الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستفتاء في ثالوث؛ الوطنية واسرائيل والبرجوازية القومية الكردية(1)

سمير عادل

2017 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ملاحظة: ان المقال الذي أقدمه هو من جزء واحد، لكن قسمته الى ثلاث اقسام للحيلولة دون اصابة القارئ بالملل والتعب.

كل التهديدات التي أطلقت، وتطاير دخان الوعيد منها، من دولة تركيا القومية-الاسلامية السنية وايران الجمهورية الاسلامية الشيعية، وحكومة الاسلام السياسي الشيعي في بغداد ليست موجهة ضد الاحزاب القومية الكردية بقدر من انها موجهة ضد الاستفتاء وضد جماهير كردستان. ومن يتابع منحني التهديدات بعد اليوم الاول من الاستفتاء هو يوم 26 ايلول وما بين اليوم 30 ايلول، فنجد منحني تنازلي بالنسبة للوعيد والتهديدات التي اطلقت من غلق المنافذ الحدودية وصنبور النفط في تركيا والتدخل العسكري.. الخ. ان هذه التهديدات وجهت بالدرجة الاولى ضد ممارسة جماهير كردستان بحق ديمقراطي في تقرير مصيرها، ضد جرأة جماهير كردستان بالذهاب الى الاستفتاء، وكذلك ضد جماهير كردستان المنطقة برمتها كي تفكر الف مرة قبل ان تقرر على مسالة الاستفتاء. وما عدا ذلك فأن جميع اقطاب الصراع من القوى القومية والطائفية بإقليميها ومحليها ليس لديها مشكلة، فأنها ستجلس على طاولة واحدة اجلا او عاجلا ويبدئ بوس اللحى ويعاد صياغة معادلات جديدة حسب توازن القوى لا لحل المسالة القومية ولا لحل الازمة السياسية التي تعبر عن فشل العملية السياسية برمتها في العراق، بل من اجل ادارة الازمة السياسية في العراق لمرحلة اخرى.
***
ولكن لم تكن الدول الاقليمية وتحديدا تركيا وايران المشهورين بسحق الحريات والمعاداة المطلقة للحقوق الانسان ولا حكومة بغداد الطائفية التي يسمى وزير خارجيتها من على منبر الامم المتحدة محافظة الانبار بمحافظة الارهاب، او نائب رئيس جمهوريتها الذي يشن حملة تشهيرية معادية ضد سكان الموصل والمساواة بينهم وبين داعش، والذي سلمهم نفس المالكي رهائن واسرى الى داعش، عبر خطابات نارية، نقول لم تكن تلك الدول الوحيدة، شنت حملة معادية ضد الاستفتاء فحسب، بل انخرط معها طيف ليس قليل من الذين صنفوا انفسهم تحت لواء اليسار الى جانب الشوفينين القوميين، مبررين رفضهم للاستفتاء اما بالتغني والتباكي على الوطن، او بأنها مؤامرة امبريالية صهيونية او الدفاع عن حق الاستفتاء هو التوقيع على صك بياض للبرجوازية القومية الكردية الفاسدة.
***
قبل كل شيء يجب ان نطرح سؤال على كل المعترضين على حق الاستفتاء وخاصة من قبل الذين يصنفون انفسهم بالشيوعيين واليسار، وبغض النظر عن مبرراتهم المختلفة والتي سنرد عليها هنا، هل هناك طريق اخر لحل المسالة القومية في العراق؟ اذا كان هناك طريق اخر لماذا لم يطرح من قبلهم حتى الان؟ رب شخص يرد ويقول ان وحدة الطبقة العاملة بالنضال ضد البرجوازية القومية في الجغرافيتين العراقية والكردستانية هو السبيل لحل المسالة القومية. في الحقيقة هذا شعار منزوع الدسم، اي خالي من اية سياسة مثل الحليب المنزوع الدسم. وهذا الشعار مثل حبة البارسيتول يستطيع ان يتناولها اي مريض واي كان حالته للتملص من الذهاب الى الطبيب من اجل راحة ضميره. ان واحدة من المهام الاصلية للشيوعيين هي العمل بشكل متواصل ومضني ودون اي كلل، هي الدعاية والتحريض في دحض كل التصورات والافكار القومية والدينية في صفوف العمال، التي تقف عائق جوهري في توحيد صفوف الطبقة العاملة. ان البرجوازية تستخدم سلاح التفرقة القومية والدينية في صفوف الطبقة العاملة وتنقل هذه السموم للحيلولة دون توحيد صف العمال. ولذلك ان المسالة القومية هي من صنع البرجوازية، وانها عائق كبير امام توحيد صفوف الطبقة العاملة، وكي يزيل الشيوعيين هذا العائق لا بد من حل هذه المسالة عبر الية مناسبة وتسحب البساط من تحت اقدام البرجوازية القومية. نحن قلنا ان الية الاستفتاء هي الحل المناسب للمسالة القومية، ولم يشترط الشيوعيون لحل المسالة القومية في كردستان العراق؛ يجب ان تكون هناك برجوازية تقدمية وغير فاسدة وجيدة وذات اخلاق حميدة.. الخ كما يحلو لبعض طيبي النية بطرحها. ان هذا الفصال او الموديل من البرجوازية الذي يطلبها قسم من اليسار يمكن ايجاده في احدى معارض فرانكفورد او دبي للخيال العلمي.
ولنعكس المحاكمة كالاتي؛ ماذا لو كان الشيوعيون في السلطة في العراق، وهناك نفس البرجوازية الفاسدة في كردستان وهي صحيحة، والمسالة القومية ما زالت موجودة، ماذا نقول لجماهير كردستان، هل نرد عليها مثلما ترد حكومة بغداد الطائفية وبرلمانها الفاسد على جماهير كردستان؟ ان الرد الشيوعي هو اعطاء جماهير كردستان حق الاستفتاء واحترام النتيجة التي تسفر عن الاستفتاء، وبغض النظر اذا كانت البرجوازية ستربح ام الطبقة العاملة في كردستان ستربح. ولكن حينها سيكون لنا كلمتنا وسنقول لجماهير كردستان ادلو ب "لا" للانفصال. اي بعبارة اخرى وفي جميع الحالات يجب الدفاع عن حق الاستفتاء لجماهير كردستان بتقرير مصيرها. ان نقطة ضعف الاستفتاء في كردستان ليس فقط كما اشار ريبوار احمد في مقاله هو الحزب الديمقراطي الكردستاني والبرزاني فحسب، بل اضيف اليه ضعف الحركة الشيوعية في كردستان. وفي هذا الحالة ايضا، لو كانت هذه الحركة قوية، فيحتم على شيوعي جغرافية العراق، الدفاع عن حق الاستفتاء في هذه الحالة ايضا. اي في جميع الحالات يجب الدفاع عن حق الاستفتاء بشكل مبدئي ودون اية مواربة وتردد من اجل المسالة القومية. ان مسالة الاستفتاء هي طرح الشيوعية العمالية في المنطقة لحل المسالة القومية، وليس هي طرح البرجوازية، ولكن للاسف لم تستطع الشيوعية العمالية ان تكون صاحبة الاستفتاء، ولكن لا يعني هذا انها غير صحيحة. مثلما كانت الشيوعية العمالية صاحبة راية المساواة التامة بين المرأة والرجل في كردستان ولكن ايضا لم تصبح صاحبتها، بل من زايد عليها هي البرجوازية القومية الكردية.
ان ذلك الطيف من اليسار لم يقدم اي بديل لحل المسالة القومية. وان المبررات المختلفة التي سنرد عليها، لا تحاول سوى سلب هذا الحق، وفي النهاية تصب في خانة ادامة المسالة القومية والصراع القومي التي هي اداة فعالة بيد البرجوازية في تشتيت صفوف الطبقة العاملة سواء في العراق او في كردستان وغرقها بالأوهام القومية.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى