الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين التحريم والتحليل

فؤاده العراقيه

2017 / 10 / 5
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ما بين الحرام والحلال شعرة واحدة ممكن قطعها فيما لو أراد الحاكم قطعها في حال اقتضت مصلحته لذلك حيث هناك مصالح تجمع فئة معينة من الأشخاص تدفعهم ليحرّموا تارة ويحللوا تارة أخرى مستندين على شرائع سنّوا قوانينهم عليها , أي باسم الدين يحللون ويحرّمون والغاية هي مصلحة هذه الفئة فقط فليس هناك مصلحة للشعوب عند الحُكّام وكذلك ليس هناك شعوب على مرّ التاريخ ثارت على الظلم وهي مغيّبة ولهذا السبب تعمل السلطات وعلى رأسها السعودية بتغييب شعبها ابتداء بالمرأة لكونها عماد للمجتمع .
فرحتُ وفرح المتنورين عند سماعهم للأمر الملكي الذي صدر قبل أيام بالسعودية يتعلّق بأحكام نظام المرور التي ستطبق على الذكور والإناث على حد سواء ,فرحتُ لكونه خبرا مثل هذا يُعتبر انجازاً كبيرا للمرأة السعودية والفضل لا يعود للحكومة السعودية بل يرجع لنضال المرأة وللطبقة المتنورة نساء ورجالا .
ولكني حزنتُ في نفس الوقت بعد أن قارنتُ شعوبنا ببقية الشعوب ولكوننا نناضل ونبذل جهودا ونتكبد خسائر جمّة نحن في غنى عنها لأجل أن نسترد حقا مسلوبا سبقتنا إليه بقية الشعوب منذ مئات السنوات وكان المفروض بنا أن نستردّه قبل عقود كثيرة لنستطيع الالتفات لأمور أكثر أهمية, وشعرتُ من خلال مقارنتي هذه بكم العبودية التي تجرّعتها المرأة العربية التي هي عاجزة عن الحصول على ابسط حقوقها الشرعية إلا بعد نضالا طويلا لتسترد جزء طبيعيا وبسيط من حقوقها والسبب في هذا التأخير هو وقوف الحُكام ضد شعوبها باسم المشرع مستغلة أحكام قبل قرون لتحورها وتصبها باتجاه مصلحتها .

أليس غريبا وضع المرأة السعودية والتي لا زالت ليومنا هذا تنتظر السماح لها وعدم السماح بأفعال تخُصها هي وحدها علاوة على ما حدث من هجوم ومعارضة البعض حول هذا الحق الضئيل في قيادتها للسيارة في الوقت الذي به كان من المفترض انه شيئا بديهيا لا يستوجب كل هذه الهلمة .
أليس غريبا وضع النساء في السعودية والتي لا زلنّ خاضعات لقيود متشددة في مجالات أخرى مثل حرية العمل أو السفر حيث تحتاج إلى موافقة الزوج أو الأب أو الأخ أو الابن.



شغلت هذه القضية الرأي العام لعقود ولفترات متفاوتة وأخذت وقتاً طويلاً وصدرت العديد من الفتاوى التي اختصت بتحريم قيادة المرأة للسيارة وكذلك أقرها العديد من علماء الدين في المملكة ومن ضمن هذه الفتاوي كانت للشيخ عبد العزيز بن باز ، والذي قال بها بأن قيادة المرأة للسيارة تؤدي إلى مفاسد لا تخفى على الداعين إليها، منها السفور والاختلاط بالرجال دون حذر"!!!
وكذلك الكثير من الفتاوي تتضمن شرح وافي للمفاسد الخطيرة التي ستحدث للمرأة في حال قيادتها لسيارتها ومنها نزع الحجاب ونزع الحياء لكونها ستكون حرة طليقة وكذلك تمردها على أهلها وزوجها".!!
إضافة إلى الفتوى المضحكة والمُخزية للشيخ صالح بن سعد اللحيدان، وهو مستشار قضائي خاص ومستشار نفسي للجمعية النفسية في دول الخليج قال فيها ’’ على السعوديات اللاتي أطلقن حملة لقيادة المرأة للسيارة أن يُقدّمن العقل على القلب والعاطفة وأن ينظرن إلى هذا الأمر بعين واقعية؛ لأن مردود هذا الأمر سيئ من الناحية الفسيولوجية، فإن علم الطب الوظيفي الفسيولوجي قد درس هذه الناحية بأنه يؤثر تلقائيًا على المبايض ويؤثر على دفع الحوض لأعلى"، وتابع "لذلك نجد غالب اللاتي يقدن السيارات بشكل مستمر يأتي أطفالهن مصابين بنوع من الخلل الإكلينيكي المتفاوت لدرجات عدة".!!!
أتساءل كيف وصل هذا المُختل عقليا لرتبة مستشار قضائي ونفسي ما لم يكن مدعوماً من الحاكم الذي عزز دوره وأمثاله ليدعموا الجهل في المجتمع السعودي لتكون المُحصّلة على شاكلة المجتمع السعودي والذي لا يزال يرفض الخروج من شرنقة التخلف الذي أحاطوه بها كفكرة قيادة المرأة للسيارة وهو ردة فعل طبيعية وكنتاج للتلقين الذي مورس ضد هذا المجتمع بخصوص المرأة وحقوقها وهي كارثة حقيقية كوننا ونحن في الألفية الثالثة لا زلنا نناقش موضوع السماح للمرأة وعدم السماح لها بأمور من شأنها هي قبوله أو رفضه .
والغريب إن نفس هؤلاء الشيوخ رحّبوا اليوم بفكرة قيادة المرأة للسيارة
وقامت هيئة كبار علماء الدين بالممكة السعودية بتأييد هذا القرار والتزام الصمت حيالها !!

فأين ذهبت فتاويهم المدعومة والموثّقة بالعنعنة , أم إنهم مجرد تبعية للحُكّام ولقراراتهم السياسية ودعم لهم وخُدّام لتوجهاتهم فقط ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كله في سبيل حماية الرجل من المفاسد
مروان سعيد ( 2017 / 10 / 6 - 18:59 )
تحية للاستاذة فؤادة العراقية المحترمة وتحيتي للجميع
سيدتي احسبيها بالعقل كيف ان الرجل السعودي سيشاهد امراءة تقود بجانبه العربة هل يقدر السيطرة على المقود وهل سينظر امامه ام سينظر جانبا ويقود الى الامام ويرتطم باول حائط او عربة اخرة
يا سيدتي الرجل السعودي راجل بحق وحقيق ليس مثل رجال اهل الغرب لايهمهم رؤية المراءة
ان كل احاسيسه تستنفر ويمكن ان ينزل من السيارة وهي بسرعة 200 اذا شاهد امراءة
يعني من اجل ان تقود المراءة نقتل شبابنا الاشاوس ما بتريديها انتي
وانظري ما يقوله هذا الشيخ السعودي وهو يبرر ان السعودي قليل الاخلاق ويتحرش بالنساء ويلزم تحضير لهذا القانون سنين وهمه ماذا يحصل للمراءة اذا تعطلت العربة او بنجر دولابها الايحصل احتكاك وسيهجم الشباب مثل الذباب على الحلويات هذه من عندي
https://www.youtube.com/watch?v=tzL_HzLgBo8
واحدهم واضع يوتوب ماذا سيحصل اذا قادت المراءة السعودية
https://www.youtube.com/watch?v=_eQI6QoxIHY
يعني ما بيعرف ان المراءة في هذا الزمن هي الطبيبة والمهندسة والمثقفة اكثر من الرجال
ومودتي للجميع


2 - انظري سيدتي من يرفض النعمة والتطور
مروان سعيد ( 2017 / 10 / 7 - 01:35 )
تحية مجددا للجميع
تقول عن نفسها اميرة وترفض ان تقود العربة
https://www.youtube.com/watch?v=e8jDSffRgiY
لاحول ولا قوة الا بالله
مسحوا ادمغتهم وصار السجن عندهم واحة ذهبية
مودتي


3 - مبررات واهية لا يمتلكون غيرها
فؤاده العراقيه ( 2017 / 10 / 7 - 17:20 )
اهلا بك عزيزي مروان وسهلا
الشيوخ يتبعون مصالحهم بتمويل من السلطة الحاكمة والاجدر بهم ان يُقوّموا اخلاق الرجل ,أما قولهم بأن الرجل ذو طبيعة شبقية ولا يحتمل وجود امرأة بجانبه فهذه نكتة سخيفة ومبكية والعالم المتقدم يضحك عليها وعليهم

السلطة الحاكمة في السعودية المتمثلة بملوكها عملوا ما بوسعهم لتشويه الشعب السعودي وتدمير خلايا دماغه من خلال سن قوانين متأخرة وكذلك التعليم الذي وضعوا اسسه على اساس التفرقة والتمييز بين الجنسين والنتيجة كيت وازدياد الشبق للجنسين وزنا المحارم والكثير من السلبيات
حشروا , بمعونة امريكا, في ادمغتهم ’’نساءا ورجالا’’ على مر العقود الكثير من الأوهام وحصروا فئة المثقفين وقيدوهم ليتسنى لهم السيطرة على البلاد ونهب خيراتها , سيقول البعض بأن الشعب السعودي مترفه , نعم هو يمتلك نوعا من الرفاهية المادية ولكنه بات كالحيوان يأكل ما يشتهي ويمتلك سيارة فارهة ويرتدي الحرير لكن عقله خاوي وساكن في نفس النقطة
أما هذه التي تقول اميرة وارفض ان اقود سيارتي فهي أما مقتنعة فعلا بفعل التغييب والخداع الذي مورس ضدها وأما مأجورة
شاكرة حضورك


4 - ليس في الاسلام مايمنع المرأة من قيادة السيارة
أوتمزيرت ( 2017 / 10 / 7 - 20:22 )
انما هي التقاليد في السعودية
رحم الله من كتب منذ عهد كتاب
الاسلام ومعركة التقاليد
انما في كثير من الدول العربية الاسلامية المرأة تقود السيارة
فان كانت قديما منذ عهد النبوة تركب الجمل والفرس والناقة والحمار فكيف لاتقود سيارة بل نجد من كانوا يحرمون ركوبها السيارة يسمحون بمرافقتها السائق الأجنبي بل قد يكون غير مسلم
الحلال والحرام في الاسلام منصوص عليهوله مقاصد معروفة
المرأة عندنا واقعة بين الاغواء والاغراء وبين هضم حقوقها
هناك علماء ينطلقون من مقاصد الشرع وهناك عملاء يمكن أن يغيروا فتاواهم بتتبع رقابة الحاكم
وتعتبر تونس ومصر رائدتان في هذا المجال

اخر الافلام

.. هل يعاني علم المصريات من الاستعمار الثقافي؟ • فرانس 24 / FRA


.. تغير المناخ.. تحد يواجه المرأة العاملة بالقطاع الزراعي




.. الدكتورة سعاد مصطفى تتحدث عن وضع النساء والأطفال في ظل الحرب


.. بدء الانتخابات التمهيدية الخاصة بالمرأة في الحسكة




.. ضجة في مصر بعد اغتصاب رضيعة سودانية وقتلها