواء الأزمة.
ومن هنا على واشنطن ان تقدم إسهامًا ملموسًا في الالتزام بموقف الامم المتحدة حيال هذه المسألة خاصة، وبميثاقها عامة الذي من اولوياته معالجة التهديدات للسلام والامن الدولي ولالتزام كافة البلدان، وبخاصة الاعضاء الدائمين لمجلس الامن، بالتعاون من اجل هذا الهدف. وربما ادى ضعف هذا الالتزام اكثر من اي عامل آخر الى الشلل الجزئي للامم المتحدة كحارس للسلام والامن الدولي.
وهنا نود ان نشير الى ان نواقص الامم المتحدة لا تكمن فقط في البيروقراطية كما شخّصها ترامب وإنما أيضًا في تجاوزات قراراتها كما تفعل بعض الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل!
في ثمانيات القرن الماضي وفي ردّه على سؤال إنك من مواطني امريكا اللاتينية. فكيف تقيّمون بوصفكم سكرتيرًا عامًا للأمم المتحدة، آفاق تسوية المشاكل في امريكا اللاتينية؟
اجاب «جافيير بيريز ديكويلار» وهو من مواطني بيرو ان مشاكل امريكا اللاتينية ينبغي تسويتها بواسطة مواطني امريكا اللاتينية انفسهم، وأي حل يجب ان يستبعد التدخل الخارجي - التدخل سواء من جانب الاوروبيين او امريكا الشمالية. فكلاهما لاعلاقة له بالمشاكل التي تدخل تمامًا في اختصاص امريكا الوسطى. وهذه المشاكل مستوطنة، وفي كلمات اخرى، محلية، وتنبع من اسباب اجتماعية واقتصادية خاصة. ولا يمكن حلها بالأسحلة والاموال - والانقلابات والتحريض على الانظمة الوطنية وهو ما تفعله واشنطن اليوم - والطريق الوحيد هو من خلال تطور امريكا الوسطى التدريجي على اساس مفهوم واضح للعدالة الاجتماعية الحقة.
ولا يختلف الأمر مع اسرائيل التي لم تلتزم بقرارات مهمة للغاية بشأن القضية الفلسطينية أصدرتها الامم المتحدة. ولم يكن لواشنطن أي اعتراض على ذلك بل لم تغيّر سياستها اتجاه الكيان الصهيوني العنصري الذي ارتكب مجازر وحشية بحق الشعب الفلسطيني الذي من حقه إقامة دولته المستقلة. يظل تجنّب الحرب النووية التحدي الفريد لعصرنا، اذ ان مثل هذه الحرب ستكون النفي النهائي لكل جهد بشري ومفتاح هذا الحل وقف سباق التسلح النووي، في المحل الاول، ومنع استخدام الاسلحة النووية، وتوجيه القدرة النووية المتراكمة نحو البناء ولخير البشرية وللأغراض السلمية.
ومن هنا تأتي اهمية الانفراج في الوضع الخطير في شبه الجزيرة الكورية التي تخضع لصراع مصالح اقتصادية إقليمية ودولية واقتسام الأسواق من جديد.
ولهذا السبب ليس من قبيل الصدفة - كما اشار تحليل سياسي يوناني تقدمي مهم لما يدور في هذه المنطقة - قيام ادارة ترامب الجديدة، ومنذ البداية بتركيز انتباهها على هذه المنطقة المحددة الواقعة في البطن الرخوه للصين وروسيا والتي تعتبر من قبل الصين منطقة حيوية تمامًا مثل مناطق اخرى في آسيا، واقعة على «طريق الحرير» مع هدف إعادة التفاوض بشأن اتفاقات رئيسية مثل اتفاق التعاون التجاري والاستثماري عبر المحيط الهادئ (TPP)، حيث يؤثر كل هذا، وبالاضافة الى واقع العجز التجاري الكبير للولايات المتحدة اتجاه الصين، في رسم سياسة عدوانية للدفاع عن الاحتكارات الامريكية. هذا ما يفسّر التواجد العسكري الامريكي في المنطقة، إذ بلغ 28 ألف جندي، وبيع الأسلحة الحديثة الى اليابان وكوريا الجنوبية التي تتواجد فيها قواعد عسكرية أمريكية تقوم بمناورات عسكرية، واستفزازات لكوريا الشمالية وروسيا والصين!
ولا يغيب عن نظر المتابع السياسي ان الادارة الامريكية تستغل الحدث لمصالحها الجيوستراتيجية في المنطقة منذ عقود كان ولا يزال هدف هذه الادارة الاستراتيجي ليس نزع السلاح ولا حتى الرقابة على الاسلحة، وإنما على العكس تصعيد سباق التسلح على طول الخط لكي تؤكد بالقوة هيمنة رأس المال الامريكي في السياسة العالمية. كل ذلك يجري للحفاظ على مصالح الاحتكارات الامريكية التي تحرك البناء الشامل لترسانة المواد السامة وتطوير الاسلحة النووية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على