الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجددا .... نصف شعب

امجد المصرى

2017 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


مجدداً.... نصف شعب ..!!

قد تبدو الكلمات مكرره ومستهلكه بعض الشىء ولكن الكاتب حين يؤمن بقضيته وعظمة وخطورة تأثيرها على وطنه ومجتمه لا يمكن له ابداً ان يمل من تكرار الحديث عنها والغوص فى اعماق اسبابها وظواهرها وكيفية علاجها .. إنها قضية الانفصال الروحى وفقدان الهويه لدى القاسم الاعظم من شباب مصر .. سنكتب كل يوم وكل ساعه حتى لا نصبح " #نصف_شعب "..!!

منذ ايام قلائل خرج علينا تقرير التعداد السكانى للشعب المصرى ليزيد من عبء الكلمات ووقعها .. ففى بلد يبلغ عدد شبابه الصغار اكثر من نصف المجتمع يصبح لزاماً ان يتجه كل جهد المسئولين والمفكرين واصحاب القلم وعشاق هذه الارض الطاهره الى دراسة هذه القضيه الشائكه والجرح الغائر فى قلب الوطن .. "" اين شبابنا منا واين نحن من شبابنا "" ..!!

ظواهر غريبه ومستهجنه نشاهدها مؤخراً بين شبابنا .. لن نتحدث عن السقوط الاخلاقى والدينى لدى البعض كالشذوذ والالحاد فهؤلاء قله لا تستحق كثيرا التوقف عندها .. ولكن سنتحدث عن السقوط النفسى وفقدان الانتماء لدى اغلبية ابناؤنا من الشباب الصغار خاصة ابناء الالفيه الثالثه الذين نراهم كل يوم فى الطرقات والمدارس وعلى المقاهى .. اشاهدهم رؤي العين كل صباح ومساء يضحكون فى صخب زائف حتى تشعر انهم حقا سعداء راضون متعايشون ولكن من عاش السنوات الماضيه بين شباب مصر وتعلم لغتهم وادرك مفردات حياتهم يستطيع ان يقرا بسوله درجة التخبط والانسحاب النفسى التى اصابت هؤلاء حيث لاسعاده ولا حزن .. مجرد خواء وفراغ يعيشون فيه فى اعماقهم لا يجدون قدوه ولا يسعون لهدف الا حرق الوقت واهداره اما بالنوم الطويل نهاراً او بالجلوس على المقاهى ليلاً فى مجموعات صاخبه لا يميز احدهم ما يقوله الاخر وانما مجرد صياح يشتت العقل ويمنعه من ان يفكر او يتدبر .. انه الادمان الجديد الذى هربوا اليه ليُسقطوا عن كاهلهم اى عبء واى مسئوليه عما يحدث من حولهم وكانهم انسلخوا من جسد هذا الوطن المحمل بالهموم حتى لا تصيبهم اللعنات مثلما اصابت الكبار او هكذا يتخيلون ...!
ابناؤنا غاضبون نافرون من كل شىء فى حاله لم تتواجد هكذا قبل الثوره او بعدها .. انهم ناقمون على كل الاوضاع فى المنزل والمدرسه والجامعه والوطن باسره.. لماذا كل هذا الغضب فى الصدور .. لماذا يفرون من قلب الوطن ليصبحوا شعبا اخر له لغه مستقله واهتمامات مغايره وطموحات تنحصر دائما فى الهروب اوالهجره .. اسئله بلا اجابه تحتاج الي جهد وفكر كل علماء الاجتماع وعلم النفس والسياسه ليضعوا يدهم على كلمة السر فى هذا التحول النفسى الغريب لدى شبابنا الصغير خلال الفتره الاخيره ..!

في النهايه يظل شباب مصر هم الامل الباقى فى الاستمرار والبقاء لهذا الوطن ..فلنجتهد الان على انهاء هذه الحاله من الرفض دون اسباب والغضب دون مقدمات والتى اصابت اغلب ابناء هذا الجيل الذى اصبح غريباً علينا او الذى لم نقدره حق تقديره حتى الان فاهملناه طويلاً وسخرنا من ومن قدراته وطموحاته واهتمامته وها هو اليوم يهملنا ويرد لنا القلم فيبتعد عنا وعن كل ما يخص الوطن ليحيا تائهاً شارداً بعيداً عن الجميع قانعاً بأنه لا شىء يهم الا ان يصبح سعيداً ولو كذباً او بطريقته الخاصه او حتي على حساب نفسه وحساب الوطن والاخرين ..!!

انه دورنا الان ان ننزل اليهم بالفكر والحب والايادى الممدوده والاذان المنصته لهم لنحاول ان نصل ما قطعناه وقطعوه ونجمع شتات الوطن من جديد على قلب رجل واحد كباراً وصغاراً فلا مستقبل لنا ولا لهم الا بالتماسك والالتحام وتقريب وجهات النظر بين الاجيال وغرس قيم الانتماء والعطاء والمشاركه فى صدور وعقول هؤلاء الصغار اصحاب الغضب المكنون ...حفظ الله شباب مصر من الانسحاب والعزله وفقدان الهويه وارشدنا الى ردهم رداً جميلاً الى حضن الوطن الغالى ... اللهُم رشداً وصواباً .. اللهُم مِصر ...!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران