الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستالين ام تروتسكي احد قائدي ثورة اكتوبر؟!.

ماجد الشمري

2017 / 10 / 12
ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا


في الطبعة الاولي لكتاب ستالين " ثورة اكتوبر " نجد العبارة التالية " كل المهام العملية في العلاقة مع تنظيم الانتفاضة انجزت في ظل القيادة المباشرة للرفيق تروتسكي ، رئيس مجلس سوفيت بتروغراد . ويمكن القول بالتأكيد أن الحزب مدين في المقام الاول و بشكل اساسي الى الرفيق تروتسكي في الانتقال السريع للحامية العسكرية الى جانب السوفييت و الطريقة الفعالة التي نظم بها عمل اللجنة العسكرية الثورية " .هنا كان ستالين صادقا وأمينا للواقع الموضوعي الذي يفرض نفسه حتى على الاعداء . ولكن ستالين انحرف 180 درجة عما ذكر وانقلب على عقبيه وشطب هذا المقطع من نص المقال ضمن اعماله الكاملة عام 1934واستبدل ستالين ذلك بما اصبح تزييفا للحقائق و تنكرا وقحا للوقائع قائلا :" لم يلعب الرفيق تروتسكي اي دور خاص سواء داخل الحزب او في انتفاضة اكتوبر و لم يكن بمقدوره ان يلعب اي دور باعتباره كان عضوا جديدا نسبيا في حزبنا في فترة اكتوبر " مرحى لستالين الذي جعل من قائد الانتفاضة جنديا مستجدا لايملك الكفاءة و لا الاهلية لعمل بهذا الحجم فقد كان عضوا جديدا ! اي كان عنصرا خاما لا يعرف ما يفعل !!. هل كان ستالين يكذب على نفسه ام على اجيال الحزب الفتية؟!. في عام 1924وبعد وفاة لينين نشر تروتسكي مقالا عن القائد الراحل اشتمل على الحوار الطريف الذي جرى بينهما : - هل تعتقد - سألني فلاديمير اليتش ذات مرة بعد 25اكتوبر بقليل - اننا اذا قُتلنا ، ان سيفرولوف و بوخارين يستطيعان تدبير الامور؟ . اجبته مبتسما لن نُقتل .
قال لينين ضاحكا - ومن يعلم ؟ . و يستذكر تروتسكي في كتابه "حياتي" بعد نشره المقال بأن الثلاثي ( ستالين ، زينوفييف، كامينيف ) شعروا بالاهانة ، بالرغم من انهم لم يحاولوا أن يدحضوا هذا الحوار...هكذا تبقى الحقيقة حقيقة ! لم يحضر في ذهن لينين ضمن خلفاءه المحتملين اي واحد من هذا ( الثلاثي) و ذكر فقط سفيردلوف و بوخارين أما بطل الانتفاضة المزعوم فقد كان من المستبعد جدا ان يرشحه لينين لقيادة الحزب والدولة ، والذي سنحت له الفرصة فيما بعد و عض على السلطة بنواجذه و هدر من اجلها سيلا مدرارا من الدم! كانت ردة فعل ستالين عنيفة و حانقة على ذلك فقد كان شديد التحسس من أي معلومات تتسرب الى وسائل الاعلام تقلل من دوره و تجعله في الصفوف الخلفية من الكورال و كواحد من الجوقة وتزيد من دور تروتسكي الذي هو استحقاقا تاريخيا فعليا لا دعابة!. وقد اظهر غضبه في الاجتماع العام للفرع الشيوعي في اتحاد العمال الروس في تشرين الثاني 1924عن دور تروتسكي في الانتفاضة و قائلا بنبرة ساخرة :" اجل لقد حارب الرفيق تروتسكي جيدا في احداث اكتوبر ، ولكنه لم يكن الوحيد فحتى الاشتراكيون - الثوريون اليساريون الذين كانوا يتكاتفون مع البلاشفة انذاك حاربوا جيدا ، ولكن هناك سؤال هام : لماذا لم يرشح لينين تروتسكي لعضوية " المركز العملي لقيادة الانتفاضة" بل رشح سفيردلوف ودزريجنسكي وستالين وبوبنوف و اوريتسكي وكما ترون فأن الرفيق تروتسكي " الملهم" " الشخصية الرئيسية" " القائد الاوحد للانتفاضة " لم يدخل لعضوية المركز فكيف ينسجم ذلك مع الرأي السائد حول دور تروتسكي المميز ؟!" . و هنا يبلغ التشويه والتزوير لدى ستالين منتهاه واستخفافه بعقول المستمعين . فالقيادة العملية للانتفاضة لم تكن بيد " المركز العملي" و حتى بالنسبة للأبله !بل بيد اللجنة الثورية العسكرية و هذا ما يجحده ستالين بوقاحة و صلف ليس غريبا عليه ،وعن طبيعته المنحرفة سايكولوجيا!-
ولو عدنا الى اليوميات والمحاضر والمذكرات والملخصات التي ورد اسم ستالين فيها،والتي اعدت عام1924من قبل اللجنة المختصة بتاريخ ثورة اكتوبر،وخلال اربعة اشهر حتى اكتوبر1917لانجد ذكر لاسم ستالين سوى تسع مرات فقط!في حين وعلى سبيل المثال:يذكر اسم سافينكوف اكثر من اربعين مرة!وسكوبيليف-اكثر من خمسين مرة!وتروتسكي-اكثر من تسعين مرة!.ومن هنا نستنتج ان ستالين دخل الثورة لاكشخصية رئيسية،مهيمنة على العقول والاحداث،او كمنظم يلهب حماس الجماهير،بل كان مجرد ظلا باهتا كبيروقراطي قميء في مؤسسات الحزب!.نعم كان ستالين عضوا في اللجنة المركزية،ويعمل محررا في البرافدا،وعضوا في عدد من اجهزة الحزب الاخرى واللجان.ولكن مضمون عمله لم يكن يستحق الذكر!.وهذا يعود جزئيا لضعف امكانياته في المبادرة والابداع الثوري،فلم يكن سوى منفذ جيد لااكثر.وماكان بأمكانه ان يلحق ب"شيشرون"الثورة الروسية.فلم يكن احد ينافس تروتسكي في شحن وتهيج الجماهير وتعبئتها بروح الثورة.وكان ستالين يشعر بالحسد والكراهية،وهو يرى ويسمع خطابات تروتسكي،واجتذابه الكارزمي للجميع.وفي وثائق تلك الفترة:قرارات اللجنة المركزية،محاضر الجلسات الحزبية،برقيات الاجهزة الثورية.لانلاحظ الا بشكل نادر ورود اسم ستالين،وعلى العكس من ذلك:تروتسكي-الذي عاد الى روسيا في ايار1917،وكان اخر العائدين-وزينوفييف،وكامينيف،وبوخارين،وسفيردلوف،ودزرجنسكي،والكثير من نشطاء الحزب،اضافة الى لينين الذي كان في بؤرة الثورة..
لذلك بقى ستالين في الظل خلال عام1917 ليس فقط بسبب سلبيته الاجتماعية وضعف امكانياته السياسية،ولكن ايضا للدور المحدد والمحدود له كمنفذ كفوء.فهو لم يبرز طيلة الاشهر الحاسمة والعاصفة في اي عمل هام يرتفع فوق الاحداث اليومية والعادية.والكثير من رفاقه البلاشفة كانوا المع منه بكثير.فقد ظل كومبارسا هامشيا طيلة فترة الانتفاضة!.
سنقرأ الصورة المحايدة لوقائع الانتفاضة ،وبشكل سريع لايتوقف كثيرا عند التفاصيل،وتفرعات الاحداث،حتى يحكم القاريء العزيز :في من كان قائد الانتفاضة الاكتوبرية-تروتسكي ام ستالين؟؟!!...
حدد البلاشفة بداية تموز موعدا لافتتاح مؤتمرهم القومي السادس للحزب،قاد تروتسكي منظمته لتحقيق الاندماج بالحزب،الا ان احداث تموز المفاجئة سبقت ذلك،كان صبر العمال والحامية قد نفذ،فشحة الخبز،وهبوط قيمة النقد،وشروط المعيشة التي ازدادت بؤسا،واحساس الجماهير بانها تتعرض للخداع والتسويف،وكان هناك تفاوتا بين بتروغراد،والتي كانت تطالب بتبديل فوري،واستقالة حكومة لفوف الثانية،وبين المقاطعات التي مازالت تدعم نظام شباط/فبراير.كان لينين وتروتسكي يعرفان بأن ساعة الحسم لم تأزف بعد،ويقدران ميزان القوى في كل البلاد،والذي لازال في غير صالحهم،وكان انصارهما في حالة هياج وثورة في العاصمة،وكان الفوضوييون يعتبرون الانتظار مجرد نفاق من البلاشفة،والبلاشفة يتهمون المناشفة،والاشتراكيون الثوريون بالتردد والجبن.كان بحارة كرونشتات،وعمال العاصمة،متحمسون للمظاهرة المسلحة،والتي حدد لها الثالث من تموز،ولكن الجميع كان لايعرف:هل النزول الى الشارع للاطاحة بالحكومة،ام الاقتصار على مظاهرة سلمية فقط؟!.حاول لينين وضع حزبه على رأس الحركة للتحكم بمجرياتها،وابقائها سلمية،اتجهت الكتلة الضخمة من المظاهرة الى قصر توريد،حيث السوفييت،للمطالبة بفك تحالف الاشتراكيون المعتدلون مع الكاديت،كان بحارة كرونشتات العناصر الاكثر ثورية واندفاعا خلال المظاهرة،وكان الاشتراكيون المعتدلون يرتعدون خوفا على حياتهم،ووجهوا نداء استغاثة للجيش لغرض المساعدة،الا ان حامية بتروغراد بكاملها كانت مع البلاشفة،وامضى تروتسكي الليل بطوله،يناقش ويهديء المتظاهرين تارة،وتارة اخرى يهرع الى الهيئة التنفيذية للسوفيت،ثم بادر لانقاذ تشيرنوف،وزير الزراعة الذي القي القبض عليه من قبل المتظاهرين،واستطاع انقاذه بصعوبة من بين ايديهم..فشل الهجوم على الجبهة،والقي عبء ذلك على البلاشفة،لان تحريضهم ثبط من معنويات الجيش،واثارت صحيفة يمينية،مزاعم:ان لينين عميلا للالمان،فصدرت مذكرات توتيف بحق:لينين،وزينوفييف،وكامينيف،رغم ان تلك الادعاءات عارية عن الصحة وملفقة،في ذروة الغليان،التقى لينين بتروتسكي،قائلا له:"لقد اختاروا هذه اللحظة،ليقضوا علينا جميعا"وللحيلولة دون سجنه قرر لينين،وزينوفييف الاختفاء،اعتقد تروتسكي ان الامر ليس بهذه الخطورة،ومن الافضل للينين ان يواجه التهمة،ويبرأ نفسه،وكان هذا رأي كامينيف،الا ان لينين لم يكن يثق بعدالة،ونزاهة محاكمته لو جرت،وقد يتعرض للاغتيال،ولاهميته للحزب اصر على الاختفاء،واختفى.كانت الاوضاع في غاية التوتر،فالحزب البلشفي في عزلة،واوقفت البرافدا عن الصدور،ودمرت مكاتب،ومقرات البلاشفة ونهبت.في10تموز،وبعد اربعة ايام من اختفاء لينين،وجه تروتسكي رسالة مفتوحة الى الحكومة المؤقتة،قال فيها:"ايها الوزراء المواطنون،حسب علمي انكم قررتم توقيف..الرفاق لينين،وزينوفييف وكامينيف،ولكن هذا التدبير لايتناولني،لذى ارى من الضروري ان اعلمكم بالوقائع التالي:1-اني اتبنى اراء لينين وزينوفييف وكامينيف،وقد عبرت عنها في جريدة فبريود،وفي كل تصريحاتي العلنية.2-كان موقفي ازاء احداث3و4 تموز هو بالضبط الموقف ذاته الذي اتخذه الرفاق المذكورين اعلاه".واضاف:"ليس لديكم اي مبرر للشك في اني خصم لدود للسياسة العامة التي تنتهجها الحكومة المؤقتة".-هذا هو تروتسكي في شجاعته ونبله وتضامنه مع لينين،الذي تنكر له خليفة لينين في مابعد!!-.كان الارهاب المعادي للبلشفية يزداد ويعم،بقى تروتسكي يومان ممتنعا عن الظهور في السوفييت،ولكن بعد نشر الرسالة عاد للظهور،ودافع عن لينين،والحزب البلشفي،وكان ينادي باعلى صوته:"لقد ناضل لينين طوال ثلاثين عاما من اجل الثورةوكافح منذ عشرين عاما في وجه اضطهاد الجماهير الشعبية،ولايسعنا الا ان نكره العسكرية الالمانية،ولا يمكن ان يقول العكس الا اولئك الذين لايعرفون ماهو الثوري،لاتسمحوا لاحد في هذه القاعة ان يقول اننا مرتزقة في خدمة المانيا،لان هذا هو صوت السفالة والدناءة".-سيصوره خلفاء لينين كعميل لهتلر فيما بعد،عندما يتحول التاريخ الى هزل!!-..ظل تروتسكي طليقا لعدة ايام وفي23تموز اعتقل هو ولوناتشارسكي،ونقلا الى سجن كريستي،،.اثار اعتقال تروتسكي موجة من الاستنكار والاحتجاج ضد السلطات.لقد اثبتت ايام تموز،انه ليس هناك من قوة معادية للبلاشفة اكثر من العسكر والبرجوازية ،فلم ينسوا خوفهم عند احتجازهم في قصر توريد،كانت القوى المحافظة والمعادية للثورة تضع املها في الجنرال كورنيلوف الذي عينه كيرنسكي قائدا للجيش،وكان كورنيلوف يعتبر نفسه مبعوث العناية الالهية،ويتصرف بعجرفة وتعالي.ففي24اب/اغسطس،اعلن الحرب على الحكومة بشكل مكشوف،وامر قواته بالتقدم باتجاه العاصمة،ولما كان واثقا من الانتصار،فقد تجاسر على القول سلفا،بانه سيضع نهاية للثورة.في بداية ايلول اطلق سراح تروتسكي،ومباشرة انتقل الى معهد سمولني ليشارك في لجنة النضال ضد الثورة المضادة،والتي شكلها السوفييت،وبتأييد من كيرنسكي،وكانت تلك اللجنة هي الحاضنة للجنة العسكرية الثورية،والتي ستقود انتفاضة اكتوبر،انهزم كورنيلوف،ليس بقوة السلاح،بل بقوة التحريض البلشفي،والتي قادت،وبتعاقب الاحداث الى الانتفاضة المجيدة....................
في23ايلول/سبتمبر انتخب سوفييت بتروغراد،تروتسكي،رئيسا له،بعد ان عزز البلاشفة مواقعهم داخل السوفييت،وحازوا على الاكثرية في بتروغراد.لقد تبدل كل شيء في السوفييت،وبأسم السوفييت دعا تروتسكي،لثورة ثانية،وطالب باستقالة كيرنسكي،وهاجم المناشفة،والاشتراكيين الثوريين.منذ تلك اللحظة،اعتبر تروتسكي نفسه بلشفيا،بعد ان كان في السابق يعتبرها شتيمة!
وقد انتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب،عندما كان قابعا في السجن.لم يعد اسمه مرادفا للبلشفية فحسب،بل اصبح رمزا لكل تطلعات البلاشفة،اكثر بكثير مما كان لينين يعبر،بعد انسحابه من المسرح العلني،واختفاءه.كتب جاك سادول،الذي اصبح فيما بعد ستالينيا متحمسا:"ان تروتسكي هو الروح الفولاذية للانتفاضة،بينما يبقى لينين منظرها".ا
في 6ايلول،وبعد يومين من خروجه من السجن،تمت الموافقة بالاجماع على اعتباره واحدا من رؤساء التحرير للصحافة البلشفية.كانت اللجنة المركزية يومذاك مؤلفة من:21عضوا،و8اعضاء احتياط،وكان عدد منهم وجوها معروفة للجاليات المهاجرة،بينما كان اخرون قادمين من:منظمة مابين المقاطعات،وكان البعض مثل:ميليوتين،ونوجين،وريكوف،وسفردلوف،وستالين،وشوميان،اعضاء لجان،تكونوا داخل حياة الحزب السرية القاسية،ولم يعرفوا حياة غيرها،هؤلاء كانوا ينظرون بحذر وتوجس غريزي-سياسي،تجاه المهاجرين القدامى،الاكثر فرادة وتميز،والاكثربلاغة وفكرا،كان هذا التنافر،يغذي دوافع اللاوعي الكامن في الظلمة!.في اليوم الاول الذي حضر فيه تروتسكي،اجتماعات اللجنة،كانت هناك تباين،واختلاف واضح بين الاعضاء،وخاصة المتعلقة بالموقف الاساسي للحزب من الانتفاضة،اكتفى لينين من مخبئه،بطرح المشكلة على المركزية،اما زينوفييف،والذي كان هو ايضا مستترا كلينين،فقد طلب السماح له بالعودة للحياة العلنية،وفك تضامنه مع لينين،الا ان اللجنة المركزية رفضت ذلك.وفي بداية الجدل حول الانتفاضة،امتنع تروتسكي عن التدخل،بالرغم من امتلاكه افكارا دقيقة وصائبة،ربما لكونه جديدا في اللجنة والحزب!.كان لينين مصرا ويدفع بأتجاه الانتفاضة،لنضج الظروف الموضوعية،من:تبدل المزاج في السوفييت،والمد الهادر للتمرد الفلاحي،ونفاد صبر الجيش.فدعى للانتقال للعمل المسلح،وان على الحزب تفجير الانتفاضةبأسمه الخاص،وعلى مسؤوليته،كان تروتسكي متفقا تماما مع لينين من حيث الميدأ بشأن الانتفاضة،ولكنه كان مختلفا معه حول الطريقة،اذكان تروتسكي يتصور،بأن تعم الانتفاضة،بأسم سوفييت بتروغراد،وبواسطة جهازه التنفيذي،حيث كان البلاشفة يتحكمون بالتوجيه والقيادة،والذي كان" هو" تروتسكي يقوده مباشرة،لكي تظهر الانتفاضة للعالم،لاكعمل من اعمال حزب،بل كحركة جماهيرية واسعة،مدعومة بشرعية السوفييت،كانت هذه الاختلافات مجرد تعارض في الاساليب،وليست نزاعا على المباديء،فلم يكن الامر وكأن تروتسكي يريد الاستيلاء على السلطة بأسم السوفييت،ولينين يرغب في وضعها بيد حزبه وحده،فقد كان الاثنان"دستوريين سوفيياتين"بمعنى ما.فقد كان لينين ايضا يفكر،بدعوة المنتفضين الى مؤتمر للسوفييات لعامة روسيا،لتسليمه السلطة،الا انه يرفض
تأجيل الانتفاضة،حتى الدعوة لهذا المؤتمر،فقد كان لينين يتخوف من هجوم ثورة مضادة،تجهز على الثورة،ومن جهة اخرى كان تروتسكي،يعتبرانه امرا مفروغا منه ان:الحزب هو بالفعل الحزب القائد،طالما ان البلاشفة هم الاكثرية في السوفييت،فلا تروتسكي،ولا لينين،كانا يعتقدان في تلك الفترة بوجود نزاع بين مايمكن تسميته"الدستورية السوفييتية"،وديكتاتورية بلشفية.كان الخلاف بين لينين وتروتسكي هو فقط حول:ما اذا كان ينبغي تصور الانتفاضة بتعابير الدستورية السوفييتية،كان موقف تروتسكي يتمثل في تأخير وضع خطة للعمل موضع التنفيذ.بينما كان الضرر السياسي الذي ينطوي عليه طرح لينين،يتمثل في:خفض الدعوة الشعبية الى الانتفاضة.لم يكن لينين ياخذ في الحسبان الا الهدف الذي ينبغي بلوغه،بينما كان تروتسكي يولي اهتماما لسياقه السياسي،ولاستعداد الجماهير النفسي،ولضرورة كسب العناصر المترددة،التي ممكن ان تستجيب لنداء السوفييت،بينما لا تستجيب لنداء الحزب.لم يكن هذا التباين في وجهات النظر الا وجها ثانويا للجدال الاخر الكبير،بين انصار الانتفاضة،وخصومها.حيث كان زينوفييف،وكامينيف،يؤكدان بان لينين وتروتسكي يقودان الحزب والثورة الى الانتحار!كان هذا النزاع واحدامن اكبر النزاعات في تاريخ الحزب،فكل طرف كان يدافع عن موقفه بطريقة يمتزج فيها الصواب بالخطأ!.فلينين وتروتسكي معا،يفهمان وضع روسيا القومي،وتوازن القوى الطبقي والاجتماعي فيه،بكثير من نفاذ البصيرة والدراية،وكانا يدركان القوة الوهمية التي يتمتع بها كيرنسكي،امام هذا الحماس والتفاءل،كان زينوفييف،وكامينيف،يطلقان هذا التحذير::"ثمة اوضاع تاريخية حيث ينبغي لطبقة مضطهدة ان تسلم بان من الافضل ان تمضي الى حيث الهزيمة عوضا عن الانسحاب بدون قتال،فهل الطبقة العاملة السوفييتية الان في وضع من هذا النوع؟لا..والف لا".لم يكن زينوفييف،وكامينيف يريان في المستقبل الا الهزيمة.في مشروع القرار الذي عرضه لينين في10اكتوبر على اللجنة المركزية،كانت حجته في تبرير الانتفاضة هي:"موقع الثورة الروسية العالمي(العصيان في البحرية الالمانية)وهو تجل اقصى ويائس لتقدم الثورة الاشتراكية العالمية عبر اوربا".وكانت كل تصريحات لينين متمحورة حول:"نحن على اعتاب الثورة الاشتراكية العالمية".."سنخون الاممية حقا اذا لم نرد في وقت كهذا،وفي شروط ملائمة كهذه الشروط الا بقرارات لفظية على نداءات الثوريين الالمان(اي على تمرد البحارة الالمان)".كان لينين يشاطر تروتسكي ثقته،ويطالب بالحاح:بان تتهيأ حكومة سوفييتية لخوض غمار حرب ثورية تساعد البروليتاريا الالمانية على الانتفاض.وقف لينين وتروتسكي ضد المشاركة في البرلمان التمهيدي الذي افتتحه كيرنسكي،كبديل لجمعية منتخبة.وقف خصوم الانتفاضة،والمترددين الى جانب المشاركة،تلك المشاركة التي ولى زمنها عندما كان البلاشفة هم الاقلية في السوفييت،بينما هم الان الاكثرية.وقد اتفق موقف ستالين مع تروتسكي،بمقاطعة البرلمان التمهيدي،وتلك كانت المرة الاولى التي يظهران فيها معا.اما كامينيف،وريكوف،فكانا يدافعان عن فكرة المشاركة.صوت المندوبون البلاشفة لصالح المشاركة.فكتب لينين رسالة الى اللجنة المركزية يقول فيها:"ها ساند تروتسكي المقاطعة..مرحى ايها الرفيق تروتسكي!ولقيت المقاطعة الرفض داخل مجموعة المندوبين البلاشفة..الا اننا سنبقى نؤيد المقاطعة".كان لينين يتوجس بعض الشيء،وقلقا من موقف تروتسكي بشأن الانتفاضة.بعد ذلك بوقت طويل كتب تروتسكي:"من دون قلق لينين،من دون نفوذه،وحسه النقدي،من دون هذا الحذر الثوري المحموم واليقظ على الدوام،لم يكن بوسع الحزب ان يعزز مواقعه في اللحظة الحاسمة،لان المقاومة في القمة كانت قوية جدا".لم يضع لينين شرف تروتسكي وشجاعته موضع الشك او التساؤل في يوم من الايام،وحتى حينما كانا يتجابهان بعنف،فقد اثبت تروتسكي في تموز شجاعة وشهامة ونبل عز نظيره.كان يعمل بسرية وصمت،من اجل التهيئة للانتفاضة،وغابت غايته عن اقرب المقربين منه،واعدائه ايضا...
في6تشرين الاول/اكتوبر اعلن تروتسكي في البرلمان التمهيدي عن:رحيل البلاشفة قائلا:"ليس ثمة ما يجمعنا الى هذه الحكومة الخائنة للشعب،ولاالى هذا المجلس المتواطيء مع الثورة المضادة،وبانسحابنا من المجلس،نحذر العمال والجنود والفلاحين في كل روسيا كي يحترسوا ويبرهنوا على الشجاعة..ان بتروغراد في خطر!. الثورة في خطر!.الشعب في خطر!.".كان تروتسكي يؤكد على مسؤولية السوفييت للدفاع عن بتروغراد،والوقوف في وجه كيرنسكي،لنيته في ابعاد الحامية،وقرر ان السوفييت هو وحده المسؤول عن اعطاء الاوامر للحامية.في اليوم ذاته تأسست اللجنة العسكرية الثورية،تلك اللجنة التي ستغدو اداة الانتفاضة العليا،وترأس تروتسكي قيادة تلك اللجنة.،لاكما تم لوي عنق الحقائق في مابعد!!-..
في10تشرين الاول/اكتوبر صوت قادة الحزب في اجتماع اللجنة المركزية،والذي حضره لينين،للانتفاضة،باغلبية عشرة اصوات ضد اثنين،وفي تلك الجلسة جرى انتخاب:اول مكتب سياسي للحزب ضم كل من:لينين،تروتسكي،زينوفييف،كامينيف،ستالين،سوكولينكوف،بوبنوف،ولكن بعد يومان حرض زينوفييف،وكامينيف،الكوادر الدنيا في التنظيم ضد قرار اللجنة المركزية،وعاد موقف الحزب للتردد.كان المكتب السياسي عاجزاعن الاضطلاع بالقيادة،فلينين عاد الى مخبئه في فنلندا،وزينوفييف،وكامينيف،كانا يعارضان الانتفاضة،بينما كان ستالين منشغلا بعمله كرئيس تحرير البرافدا،وكان رأي سوكولينكوف اكثر حذرا من تروتسكي،لكن كل اعضاء المكتب السياسي غير المعارضين للانتفاضة،كانوا يفضلون ان يقود السوفييت الانتفاضة.اعاد تروتسكي تجميع قوى الثورة بدعمه المحرضون الاكثر نشاطا وفاعلية:لوناتشارسكي،كولونتاي،فولودارسكي..
في12تشرين الاول/اكتوبر اعلن تروتسكي:"في وسع حكومتنا ان تهرب من بتروغراد،الا ان الشعب الثوري لن يغادر المدينة ابدا،وسوف يدافع عنها حتى النهاية..
كان تروتسكي يترك عمله في القيادة العامة الثورية،ويهرول من مصنع اوبوخوفسكي الى تربوبوشنيي،ومن يوتيلوفسكي الى بلطييسكي(وهي المنشأت الصناعية الكبرى في بتروغراد)،ومن مدرسة الفروسية الى الحامية،وكأنه متواجد في كل مكان،كان كل عامل وجندي يعرفه جيدا،ويصغي اليه،وكان تأثيره على الجماهير،وحتى القادة،لايقاوم.كان الشخصية المركزية في تلك الاوقات المجيدة،والبطل الرئيسي في تلك الصفحة من التاريخ..-فاين ستالين من كل هذا ؟!-.
في16تشرين الاول/اكتوبر،اعلنت افواج الحامية عدم انصياعها لاوامر كيرنسكي بالتحرك الى الجبهة،وانها ستبقى في بتروغراد،وكان هذا التمرد الجريء،هو الحاسم في اشعال الصراع.في نفس اليوم:وقع تروتسكي امرا لمستودعات الاسلحة في الحامية لتسليم5000بندقية للحراس الحمر المدنيون،وكانت تلك العملية الذكية ،تأكيدا لاعتراف الحامية بسلطة اللجنة العسكرية الثورية.خلال ذلك التمرد،اجتمعت اللجنة المركزية للبلاشفة بحضور لينين(في ذلك الاجتماع،تم تعين"مركز عسكري"مؤلف من:سفردلوف،ستالين،بوبنوف،اوريتسكي،دزرجينسكي،وكان يشكل جزءا من لجنة بتروغراد العسكرية الثورية،اي انه كان تابعا لتروتسكي،ولكن ستالين ومؤرخوه"الموضوعيون"اعلنوا فيما بعد،عندما اصبح التاريخ عبدا للسلطة!:ان ستالين كان قائد الانتفاضة الحقيقي،مستندين الى انه كان عضوا في ذلك"المركز"والذي لم يتدخل ابدا كهيئة منفصلة او مستقلة خلال الانتفاضةالذي دعا اللجنة المركزية للعمل المسلح،واعلن كيريلنكو،قائد الفرع العسكري في الحزب،والذي كان عليه تنفيذ خطة لينين،ان اقلية فقط في ذلك الفرع،تؤيد الانتفاضة،وحتى تلك الاقلية كانت تفضل ان تأتي المبادرة من السوفييت لامن الحزب،اما زينوفييف،وكامينيف،فأعترضا بشدة على العمل المسلح،وقد وبخهما ستالين لعدم ثقتهما بالثورة الاوربية،واضاف انه حين ينصرف قادة الحزب الى نقاش مرتبك،اصبح السوفييت"على طريق الانتفاضة".اكد سوكولينكوف ضرورة عدم تفجير الانتفاضة قبل افتتاح سوفييتات عموم روسيا،قدم لينين تنازلا لانصار خطة تروتسكي،ومن باب التجربة،تم اختيار20تشرين الاول/اكتوبر ليكون اليوم الفاصل للانتفاضة،وتحديد اللجنة المركزية لذلك التاريخ،جاء لكونه اليوم المتوقع لافتتاح مؤتمر السوفييتات.قام زينوفييف،وكامينيف،بفضح الخطة،لاداخل منظمات البلاشفة،اي داخل التنظيم،بل في اعمدة صحيفة غوركي-نوفايا جيزن(الحياة الجديدة).وهكذا عرف العالم بأجمعه،مايحاك في الخفاء،من قبل رجلين عضوين في اركان الحزب والانتفاضة!اثار هذا العمل غضب وحنقا عارما لدى لينين،وخرج عن طوره،وطالب بطرد هذان"كاسرا اضراب الثورة" على الفور،الا ان اقتراحه لم يقبل من طرف اللجنة.حاول ستالين ان يصالح الخصوم-فيما بعد سيطرد ستالين تروتسكي من الحزب لمجرد المعارضة!!-ولكن في ظرف كهذا وفعل بهذا التهور الفادح،وفي وقت بالغ الحساسية والخطر،تستحيل المصالحة،فالانتفاضة تصنع او لاتصنع.استفاد تروتسكي من ذلك الارتباك والتوتر،الذي ساد بين قادة البلاشفة،ليمضي في تحقيق خطته..
وفي17تشرين الاول/اكتوبر،علم ان الهيئة التنفيذية المركزية المنشفية،اجلت من جديد مؤتمر السوفييتات.اعطاه هذا القرار المزيد من الوقت،ليضع لمساته الاخيرة على خطته للانتفاضة..
في18تشرين الاول/اكتوبر،طرح في السوفييت سؤالان على تروتسكي عن:اولا-الاشاعات،بخصوص انتفاضة وشيكة،والثاني-حول امره بتسليم الحراس الحمر للاسلحة من الحامية.وقد رد تروتسكي على السؤالين بشكل دبلوماسي فطن:فالسوفييت جهاز منتخب،وكل نائب مسؤول تجاه العمال والجنود الذين انتخبوه،وهذا البرلمان الثوري،لايمكن ان يتخذ اي قرار دون ابلاغه للعمال،ونحن لانخفي شيئا،فلم يكن تروتسكي مضطرا للاعتراف العلني،ولكشف قرارا سريا اتخذته جمعية خاصة،كلجنة الحزب المركزية،واضاف:"اذا دفع مجرى الاحداث السوفييت ليقرر عملا مسلحا،فسيستجيب العمال والجنود لندائنا كرجل واحد.بعد ذلك تمت مقابلة سرية بين لينين وتروتسكي،وهي الوحيدة التي جرت بينهما طيلة اسابيع،كان تروتسكي متوجسا من فهم لينين الخاطيء عن الاتفاق الظاهري بينه وبين زينوفييف،وكامينيف،المتعلق بتصريحه في السوفييت،لكن مخاوفه دون اساس،فلقد كان لينين عبقريا بما فيه الكفاية ليفهم مناورة تروتسكي الفذة.فقد كتب لينين الى اللجنة المركزية:"ان مناورة كامينيف في جلسة سوفييت بتروغراد ساذجة بما فيه الكفاية،فانتم ترون انه يعلن عن اتفاقه التام مع تروتسكي،ولكن هل من الصعب ان نفهم انه لم يكن في وسع تروتسكي-ولم يكن عليه-ان يقول اكثر مما قال بحضور اعداء؟"..وكتب تروتسكي:"خلال لقاءنا بدا لينين اكثر هدوءا واكثر ثقة،والاصح اكثر حذرا..ورغم كل شيء كان يهز رأسه احيانا ويسأل:"الا يسبقونا؟الن ياخذونا على حين غرة؟"وقد ثبت له بان كل شيء سيتم بعد ذلك بصورة شبه آلية".لم يكن لينين مطمئنا بشكل كامل،فان رفض تروتسكي،واللجنة المركزية بالكامل،طرد زينوفييف،وكامينيف،جدد حذره،فان اي حزب اخر كان اعتبر سلوك هذان الرجلان،الخالي من الحكمة والكتمان،هو خيانة باوضح معانيها،وفي ظروف مماثلة.لذا كان لينين يرى في رفق وتسامح اللجنة المركزية تجاه،زينوفييف،وكامينيف،نوعا من التردد،وعلامة على رفض الانتفاضة،ان كون صوت واحد لم يرتفع لدعم اقتراح لينين في اللجنة المركزية،انما هو مميز جدا للعلاقات داخل الحزب البلشفي-لا كما سيحدث فيما بعد :مايقوله الامين العام يوافق عليه بالاجماع،ودون تمحيص اوتردد!!-فقد عرض كامينيف استقالته من اللجنة المركزية بشكل تلقائي،اما لينين فلم يكن يطلب اقل من الطرد،طرده،وطرد زينوفييف،كعقوبة مكافئة لعدم الانضباط،لابسبب الاختلاف في الرأي،بل بسبب خرق النظام الداخلي،وافشاء اسرار الحزب،التي اقترفاها.اعلن دزرجينسكي انه ينبغي نصح كامينيف بالانسحاب من الحياة السياسية،ولكنه لم يطالب بطرده،واضاف:"لاحاجة للقلق بصدد زينوفييف فهو مختف في كل حال".ونصح ستالين،ومليوتين بوضع المسألة جانبا حتى الدورة القادمة للجنة المركزية بكامل اعضائها،وفي صحافة الحزب دعم ستالين وجهة نظر كامينيف،وزينوفييف-فلماذا تصرف بدموية وقسوة مع معارضيه بعد ان اصبح الرجل الاول في الحزب والدولة؟!-.كان اوريتسكي مع تأجيل الموضوع،وهاجم سفردلوف كامينيف بعنف،لكنه اكد مع ذلك :ان اللجنة المركزية لاتملك الحق بطرد اي كان-في ازمنة مقبلة سيكون من حق الامين العام الرفيق ستالين طرد اي عضو،بل وطرد الحزب باجمعه،ولمجرد الشك بانه يعارضه!!-.اما تروتسكي فكان مع قبول الاستقالة-استقالة كامينيف-،وضد اقتراح طرده من الحزب،وقد انتقد اسلوب ستالين الذي اتبعه،وتوجيهه لجريدة الحزب،والتي خلقت "وضعا لايحتمل"،وتكلم يوفي في الخط ذاته،ولكن ستالين عاد من جديد للدفاع عن كامينيف،وزينوفييف،قائلا بضرورة بقائهما في اللجنة المركزية"ليس الطرد علاجا،اذ ينبغي الحفاظ على وحدة الحزب"-مرحى للرفيق ستالين الديمقراطي جدا!اين ولت هذه الديمقراطية؟!اذا لماذا اصبح الطردعلاجا فيما بعد بل هو العلاج الناجع اضافة للتصفية!!ولماذا لم يحافظ على وحدة الحزب بعد وفاة لينين!!-.قبلت استقالة كامينيف بخمسة اصوات ضد ثلاثة،فاعلن ستالين ان يستقيل من رئاسة تحرير صحيفة الحزب،لكن لم تقبل هذه الاستقالة،ان هذه الحادثة وغيرها،توضح لقاريء محضر اجتماع اللجنة المركزية في20تشرين الاول/اكتوبر،قراءة متأملة،توضح مدى تجذر البعد الديمقراطي،وتعدد الاراء والافكار وقبول ذلك داخل الحزب البلشفي-الذي تم القضاء عليه نهائيا في زمن الرفيق الكبير،واورثه لباقي الاحزاب الشيوعية في العالم!-والذي يناقض ماقيل ومايقال :ان الحزب البلشفي كان كليانيا،واحادي الاتجاه وعديم الديمقراطية داخل صفوفه!ولكن نعم هذا ما سيصبح صحيحا عليه حاله في مابعد،بعد الانقلاب على الديمقراطية داخل الحزب وخارجه،وماسيكون منهجا وحيدا،عندما سيعتلي(الرفيق ستالين)رأس الحزب والدولة،حين امسى الاختلاف في الرأي او المواقف،خيانه سافرة ودون نقاش،يستحق صاحبها،ليس فقط الطرد والنفي والاعتقال،بل والاعدام ايضا لرفاق الامس!!-..كانت مرحلة الاعداد للانتفاضة تقارب نهايتها،حيث الزم السوفييت الحامية بان لاتنفذ اي امر،غير ماتصدره رسميا اللجنة العسكرية الثورية او قادتها،وفي اجتماع للجان الافواج في21 تشرين الاول/اكتوبر،بلغ تروتسكي هذا الامر،ووجه نداءا :"للقوزاق(الحرس القياصرة البريتوري) كي يدعموا الثورة،وتم تبني اقتراح تروتسكي،والذي كان ينص على مايلي:"ان الحامية التي ايدت كل قرارات سوفييت بتروغراد السياسية تعلن التالي:لقد انتهى وقت الكلام،والجيش يطلب السلم،والفلاحون الارض،بينما يطلب العمال عملا وخبزا،ان حكومة الائتلاف ضد الشعب،وهي اداة بيد اعداء الشعب،ولم يعد الاوان اوان ثرثرة،وعلى مؤتمر السوفييتات لعامة روسيا ان يأخذ السلطة ويضمن للشعب السلم والارض والخبز،وحامية بتروغراد تتعهد رسميا بان تضع كل قواها بتصرف مؤتمر عامة روسيا،حتى الرجل الاخير،دفاعا عن هذه المطالب،اعتمدوا علينا..نحن في مواقعنا،مستعدون للنصر او الموت...
في23تشرين الاول/اكتوبر،اعدت اللجنة العسكرية الثورية خطة للاحتلال الخاطف لكل المراكز الحيوية والستراتيجية في العاصمة بتروغراد،وبواسطة مجموعات اعدت بكفاءة،وبارتباط بين المنتفضين والحامية،وقد اعد انطونوف-اوفسنكو خطته للهجوم على قلعة بطرس وبولس،والمشكوك بولائها.لكن تروتسكي سعى لكسبها الى جانب الانتفاضة،لابالسلاح،ولكن بالكلمات،ومضى الى هناك،والتقى بحامية القلعة،وخاطبهم،وتمكن من اقناعهم،بترديد قسم الولاء للسوفييت.لم يكن تروتسكي ينتظر سوى استفزاز كيرنسكي،حتى تظهر الانتفاضة على شكل دفاع مشروع عن السوفييت،وهذا ما وقع فيه كيرنسكي،الذي كان لايطيق السوفييت،ويسعى لحله.فحضر جريدة رابوشيي بوت(صوت الشغيلة)،وامر باغلاق مكاتب التحرير والمطبعة،وللحال مضت عاملة باسلة من المطبعة الى اللجنة العسكرية الثورية،وابدت استعدادها لنزع الاختام التي وضعت على ابواب رابوشيي بوت،واستئناف اصدار الجريدة من جديد،اذا امنت لها حراسة كافية،هذا الاقتراح من عاملة مجهولة شجاعة ومتحمسة،اثار لدى تروتسكي الالهام،وقد كتب فيمابعد:"ان قطعة من الشمع المستخدم للختم الرسمي على باب قاعة التحرير البلشفية ليس شيئا كثيرا في الحسابات العسكرية،ولكنها اشارة رائعة لبدء المعركة".وقع امرا بأرسال مفرزة لحراسة المكاتب البلشفية،كانت تلك التجربة التي نفذت فجر الرابع والعشرون من تشرين الاول/اكتوبر،اول عرض للقوة وخطوة باتجاه البدء بالانتفاضة،فقد سارعت جميع الصحف الصادرة في ذلك اليوم الى نشر مقالات تتحدث عن عزم كيرنسكي للقضاء على السوفييت والحزب البلشفي.اما اللجنة العسكرية الثورية،فقد كانت تضع لمساتها الاخيرة للشروع في الانتفاضة،وتحول معهد سمولني الى قلعة محصنة بالبنادق والمدافع.في الصباح اجتمعت اللجنة المركزية للحزب وللمرة الاخيرة قبل بدء الاحداث،حضر كل الاعضاء،باستثناء لينين وزينوفييف اللذان لم يظهرا بعد للعلن،وستالين الذي كان غائبا كالعادة!اما كامينيف الذي كان قد قدم استقالته من اللجنة المركزية تعبيرا عن رفضه للانتفاضة،فقد وضع نفسه في خدمة المنتفضين،وبرهن على نزاهته،واخلاصه بتلك المبادرة،،وزع تروتسكي المهام المحددة لكل عضو:حيث كلف دزرجينسكي بمراكز البريد والبرق،وبوبنوف بالسكك الحديد،وتوجين ولوموف بالتنسيق مع موسكو،وسفردلوف بمراقبة تحركات الحكومة المؤقتة،وميلوتين بتموين المدينة،وكامينيف وبرزين بكسب الاشتراكيين الثوريين اليساريين،والذين انشقوا عن حزبهم،وفي النهاية اقترح تروتسكي:في حالة طرد البلاشفة من معهد سمولني،تنتقل القيادة العامة للانتفاضة الى قلعة بطرس وبولس،والتي باتت حاميتها في صف الانتفاضة،بعد ان كسبها تروتسكي لصالح القضية الثورية.اعلن كيرنسكي بانه امر بمطاردة كل اعضاء اللجنة العسكرية الثورية،والبحث عن لينين،واعتقال تروتسكي،وكل قادة البلاشفة،وكسر شوكة بحارة كرونشتات.دعا تروتسكي سوفييت بتروغراد لدورة استثنائية،واعلن الغاء تدابير كيرنسكي ضد بحارة كرونشتات،وامر الطراد اورورا بالبقاء في حالة استعداد قصوى على نهر النيفا،بدات الانتفاضة بالتحرك،حيث نشر تروتسكي امره المشهور رقم واحد:"سوفييت بتروغراد في خطر،في الليلة الماضية حاول المتآمرون المعادون للثورة ان يستفزوا اليونكر وافواج الصدام داخل بتروغراد،لذا نأمركم لوضع فيلقكم على اهبة العمل،انتظروا الاوامر اللاحقة،وكل تردد او تأخر سوف يعتبر خيانة للثورة"..
في24 تشرين الاول(اكتوبر)انتقل لينين من منطقة فيبورغسك الى سمولني(مقر اللجنة الثورية-العسكرية).كان حذرا ويخشى ان تتعرض الثورة للتخريب،وفي تلك الليلة كانت مجموعة عسكرية تتجه الى بيت(6)في شارع فنلندا من اجل القبض على هيئة تحرير صحيفة(رابوتشي بوت)ولينين ولكن عناصر من الميليشيا الحمراء تصدت لهم وجردتهم من السلاح وقادتهم الى قلعة بيتروبافلوفسك.وفي ذلك اليوم عقد اجتماع اللجنة المركزية الذي عالج المواضيع التالية:تقرير اللجنة الثورية-العسكرية،مؤتمر السوفييات،الاجتماع العام للجنة المركزية.اقترح كامينيف:الا يسمح لاي عضو من اعضاء اللجنة المركزية بمغادرة سمولني دون تصريح خاص.واقترح تروتسكي انه من الضروي اتخاذ قلعة بيتروبافلوفسك مقرا احتياطيا وان يرسلوا الى هناك احد اعضاء اللجنة المركزية.واقترح كامينيف ايضا في حالة سقوط سمولني ان تكون هناك نقطة ارتكاز على البارجة"اورورا".-لم يحضر-ستالين- (بطل )الانتفاضة المزعوم ذلك الاجتماع!!-..في ليلة24-25تشرين الاول اكتوبر،احتل الحراس الحمر،وفيالق القوات النظامية بسرعة وصمت ،قصر توريد،ومكاتب البريد،ومحطات السكك الحديد،والمصرف الوطني،والمراكز الهاتفية،ومحطات الكهرباء،وكل المراكز الاستراتيجية الاخرى.واذا كانت ثورة شباط احتاجت لاسبوع للاطاحة بالقيصرية،فقد كانت ساعات قليلة كافية للاطاحة بكيرنسكي.في صباح 25تشرين الاول/اكتوبر غادر كيرنسكي مرعوبا العاصمة بسيارة تابعة لسفارة اجنبية،وكان وزرائه كالفئران محاصرين في قصر الشتاء،كما كان حال الحكومة القيصرية في ثورة شباط.سيطر البلاشفة على العاصمة دون اهراق قطرة دم واحدة.في الظهيرة،قدم تروتسكي تقريره عن الاحداث امام سوفييت بتروغراد الذاهل من تسارع الاحداث،ثم جرى توقيف عددا من الوزراء،وحل البرلمان التمهيدي الذي اقامه كيرنسكي كبديل عن السوفييت،وامسى الثوار يسيطرون على المدينة بكاملها،ولم يعد العدو محتفظا الا بقصر الشتاء،والذي يستعد انطونوف-اوفسنكو للاستيلاء عليه..
ليلة25اكتوبر اجتاحت اللجنة الثورية-العسكرية"القصر الشتوي"حيث كانت تتخندق الحكومة المؤقتة-وكان تروتسكي هو الذي رأس تلك اللجنة لاكما يلفق وينسب ذلك الدور الى ستالين!!-.
لم يكن لينين يعلم ان المدينة التي كان يسير فيها قد اصبحت عمليا تحت سلطة حزبه،ولكنه حين رأى الثوار يعملون بشكل دائب ومحموم في قاعة اللجنة الثورية،والاوامر التي تصدر والتقارير التي تصل،وتأمل قادة الانتفاضة،القذرين،وغير الحليقين،وعيونهم حمراء من السهر،استعاد هدوءه وبات مطمئنا،وادرك ان رفاقه قد عبروا من دونه "الروبيكون"فتلاشى توجسه،فليقودوا الثورة كيفما شاءوا،فالمهم هو نجاحها.ومع ان تروتسكي هو الذي يقود العملية ويتولى دفة القيادة ووفقا لافكاره الخاصة،فقد كان تاثير لينين عاملا حاسما ومهما في نجاح الانتفاضة،فلينين هو مؤسس الحزب وقائده،وقدظل يمارس حضورا عظيما حتى خلال فترة اختفاءه،ومن دون تحريضه الملحاح والصارم،ومن دون تحذيراته،ربما كانوا تبعوا تروتسكي،ونفذوا خطة الانتفاضة،ولكن لينين هو الذي جعلهم يسلمون بمبدأالانتفاضة
25اكتوبر بات الحزب يحسب التاريخ بالساعات،فقد كانت لحظات تاريخية حقا.فقد تم السيطرة على محطة"نيكولاي".ودنت البارجة"اورورا"من جسر"نيكولاي"وارست.وقام فوج"بافل"بحراسة شارع"مليونايا"القريب من"القصر الشتوي"وكان يتم تفتيش جميع المارة،ويلقى القبض على المشبوهين ويرسلون الى سمولني.واقتحمت احدى سرايا البحرية،وبدون مقاومة،بنك الدولة.ورفضت افواج قوزاق بتروغراد تأييد الحكومة المؤقتة.وقطعت خطوط الهاتف في المقر والقصر الشتوي.سقطت محطة وارسو،وافرج عن المعتقلين السياسيين في سجن"كريستوف"،وامرت اعضاء لجان البرلمان التحضيرية باخلاء المكان.واحتل فوج"بافل" شارع"نيفسكي"..
في مساء25 اكتوبر وفي خلوة حميمة ونادرة،استلقى لينين وتروتسكي على الارض في غرفة شبه مظلمة وخالية بجانب قاعة سمولني الكبرى،حيث كانا ينتظران موعد انعقاد مؤتمر السوفييت،اغمى على تروتسكي من شدة الاعياء والارهاق،كان يسعى لقليل من النوم،ولكن هيهات،فالهاتف يرن باستمرار في الغرفة المجاورة،والمساعدون والمراسلون يدقون الابواب.اصدر تروتسكي امرا للطراد اورورا ببدء العمل،وبعد ان وصل نبأصعوبة اقتحام قصر الشتاء،بدأ الرمي الخلب على القصر،ثم عاد ليتمدد بجانب لينين.كانت لحظات من التاريخ-عندما يكون جادا-،ومن اعز الاوقات التي مرا بها-انه تغيير العالم- فلم ولن يقتربا اكثر مما تقاربا الان فكريا وجسديا...
في الساعة(14،35)افتتح الاجتماع الطاريء لسوفييت مندوبي عمال وجنود بتروغراد برئاسة تروتسكي،ومع دوي التصفيق الصاخب اعلن تروتسكي انتهاء الحكومة المؤقتة،وحل لجان البرلمان التحضيرية،والافراج عن المعتقلين ،وارسلت برقيات للجيوش تعلن سقوط النظام القديم.
استقبل لينين بالتصفيق الحار،والقى كلمة:ايها الرفاق،الثورة العمالية الفلاحية التي كان يتحدث عنها البلاشفة باستمرار قد انجزت.
الانتفاضة المسلحة انجزت،وتكرست خطواتها السياسية الاولى في المؤتمر الثاني لمندوبي سوفييتات العمال والجنود والفلاحين لعموم روسيا، والذي افتتح في نهاية يوم25 اكتوبر،وانتخب لهيئة رئاسة المؤتمر14بلشفيا هم:(لينين،تروتسكي،زينوفييف،كامينيف،سكلانسكي،نوغين،كريلينكو،كولونتاي،ريكوف،انطونوف-اوفسيينكو،ريزانوف،مورانوف،لوناتشارسكي،ستوتشكا).و7من الاشتراكيين الثوريين-اليساريين،و3مناشفة،وواحد من مجموعة غوركي.هولاء من جلس على طاولة "البريزيديوم"الجديد.وصف تروتسكي انتصار الانتفاضة قائلا:"ان حفنة صغيرة لاتتعدى25 او30 الف على الاكثر،هي التي قامت بالانتفاضة فكانت الثورة عمل اقلية،ولكن خلال انتخابات الجمعية التاسيسية والتي جرت بعد الانتفاضة،اقترع مايقارب عشرة ملايين لصالح البلاشفة هؤلاء الملايين كانوا الفاعلين الاجتماعيين الاكثر دينامية في المجتمع الروسي..
ا(اين ذهب الرفيق ستالين ايها الرفاق؟؟!!) لم يكن له ذكر !ولايعرف مكانه-!!ربما كان يخطط للانتفاضة المزعومة!!!.لم يكن له دور سوى كساعي يقوم بما يكلفه به لينين او اللجنة الثورية-العسكرية من توزيع التعليمات الدورية للجان،والمشاركة بأعداد المواضيع للنشر!فلم يرد اسم ستالين في اي وثيقة من الوثائق المتعلقة بتلك الايام والليالي التاريخية المجيدة.
وتم الاعلان عن ان المؤتمر،هو:المصدر الوحيد للسلطة،وان الارض للفلاحين،والسلام الفوري لروسيا والعالم،وسيقدمون غدا حكومة جديدة...بدأللينين انه ليس من اللائق له او لرفاقه الثوريين اسم او لقب وزير!كانت ذكريات الثورة الفرنسية تحلق
في ذهن تروتسكي الذي يغالب النعاس،فومضت في عقله فجأة فكرة:لماذا لايستخمون تسمية"مفوضون"،مفوضي الشعب-مجلس مفوضي الشعب؟-.اقترح تروتسكي هذه التسمية اثناء دورة اللجنة المركزية،وتم اقرارها.
فأين دور ستالين الحقيقي في الانتفاضة،ولماذا كان لايظهر اسمه الا نادرا في يوميات الثورة،مع انه عضوا منتظم بل شبه دائم في الاجهزة القيادية؟!.واذا كان له دور فسنعيد تقويمنا لدور ستالين في انتفاضة اكتوبر!.
بعد ثلاث سنوات من انتفاضة اكتوبر المسلحة،وفي7نوفمبر عام1920نظمت مجموعة من المشاركين في تلك الانتفاضة امسية ذكريات وتذكر،كان ستالين من المدعويين ولكنه لم يحضر.جاء لتلك الامسية الكثير من الرجال الفاعلين في تلك الانتفاضة،ومنهم:تروتسكي،سادوفسكي،ميخونوشين،بودفويسكي،كوزمين،وغيرهم،وجرى تذكر نشاط لينين،وتحدثواعنه وعن دوره الحاسم في تلك الانتفاضة،وتذكروا دور تروتسكي الاكثر اهمية وحزم،وعرجوا على ذكر:كامينيف،كالينين،زينوفييف،نوغين،سفيردلوف،لوموف،ريكوف،شاوميان،ماركين،لازيمير،تشيتشيرين،فالدين،وغيرهم من صانعي الثورة،ولكن لم يأتي احدا منهم على ذكر اي دور او فعل او مساهمة متميزة لستالين!!رغم ان امين عام المستقبل كان عضوا في جميع اللجان والاجهزة القيادية،الا انه لم يخطر على بال احدان يذكر اسم ستالين،لافي ما يتعلق بنشاط اللجنة الثورية-العسكرية،ولابنشاط البلاشفة التعبوي في صفوف قوات المشاة او البحرية!!وقد شملت مجموعة الاسماء التي ذكرناها مجمل ومعظم النشاط الثوري الفعلي في تلك الليلة التاريخية:الصعود الى البارجة"اورورا"،حجز القوات لنجدة كيرنسكي،الاستيلاء على البنك المركزي والبريد،ومحطات القطار.وهكذا يتبين لنا بوضوح كاف ان ستالين ظل "كومبارس"لايلحظه احد،يقوم فقط بما تكلفه به الاجهزة الثورية،فهو لم يكن قادرا على المبادرة الثورية،واثبات ذاته، ففي كل يوميات تاريخ الثورة الروسية كان دور ستالين هامشيا وشبه غائب،ولم يكن له مبادرة متميزة او بارزة او او حاسمة خلال الانتفاضة وقبلها،بأستثناء مادبجه ولفقه ونمقه مؤرخوه المزورين في مابعد انتصاره،وانصياعا لاملاءاته،حيث شطبت ادوار ومواقف الرموز والذوات الفاعلة حقا في الانتفاضة!وحل بدلا منها التزوير والتضليل واسع النطاق،والذي فرضته رغبات الاخ الكبير النرجسية،وارادته في تكريس عبادته كزعيم ثان بعد لينين!وتم اختراع وصنع تاريخ وهمي دخل العقول،وفرض سيطرته وسيادته كحقائق ومسلمات منزهة من الشك ولا تخضع للفحص والمراجعة!!.فبعد صعوده منع ستالين الحديث عن ابطال الثورة الحقيقيين،ثم فرض"تصحيح "التاريخ و"تنظيفه"من الحقائق!ولجأفي اعوام1937-1939 المرعبة لتصفية البلاشفة جسديا،فلم يبقى منهم في الاربعينات الا اقل من اصابع اليد،اي لم يبقى سوى من اعاد كتابة سيرة وبطولة"القائد""الثورية"!!فكلما قل عددالبلاشفة القدماء الذين قاموا بانتفاضة اكتوبر"زاد"دور ستالين بالانتفاضة!!!!!.فهل من ضرورة لنسأل من كان الى جانب لينين في قيادة الانتفاضة؟!.انه سؤال نافل لمن يعقلون!!!...
........................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قيادة انتفاضة أكتوبر
فؤاد النمري ( 2017 / 10 / 15 - 06:54 )
عينت اللجنة المركزية أربعة أعضاء لقيادة انتفاضة أكتوبر أربعة أعضاء ابرزهم سفردلوف وستالين وليس منهم تروتسكي ومن المنطق أن تكلف القيادة تروتسكي ببعض الأعمال

لكن لماذايتجاهل التروتسكيون المظرودون من التاريخ تحقيقات الشرطة المكسيكية حيث شهد أحد أصدقاء تروتسكي المقربين
ن أن تروتسكي عمل جاسوساً لدى مكتب التحقيقات الفدرالي
FBI
وزوده بأسماء الشيوعيين في جنوب الولايات المتحدة وفي المكسيك
نهاية كل تروتسكي أن يكون جاسوساً على الشيوعيين
كذلك كانت نهاية التروتسكي جورج أورويل

اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو