الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احفاد كولومبوس اعطونا محرم واخذوا الدولة

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2017 / 10 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما وصل كولومبوس امريكا هدد الهنود الحمر بانه سيسرق منهم القمر ، اذا لم يمنحوه الطعام و التموين الذي يكفي طاقمه للبقاء على قيد الحياة ،لم يصدق الهنود الحمر حينها انه قادر على تنفيذ تهديده "كان الفلكيون الذين رافقوا كولومبوس قد أعلموه ان خسوفا كاملا سيحصل بعد ايام" ولما غاب القمر بالفعل جاء الهنود المساكين يتوسلون كولومبوس لإعادته اليهم بعد ان تعهدوا بتنفيذ جميع اوامره حرفيا , وفي الليلة التالية عاد القمر مكتملا .
بعد تلك الحادثة ربح الهنود الحمر طقوسهم الاحتفالية بعودة القمر ولكنهم خسروا قارة كاملة بثرواتها العملاقة , يقول العالم والفيلسوف ابن رشد"التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردت التحكم في جاهل عليك أن تُغلف كل باطل بغلاف ديني" .
السياسيين في العراق عرفوا كيف يستخدمون الدين والمذاهب لخدمة مصالحهم وخلقوا مناخ ليبخوا سمومهم والخرافات من خلاله في المجتمع ووجدوا ارضية خصبة وساعدهم في ذلك الضغط من قبل نظام صدام على اقامة المناسبات وفي تقنين او تحديد الشعائر او الزيارات والخ , ووصلوا لمرحلة اصبح يهون على الناس انتقاد وسب الله عز وجل من نقد او سب المسؤول او رجل الدين او انتقاد مايسموه شعيرة من شعائر محرم المستحدثة بعد 2003 .
يعرفون من اين تؤكل الكتف لانها صنعتهم قبل مجيئهم وترؤسهم على العراقيين حيث كانوا في اغلبهم اما روزخون او قصخون او متعهد حج وعمرة او گيم او رادود او قارئ , عرفوا ان التجارة بالدين هي الاقل تكلفة والاكثر ربحاً ولا تاخذ منهم الا بضع كلمات يفترون بيها على الله ونبيه واله بيته .
فتحوا للناس ابواب الممارسات الدينية الخاطئة على مصراعيها وشجعوا عليها وعلى الممارسات غير العقلانية والمنطقية وحرضوا حتى على البدع والخرافات التي اصبحت اليوم من اساسيات الدين والمذهب لانها اساس وجودهم واصل بقائهم ومصدر منفعتهم , حتى لو اضحت محل انتقاد المراجع الدينية والوعاظ والمثقفين وعامة الناس وبسطائهم فهي ستبقى من اصول الدين , قد افرغوا فكرة واصبحت ثورة الحسين اكل وشرب ولطم وتشابيه وونسه "زيارة وتسيارة" .
السياسيين تغلبوا على رجال الدين فقد عرفوا كيف يصنعوا لهم اتباع ومناصرين ومؤيدين دون حتى ان يعرف هؤلاء انهم تبع للساسة من خلال تصوير الدين على انه لطم خدود وصدور وضرب رؤوس ومشي على الجمر وخرافات ليس لها اصل او وجود , حتى اصبح صعب على رجال الدين ان يوقفوا هذا التيار بل ويصعب عليهم ان يقفوا ضد هذا المد , حتى بات الواحد منهم يسكت خوف من ان يصبح محل نقد او سب "يسلم على نفسه" كما يحصل اليوم من سب ممنهج للشيخ الدكتور الوائلي رحمه الله في مسيرات لطم وتشابيه وهو افضل من خدم القضية الحسينية وثورة سيد اهل الجنة , ينقل احد رجال الدين عن نهيه لاحد المطبرين حيث اجابه بالقول "لو يجي الحسين نفسه ويمنعني هم ابقى اطبر راسي"
لا احد يريد ان تلغي او تحظر الطقوس الدينية في العراق لكن واجب على الدولة والمجتمع ان يقف وقفته بعد ان فشل رجال الدين من تثقيف الناس وتوعيتهم بالضد من هذة الاعمال التي اصبحت تؤذي المجتمع بشكل كبير , بعد ان فشل عدد من خطباء الجمعة والمنابر الحسينية في تقويم هذة الافعال فلاحياة لمن ينادون , خرج الموضوع من يد رجال الدين واسقط في ايديهم واصبح واجب ان تتدخل الدولة وتفرض الاعتدال وتهذب محرم من الشوائب والخرافات التي اصبحت اكثر من الدين نفسه .
اتباع كولومبوس لازالوا يحتفلون بعودة القمر وضياع القارة , واحفاد كولومبوس اعطونا التطبير واخذوا الدولة اعطونا الخرافات واخذوا الواقع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد