الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صِراعٌ على الحدود

امين يونس

2017 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أبان تشكيل أول حكومة عراقية ، بعد التغيير الحاصل في 9/4/2003 ، بذلتْ الحكومة التركية جهوداً كبيرة في سبيل إقناع العراق ، لفتح منفذٍ حدودي ثانٍ بين البلدَين ، في منطقة فيشخابور ، بحيث يتم تبادل البضائع من وإلى تركيا ، عبر تلعفر ثم الموصل من دون المرور بالخط الدولي القديم المار عبر زاخو ودهوك . أما لماذا تحمستْ تركيا لهذا الأمر ، فالسبب بسيط : للضغط الإقتصادي والسياسي على أقليم كردستان ، المُسيطر على منفذ إبراهيم الخليل الحيوي بالنسبة لتركيا ولا سيما لنقل النفط الخام من الموصل وتصدير المنتجات النفطية من تركيا عبر المنفذ ، وما يشكله من مصدرٍ إقتصادي بالغ الأهمية للسلطة في أقليم كردستان . كانتْ تركيا تريد وتخطط منذ ذلك الوقت المُبكِر ، لإيجاد بديلٍ عن منفذ إبراهيم الخليل ، لتخنق الأقليم وتفرض عليه ما شاءتْ من شروط مجحفة . لكن وزارة النقل العراقية رفضتْ المقترح التركي ، لأن البيشمركة كانتْ تبسط نفوذها على الجانب الشرقي من دجلة عند فيشخابور وحتى الحدود التركية ، ولم تكن الحكومة العراقية الحديثة والتي تحت سلطة الإحتلال الأمريكي ، قادرة على فرض سيطرتها على المنطقة أو عقد مثل هذه الإتفاقية مع تركيا في ذلك الوقت .
واليوم تجددَ الحديث عن الموضوع ، بعد إجراء إستفتاء إنفصال كردستان عن العراق .. وتبدلتْ الظروف بصورةٍ كبيرة ... حيث ان العلاقات تحسنتْ مؤخراً بين بغداد وأنقرة ، وحكومة بغداد ، متحمسة وحتى أكثر من أنقرة ، لتهميش معبر إبراهيم الخليل ، وإنشاء منفذٍ جديد لا يمر من زاخو ودهوك .
ولكن هنالك مشكلة تواجه هذا المُخَطَط : حيث ان البيشمركة لا يسيطرون فقط اليوم ، على الجانب الشرقي من دجلة ، بل على الجانب الغربي أيضاً في سحيلة وأنحاء ربيعة أيضاً .
إذن هنالك حلٌ واحد لتنفيذ المشروع وهو : " إزاحة البيشمركة من طَرَفَي دجلة " عند فيشخابور وسحيلة وربيعة ... الخ . ولكن كيف سيتم ذلك ؟ هل بتقدُم القوات التركية المُرابطة على الحدود ، نحو ديربون وفيشخابور بالتزامُن مع هجوم قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي نحو ربيعة وسحيلة والزمار ؟
لكن هل ذلك مُمكِن بدون أخذ الضوء الأخضر من أمريكا بل وحتى روسيا ؟
ان تشابُك وضع أقليم كردستان والوضع العراقي والوضع في سوريا ، يجعل الأمور غاية في التعقيد ، والأطراف الفاعلة تدرك ذلك وتعرف بأنها لا تستطيع ان تخطو خطوة جادّة ، من دون التفاهُم وتوزيع الأدوار وتقاسم النفوذ والمصالح .. كُلٌ حسب حجمه وقوته ودرجة ومدى تحمله للضغوطات .
.............
على أية حال ... تنفيذ مشروع معبرٍ حدودي جديد بين تركيا والموصل عبر تلعفر ، في غاية الصعوبة اليوم .. لكن ينبغي ان لا ننسى ، بأننا في منطقةٍ تتحمل الكثير من " المفاجآت " كل يوم ... فمَنْ كان يُصّدِق ان تقترب كل من طهران وبغداد مع أنقرة ؟ ومَنْ كان يجرؤ على التفكير بإمكانية ان تتقدم الدبابات التركية نحو إدلب تحت حماية الطيران الحربي الروسي ؟ وحتى إصرار أمريكا على الإستمرار في دعم قوات سوريا الديمقراطية والكانتونات الكردستانية ، لم يكُن متوقعاً .
...........
لنُحسِن الظن بسلطة الأقليم ولنفترض ، بأنها حَسَبتْ الأمور بِدِقة وضمَنَتْ حماية الدول الكبرى في حالة حدوث صدامات جدية مع قواتٍ تركية او عراقية او إيرانية ... وإلا فأننا لن نفقد لحيتنا فقط ، بل نضع الشوارب فوقها ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر