الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حكومة كوردستان من التفوق السياسي إلى الانتصار النفسي على العراق
عماد يوسف
2017 / 10 / 12القضية الكردية
جاء الاستفتاء على استقلال كوردستان ليضع الحد النهائي لتجاوزات حكومات بغداد المتعاقبة على الدستور العراقي، وخاصة فيما يخص المواد المتعلقة بحقوق الكورد والسلطات الممنوحة لحكومة إقليم كوردستان وموازنتها المالية والعسكرية والقوانين المتعلقة بإجراء استفتاء حق تقرير المصير في المناطق المتنازع عليها.
وعلى الرغم من كل المبادرات التي كان من شأنها إلغاء الاستفتاء أو تأجيله إلا أن حكومة الإقليم لم تأبه بكل الوساطات التي تقدمت بها قوى داخلية ودولية، لعدم تمكنها من تقديم ضمانات رسمية، لإجرائه ضمن موعد زمني محدد أو إمكانية الضغط على حكومة بغداد للعودة إلى العمل بالدستور، بعيداً عن التسييس الطائفي في حكم العراق والسيطرة على مقدراته وإرادة مكوناته العرقية والدينية، وبالفعل تم الاستفتاء في كوردستان، ليغدو انجازاً سياسياً بعد سنوات من تجاهل المسؤولين في بغداد للدستور العراقي، الذي أعيد نبش بقاياه بعد أن شعروا بأن القطار السياسي قد فاتهم، وذلك إثر تسطير بيشمركة كوردستان أروع البطولات في صد داعش والقضاء عليه وإخراجه من الجغرافيا الكوردستانية، التي أجريت فيها الاستفتاء، لتكون هذه الدولة الوليدة ملاذاً لكافة المكونات الكوردية والعربية والتركمانية والآشورية من القوى المتطرفة أولاً، ومن نظام طائفي مستبد ثانياً، في الوقت الذي رأى فيه حكام العراق موقفهم الضعيف في التشدق بالدستور كونهم أول مَن انتهكوا حرمته وتجاهله وعدم العمل به، بل إن تحالفهم مع كل من تركيا وإيران الإقليميتين في حصار كوردستان وشعبها قلل من كرامتها وسيادتها، بينما تحلت حكومة كوردستان بالحكمة في التعامل مع تلك التهديدات، ودعت إلى الحوار من أجل كل المسائل العالقة بالدستور، الذي تسنّ به الحكومة والبرلمان العراقيين القوانين المتتالية باسمه ضدها حسب الحاجة، الأمر الذي أكد التفوق السياسي والدبلوماسي لحكومة كوردستان في تعاملها مع الأزمة الناشئة.
وقد رافق هذا التفوق السياسي لكوردستان انتصار في الحرب النفسية الدائرة بين الطرفين، فقد فشلت حكومة بغداد في تأليب المكونات العربية والتركمانية والآشورية ضد حكومة الإقليم، ولم تتمكن من إقناع الشارع العراقي في قانونية إجراءاتها المتخذة ضدها، فضلاً عن فشلها في إحداث شرخ في موقف الأحزاب الكوردستانية عن الاستفتاء والاستقلال، أو القدرة على تنفيذ قرارات المحكمة الاتحادية بحقها، مع ظهور الكثير من الأصوات الشاذة التي لم تستطع النيل من إرادة الكوردي بتهديداتهم المعلنة بالعمل العسكري والتجويع.
وقد تعاملت حكومة كوردستان مع هذه التحديات بكل موضوعية وانضباط، فكسبت المعركة الأولى في مراسم عزاء الرئيس مام جلال طالباني، وكسب التأييد الشعبي له في توقه للحرية والاستقلال، وتقرب من كافة المكونات القاطنة في كوردستان، ومنحهم الثقة بشراكة حقيقية في إدارتها، فضلاً عن كشف مخططات حكومة بغداد وميليشيا الحشد الشيعي في الهجوم على كوردستان، بعد حشدهم لقوات كبيرة على حدود كركوك، وهو ما ينذر بنشوب حرب ينبغي على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه هذا التوتر، الأمر الذي أربك مسؤولي العراق وشق صفوفهم بين مؤكد ومنفي للعملية، ولفت أنظارهم لمخاطر الحرب وتشتت الأنظار عن القضاء على آخر معاقل داعش.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تقرير للأمم المتحدة: أكثر من 783 مليون شخص يعانون من الجوع ح
.. ثلثا مستشفيات غزة خارج نطاق الخدمة وفقا لتقرير الأمم المتحدة
.. ماذا تفعل سلطنة عمان لحماية عاملات المنازل الأجنبيات وضحايا
.. برنامج الأغذية العالمي: غزة بؤرة لمجاعة وشيكة هي الأخطر
.. بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل