الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين أربيل وبغداد

امين يونس

2017 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


وسطَ هذا الكَم الهائِل من الشَطَط وتغذية النعرات البائِسة والتمترُس وراء الإنتماءات المهترِئة ، الذي تغرق فيه منطقتنا الموبؤةِ بالعُنف وإنتاج الأزمات .. ما العمل ؟ ... فبعد زلزال إستفتاء إنفصال كردستان عن العراق ، وما تبعهُ من نشاطات محمومة في بغداد ودول الجوار ومحاولات التنسيق فيما بينها ، ليس لإفشال ما يتمخض عن الإستفتاء فقط ، بل لهدم تجربة أقليم كردستان بمجملها .
أدناه بعض ما يجول في خاطري :
* بدايةً ... أنا وآلاف غيري ، قُلنا وصحنا قبل الإستفتاء ، بأنهُ لم يجرِ التحضير للأمرِبعناية ، وأنهُ لم تُبنى اُسُسٌ متينة لأمننا الغذائي ، وأن المؤسسات " الديمقراطية " مثل البرلمان قد هُمِشتْ تماماً ، وأن العلاقة مع بغداد هي الأهم من كُل العلاقات الأخرى " فعملية الإنفصال ستجري عن بغداد وليس عن أنقرة أو طهران " ، وهذه العلاقة أي مع بغداد ، قد تَم إضعافها وتشويهها طيلة السنوات الماضية ، وأن إسلوب إدارة الحُكم فاشل والفساد مُستشرٍ .. قُلنا وقُلنا ، لكن قولنا كان مثل النفخِ في قربةٍ مثقوبة .
* حتى لو تمادى مُنَظِرو الإستفتاء وأكملوا المسيرةَ ، بإلإنفصال عن العراق وإعلان دولة كردستان ، بعد إسبوعَين أو شهرين أو سنتَين ، [ مع بقاء الأوضاع السياسية والإقتصادية والعلاقات مع المحيط والعالم ، كما هي الآن ] ... فستكون دولة هشّة ، قابلة للإنهيار السريع . وذلك ما لا يريده أي عاقِل .
* المُراهَنة على " الوقت " من كِلا الطرفَين ، واضِح للعيان . فبغداد وحليفتها العتيدة طهران وشريكتها الجديدة أنقرة ... يُنسقونَ سياساتهم أزاء الإستفتاء ، وزيارات رؤساء أركان الجيش في البلدان الثلاثة لبعضهم البعض ، نشيطة ومتواصلة ، ويقومون بمناورات مشتركة على الحدود مع أقليم كردستان . وتهديداتهم متصاعدة بغلق الحدود ومنع تدفق البضائع ... الخ . أنهم يعتقدون ان الأقليم لن يصمد أمام هذه الضغوطات الكبيرة ، لأكثر من شهرَين .
بالمُقابِل ، ان حُكام أربيل ومستشاريهم ، يرون أن جميع تحركات بغداد وأنقرة وطهران ، ماهي إلا إستعراضٌ للعضلات وأنهم لن يستطيعوا فعل شئٍ على الأرض .. وأن هذه الأطراف حتى إذا نفذتْ تهديداتها بغلق المنافذ الحدودية ، فعلاً .. فأن الأقليم يستطيع الصمود بموارده المحلية لفترةٍ طويلة قد تصل لسنة ، بينما هذه الدُول لن تتحمل الخسارة الإقتصادية الفادحة التي سوف تصيبها من جراء المقاطَعة ! .
* بعض القرارات الحمقاء التي إتخذتْها بغداد مؤخراً ، من قبيل منع النواب الكُرد من دخول مجلس النواب ، وإغلاق مطاري اربيل والسليمانية بوجه الرحلات الخارجية ، ومنع مشاركة بنوك الأقليم في مزاد شراء الدولار من البنك المركزي ، وعدم إرسال النفط الأبيض ... الخ . هذه القرارات مُؤشرٌ على أحد أمرَين : الأول ، ان القائمين على الأمور في بغداد ، سُذَج ولا يعرفون التصرُف بحكمة . والثاني ، أنهم يفعلون ذلك عن قصد وغايتهم تعميق الخلافات عمداً والسعي حثيثاً نحو تقسيم البلد ! .
* هنالك مَثلٌ كردي يقول " هنديكه خياره ش تيتكي دياره " ، أي ما معناه : ان شكل الخيار منذ حداثة نموه ، يُنبئ عن ما سيكون عليه عندما يكبر . ومثلٌ بغدادي يقول " مُستقبَل التُنكة ، كُحُف " .
لا أريد ولا أتمنى ، أن يكون مشروعنا ، مثل ( التُنكة ) ، سهل الكَسر والتشظي ..
حبذا لو نهتم بتُربتِنا ونزرع بذور " خيار " جيدة ، ونسقيها ونرعاها ، فنستحق ثمراً مُحتَرماً ! .
....................
ان [ القطيعة ] بين بغداد وأربيل ، الآن ، خطأٌ كبير لا يخدم مصلحة الطرفَين . والوقوع في مُستنقع الإتهامات المتبادلة ، من قبيل ان مشرع الإنفصال هو بتخطيط ورعاية الدوائر الصهيونية ، أو ان بغداد باتتْ طائفية مقيتة مُقادة من قِبَل ولاية الفقيه ... لا يُساعِد على إيجاد حلول معقولة .
حان الوقت ليدرك قادة الأقليم ، انه لا بديل من التفاوض ثم التفاهم ثم الإتفاق مع : بغداد .
وحان الوقت لحكام بغداد أن يدركوا : ان التفاهم مع الكرد لتعديل الدستور ، ليس بالمستحيل بغية الإتفاق بعدها على كونفدرالية تضمن حقوق الجميع والتعايش بسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بين حانة ومانة ضاعت لحية الشعب في برلمانات الفسادة
علاء الصفار ( 2017 / 10 / 6 - 10:57 )
تحيتي
التاريخ يعيد نفسه-المرة الاولى هو مجزرة حقيقية وفي الثانية هو مهزلة دامية!-جاء البعث وكل قومجية العراق بمفاهيم سا فلة تخدم الطبقة الحاكمة وباسم الشعب والقومية! جذرها الفكري-عدو عدوي صديقي_انا و اخي على ابن عمي ومع ابن عمي على الغريب _-نتحالف حتى مع الشيطان(إسرائيل) من اجل مصالحنا-_ كن ذئباً وإلا اكلتك الذئاب. هذه هي عقلية السطحية لساسة عرب وكرد في السلطة والمعارضة والبرلمان,ان قيم التردي وسقوط الاخلاق والمبادئ له تاريخ فالتحلفاتلمزورة ويجري نقضها وكانت تجري من ايام 1958,مروراً ببيان آذار والتآخي ونقضه والجبهة والانقلاب عليها ثم التحالف مع الشاه وضرب جماعة قاسملوا وذهاباً لتقبيل يد الخميني وخدمةً دولة ولاية الفقيه ضد الشعب الايراني اليساري والشيوعي والكردي وضد العراق,وإلى الهرب للخارج الامريكي.من ثم شحن المزايدات حول من لم ساوم مع البعث ومن كان الجححش الاول في الحركة الثورية,بعدها جاءت معارك(فلوس الكمرك) وكان الشعب فرحان بزوال الفاشية,وليخرج الجميع خاسراً.متاجرة الانفصال ورقة تحبذها اسرا ئيل.أقر أن الجميع يتبرء من تاريخه مع دولة ولاية الفقيه التي عادها صدام, إلا أحزب الاسلام!ن


2 - ان الهجوم لصدام حسين على ايران كان يا ما كان
علاء الصفار ( 2017 / 10 / 6 - 12:08 )
تحيتي
هو قصة علاقة ازمة الديمقراطية وللتخلص من الشيوعيين ورفاق بعث ناهض صدام,وللانفكاك من معاداة امريكا وضرب العلاقة مع السوفيت.هكذا جرى اتهام الشيوعيين باتآمر فضربوا,ففرح القومجية العرب والاكراد لانجازات صدام كما فرحت إسرائيل وحتى إيران, ففصيل الشيوعيين سيتم نحره.وهذا هواهم انجاز لصدام,التي عاداته الرجعية العربية وإيران,ولم تقل إسرا ئيل حرفاً عن الديمقراطية ولا تتكلم عن الانفصال حينها!فالجميع قدم السلاح لحرب الدمار للعراق, فاسرا ئيل كانت ترى الخير فيما وقع كما إيران!وكذلك السعودية وقطر أرتؤأ ان دمار ايران والعراق شيء جيد.وكذلك المعارضة العراقية طمحت من الحرب الدمار لنظام صدام ومعاقبة كل الشعب العراقي الذي لا يثور على صدام,ههه! طبعا هرب جميع القادة للبحر الاسود وعلى رأسهم ع.محمد مؤسس الجبهة.ولكن الغريب يتم شتم الشعب لعدم الثورة!!وبعد أن أقرت الاحزاب أن لا خلاف مع البعث ويداً بيد نبني الاشتراكية,بعدها يتم وصم الشعب بابشع النعوت, لانه آمنة بعدم التمرد,إذ جاءت جاءت ببيانات التحالف والتآخي.هكذا اليوم فالهجمة هي للتخلص من ازمة الشرعية للقادة والبرلمان الفاسد ومن نقمة الشعب,فهربا للحرب!ن


3 - الذهاب للخارج , هو للهرب من الداخل المثير والمتفجر
علاء الصفار ( 2017 / 10 / 6 - 13:21 )
امريكا تدير اللعبة بجوقة السعودية واسر ائيل وداعش وفلول البعث!العراق مازق بوجود صدام ومأزق بوجود الديمقراطية وبوجود شعب عريق فيه,والمنشار الامريكي صاعد نازل ينجر الشعب العراقي وبنفس القوى القومجية التاريخية مع تغيير في لبس الجبة واليشماغ.فكلمة الديمقراطة الحلوة تحولت لدول محاصصة رعاها الشيعة والاكراد,وكلٌ يضمر للاخر الكره,وليتحين كيف يتم نهشه.فذهب بعضهم لايران واخر لتركيا وإسرائييل.وهناك السادة يحبون شعبهم و أرضهم رغم المعرفة بانهم قوى مرتبطة بعلاقات بالرجعية العربية والغرب وامريكا وروسيا والهند والصين وجزر الواق واق! لقد تم تسليم اكراد ايران بيد العراقيين وتم تسليم اكراد تركيا بيد العراقيين, فصرنا بلد مرتزق لايران وتركيا لنحر أكراد الجوار فلا اكررراه ولا بطيييخ, فبعضٌ خشى سيطرة حزب العمال الكردي لقيادة النضال, فأستعجل التاريخ وحرق المراحل وهو في حضن الشيطا ن وله لورنس صهيو ني(ب.ليفي)بعلام داود!هكذا ضحكت السعودية على العراق كما ضحكت تركيا,ولا زال العقل جامد بمعادلات الارتزاق على ابواب الشيطاان,رافضةًالمساومة بين بغداد واربيل _هذا عيب وعا ر_فكيف يمكن التنازل القومجي ونسيان المتجارة!ن

اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة