الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آيكان تخرج للوجود كي تفوز بنوبل للسلام ..!!

بريهان قمق

2017 / 10 / 8
السياسة والعلاقات الدولية


مستوى التسييس والرؤية الغربية، لا تنفك عن التزحزح قيد أنملة، عن طبيعة اختياراتها السنوية لجوائز نوبل ، بل تزداد رسوخا وإمعانا في المصالح السياسية . فعلى الرغم من التصريح المقبول أخلاقيا، لرئيسة لجنة نوبل النرويجية "بيريت رايس أندرسون" بأن "المنظمة تفوز بالجائزة مكافأة على عملها من أجل لفت الإنتباه إلى التبعات الكارثية لأي استخدام للسلاح النووي، ولجهودها السبّاقة من أجل التوصل إلى معاهدة ٍ لحظر مثل هذه الأسلحة"
ولكن في الحقيقة قد كان بالإمكان تفهم الأمر وتقبله، بل احترامه ، لولا أنهم اتخذوا من هذا الاختيار رسالة واضحة تتكئ على الأزمتين : كوريا الشمالية وايران، وغض النظر عن الترسانة النووية التي تملأ الكرة الارضية برا وبحرا وقد تركت آثارالتجريب المدمرة على محيطنا الحيوي بآثار سلبية، تنشرها الدوريات البيئية وبأقلام علماء البيئة المتخصصين ..
تصريح رئيسة لجنة نوبل النروجية "بيريت رايس أندرسون" بقولها "إن المنظمة تفوز بالجائزة مكافأة على عملها اللافت للتبعات الكارثية لأي استخدام للسلاح النووي، ولجهودها السباقة من أجل التوصل إلى معاهدة لحظر مثل هذه الأسلحة أمر يثير الغرابة ..فكل الجهود كانت دوما إعلامية الطابع حينا، وتثقيفية في حين آخر ، وهذا لا يختلف عن جهود منظمات إنسانية دولية اخرى تنهمك بالعمل فعليا على أرض الواقع ..
المثير أيضا أن " آيكان" و مقرها جنيف عبارة عن تحالف أي شراكة من عدة منظمات غير حكومية ، تحمل شعار عدم استخدام العنف وتلاحق عدم امتلاك دول "جديدة" للأسلحة النووية ، ولا تملك أدنى سلطة على أي برنامج نووي، لأي دولة نووية في العالم ، ولا حتى وقف التجريب والتطوير المستمرين على الترسانات الحالية ولا على نفاياتها النووية...
الأكثر غرابة أنها تأسست في 2007 في فيينا ، على هامش أشغال المؤتمر الدولي لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وتتكون من 468 منظمة شريكة في 101 دولة. ويتم تمويلها بحسب المُعلن من قبل متبرعين من الاتحاد الأوروبي والنرويج وسويسرا وألمانيا والفاتيكان. وخلال أشهر فقط بات لها فريق توجيه وفريق من الموظفين ومنظمات شريكة وتفوز بجائزة نوبل للسلام ..!!
وتصيبنا خيبة الم من تصريحات مديرة "آيكان" التي لم تشعر بجدية الخطر من ترسانة الأسلحة النووية الحالية ، إنما يقلقها : "التوتر الدولي الشديد اليوم الذي يمكن أن تؤدي فيه الخطب النارية بسهولة وبشكل لا يمكن تفاديه إلى فظائع لا توصف" بحسب قولها..!!

فكرة التسييس واضحة جدا فهي رسالة غربية بحتة لكوريا الشمالية وايران ليس إلا ، أي لا تحمل أي معنى قيمي، ولا حتى سلطة لوقف التهديد الذي يطال البشرية بالفناء ، ولا يعدو الأمر برمته سوى وصلة اخرى للحمّى الإعلامية التي تجتاح الغرب ضد الدولتين: كوريا الشمالية التي تُعد تابعة سياسيا واستراتيجيا ومفاتيحها بيد التنين الصيني ، وبالتالي هذه رسالة قوية لحكومة بكين ..بالاضافة لإيران وبرنامجها النووي الذي أصلا بدأ بجهود الخبراء الأمريكيين كما يعلم الجميع ...
هذه الجائزة تروح صراحة لصالح موقف الدول التي تمتلك فعليا ترسانة من الأسلحة النووية التي تتهدد الكرة اللارضية بكل مخلوقاتها ، وليس لجهود المنظمات المنفردة التي عملت طوال عقود من الزمن لمناهضتها ، وقد تم ضمها في شراكة مؤسساتية واحدة كما أشرت ...
فتقلب يا الفرد نوبل على جمر الندم في قبرك ، فجائزة السلام قد أفرِغَت من محتواها ومعناها وقيمتها الأخلاقية بهذه المواقف الُمُمسرحة التي تزداد امعانا في السخرية من وعي العالم ..
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة