الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسية تدعو الى الكسل والى افقار المجتمعات

سيلوس العراقي

2017 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الماركسية تدعو الى الكسل والى افقار المجتمعات

من المعروف بأنه في النظام الديمقراطي لا يمكنك تغيير الوضع الراهن ـ الواقعي status quo كما لا يمكنك تغيير الطبقات الاجتماعية وتحويل المجتمع الى مجتمع من دون طبقات (مجتمع لا طبقي).

أما في الديكتاتوريات، وبالخصوص في دكتاتوريا البروليتاريا التي هي ليست كدكتاتوريات أدولف هتلر أو بينيتو موسيليني، دكتاتوريا البورليتاريا هي دكتاتورية الفقراء، الذين لا يملكون شيئًا، وفي دكتاتوريا البروليتاريا : اذا لم يمتلك المعدَمون السلطة لا يمكنهم ايقاف سلطة الأغنياء.

في المجتمعات الديمقراطية لا يمكن ـ إن لم يكن من المستحيل ـ للفقراء أن يمتلكوا السلطة لسبب بسيط وهو أن للأغنياء الثروات الكافية التي يمكنها تشكيل وتوجيه أصوات الناخبين في الانتخابات، بل كان في زمن ما بامكانها شراء الفقراء وأصواتهم كما شراء السياسيين. لذا كان اختيار كارل ماركس لفكرة دكتاتوريا البروليتاريا.

ان كارل ماركس كان مفكرًا، لكنه لم يكن عمليًا، يمكن أن يقال عنه بأنه كان رجلاً حالمًا بحلمٍ كبير.
الى الحد الذي يمكننا بوصفه بأنه كان خياليًا utopian .
قضى ماركس وقتًا كبيرًا من حياته في مكتبة المتحف البريطاني. وما يسمى بالماركسية فجاءت من منطق ومن فكر ماركس النظري، لكن الحياة العملية مختلفة كثيرًا عن المنطق. فكرة ماركس الرئيسية بأن الفقراء يزدادون فقرًا والأغنياء يزدادون ثراءًا منطقية جدًا (ولم يخترع ماركس البحر بقوله هذا كما انه لم يكن الأول في ملاحظة هذه الظاهرة) والطبقة الوسطى سوف تتلاشى.
وينسى ماركس بأنه من الطبيعي في حياة المجتمع أنّ قلة يزدادون غنى وكثيرون سوف ينحدرون ويصبحون فقراء. وحينها يكون المجتمع منقسمًا الى طبقتين الاولى البروليتارية (التي لا تملك أو تملك القليل) والبرجوازية أو الرأسمالية (التي تملك) وهذا الأمر يعتبر طبيعيًا جدًا.
وبكل تأكيد فأن طبقة البرجوازية (التي تملك) لا يمكنها أن تكون الأكثرية بسبب المنافسة. كما أن الأغنياء ليس من بين أهدافهم أو في نياتهم أن يزداد الفقراء، لأن هكذا نية أو بالأحرى هكذا منافسة ليس لها من محل في خططهم. ونشاطاتهم المالية والاقتصادية، بل المنافسة في هذه المجالات محصورة تمامًا بين الأغنياء، فكلّ رجل ثري أو رجل أعمال ثريّ من بين الأثرياء يحاول أن يصعد فوق غيره من الأغنياء في تسابق بينهم ليحصل على محلٍ أعلى في سلّم الثروة والغنى، لذلك فان عدد الأغنياء قليل والأقل منهم عددًا هم فاحشو الثراء.

ومن دون تغيير الأوضاع والأمر الراهن في الديمقراطيات بالقوة أو بواسطة الثورات وسفك الدماء، يتم فرض ضرائب تصاعدية على أصحاب رؤوس الأموال والأثرياء، باسلوب يؤمّن القضاء على الفقر وتقليص الفجوة بين الاغنياء والفقراء بواسطة قوانين اجتماعية وصحية عادلة تضمن الحياة لأفراد المجتمع الديمقراطي.
أما في الماركسية فيتم إلغاء حرية الامتلاك ويتم تحويل المجتمع الى مجتمع ماركسي يعني تحويله الى مجتمع فقير، تغيب فيه المنافسة ويدبّ فيه روح الكسل واللامبالاة في تطوير المجتمع في كافة مستويات حياته.

والى هذه المجتمعات الماركسية الفقيرة تحولت مجتمعات الاتحاد السوفيتي الساقط، ولازالت تجربة مجتمعات كوريا الشمالية وفيتنام وكوبا الفقيرة قائمة، كما تم تحويل فنزويللا التي تعتبر من أغنى بلدان اميريكا الجنوبية الى افقرها وربما أتعسها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف