الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليست الأولي ولن تكون الأخيرة ، متي ينتهي الارهاب الديني

عمر عزيز النجار
(Omar Aziz Elnaggar)

2017 / 10 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليست الأولي ولن تكون الأخيرة ، ممارسات العنف الديني ضد الآخر
الي كل من يعتقد أن الاسلام دين السماحه ، والي كل من يعتقد أن الله محبة ، والي كل من يعتقد أن الدين انما جاء لانقاذ البشرية واخراجها من الظلمات الي النور ، والي كل من يعتقد أن داعش لا تمثل الاسلام ،والي كل من يعتقد أن الاسرائيليين لا يمثلون اليهودية
والي كل شخص في هذا العالم في تلك اللحظة لا يزال يعتقد ويؤمن أن الدين للانسان كالماء للسمك والهواء للبشر ، الي كل هؤلاء أكتب تلك الكلمات بقلب يتقطر حسرة ومرارا ، ويتفطر كمدآ وأسي
سمعنا وشاهدنا كلنا ما حدث منذ ساعات من مقتل (الانسان) كاهن احدي الكنائس بمنطقة المرج في مصر ، وطبعا كالعادة والي لحظة كتابة هذه الكلمات لم يخرج الشيخ فلان أو علان ليعلق علي الحادث ، ولكنني متأكد أنه في الساعات القليلة المقبلة سيخرج شيخ الأزهر ليعلق بالآتي
أن الاسلام ينهي عن ذلك ، ويشدد علي حرمة الدماء ،وأن الاسلام دين الرحمة والمحبة والتسامح والسلام الي اخر هذه القائمة الطويلة
ثم بعد ذلك سيذهب شيخ الأزهر لزيارة البابا في مقر الكاتدرائية ، أو نظرآ لمشاغله الكثيرة وأعماله الكبيرة من الممكن أن يتصل به هاتفيا ، ولا يوجد مانع أيضا أن يستدعي (السيسي)أمير المؤمنين وحامي الايمان في الأرض ، لا بأس أن يستدعي الشيخ والبابا لزيارته في مقر الرئاسة وذلك لتأكيد المحبة والأخوة ولارسال رساله مفادها أن الدين لله والوطن للجميع.
وأن المصريين يد واحدة في وجه الارهاب
وأن الارهاب لا دين له ، وأن هذه أعمال فردية لا تمثل الدين اطلاقا
ثم يتبادلون التحية والقبلات والأحضان ، ولسان حالهم يقول (أراك قريبا بمشيئة الالهة )،ليرد عليه الاخر بلسان حاله أيضا ، أتمني ذلك
كفاية !!!!
أعتقد كفاية !!!!!
اقتل الوحش يضيع خياله
لماذا لا تنتهي الهجمات الدينية الارهابية في العالم ، ولماذا كلما التئم جرح لنا انفجر اخر؟ ، ولماذا بين الفينة والأخري تطل علينا خفافيش الظلام والغرابيب السود التي تأبي أن تعيش في سلام وأمان ويريدون أن يعيش الناس معهم في هذا الحال؟
هذا الرجل الذي اتضح مؤخرا أنه مختل عقليا ، مع أني متأكد أنه ليس كذلك ، هذا الرجل شبيه بالرجل الذي قتل صاحب محل الخمور بالاسكندرية منذ فترة ، قتله بدم بارد ، وشبيه بالرجل الذي قام بتفجير كنيسة الاسكندرية منذ ستة أشهر ، وشبيه بالرجل الذي قام بتفجير البطرسية منذ أحد عشر شهرا ، كلهم واحد خرجوا من نفس المدرسة الفكرية ، مدرسة البغض والكره والحقد الأسود والتعصب المقيت وضيق الأفق .
الي كل من يعتقد أن بغض المسيحيين ليس من الاسلام ،أقول له وأنا أعي ما أقول وكنت طالبا في الأزهر من المرحلة الابتدائية الي الجامعية
وكنا ندرس فقه التعامل مع الاخر ، وفقه الجهاد ، وأحكام أهل الذمة ، أستطيع أن أقول أن بغض الكفار عموما ، والكافر في الاسلام هو الشخص الذي لا يؤمن بالاسلام ، بغضهم من صميم الدين ومن صميم الايمان
كما قال (محمد) أن أوثق عري الايمان الحب في الله والبغض في الله
وهناك باب مخصوص في الفقه الاسلامي يسمي باب الولاء والبراء
أنا أتذكر ذلك جيدا فحينما كنت في المرحلة الثانوية يجبرونك في الازهر علي اختيار مذهب فقهي معين ، كنت حينها لا أزال غضا طريا لا أفقه شيئا فاخترت المذهب المالكي وكنا ندرس كتابا اسمه ( أوضح المسالك الي مذهب الامام مالك) ،اليوم حينما أراجع ما في هذا الكتاب أشعر بالغثيان وأنا أقرأ في فقه النكاح أو الجهاد أو غيره
أذكر هؤلاء المتعاطفين مع الاسلام بقول هذا الاله العجيب في سورة المائدة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ،ذكر ابن كثير في تفسير هذه الاية
ينهى تعالى عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى الذين هم أعداء الإسلام وأهله ، قاتلهم الله ، ثم أخبر أن بعضهم أولياء بعض ، ثم تهدد وتوعد من يتعاطى ذلك فقال : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) إن الله لا يهدي القوم الظالمين
قال ابن أبي حاتم : حدثنا كثير بن شهاب حدثنا محمد - يعني ابن سعيد بن سابق - حدثنا عمرو بن أبي قيس عن سماك بن حرب عن عياض : أن عمر أمر أبا موسى الأشعري أن يرفع إليه ما أخذ وما أعطى في أديم واحد ، وكان له كاتب نصراني ، فرفع إليه ذلك ، فعجب عمر [ رضي الله عنه ] وقال : إن هذا لحفيظ ، هل أنت قارئ لنا كتابا في المسجد جاء من الشام؟ فقال : إنه لا يستطيع [ أن يدخل المسجد ] فقال عمر : أجنب هو؟ قال : لا بل نصراني . قال : فانتهرني وضرب فخذي ، ثم قال : أخرجوه ، ثم قرأ : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين .
ثم قال الحسن بن محمد بن الصباح : حدثنا عثمان بن عمر أنبأنا ابن عون عن محمد بن سيرين قال : قال عبد الله بن عتبة : ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا ، وهو لا يشعر .
يقول القران في مطلع سورة الممتحنة (يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق)
وقال القران في سورة التوبة
(قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
يقول الطبري في تفسير هذه
القول في تأويل قوله : قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)
قال أبو جعفر: يقول تعالى للمؤمنين به من أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم: (قاتلوا)، أيها المؤمنون، القومَ (الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر)، يقول: ولا يصدّقون بجنة ولا نار (ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق)، يقول: ولا يطيعون الله طاعة الحقِّ، يعني: أنهم لا يطيعون طاعةَ أهل الإسلام (من الذين أوتوا الكتاب)، وهم اليهود والنصارَى.
وقوله (من الذين أوتوا الكتاب)، يعني: الذين أعطوا كتاب الله, وهم أهل التوراة والإنجيل (حتى يعطوا الجزية
وأما قوله: (وهم صاغرون)، فإن معناه: وهم أذلاء مقهورون
قال (محمد) لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتي لو دخلو جحر ضب لدخلتموه ، قيل اليهود والنصاري تقصد يا رسول الله ، قال فمن
والايات والأحاديث في ذلك كثيرة أكثر بكثير من أن أحصرها في هذا المقال فليراجعها من كان مهتما بهذا الصدد.
أعلم يقينا أن هناك كثيرآ من المسلمين يرفضون ما حدث فعلا من قلوبهم
وما ذاك الا لسبب واحد ، أنهم أصلا ليسوا بمسلمين ، وهذا أيضا يوضح لنا خطورة توريث الدين وليس دراسته مما ينتج عنه كائنات ممسوخة وعقول مشوهة لا تعي ولا تعقل ولا تعرف أي شئ عما تدافع عنه.
وراجع في ذلك ردود فعل الجماهير المسلمة حينما يتعرض أحد للمساس بعقيدتهم ثاروا وفاروا وتمزيق أعلام وحرق سفارات وأتحداك ان كان أحد من هؤلاء قد قرأ كتابا واحدا عن الاسلام
هؤلاء الذين يكنون العداوة للاخر من المؤكد أنهم قرأوا كتاب (منة الرحمن في نصيحة الاخوان ) للشيخ ياسر برهامي
وسمعوه وهو يقول يجب بغض كل من لم يؤمن بالاسلام لكن مع عدم التعرض له ، فالبغض عمل قلبي وليس عمل سلوكي
وهذه الكلمات سمعتها من أذني حينما كنت أواظب علي دروسه بالاسكندرية منذ زمن بعيد
وهذا الارهاب الاسلامي لا يقل بشاعه عن الارهاب اليهودي
واله اليهود المختل عقليا الذي وعد بني اسرائيل بقطعة الأرض الشؤم والتي مازال الصراع قائما عليها الي تلك اللحظة
أنا عمر النجار لا أؤمن بأي دين ، وأفتخر بذلك أيما افتخار وما ذاك الا لأن عقلي وأخلاقي وانسانيتي وضميري يمنعوني منعا باتا من الايمان بهذا الغثاء ، وأيضا لأنني أخذت هذا القرار بعد طول تدبر وتفكر ودراسة ولم أورث هذا من أحد ، مع ايماني التام بحرية كل انسان في أن يعتقد ما يشاء مادام اعتقاده لم يترجم علي أرض الواقع ، ومادام لم يرفع سلاحا ولم يمسك سيفا ، ولم يتبن منهج العنف فهو في حل من أمره ، فليعتقد ما يشاء في سلام
أما حالة التسمم الديني التي نعيشها هذه فهي ليست مقبولة علي كل الأحوال وعلي كافة الأصعدة
عودة الي حادث اليوم الأليم
وأنا أشاهد فيديو مقتل هذا الكاهن وهو يفر بحياته يطلب النجاة امتثالا لغريزة الانسان في البقاء ، ولكن سكين الغدر لم تمهله وطعنته من الخلف ، شأن كل جبان
أبكي من قلبي وأتساءل الي أين يأخذنا الدين أبعد من ذلك ، ومتي نستفيق ونعلم أن المشكلة ليست في الأشخاص وانما في المنهج ، ومتي نرفع برقع الحياء ولثام المماطلة والمجاملة ، والشعارات الفارغة ، ونبدأ في اتخاذ خطوات ايجابية وسريعه ، وما أكثرها
كأن تلغي خانة الديانه من البطاقه ، وأن يلغي تعليم الدين في المدارس ويكون الدين للشخص بعد أن يصل سن التمييز والبلوغ ليختار ما يروق له وما يتفق مع عقله وضميره بعيدا عن أي مؤثرات خارجية تساعه في اتخاذ قراره
وأن تقنن أحوال دور العبادة
عندنا للأسف في مصر أن تضرب رأسك في جدار من الطوب هذا أسهل من أن تستخرج رخصة بناء كنيسة
في الوقت الذي أصبح فيه موضة أن تبني كل عمارة تحتها مسجد ، وذلك طبعا لتسهيل اجراءات رخصة البناء وتفادي قرارات الازاله وما الي ذلك ،،، ما علينا
يجب الحد من البناء العشوائي للمساجد التي أصبحت مؤخرا أشبه بأوكار الشياطين التي تفرخ صغارا يتربي بداخلهم الحقد والكره ( ولا ينبئك مثل خبير ) ، لا يكتفي الأمر بزيارة وتطييب خاطر وشجب وتنديد
يجب أن تلغي جامعة الأزهر الارهابية، ويجب أن يزول منصب شيخ الأزهر الذي الي تلك اللحظة لا أدري ما وظيفته في الحياة أساسا .
لا يكتفي الأمر بزياده الحراسة علي الكنائس والبوابات الالكترونية
انه الفكر ، انه العقل الذي لابد من حراسته واحتوائه وصقله بالمواهب والابداع والحب قبل أن يمتلئ بالبغض والكراهية
ولا يلبث الا أن ينفجر فينا جميعا
واذا لم يتم ذلك ، أعتقد أننا كلنا مع موعد أخر مع مأساة جديدة قريبة .
تحياتي لكم كثيرا
عمر النجار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التعاليم العنصرية خطر على المجتمع
Amir Baky ( 2017 / 10 / 13 - 18:58 )
تعاليم عنصرية و طائفية يتم تغليفها بمقولة إنها شرع الله حتى يغلفوها بغلاف القداسة . هذا النفاق و هذة التعاليم هى وباء البشرية

اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي