الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا واللعب على خطوط النفط والغاز أو اللعب على المحورين؛ الروسي والأمريكي.

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 10 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بير رستم (أحمد مصطفى)
طرح عدد من الأصدقاء، خلال تعليقاتهم أو رسائلهم الخاصة، السؤال التالي: "ما مصير عفرين وسط هذه الأجندات والمخططات التي ترسم للشمال السوري" وخاصة بعد التوافق الثلاثي الروسي التركي الإيراني _والسوري ملحقاً بهم_ على خفض التوتر في محافظة إدلب بحيث تقوم القوات التركية مع بعض الميليشيات والجماعات الإسلاموية وبغطاء روسي للطيران من بسط وسيطرة نفوذ تلك الجماعات "المعتدلة" ببسط سيطرتها على المحافظة وذلك في سيناريو شبيه بما جرى في منطقة الباب وجرابلس بحيث تسيطر القوات الموالية أو الخاضعة لتركيا بالسيطرة على المحافظة ومن ثم الحوار والتنسيق مع النظام السوري وصولاً إلى دمج تلك القوات الميليشاوية في الجيش السوري العائد للنظام وبالتالي (التخلص) من القوى التكفيرية الإرهابية ومنها "جبهة النصرة" أو ما تسمى حالياً "تحرير الشام" _رغم أن تركيا والائتلاف السوري وغيرها من القوى المحسوبة على المعارضة السورية والموالية لتركيا، هي نفسها كانت قد باركت "تحرير إدلب" على يد جبهة النصرة وغيرها من الميليشيات الإسلاموية_ بل ذهب البعض إلى القول: بأن السيناريو المرسوم هو لخنق منطقة عفرين من قبل تركيا ومن ثم الهجوم عليها وعلى تلك القوات التي تعود للإدارة الذاتية الكردية وذلك من أجل فتح ممر "كريدور" بين منطقتي إعزاز وإدلب يمر من سهل جوم وناحية جنديرس وبخصوص هذه المسألة فقد كتبت عدد من المواقع والمختصين بشؤون المنطقة ومنها بعض المواقع الكردية طبعاً.

وبحسب تلك المواقع فقد ((نشرت صحيفة “الدايلي صباح” التركية اليوم السبت تقريرًا يوضح تفاصيل خطة أنقرة الجديدة في العملية العسكرية التي ستبدؤها في محافظة إدلب وعفرين شمال حلب)) حيث وبحسب الموقع المشار إليه؛ "ستعمل الوحدات العسكرية ومنظمات الاستخبارات التابعة للتحالف الثلاثي مع بعضها البعض على تنفيذ ذلك مشيرة أن العملية المتفق عليها في إدلب ستستمر دون توقُّف، حسب الصحيفة. وأضاف التقرير أن العملية في إدلب ستتزامن معها عملية ضد وحدات حماية الشعب الكردية حيث سيتم السيطرة على ناحية جنديرس ثم التمدد باتجاه مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي والسيطرة عليها وسيُنشأ ممر انتقالي من إدلب – جنديرس – أعزاز. ولفتت الصحيفة أن أنقرة تفترض أنه بعد تحرير إدلب، سيكون من الأسهل هزيمة وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين وخاصة بعد السيطرة على جنديرس وتل رفعت حيث ستصبح المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيات مُحاصَرة. وحول خطة أمريكا في التعاون مع الأكراد لتحرير إدلب من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) ذكرت الصحيفة أن تركيا ستنسق مع المعارضة لمنع ذلك". وللعلم نفيد بأن في ((منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانا (روسيا وتركيا وإيران) توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض توتر في محافظة إدلب، وفقا لاتفاق موقع في أيار/ مايور الماضي. وقد رفضت “هيئة تحرير الشام” أكبر الأجسام العسكرية في المحافظة والتي تسيطر على أغلبها الاتفاق، ومنذ التوصل إلى الاتفاق والقوات التركية ترسل تعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية التركية المقابلة لمحافظة إدلب)).

إننا كنا من الذين يقولون، بل وما زلنا نقول؛ بأن أكبر وأهم وأخطر أهداف تركيا في كل المنطقة _وعلى الأخص في كل من المسألة السورية والعراقية_ هي السيطرة على المنطقة جيوسياسياً وإقتصادياً تجارياً من جهة ومن الجهة الأخرى ضرب القضية الكردية التي شهدت تطوراً كبيراً في العقدين الأخيرين وبالتالي باتت تؤرق دول المنطقة وعلى الأخص الغاصبة لكردستان وعلى أخص الأخص تركيا حيث تعتبر بروز ونجاح هذه القضية وحصول الكرد على حقوقهم نهاية حتمية لتلك الدولة العنصرية التي أسسها العقلية الطورانية الكمالية الحديثة مع نهاية الخلافة العثمانية في بدايات الربع الأول من القرن الماضي حيث بروز المسائل القومية في منطقة الشرق الأوسط ونجاح الكمالية في وأد الحلم الكردي آنذاك بحيث جعلت من كردستان قرباناً على مذابح المصالح الغربية مع عدد من دول المنطقة التي اقتسمت كردستان فيما بينها وكانت حصة "الذئب الرمادي" من نصيب تركيا بحيث حصلت على أكبر جزء من كردستان ضمن دولة عنصرية تنكر على المكونات غير التركية أية حقوق، بل حتى أي وجود مجتمعي وذلك حتى قبل سنوات حيث كان يعتبر الكرد "أتراك الجبال". وهكذا فأي تطور للمسألة الكردية وفي أي جزء كان تعتبرها تركيا تهديداً مباشراً لها ولكيانها العنصري وليس عبثاً كل هذا العداء من الدولة والحكومة التركية ضد الاستفتاء في إقليم كردستان وقبلها لما حققه ويحققه الكرد في روج آفاي كردستان من مكاسب ومنجزات وطنية وقبلها ما حققها منظومة العمال الكردستاني وبالتالي فمن الطبيعي أن تعمل تركيا المستحيل لإبقاء الكرد تحت السيطرة والهيمنة الإقليمية ولم تأتي مقولة "ديميريل؛ الرئيس التركي الأسبق" عن عبث عندما قال: "سنحارب خيمة كردية ولو في شمال أفريقيا".

إذاً المشكلة الساسية لتركيا هي المسألة الكردية عموماً وخاصةً في جزءين يشكلان معها حدوداً تصل لأكثر من ألف كيلومتر وفي الجانب "السوري" من روج آفا هو خاضع لحزب يعتبر فصيلاً من منظومة العمال الكردستاني في نظر تركيا، لكن عندما تجتمع هذه القضية مع قضية أخرى تشكل بالنسبة لتركيا أحد شرايين الحياة والتنمية والازدهار في البلد ونقصد مشاريع إيصال الغاز والنفط عبر الأراضي التركية إلى القارة الباردة _أي أوربا_ فبكل تأكيد سيكون الصراع على جغرافيات المنطقة عسيراً محتدماً وإن تتطلب الأمر دموياً وها نحن نعيشها ومنذ سنوات واقعاً في كل من سوريا والعراق حيث الجميع في حالة صراع وإقتتال دموي للسيطرة والنفوذ والاستيلاء على أكبر جغرافية ممكنة حيث من جهة الأوربيين والأمريكان يريدون كسر الاحتكار الروسي لقضية ايصال الغاز لأوربا وبالتالي إيجاد خطوط ومصادر وموارد جديدة بديلة ومنافسة للروس ومن الجهة الأخرى فإن هذه الأخيرة ومع حلفائها الإيرانيين والسوريين تريد أن تبقي كل خيوط اللعبة في يدها وتحت سيطرتها لتبقى هي المحتكرة لايصال الغاز للقارة الأوربية وبالتالي المتحكمة في القرار السياسي الأوربي .. ولذلك فإننا نجد الصراع بين الدولتين السياديتين؛ الروس والأمريكان من خلال الاستيلاء على أكبر مساحات جغرافية ممكنة في كل من الجغرافية السورية والعراقية حيث يحاول الأمريكان ايصال غاز كركوك وربما قطر وغيرها من الحقوق التي سوف تستثمر لاحقاً عبر جغرافية المنطقة للساحل المتوسطي إن كان على الشواطئ السورية أو التركية وربما الكردستانية في المستقبل وبذلك سوف تكسر الاحتكار الروسي وتخرج القرار الأوربي من تحت النفوذ والهيمنة الروسية وبالمقابل هذه الأخيرة ستحاول أن تغلق ذاك الكريدور على الأوربيين والأمريكان ولو بالتحالف مع الخصوم مثل تركيا.

أما هذه الأخيرة ونقصد الأتراك فما يهمهم هو مرور تلك الخطوط من (أراضيها) وليس مهماً أن تكون هي خطوط روسية أم أمريكية حيث بالأخير سيكون هناك "خراج" لها وذلك على مبدأ "أبي جعفر المنصور" ولذلك نجد الموقف التركي ينوس ويتذبذب بين كل من التنسيق مع الروس أم مع الأمريكان والغرب عموماً .. وبقناعتي فإن الكرد وموقفهم شبيه بالموقف التركي أو قريب من الواقع السياسي للحكومة التركية مع إختلاف في المصالح والحقوق؛ كون الفريقين _أي كل من الكرد والأتراك_ يبحثون عن شركاء يحققون مصالحهم الحيوية، لكن ما يميز الواقعين هو الجانب الأخلاقي حيث بالأخير تعتبر المسألة الكردية وإلى جانب المصالح الوطنية السياسية هي قضية مبدأ وأخلاق كونها قضية شعب يتطلع لنيل حقوقه الوطنية، بينما تركيا لها فقط الجانب الريعي الاقتصادي وبالتالي فهي لا تهمها كثيراً قضية الأخلاق هنا .. وبالتالي والسؤال الأهم والذي طرحناه أو طرحه الأصدقاء علينا في البداية؛ هل ستكون الغلبة للروس وحلفائها وتترك عفرين لقمة سائغة للأتراك لكي يبتلعوها ضمن مشروع روسي إيراني تركي بحيث تبقى خطوط الغاز تحت السيطرة الروسية أم أن الكلمة ستكون لأمريكا وأوربا وكسر ذاك الاحتكار الروسي وبالتالي ايجاد موارد طاقة جديدة لابقاء أوربا دافئة .. بقناعتي؛ لا أحد يملك الإجابات القاطعة، لكن يمكن فقط التأكيد بأن الأمريكيين وحتى الأوربيين لن يقبلوا بأن يبقى قرارهم السياسي مرهون بخط الغاز الروسي وبالتالي سيبحثون عن وسائل وبدائل لكسر ذاك الحصار وربما الصراع على الشرق سيطول لتكون الغلبة لأحدهما وبكل تأكيد فإن الانتصارات تسجل لمن يريد التحرر من الاحتكار والاستعمار ويعتبر الروس في قضية انابيب الغاز هي الدولة الاستعمارية والتي تحتكر الخطوط وبالتالي لا أعتقد أن تترك عفرين لها لكي تزيد من غطرستها الاستعمارية، لكن ربما تجعل منها ومن غيرها وربما الشمال السوري عموماً منطقة شبه دولية خاضعة لتقاسم في النفوذ بين الروس والأمريكان وحلفائهم في المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كورد تركيا متى سيشعلوها على اردوغان؟
سيلوس العراقي ( 2017 / 10 / 9 - 19:09 )
سيد بير رستم
مرحبا
برأيك متى ستندلع الثورة الكوردية في تركيا؟
او الافضل السؤال
ماهي الظروف واللحظة المناسبة لاشعالها ؟
الا تعتقد ان الاميريكان والغرب قد هيئوا خطة لعقاب حكومة اردوغان باشعالها في اللحظة المناسبة ؟
من اجل تسهيل احداث انقلاب عسكري على اردوغان حين اشتعالها وبالتالي منح الكورد حقوقا اكبر وربما تقسيم تركيا لاحقا
تحياتي


2 - كل المؤشرات تدل على ان زوال تركيا مسألة وقت
شاهين ريبيل ( 2017 / 10 / 10 - 18:14 )
تحياتي سيد بير رستم
ارى من وجهة نظري ان مصير تركيا هو الزوال فتركيا اليوم تعاني من ازمة اقتصادية خانقة بعد حملة الاعتقالات الواسعة التي قام بها نضام اردوغان وكذا مصادرة الشركات والممتلكات للاتراك المتهمين بدعم الانقلاب ما ادى الى تخوف المستثمرين من مناخ عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني
هذا بجانب خوف اردوغان من استقلال اقليم كردستان العراق الذي سيمهد الى تحريك المشاعر القومية لدى اكراد تركيا والحلم بقيام دولة كردية كبرى تضم اجزاء واسعة من شرق تركيا.....بالاضافة الى اشاراة الاوربيين الى ملف الارمن من وقت الى آخر ......الخ

اخر الافلام

.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ


.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا




.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟