الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكمة تشرشل وسياسة الدول الإقليمية

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 10 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


حكمة تشرشل
وسياسة الدول الإقليمية.

بير رستم (أحمد مصطفى)
هناك مقولة شهيرة لرئيس وزراء بريطانيا الأسبق؛ تشرشل تقول: "لا أصدقاء ولا أعداء دائمين لبريطانيا، بل مصالح دائمة"، بقناعتي أن مقولة تشرشل تلخص جوهر السياسة في كل الأزمنة والأمكنة حيث ها إننا نجد الرئيس التركي يقوم بزيارة طهران ليتفق كلا الطرفين الإيراني والتركي على رعاية مصالح بلديهما وشعبيهما وذلك بعد اتهامات كل طرف للآخر بالمذهبية والطائفية وإنه يقف وراء مصائب المنطقة وعلى الأخص الشعبين السوري والعراقي وهما كانا في تلك الاتهامات المتبادلة محقين، لكن على حد سواء بمعنى أن الدولتين الإقليميتن تحاولان إخضاع المنطقة لأجنداتهما ومشاريعهما السياسية ولو عن طريق ركوب موجة الصراع الطائفي المذهبي حيث أحدهم أعتبر "أسد السنة" والآخر "ولي الفقيه"، بينما من يدفع ضريبة الصراع دماً وتدميراً وتهجيراً هي شعوب المنطقة وعلى الأخص الكرد والعرب في البلدين مع باقي مكوناتها الأثنية العرقية والمذهبية الدينية.

لكن ورغم كل ذاك التحشيد الإعلامي والكذب على الأتباع من المذهبين فإنهما ضربا بعرض الحائط بخلافاتهما لكي ينسقا معاً عندما دعت المصالح ولذلك فبقناعتي حان الوقت لشعوبنا لأن تستفيق من حالة استلاب الوعي لتدرك بأن هذه الحكومات والدول تهمها مصالحها وأن "لا صداقات ولا عداوات دائمة بينها، بل مصالح دائمة" وفق مقولة تشرشل ولذلك فعلينا نحن أبناء وشعوب المنطقة أن نعي هذه الحقيقة ونخرج من دائرة الولاء والتبعية لنؤسس لعهد ومنطق سياسي جديد تقوم على مصالحنا المشتركة حيث نحن أولى بشؤون بلدانا ومناطقنا وشعوبنا والعيش وفق تحقيق تلك المصالح المشتركة بيننا حيث الآخرين تهمهم مصالحهم وإن كان على دمائنا وها هو التوافق التركي الإيراني تكشف الحقائق عاريةً وتسقط ورقة التوت الأخيرة عن عورات السياسات الإقليمية.

وأخيراً علينا أن ندرك جميعاً؛ بأن لا حل في المنطقة إلا وفق توافق سياسي تراعي مصالح كل الأطراف حيث لا حل مع سياسات القمع والتهميش وكل الحكومات الديكتاتورية لجأت لتلك السياسات لكن كانت النتائج كارثية على الجميع وأولها على تلك الحكومات نفسها وبالتالي لا حلول مع سياسة النفي، بل هناك طريق واحد يخرجنا جميعاً من "عنق الزجاجة"، الآ وهو القبول بالآخر شريكاً وأخاً وجاراً يصان كرامته وحقوقه كما تصان حقوقي وكرامتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟