الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل دافع الإخوان عن الوطن كما يزعم فهمى هويدى؟

طلعت رضوان

2017 / 10 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



نتيجة الثقافة المصرية السائدة (وعلى رأسها الإعلام) ترسّخ لدى البسطاء أنّ الإسلاميين المؤمنين بالعنف المُسلح أمثال أعضاء تنظيم دولة الإسلام فى العراق والشام، وهوالتنظيم الذى أطلقتْ عليه الإدارة الأمريكية اسم الدلع (داعش) بينما الحقيقة أنّ داخل الإعلام المصرى، وداخل أغلب المُـتعلمين المصريين المحسوبين على الثقافة السائدة، شخصيات لايقلون خطورة عن أعضاء التنظيمات الإسلامية الإرهابية، وتبعًا لذلك يكون لدينا (إرهابيون بأسلحة القتل) و(إرهابيون بالقلم) من بينهم أ. فهمى هويدى الذى تساءل بأسلوب (الغمز) عن موقف السيسى من اتفاقية السلام مع إسرائيل (الشروق 10/10/2013) وكأنه لم يقرأ ما فعله مرسى، من تعهد ب (الاتفاقات الدولية) والخطاب المُهين لرئيس دولة إسرائيل، واتفاقه مع قادة حماس لمنع شن أى هجمات على إسرائيل، وكذا اتفاقه معهم على توطين الغزاويين فى سيناء، ومع ملاحظة أنّ توطين الفلسطينيين فى سيناء حلم إسرائيلى (قديم ومُتجدّد) معروف بمصطلح (الترانسفير) أى أنّ محمد مرسى قدّم بذلك (خدمة العمر) لصالح الصهيونية العالمية التى تتمنى وتحلم بالقضاء النهائى على قضية الشعب الفلسطينى بترحيله من فلسطين إلى سيناء والأردن. هويدى عرّى نفسه وكشف وجهه الإخوانى إذْ أضاف أنّ السيسى لم يكن موفقــًا فى حديثه عن عدم انشغال الإخوان بالوطن والحدود والتزامهم بأفكارالخلافة. ونصحه بأنْ يُراجع التاريخ لأنّ الإخوان قادوا معسكرات محاربة الإنجليز.
ولأنّ أ.طارق البشرى (كان) مؤرخـًا محايدًا عندما كتب كتابه (الحركة السياسية فى مصر- 1945- 52 – دارالشروق– ط 2- عام 1983) ثم تحوّل إلى أصولى عتيد بعد توليه منصب رئيس الجمعية العمومية لقسمىْ الفتوى والتشريع فى بداية التسعينيات، فإنّ الاستشهاد بما كتبه فى كتابه المذكورفيه الرد الدامغ، وبذا يتواجه الأصوليان (هويدى والبشرى) فكتب الأخيرإنّ الإخوان المسلمين ((برغم ما كان يصدرعنهم من تعريض بالاستعمار(أحيانـًا) كانت أقل التنظيمات السياسية المصرية تعرضًا للمسألة الوطنية)) وفى رسالة (نحو النور) التى كتبها حسن البنا عام 1936وأرسلها إلى رؤساء الحكومات العربية والإسلامية وتكلم فيها عن الموبقات العشر، لم يرد بها مطلب واحد يتعلق بالجلاء أوالاستقلال ((وكانت أقل التنظيمات السياسية المصرية تعرضًا للمسألة الوطنية وتحديدًا للموقف إزاءها)) وأنّ مطلب الخلافة الإسلامية كان مقدمًا عند الجماعة على أى هدف آخر. وأنّ حسن البنا تكلم عن (الوطن الإسلامى) الذى يسموعلى الحدود الوطنية الجغرافية. وأكد أ.البشرى أنّ مطلب الخلافة الإسلامية ((لم يكن يُثيرعداء الاستعمارطالما لم يتضمن موقفــًا صريحًا معاديًا للاستعمار)) (ص54، 55) وفى رسالة (نحوالنور) أيضًا كان تركيزحسن البنا الأساسى على ((إلغاء كافة القوانين الوضعية- وإقرارالحدود الشرعية الإسلامية مثل قطع اليد والقتل)) (ص 56) ونظرًا لتركيزالإخوان المسلمين على الترويج لمشروع (الخلافة الإسلامية) ورفض مشاركة الحركة الوطنية فى الكفاح المسلح ضد الإنجليز، فإنّ كل ذلك أثار((ريبة الحركة الوطنية (عندما أدركتْ أنّ جماعة الإخوان) رفعتْ شعارات مغايرة للهدف الوطنى الديمقراطى المطروح)) (56) وأنّ الإخوان تلقوا من (مرشدهم) وصية تحض على احتلال الشعوب فقال لهم ((الدورعليكم عليكم فى قيادة الأمم وسيادة الشعوب، لأنّ الدين يوجّه المسلمين إلى أفضل استعماروأبرك فتح ويُقيم المسلمين أوصياء على البشرية القاصرة ويعطيهم حق الهيمنة والسيادة على الدنيا)) وبلغة المؤرخ المحايد كتب البشرى ((إنّ مواقف زعيم الجماعة والجماعة من ورائه كانت دائمًا فى صالح السراى وحكومات الأقلية)) (ص72) وسارتْ مظاهرات الإخوان ضد مجلس الأمن لنظرقضية الاحتلال وكانت ((هذه الهتافات تصدرعن رغبة الإخوان فى تفادى اتخاذ موقف واضح تجاه الدول الاستعمارية التى عارضتْ مصرأوالدول الاشتراكية التى ناصرتها)) وعندما سارتْ ((مظاهرات تـهتف بسقوط الاستعماراستعان سليم زكى حكمدارالعاصمة بالبنا الذى طلب من المتظاهرين الانصراف)) (ص172، 173)
وعندما رفعتْ التنظيمات اليسارية شعارالكفاح المسلح ضد الإنجليز((كانت قيادة الإخوان تجمع السلاح خفية فى تنظيم سرى دون أنْ تـُعلن منهجًا يتعلق بالكفاح المسلح لانتصارالحركة الوطنية)) (ص175) والأخطرأنّ قيادة الإخوان ((نجحتْ إلى حد كبيرفى أنْ تمتص ثورية القواعد الشعبية للإخوان وعزلها عن المد الثورى. وقد يكون لجماهيرالإخوان ما يجعلهم حربًا على الاستعمار(لوتحرّكوا) ولكن بقيتْ الجماعة فى عمومها بعيدة عما تتطلبه موجات الكفاح الشعبى. وانهدّ بذلك قسم خطيرمن الكتلة الشعبية)) (ص388) وذكرالبشرى أيضًا مواقف الإخوان (المائعة) ((من القضية الوطنية وعزوفها الصريح عن الارتباط بالحركة الثورية. وسياسة المرشد وقيادة الجماعة الواضحة فى الابتعاد عن خوض الكفاح المسلح فى وقت نادتْ فيه جميع التيارات الثورية بالدعوة إليه)) (ص404) وفى 26ديسمبر51 وصف مراسل صحيفة (الملايين) فى الإسماعيلية المعركة بين القوى الوطنية والإنجليز((وأنّ التفكيربدأ فى تنظيم المقاومة، فاتصل بعضُ الوطنيين بالقنال بالأحزاب ولكن هذه الاتصالات لم تؤد لنتيجة بسبب رفض الإخوان العمل المشترك رغم الالحاح عليهم بما تقتضيه مصلحة الوطن)) (ص507) وبعد مقتل البنا ظلتْ قيادة الجماعة على موقفها الرافض لتكوين جبهة موحدة (مع باقى القوى الوطنية) لمقاومة الاحتلال البريطانى. وذكرالبشرى أنّ الجماعة ((صرفتْ همها فى المطالبة بتغيرأسماء الشوارع والحض على إغلاق دوراللهوإلخ. وكان الهضيبى على اتصال واضح بالملك وطلب من قيادة الجماعة أنْ تقف بكتلتها الشعبية بعيدًا عن المعركة. فلم يُنتظرمنها المساهمة فى تكوين الجبهة (ص529، 530) وأنّ قيادة الجماعة وقفتْ بالإخوان بعيدًا عن الحركة الثورية وفى صف الملك. وقد عُرف وقتها أنّ ثمة جماعة تـُسمى نفسها (إخوان الحرية) على اتصال بالمخابرات البريطانية تقوم بعمليات تآمر(لصالح) الإنجليزفى مصر)) (ص530) وهذا الموقف يجب ربطه بما ذكره حسن البنا فى مذكرات الدعوة والداعية من دعم الإنجليزله بمبلغ 500جنيه بحجة التبرع لبناء مسجد بالإسماعيلية. وكذا ربطه بما ذكره البشرى من أنّ حسن البنا (عندما كان يعمل مدرسًا) كان يُملى على التلاميذ موضوعات ((يتوخى فيها الثناء على الملك فؤاد وتعداد مآثره)) وأنه ((شجـّـع العمال يوم زيارة الملك لمدينة الإسماعيلية (عام 1927) إلى التجمع لتحيته ((حتى يفهم الأجانب فى هذا البلد أننا نحترم ملكنا ونحبه)) ونظرًا لهذا الموقف المُهادن والمُـتملق للسلطة كتب أحد رجال البوليس تقريرًا، أشاد فيه بأثرجماعة الإخوان المسلمين فى تقويم من لم تنفع معه وسائل التأديب البوليسية واقترح ((أنْ تــُـشجع الحكومة وتعمل على تعميم فروع هذه الجماعة فى البلاد حتى يكون فى ذلك أكبرخدمة للأمن)) (ص43، 45) فهل هناك انتهازية أكثرمن ذلك؟ وبعد إلغاء معاهدة 36عام 51 تطوع بعض شباب الإخوان للاشتراك فى الكفاح المسلح، فوقف الهضيبى يخطب فيهم وقال ((اذهبوا واعكفوا على تلاوة القرآن)) (ص523) وأثناء معركة القنال قال رئيس شعبة الإخوان بالسويس ((ليس للإخوان أى نشاط فى حركة المقاومة. وأنّ الإنجليزيستطيعون استبدال العداء التقليدى بصداقة إنسانية مع مصر)) وفى صحيفة الدعوة عدد24/6/52مقال قال فيه كاتبه ((ربانية لاوطنية. الإيمان بالله أبقى وأغنى من الإيمان بالأرض)) (ص 574)
وإذا كانت أمريكا- اليوم- تتزعم مشروع (الشرق الأوسط الكبير) فإنّ الفكرة لها جذو قديمة، فكتب البشرى ((أوضحتْ تصريحات مرشد الإخوان أنه لايرفض مبدأ الأحلاف الدفاعية الإقليمية، فى وقت ظهرتْ فيه فكرة إنشاء حلف من الدول الإسلامية باسم الكتلة الإسلامية يرتبط بالغرب كبدليل احتياطى لمشروع حلف البحرالأبيض المتوسط واستغلال الدين للعمل على تحقيقه)) فهاجم د.راشد البراوى مشروع الكتلة الإسلامية وارتباطه بسياسة الأحلاف الأمريكية/ الإنجليزية (575)
فإذا كان هذا هوموقف الإخوان من الاحتلال الإنجليزى لمصر، فإنّ موقفهم من الاحتلال الصهيونى لفلسطين هوالمتاجرة بالقضية. ونصّ البشرى على ((فلما احتدمتْ أزمة فلسطين، نشطتْ جماعة الإخوان وبادرالفدائيون بالتطوع للجهاد. ووجدتْ الجماعة فى الأزمة فرصة لها للتوسع انتهزتها كما انتهزتْ ثورة فلسطين سنة36. وذكرأحمد حسين ((أمدّتهم معركة فلسطين بفرصة ذهبية لحشد السلاح والتمرن على استعماله بدعوى أنه من أجل فلسطين. وأنّ الإخوان كان لديهم كميات من الأسلحة والذخائرالضخمة ((جمعوها تحت ستارتجهيزالمتطوعين إلى فلسطين وهم يعدونها لإحداث انقلاب فى مصر بالقوة)) (أحمد حسين فى كتابه واحترقت القاهرة- من ص313-315) ولعلّ ما حدث يوم 2نوفمبر1945 بمناسبة ذكرى وعد (بلفور) الذى منح اليهود (حق) احتلال فلسطين، فى هذا اليوم خرجتْ القوى الوطنية (خاصة من اليساريين والوفديين) فى مظاهرات للتنديد بوعد (بلفور) بينما اندفع الإخوان المسلمون لتحطيم المحلات التجارية التى يمتلكها مصريون.
فهل أ.هويدى لم يقرأ كتاب البشرى أوكتاب أحمد حسين؟ وإذا كان قد فعل، فلماذا يستمرفى المغالطة؟ وهل صدّق أكذوبة أنّ الإسلاميين هم ((سادة العالم)) وأنّ ((الدين يوجّه المسلمين إلى أفضل استعمار، ويقيم المسلمين أوصياء على البشرية القاصرة وتعطيهم حق الهيمنة والسيادة على الدنيا)) وهى الكلمات التى نقلها البشرى بالحرف؟ أم أنّ الإيديولوجيا تلغى العقل؟ وإذا كان فهمى هويدى (وأمثاله من الذين يتربّعون على عرش الميديا المصرية) يُدافعون عن توجهات الإسلاميين المُـعادية للانتماء الوطنى، وضد الحداثة إلخ، فما الفرق بينه هووأمثاله من الصحفيين عن أعضاء تنظيم دولة الإسلام فى العراق والشام، وه التنظيم الذى أطلقتْ عليها الإدارة الأمريكية اسم الدلع (داعش)؟ إنّ فهمى هويدى وأمثاله من المتعلمين المصريين المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة هم (دواعش) فى أقنعة صحفيين، وهم يتصوّرون أنّ الشعوب لاتعرف التاريخ المخزى للإسلاميين الذين تعاملوا مع الاستعمارالإنجليزى ثم مع الاستعمارالأمريكى. وعن تلك الحقيقة صدرتْ كتب عديدة أكد فيها مؤلفوها عن دورالاستعمارفى احتضان الإسلاميين المجرمين، ومن بين هذه الكتب كتاب (لعبة الشيطان: دورالولايات المتحدة الأمريكية فى نشأة التطرف الإسلامى- تأليف روبرت دريفوس- ترجمة أشرف رفيق– مركزدراسات الإسلام والغرب)
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا تظلمون الإخوان
Amir Baky ( 2017 / 10 / 2 - 14:08 )
الوطن مجرد حفنة من تراب – طظ فى مصر. هذة المفردات التى ضد الوطن الطبيعى ناتجة من مفهوم أن الإسلام دين و دولة. الإسلام وطن ومن ينتمى لوطن آخر فهو ضد الإسلام. الأزهر بيقول أن الإسلام دين و دولة. المؤسسات الدينية التى بيتم وصفها بالإعتدال بتقول أن الإسلام دين و دولة. الشريعة تساوى الدساتير و القوانين الوضعية معا. حتى لائحة العقوبات موجودة بشريعة دولة أو وطن الإسلام. فعندما تنص الدساتير بأن الشريعة المصدر الرئيسى للتشريع فهو إعتراف بأن مصر أو غيرها هى مجرد أسم علم لوطن إسلامى. فطز فى هذا الإسم العلم.
المشكلة ليس تدليس هويدى أو غيرة. التدليس فى ترك جوهر الموضوع و عدم الإعتراف بأن الإسلام بديل للوطن الطبيعى فى مفهوم الثقافة الإسلامية. و أقوال الإخوان متماشية و متناسقة مع هذه الثقافة.


2 - تعقيب
على سالم ( 2017 / 10 / 3 - 01:35 )
المعادله واضحه , اسلام مصر يساوى خراب مصر

اخر الافلام

.. #shorts - 7- Al-Baqarah


.. #shorts -10- Al-Baqrah




.. #shorts -12- Al-Baqarah


.. #shorts-1- Al-Fatihah




.. #shorts -2-Al-Fatihah