الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
النوستالجيا العربية واثر الربيع الفوضوي
ميثم مرتضى الكناني
2017 / 10 / 13العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
برزت بعد سقوط النظم العربية المتسلطة سواء بالتظاهر اوالعنف اوالتدخل الاجنبي المباشر برزت ظاهرة الحنين للماضي ..واغلبها تنشد عاطفيا الى مراحل تعتبرها نقاطا مضيئة في تاريخ المسلمين ,وتختلف هذه الانشدادات مابين عصور الخلافة الراشدية او الاموية او العباسية واخيرا وليس اخرا العثمانية فضلا عن النظم الملكية الاقطاعية التي كانت تمارس الحكم بالاستناد الى حق ديني مزعوم من خلال اتصالها نسبيا بالاسرة النبوية , وما يجمعها جميعا توقها لتقليد وترجيع الزمن , قافزة طبعا على عصر النظم التي حكمت بعد الحقبة الستينية من القرن الماضي والتي امتازت بالخطابين اليساري والقومي العروبي , ولابد من تحليل هذه الظاهرة من خلال وضعها في نصابها الزمني الواقعي , حيث ان الشعوب التي اثخنتها عقود من حكم الفرد والعائلة بعد المجموعة السياسية او الطغمة العسكرية انتهى بها الامر الى ان تتحول الى كومة من الحاجات وكتلة من العاهات تفتقر للاحساس بالزمن وتعجز عن الجريان او حتى الحبو في مشوار العدو البشري نحو التطور والتكامل , البعض يتحدث عن ايجابيات النظم الخلافية (خلافة ) او الملكية باعتبار ان اغلب البدائل العربية كانت جمهوريات وان تحولت لاحقا الى ملكيات اقطاعية تجمع عاهتي الاستبداد والاستئثار والامتداد الوقتي ,وفات هؤلاء في حمى الاستحضار للماضي ان اغلب النظم التي حكمت العرب في التاريخ الاعمق والاوسط والمعاصركانت ملكيات مستبدة فهي مؤسسات اقطاعية تصنف المجتمع طبقات حسب العرق او الطائفة , وتقرب او تبعد الافراد حسب مقاسات الولاء, وفاتهم ان هذه النظم التي تضع الملك وعائلته ضمن حلقة التقديس الدستوري فانها تمنحهم عصمة تماثل عصمة اي دكتاتور ببسطال وبزة عسكرية , فضلا عن مناخ التجهيل الذي كان يعصف بالمجتمعات العربية بفضل تحالف مراكز الحكم مع قوى الرجعية الدينية والقبائلية التي تمنح الملك وحاشيته صكا دينيا بالاستمرار و(فرهدة الثروات) حسب اللهجة العراقية الدارجة, ولابد من التنويه هنا ان النظم الملكية كانت تعطي هامشا من الحرية وفسحة من المنافسة الا انها ليست المناخ المثالي لانتاج امة صالحة ومبدعة , ان مقارنة الموت بالحمى هي المقارنة المبكية في العالم العربي المعاصر مع الاسف , حيث عجزت الشعوب بحكم موروثها القبلي وتناقضاتها الطائفية والمناطقية عجزت عن تحقيق شكل ولو اولي للتعايش المجتمعي والتوافق على شكل النظام السياسي المنشود , فكانت حتى الانفعالات الحماسية التي رافقت احداث 2011 ومابعدها مجرد تهيئة للتيار الديني السلفي المنظم جيدا لياتي على اكتاف الثوار وليقبض على السلطة مدخلا البلدان العربية في اتونات الحروب الاهلية المرعبة , البعض من مثقفينا يقيس نورانية النموذج الملكي بالتجربة الملكية البريطانية وفاتهم ان ملكة بريطانيا هي مجرد رمز لنظام يكاد يكون جمهوريا حتى النخاع فيه للشعب والناخبين ومن خلفهم رئيس الوزراء حق حتى اقالة الملك, ان داء الحنين للماضي عند العرب يؤشر عرضا خطيرا لداء التهدم الذاتي الذي تعيشه الامة ويقدم دليلا على حالة الغروب الحضاري الشامل التي تسبق الظلمة الوجودية النهائية للعرب ..في ظل غياب الحل وانعدام الامل المعاصر بالتغيير الذاتي .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مدينة القيروان في تونس تستعيد ألقها الروحي خلال شهر رمضان |
.. صلاة التراويح فى الكنيسة الإنجيلية بالمنيا .. نصف المغفرة من
.. نجوي كرم تتحدث عن رؤيتها للسيد المسيح 13 مرة في ليلة واحدة
.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في لبنان تمطر مستوطنة كريات ش
.. الدكتور عبد الحليم محمود.. رحلة في حياة شيخ الأزهر الأسبق