الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخجل هذا الصمت

عائشة جرو

2017 / 10 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم




مغموسا في العار حتى أذنيك، تعصرك لكي تغسلك ولا تنزل منك قطرة دم، لا تطرق أوتطأطئ...حين أسألك عما يعنيه لك هذا الإحساس بالذات، هذه فضائحي المخزية مجللة بالخذلان،القضية غير متعلقة بتاتا باغتصاب طفلة أو امرأة، سطحي هكذا تفكير سام وقاتل،اغتصاب عقلك،اغتصابك الوجودي، اغتصاب وجودك كإنسان... لا الاستحواذ على منصب، ولا على الثروة، ولا على الوطن بكامله، كل ذلك قابل للتدارك ورد الاعتبار، لكن، ألم يكن في مكونات الطين حجر تصنع منه الروح؟ أي شيء يمكنه منحي أي انتماء؟ لا تَصِمْني بفضيحة الإنسان، قاتلا أو مقتولا، برئني منها،اغسلني من دنسي،خذ إن تبقى منى شريان مقابلا...
عندما يرفع جلادي سوطه في وجهي، أشخص بعيني، ليس كبرياء،بل خجلا من أجله، لعلي أرفعه قليلا، وأنا أتصبب عارا منا نحن الاثنين...
تبا لهذه القذارة والمستنقع المستفحل فينا!
أي قصيدة/ لوحة/ موسيقى بوسعها تطهير هذه الحقارة، مرثية تثير الشفقة والتعاسة؟؟؟ مع أنك تعي جيدا ألا جدوى ولا ثمار للضغائن والأحقاد لمن هم مثلك، إلا أنك تحاول أن تنقذك من تلوثه التام، و هو يحاول أن يغوص بك في وحل تلوثه، وإن بينت له أنك لست نقيا، لست ملاكا، لست على ما يرام... لكنك تغسل قلبك،كل مرة ترتطم فيها بالاستيقاظ على حافة السجن صغيرا كان أو كبيرا، وإن اللآلئ تصدأ كلما طفت على سطح آسن موبوء، ولامستها العيون الملطخة، وأنت الذي-تي في مرمى عينيه أبدا... لم يعد يكفيه تلوث مخالبه ولا أنيابه أو يديه...
أتعتقد أن الكارثة كلها في السجان وجلاده؟
الحقيقة غير ذلك، كأي حقيقة نسبية بالمطلق...
بصريح العبارة، جبهتي موصومة بالعار من هذه القدرة المرعبة، والقابلية المخجلة على بيعك وشرائك لما ومن هو أحقر: الذل،الحربائية، الخرافة، الدجل...
يخجلني تواطؤك، تطبيعك مع جلادك...
جموع وجموع، حشود تتوالد كالصراصير، ضخمة هائلة هي من السماسرة في كل شيء، لا شهود عيان على الزور يصرخون بالحق، مهرجون كثر، أبطال لا بطولة لهم-ن سوى الافتراء والتصفيق على الزور، على شيوخ يتحلق حولهم جوعى وعراة وحفاة...
وعظ غير متكافئ، جواكير، جثث في كل مكان لا تحدث سوى جلبة الموت، وأنت صامت، بل صامت أمامك أصحاب سوابق ومريدين، وأنت تصفق...
ما يخجلني هو كل هذه البشاعة التي كلما استفحلت، ابتكرت مزيدا من عمليات التجميل، وحشوت بها فراغك المخيف، واخترعت لمداراة الخجل من غاباتك الملوثة "سيليكون"و"بوطوكس"يغمرك بالخواء المنفوخ...وأنت صامت،صامت بل صامت... كم يربكني ويخجلني هذا العار: صمتك!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطائرات من دون طيار الفاعل الرئيسي الجديد في الحروب


.. سيول جارفة ضرب ولاية قريات في سلطنة عُمان




.. دمار مربع سكني بمخيم المغازي جراء القصف على غزة


.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: سنرد على إيران وقاعدة نيفاتيم




.. بايدن ينشغل بساعته الذكية أثناء حديث السوداني عن العلاقة بين