الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان حسن عبد العظيم والعنصرية العربية بكل تجلياتها!!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 10 / 1
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
نشر السيد "حسن عبد العظيم"؛ الأمين العام للاتحاد الإشتراكي العربي هو الآخر بياناً باسمه الشخصي وذلك بخصوص قضية الاستفتاء في إقليم كردستان وقد ضمن بيانه موقفه وقناعاته الفكرية والسياسية بخصوص المسألة والقضية الكردية عموماً والتي تكشف عن رؤيته العروبية العنصرية مثل الآخرين الذين ينتمون للثقافة القوموية العربية وغيرها من المشارب والتيارات السياسية العروبية والتي عموماً تلتقي في مسألة العنصرية تجاه الأقوام والأثنيات الأخرى وحقوقها الوطنية ولكي لا نبقى في العموميات فإننا سوف نستشهد بما ورد في بيان "عبد العظيم" لنكشف للقارئ الكريم مدى حقد وعنصرية هؤلاء الأشخاص حيث يقول في أول الخطاب أو البيان وذلك بعد البسملة والتي تكشف هي الأخرى عن التزاوج بيت التيارين القومي والإسلامي العروبي مؤخراً، ما يلي:


"لقد دقت ساعة العمل الثوري فالوطن السوري الذي ننتمي إليه عربا وكردا وآشوريين وآثوريين سريان وتركمان وأرمن وجركس مسلمين ومسيحيين يتعرض للتجزئة والتقسيم واﻷمة العربية التي ننتمي إليها كشعب سوري بكل مكوناته المذكورة مضافا إليها اﻹيزيديين في العراق وغيره واﻷمازيغ والبربر والنوبيين واليهود غير الصهاينة في المغرب ومصر وتونس وليبيا والسودان ومالي وغيرها من الدول العربية في شمال أفريقيا تتعرض للتفتيت والتجزئة كنسيج وطني والتحول إلى كيانات ودويلات على أسس أثنية عرقية ودينية وطائفية ومذهبية تدور في فلك كيان يهودي في فلسطين يسيطر عليها ويتحكم بها بدعم استعماري عنصري استيطاني ... وقد انتقل مخطط الشرق اﻷوسط الكبير والجديد لتقسيم دول المنطقة من دور التخطيط في منتصف عقد السبعينات في القرن الماضي إلى دور تنفيذ جزء منه عبر احتلال دول إسلامية وعربية بدءا من أفغانستان في العقد اﻷول من القرن الحالي واحتلال العراق وليبيا في العقد الحالي ..ثم بدأ تنفيذ الجزء الثاني من المخطط باﻹستفتاء الذي تم إجراؤه في شمال العراق ، والتقسيمات اﻹدارية واﻹنتخابات التي يجريها حزب اﻹتحاد الديمقراطي ((pyd) في شمال سورية في الفترة القادمة بدعم أمريكي مخفي ودعم إسرائيلي معلن ومخطئ من يظن أن الهدف منه تقسيم وتجزئة وتفتيت العراق وسورية فحسب ،بل يستهدف أيضا تجزئة السعودية ومصر وليبيا والمغرب والسودان..".


أولاً ما يلاحظ هو نبرة العسكريتارية في خطاب السيد "عبد العظيم" مع مقولة "دقة ساعة العمل الثوري" والتي تذكرنا بالبيانات العسكرية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي حيث الإنقلابات العسكرية وبياناتها الثوروية النارية، لكن دعونا الآن من تلك القضية رغم دلالاتها الواضحة ونبرتها في الدعوة للحرب وكأن السيد عبد العظيم يريد أن يعقد مجلساً حربياً وبقناعتي لو ملك جيوشاً وميليشيات لمارس ضد الآخر أسوأ أنواع التنكيل والقمع مع هكذا ذهنية إقصائية، طبعاً أقولها عن قراءة ومعرفة وتجربة شخصية مع هذا التيار فقد كانوا من أكثر التيارات العروبية العنصرية في عملنا المشترك بإعلان دمشق وكانوا يرفضون أي شيء إسمها القضية أو المسألة الكردية، بل حتى إنهم كانوا يرفضون أن يقولوا؛ بأن هناك "مشكلة كردية في سوريا" ورغم ذلك أتحفنا الإخوة في الاتحاد الديمقراطي وقبلهم أطياف الحركة الكردية عموماً على أنه يمكن لهؤلاء؛ "أي جماعة عبد العظيم" أن يكونوا جزءً من المعارضة وأنه يمكننا أن نتشارك معهم في جبهة سياسية وللأسف.


لكن لنعود مجدداً للبيان وخطابها العنصري، بل والمتناقض ضمناً حيث يقول في فقرة منه بأننا جميعاً؛ أي كل المكونات السورية كرداً وعرباً وجركس وأرمن وآشوريين وو.. "ننتمي للأمة العربية كشعب سوري" ثم يأتي ليقول لنا في مقطع آخر بأن "الدول العربية.. تتعرض للتفتيت والتجزئة كنسيج وطني والتحول إلى كيانات ودويلات على أسس أثنية عرفية ودينية وطائفية ومذهبية تدور في فلك كيان يهودي"، يعني كيف نكون جميعاً؛ أقوام وشعوب وقبائل وعائلات وأفراد ننتمي للأمة العربية ومن ثم هناك من يريد أن يقسم البلدان العربية على أسس قومية إثنية، هي واحدة من إثنتين؛ إما إننا جميعاً لا ننتمي لأمة عربية واحدة _وهو الصحيح_ بل نحن شعوب وأمم مختلفة وبالتالي فمن حق تلك الشعوب والأمم أن تكون لها دولها وكياناتها الخاصة كأي أمة وشعب في العالم.. وإما هذه الحركات والشعوب لا تذهب باتجاه تأسيس دول ذات صبغة قومية إثنية كونها وبحسب إدعاء "عبد العظيم" ليست إلا (مكونات تنتمي للأمة العربية الواحدة) وهو الافتراء على التاريخ والواقع الاجتماعي.


طبعاً السيد "عبد العظيم" لا يكتفي بطرح القضية من وجهة نظر عروبية عنصرية، بل يذهب إلى تقديم حلوله "الثوروية" بنكهة العروبة، بل لنقل قراءته الشوفينية والتي تذكرنا بـ(حلول) ضابط الأمن السوري "محمد طلب هلال" ومشروعه البغيض بخصوص الكرد والجزيرة حيث يقول البيان؛ "ويبقى السؤال الهام للرد على ما يجري من خطوات عملية على الرغم من التطمينات والوعود التي تقدمها القوى الدولية والوثائق الصادرة عن اﻷمم المتحدة بالنسبة لسورية كبيان جنيف1 المعزز بقرارات مجلس اﻷمن 2118 و2254 وغيره وبيانات فيينا وميونيخ ووثيقة المبادئ في حين أن ما يجري أمام سمع المجتمع الدولي وبصره هو تقسيم اﻷوطان وتجزئة الشعوب والمجتمعات ..! في تقديري ﻻ بد من خطوات عملية للرد بدﻻ على المستوى الشعبي وعلى مستوى الدول المستقرة بدﻻ من السب والشتم والتخوين..".


وبحسب تقديره فيجب أن تكون الحلول وفق الخطوات التالية: "أول هذه الخطوات على الصعيد الشعبي في سورية هو أن تبادر قوى المعارضة والثورة لرفض نتائج هذه اﻹستفتاءات والتقسيمات اﻹدارية واﻹنتخابات التي يفرضها مكون واحد من الشعب على الشعب بقوة السلاح ودعوة الدول العربية واﻹقليمية والخارجية لرفضها لمعرفة مواقفها الحقيقية منها ومحاصرة ومقاطعة هذا المكون الخارج على الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك ..، وثاني هذه الخطوات العودة للتمسك بالعروبة كرابطة جامعة ﻷبناء اﻷمة وعدم اﻹكتفاء بالروابط العشائرية والمذهبية والطائفية والدينية ،،وثالثها التمسك باﻹسلام الحضاري كرابطة أوسع تجمع العرب المسلمين بالمسلمين من جميع القوميات .. رابعها دعوة الدول العربية المستقرة كجمهوريات وممالك و أمارات والجامعة العربية إلى العمل الجاد والسريع ﻹقامة اتحاد كونفيدرالي أو فيدرالي بين هذه الدول لحماية أمنها الوطني والقومي واعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية عربية اسلامية إنسانية ومساندة شعب فلسطين وصموده اﻷسطوري في مواجهة الكيان الصهيوني اﻹستيطاني العنصري"


وبالأخير يقول؛ "ومن خلال هذه المبادرة التي تتبناها قوى الثورة والمعارضة وتدعو لتحقيقها يعود للأمة بكل مكوناتها الدور الريادي الذي كانت عليه في عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي عندما كانت طرفا في منظومة دول الحياد اﻹيجابي وعدم اﻹنحياز من العالم الثالث ودورها الفاعل في النظام الدولي في ظل النظام اﻹتحادي الجديد في عصر التكتلات الكبرى اﻷمريكية اﻷوربية الروسية اﻵسياوية وأمريكا اللاتينية إننا في هذه المرحلة أمام تحدي (نكون أو ﻻنكون).....". وهكذا فإن السيد عبد العظيم يرى بأن الشعب الكردي هو (مكون خارج على الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك)، لكن وبنفس الوقت يدعو إلى (اعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية عربية اسلامية إنسانية ومساندة شعب فلسطين وصموده اﻷسطوري في مواجهة الكيان الصهيوني اﻹستيطاني العنصري) ويتناسى هذا "العبقري العظيم" بأن كلا الشعبين؛ الكردي والفلسطيني يعانيان من إشكالية واحدة تركها لنا الاحتلال والاستعمار الغربي حيث حرمان الشعبين من الكيان السياسي، بل أضيف معاناة أخرى بالنسبة لشعبنا الكردي وهي قضية التقسيم بين عدد من دول المنطقة كدول غاصبة محتلة للجغرافيا والتاريخ والثقافة والحقوق .. نعم إنه محق في مقولته الأخيرة؛ "نكون أو لا نكون"، لكن ليس بالنسبة لما يدعيه هو من حقوق الأمة العربية في الاستعلاء القومي على الآخرين، بل في حق تلك الشعوب التي ما زالت تحت الاحتلال العربي من كرد وأمازيغ وأقباط وغيرهم بأن يتحرروا من الاحتلال العربي وقد حانت اللحظة التاريخية لتقول هذه الأمم؛ نكون أو لا نكون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل