الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحياتي يا أبا فرح

قحطان محمد صالح الهيتي

2017 / 10 / 12
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


-
بأية كلمات أنعيك يا محمد؟ وأية أيام من أيام عمرك أتذكر فأذكرها، في هذه الليلة التي زفك الموتُ فيها عريسا الى حيث القديسين؟
-
رثيت قبلك من الأحبة الكثير، ولم أفكر يوما بأن أرثيك، بل تمنيت أن تقف على قبري فترثيني. ولكن هكذا هو الموت فلكل أجل كتاب.
-
تعودت حين أرد على أصدقائي وأنت منهم بأن أبدأ الرد بـ (تحياتي)، وها أنا اليوم أبدأ بها فأقول لك: تحياتي يا أبا فرح، وسلامي عليك أيها الهيتي النبيل، يامن رحلت عنا دون أن تترك فينا غير الطيب والرقة والألفة والمحبة والحنان.
-
أتذكرك يا أبا فرح، أستاذا لي ومدرسا لمادة القانون الدستوري في المرحلة الأولى في كلية المعارف الجامعة، كما أتذكرك أستاذا لي في الكلية ذاتها لمادة النظم السياسية، وكم كنتَ فخورا بي في تلك الفترة عندما منحتي الدرجة كاملة وتقول لزملائي الطلبة: أريدكم مثل (أبو سوزان).
-
وأتذكرك حينما التقينا ذات يوم،وقبل شهرين، بعد أن تجاوز أحد الحراس في ساحة الساعة عليك، لأنك أوقفت سيارتك أمام بيت أهل زوجتك ظنا منه أنك انتحاري تقود سيارة مفخخة، وكم كنت متألما من رده حين قلت له بأنك أستاذ جامعي وعدو للإرهابين، ولكنه لم يكن يفهم معنى الأستاذ، فضلا عن أنه لم يكن يعرف ما هو واجبه، فلو كان يعرف ذلك لما وصل الى مجلسك الليلة ذلك الانتحاري بحزامه الناسف.
-
سأعود، وسيعود معي الكثيرون من صحابك وأحبتك وأصدقائك، لتصفح صفحتك على الفيس بوك لأنها لم تكن صفحة عادية، بل كانت مدرسة شاملة فيها التراث والتاريخ والسياسة والفن والأدب، فلا تحزن يا صديقي لأننا سنُعلق على ما كتبت ونترحم عليك في كل حين.
-
أقول لمن لا يعرف من أنت يا أبا فرح، بأنك هيتي المولد في عام 1956، وأنك خريج مدراسها الابتدائية (الكفاح) والمتوسطة والثانوية (هيت). وبأنك حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسة –العلاقات الدولية– في عام 2004، وتدرجت في الترقيات العلمية حتى أصبحت أستاذا للعلاقات الدولية والسياسة الخارجية، في قسم العلوم السياسية / كلية القانون والسياسة /جامعة الأنبار. وأنك نلت الشهادة في ليلة 11 /12 –تشرين أول -2017.
-
قرأت لك آخر ما كتبتَ عصر هذا اليوم ،وقبل استشهادك بست ساعات، ما نصه:" كنت العب هذه اللعبة وأنا صغير، ولكن يعقيني أن شوارع هيت ليست مستوية"، وكانت الصورة المرافقة تعبيرا عن تلك اللعبة المحببة اليك.
-
اعلم يا صديقي بأن الشوارع غير المستوية، وشوارع حارتكم الضيقة، لم تمنع القتلة من الوصول اليك، ليخطف الموت منا رجالا أحبة، كانوا جنبك أو أمامك، ولا أشك بأن الانتحاري قد قصد مجلسك الذي كنت تناقش وجلاسَك أمرا من أمور السياسة التي أنت أستاذها. ليقبض الموت أرواحكم دون أن تكملوا الحديث، ودون أن يودع أحدكم الآخر.
-
لن أقول لك وادعا، بل سأبقى اكتب لك وعنك، وأبدأ قولي وكلماتي بـ (تحياتي يا أبا فرح).
-
الصورة المرافقة هي الصورة التي نشرها الشهيد قبل استشهادة بست ساعات، والخاصة بمنشوره الذي قال فيه:"" كنت العب هذه اللعبة وأنا صغير، ولكن يعقيني أن شوارع هيت ليست مستوية"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري