الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هرم ماسلو والوهابية .

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2017 / 10 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هرم ماسلو والوهابية .
ماسلو هو واحد من المنظرين الكبار في علم النفس ، وقد طوّر نظرية تقول بأنه لدى جميع البشر حاجيات مشتركة ، صنفها على شكل هرم أو سلم ، والمعروف باسم هرم ماسلو للحاجيات أو الاحتياجات الإنسانية .. وفي صُلب هذه النظرية ، فرضية تقول بأن الانسان لا يصعد درجة على سلم الاحتياجات ، الّا بعد أن يُشبع الاحتياجات في الدرجة السابقة .
وأدنى درجات السلم او الهرم الماسلوي هي الاحتياجات الفيزيولوجية والتي إذا لم يتم اشباعها ، لا ينتقل الانسان الى اشباع الاحتياجات التالية في السلم وهي الحاجة للشعور بالأمان في كل مناحي حياته العملية والشخصية .. تليها الاحتياجات الاجتماعية ، فالحاجة لأن يحصل الإنسان على تقدير من البيئة والمجتمع ، وأعلى هذه الاحتياجات ، وحسب ماسلو دائما، هي الحاجة لتحقيق الذات وهي أعلى درجات السلم أو الهرم.
فإشباع الحاجات الفيزيولوجية هو الهاجس الأساسي والأول للإنسان حيثما كان ، وطالما لا يحصل الانسان على كفايته من الطعام ، الشراب ، الجنس ، البيت وسائر الاحتياجات الفيزيولوجية فإنه لا "يملك ترف" البحث عن اشباع "تحقيق الذات" ، فهي ذات جائعة، عريانة ومشردة .
ولو تمعنّا في الفكر الوهابي ، لرأينا جل تركيزه على "اشباع الحاجات الفيزيولوجية " ، فالإنسان وحسب هذا الفكر ، هو جائع ، شبَقٌ، تائه ومشرد ..خصوصا وأن الإنسان الذي يملك الغرائز ، وهو الذكر تحديدا ، جائع لملذات الحياة التي لم يشبع منها ، جنسٌ طعام وشراب لذة للشاربين ، أي بكلمات أُخرى ، شهوة الفرج والبطن .. لذا يجب " وضع" وجباته في سجن عالي الأسوار، خوفا من ثقافة الغزو، السلب والنهب.
لم تُفكر الوهابية يوما ، بأن الإنسان يحتاج لإشباع حاجات أُخرى ، غير الحاجات الفيزيولوجية ، كتحقيق الذات مثلا ، عن طريق اكتساب مهارات وعلوم .. بينما الأنثى والتي ليس لها "حاجات" لإشباعها ، فما عليها إلّا أن تنتظر " الجياع الشبقين" ، ليكشفوا لها أسرار الحياة .
الإنسان في الفكر الوهابي ، هو إنسان خارج من كهوف ما قبل التاريخ ، يبحث عن غذاء وعن انثى يمارس معها الجنس ، ولا شيء آخر .
لا أستغرب هذا الفهم للإنسان وحاجاته ، فهذا الفكر لم يخرج من غياهب الصحراء إلّا منذ فترة وجيزة ، حيث كانت حياة الناس في صحارى نجد، اشبه بحياة إنسان الكهوف . ولكي يبقى الإنسان أسير ثقافة الغزو، السلب والنهب ، لا بُدّ من تحويلها الى مقدس ..
وهكذا ، لا يرى هذا الفكر تحقيقا للذات ، إلّا عن طريق اشباع الغرائز ، وليذهب تحقيق الذات عن طريق الابداع الى الجحيم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قاسم أين أنت في وقت أنا في أمس حاجة لك
أفنان القاسم ( 2017 / 10 / 20 - 18:13 )
أول شي كفاك الشر وطمني عليك وعلى العرايس وأم العرايس وأخي العرايس، وبعدين ما تزعلني أكتر لغيابك، فأنا في أكبر حاجة لدعمك، ومشاريعي التنويرية على وشك التحقق كما أرجو وأتمنى، طمني أولاً، وقف إلى جانبي ثانيًا...


2 - لا يشغر مكانك في قلبي
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 10 / 20 - 19:12 )
تحياتي وامسية سعيدة
وانت في القلب دائما واتابع بشغف واولا بأول ما تكتبه ، ولأصدقك القول أشعر بتقصير كلما قرأتك .
بدأت بكتابة مقال عو قرائتي لمشروعك ، ولم أكمله لتقصير وانشغال مني .. عدا انني مررتُ بوعكة صحية صغيرة .. وبسيطة
لك الشكر على تفقدي !!
معك قريبا وعلى طول الخط
نهاية اسبوع سعيدة


3 - العزيز قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 10 / 20 - 19:54 )
اسعدتني اطلالتك
لا سبيل للاتصال
لكم تمام العافية


4 - سلامتك ألف سلامة حبيبي بابا!
أفنان القاسم ( 2017 / 10 / 20 - 20:16 )
خليك على راحتك ولا تقلق المهم اطمأننت...


5 - العزيز عبد الرضا الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 10 / 21 - 08:14 )
صباحك فل
وشكرا على لطفك
تحياتي


6 - ابننا الغالي تحيات
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 10 / 21 - 08:15 )
شكرا على التمنيات
لي عودة قريبة
يومك سعيد

اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تمد أوكرانيا بصواريخ متطورة بعيدة المدى | ا


.. من دبي.. إطلاق مكتبة للتأثيرات الصوتية تساعد المصابين باضطرا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. عبدالملك الحوثي يشعل البحر الأحمر والمحيط الهندي وواشنطن تقد




.. أعضاء الحملة الانتخابية لبايدن يؤكدون تمسكهم باستخدام تطبيق