الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بهاءالله -إعْلان لِملُوك الأرْض (9)

راندا شوقى الحمامصى

2017 / 10 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنّ البيانات الكريمة التي جاء ذكرها في الصّفحات السّابقة نزلت في معظمها على بهاء الله، وهو رهين الاضطهاد المتجدّد والمستمرّ. وصارَ واضحاً إثر وصول السّجين المنفيّ إلى الآستانة أنَّ مظاهر الإعزاز التي أحيطَ بها إبّان رحلته من بغداد، ما كانت إلاّ فترة وجيزة فاصلة مؤقّتة. فقرار السّلطات العثمانيّة بنقل "الزّعيم البابيّ" وأصحابه إلى عاصمة الإِمبراطوريّة، بدلاً من نفيه إلى مقاطعة نائية من المقاطعات زاد المخاوف عمقاً لدى ممثّلي الحكومة الفارسيّة. فألحّ السّفير الفارسيّ لدى الباب العالي في ضغوطه لكي يُبْعَدَ المنفيّون إلى إحدى الجهات النّائية من أطراف الإِمبراطورية العثمانيّة، إذ كان يخشى أنْ تتكرّر أحداث بغداد وأن يكسب بهاء الله هذه المرّة ليس فقط عطف الشّخصيّات ذات النّفوذ في الحكومة العثمانيّة بل وأنْ يفوز بولائهم أيضاً. وكانت حجّة السّفير أنّ انتشار الرّسالة الجديدة في العاصمة العثمانيّة قد يكون ذا نتائج سياسيّة ودينيّة غير محمودة.
قاومت الحكومة العثمانيّة في بادئ الأمر المطالب الفارسيّة بشدّة. وعبَّر رئيس الوزراء العثمانيّ عالي باشا للدّبلوماسيّين الغربيّين عن اعتقاده بأنّ بهاء الله "رجلٌ سامي المقام، مثاليّ التّصرّف، بالغ الاعتدال، وشخصيّة تتّسم بغاية الوقار والاحترام". أمّا تعاليمه فقد كانت في نظر رئيس الوزراء "جديرة بالاحترام البالغ" لأنها تسعى إلى محو العداوات المذهبيّة التي كانت تفرّق مواطني الإِمبراطوريّة من اليهود والمسيحيّين والمسلمين.

ولكنّ شيئاً من الشّكّ والاستياء أخذَ بالظّهور تدريجيّاً في الأوساط الحكوميّة. فقد كانت السّلطة السّياسيّة والاقتصاديّة في العاصمة العثمانيّة بيد موظّفي البلاط السّلطانيّ الذين كانوا، باستثناء نفر قليل منهم، عديمي الكفاءة والدّراية. وكانت الرّشوة بمثابة الوقود الذي من غيره لا تدور الآلة الحكوميّة. وكانت العاصمة كمغناطيس، تجتذب إليها حشوداً من النّاس يتقاطرون عليها من كلّ حدب وصوب، من داخل الإِمبراطوريّة وخارجها، طمعاً في كسب الرّعاية والنّفوذ. وكان من المتوقّع عند وصول شخصيّة مرموقة من دولة أخرى، أو من إحدى المقاطعات التّابعة للدّولة العثمانيّة، أنْ تنضمّ فوراً، إثر وصولها إلى الآستانة، إلى تلك الجموع الواقفة عند أبواب الوزراء والباشوات في البلاط العثمانيّ طلباً للرّعاية والنّفوذ. ولعلّ أكثر المتزلّفين سوء سمعة كانت تلك الفئات المتنافسة فيما بينها من السّاسة الفُرسْ المنفيّين والمعروفين بدهائهم وحنكتهم، وبأنّهم لا يقيمون وزناً لأيّ اعتبار في سبيل تحقيق مآربهم الشّخصيّة.
ترفّع بهاء الله عن كلّ ذلك. وحين ألحّ عليه بعض من الأصدقاء أن يستغلّ لمصلحته الأوضاع القائمة حينئذٍ من عداءٍ في الأوساط العثمانيّة تجاه الحكومة الفارسيّة وعطفٍ تجاه بهاء الله نتيجة الآلام التي تحمّلها، خيّب آمالهم موضّحاً للجميع بأنّ لا مطالب لديه يتقدّم بها لأحد. ورغم أنَّ العديد من الوزراء قام بزيارته في المقرّ الذي خصّص لسكناه زياراتٍ شخصيّة، رفض بهاء الله الاستفادة من الفرص المفتوحة أمامه، وعلّق قائلاً بأنَّه في الآستانة ينزل ضيفاً على السّلطان بدعوة من السّلطان نفسه، وأنَّ اهتماماته لا تكمن إلاّ في المسائل الرّوحيّة والخلقيّة.

وبعد مضيّ سنوات عديدة على هذه الأحداث كتب السّفير الفارسيّ ميرزا حسين خان ذكرياته عن تلك الفترة التي كان في أثنائها سفيراً لبلاده في العاصمة العثمانيّة. فأبدى امتعاضه وتذمّره من الضّرر الذي ألحقه بسمعة بلاده في العاصمة العثمانيّة جشع مواطنيه وعدم ائتمانيّتهم. وأدهش الجميع بما أجزله من ثناءٍ صادق على تصرّفات بهاء الله في تلك الفترة معتبراً إيّاها مثلاً يحتذى. أمّا في حينه، فقد كان للسّفير وزملائه موقف آخر. فقد استغلّوا مسلك بهاء الله المثاليّ ذلك ففسّروه على أنَّه أسلوب ذكيّ قَصَدَ به بهاء الله، على حدّ زعمهم، تغطية المؤامرات السّرّيّة ضدّ أمن الدّولةِ ودينها الرّسميّ. وتحت هذه الضّغوط الأخيرة اتّخذت السّلطات العثمانيّة، متأثرةً بهذه المزاعم، قراراً بنقل بهاء الله وأفراد عائلته إلى المدينة الإِقليميّة أدرنة. وتمّ الانتقالُ بصورة سريعة وفي منتصف فصل شتاءٍ قارس. وهناك أمضى المنفيّون عاماً كاملا في شظف عيش، حيث نزلوا بيوتاً لا تصلح للسّكنى، وهم يفتقدون الملابس المناسبة والمؤن اللازمة. وبات من الواضح أنَّ الدّولة جَعلت منهم وبصورة اعتباطيّة سجناء لها، رغم أنّه لم تُوَجَّه إليهم تهمة، ولم تُعْطَ لهم فرصة للدّفاع عن أنفسهم.

يعطينا النّفي والإِبعاد المتتابع لبهاء الله إلى الآستانة ومنها إلى أدرنة مدلولاً رمزيّاً عميقاً من وجهة نظر التّاريخ الدّينيّ للبشر. فلأوّل مرة يَعْبُرُ مظهر إلهيّ ومؤسّس نظام دينيّ مستقلّ ـ قُدِّرَ له أنْ ينتشر بسرعة ليعمّ هذا الكوكب ـ يَعْبُرُ المضيق البحريّ الذي يفصل القارّة الآسيويّة عن القارة الأوروبيّة، ليطأ بقدميه تراب "العالم الغربيّ". أمّا الأديان الكُبرى الأخرى فقد نشأت في آسيا وأمضى مؤسّسوها فترات ولايتهم ضمن حدود تلك القارّة وحدها. وقد أشار بهاء الله إلى أنَّ الدّورات السّابقة وخاصّة تلك المتعلّقة بإبراهيم والمسيح ومحمّد تركت أبلغ أثر لها في نموّ الحضارة الإِنسانيّة أثناء توسّعها نحو الغرب وانتشارها فيه. وتنبّأ أن تتكرّر هذه التّجربة نفسها في هذا العصر الجديد، ولكن على نطاق أكثر شمولاً واتّساعاً: "قُلْ إنَّهُ قَدْ أشْرَقَ مِنْ جِهَةِ الشَّرْقِ وَظَهَرَ في الغَرْبِ آثارُهُ، تَفَكَّروا فيهِ يا قَوْمُ..."

ولعلّه ممّا لا يدعو إلى الاستغراب إذاً أن يختار بهاء الله تلك اللحظة من لحظات التّاريخ لكي يعلن عن بعثته إعلاناً عامّاً. فقد بدأت رسالته تجتذبُ ببطء ولاء أتباع الباب في الشّرق الأوسط كلّه. وكان إعلانه العام هذا في شكل سلسلة من البيانات والتّصريحات التي يمكن اعتبارها من أندر الوثائق على الإِطلاق وأروعها في التّاريخ الدّينيّ للبشر. ففيها يوجّه المظهر الإِلهيّ نداءه إلى ملوك الأرض وحكّامها معلناً انبثاق فجر يوم الله، ملمّحاً إلى التّغييرات الخارقة، والتي لم تكن قد حدثت بعد، ولكنّها بدأت تأخذ شكلها وتستجمع قواها في جميع أنحاء العالم. ودعا بهاء الله هؤلاء الملوك والحكّام بصفتهم أمناء الله بين خلقه والمؤتَمَنين على الرّعيّة من النّاس لكي يقوموا ويسعوا لتحقيق وحدة العالم الإِنسانيّ. وذكّرهم بأنّ ما تكنّه لهم جماهير أتباعهم من تبجيل ومهابة، وما يتمتّعون به من سلطة مطلقة يمارسها معظمهم، يجعل في مقدورهم أن يساعدوا في تحقيق ما أسماه "بالصُّلْحِ الأكْبَرِ" نظاماً عالميّاً يتميّز بالوحدة والاتّحاد ويحيا بالعدل والإِنصاف في ظلّ الشّريعة الإِلهيّة.

لا يستطيع القارئ في يومنا هذا أن يتصوّر العالم الفكريّ والخلقيّ الذي عاش فيه أولئك الملوك والحكّام قبل قرن من الزّمان إلاّ بصعوبة بالغة. ويتّضح جليّاً من سيَرِهِمْ ومراسلاتهم الخاصّة أنّهم كانوا، باستثناء نفر قليل منهم، يتّصفون بالورع شخصيّاً ويقومون بدور رائد في الحياة الرّوحيّة لبلادهم كلٌّ في نطاق مملكته. وغالباً ما كانوا هم رؤساء الدّين في دُوَلِهم، يؤمنون بالحقائق المعصومة للقرآن الكريم أو الكتاب المقدّس من الإِنجيل والتّوراة، كلٌّ حسب معتقده. وأمّا سلطتهم التي كانوا يزاولونها فقد اعتبروها مستمدّةً مباشرةً من تلك السّلطة الإِلهيّة المذكورة في كتبهم المقدّسة، ولم يتوانوا عن ذكر ذلك بكلّ قوّة واعتزاز، فالمشيئة الإِلهيّة هي التي اختارتهم ليكونوا حكّاماً في الأرض. ولم تكن النّبوءات المتعلّقة "بآخِرِ الأزْمِنَةِ" و"مَلَكوتِ اللهِ" في نظرهم أساطير وخرافات أو قصصاً رمزيّة وحكايات، ولكنْ حقائق ثابتة اعتمد عليها النّظام الخُلُقيّ كلّه، وهو النّظام الذي اعتقد معظمهم بأَنَّهم سوف يُسْألون عنه أمام الله ويُحاسَبون على ما فعلوه من أجله كأمناء لهذا النّظام. تُخاطب رسائل بهاء الله العالم الفكريّ ذلك أسلوباً وموضوعاً، وفيما يلي مقتطفات منها:

"يا مَعْشَرَ المُلوكِ قَدْ أتى المالِكُ وَالمُلْكُ لِلّهِ المُهَيْمِنِ القَيومِ، ألاّ تَعْبُدوا إلاّ اللهَ وَتَوَجَّهوا بِقُلوبٍ نَوْراءَ إلى وَجْهِ رَبِّكُمْ مالِكِ الأسْماءِ، هذا أمْرٌ لا يُعادِلُهُ ما عِنْدَكُمْ لَوْ أنْتُمْ تَعْرِفونَ... إيّاكُمْ أنْ يَمنَعَكُمُ الغُرورُ عَنْ مَشْرِقِ الظُّهورِ أوْ تَحْجُبَكُمُ الدُّنيا عَنْ فاطِر السَّماءِ... تاللهِ لا نُريدُ أَنْ نَتَصَرَّفَ في مَمالِكِكُمْ بَلْ جِئْنا لِتَصرُّفِ القُلوبِ..."

"ثُمَّ اعْلَموا بِأنَّ الفُقَراءَ أماناتُ اللهِ بَيْنَكُمْ، إِيّاكُمْ أنْ لا تخانوا في أماناتِهِ وَلا تَظْلِموهُمْ وَلا تَكونُنَّ مِنَ الخائِنينَ. سَتُسْألونَ عَنْ أمانتهِ في يَوْم الذي يُنْصَبُ فيهِ ميزانُ العَدْلِ ويُعْطى كُلُّ ذي حَقٍّ حَقَّهُ، وَيُوْزَنُ فيه كُلُّ الأعْمالِ مِنْ كُلِّ غَنيٍّ وَفَقيرٍ... ثُمَّ اسْتَبْصِروا في أمْرنا وَتَبَيَّنوا فيما وَرَدَ عَلَيْنا، ثُمَّ احْكُموا بَيْننا وَبَيْنَ أعْدائِنا بِالعَدْلِ وَكونوا مِنَ العادِلينَ، وَإنْ لَنْ تَمْنَعوا الظّالِمَ عَنْ ظُلْمِهِ وَلَنْ تَأخُذوا حَقَّ المَظْلومِ، فَبِأيِّ شَيءٍ تَفْتَخِرونَ بَيْنَ العِبادِ وَتَكونُنَّ من المُفْتَخِرينَ..."

"وَإنْ لَنْ تَسْتَنْصِحوا بِما أنْصَحنَاكُم في هذا الكِتابِ بِلسانِ بِدْعٍ مُبينٍ، يَأخُذْكُمُ العَذابُ مِنْ كُلِّ الجِهاتِ، ويَأتيكم اللهُ بعَدْلِهِ. إذاً لا تَقْدِرونَ أنْ تَقوموا مَعَهُ وَتكونُنَّ مِنَ العاجِزينَ..."

لم تجد رؤيا "الصُّلْحِ الأكْبَرِ" أيّ صدىً في نفوس حكّام القرن التّاسع عشر. وكانت الاتّجاهات المتمثّلة في تعظيم الشّعور الوطنيّ وترسيخه والنّزعات التّوسعيّة للإِمبراطوريّات القائمة قد فازت بتأييد الملوك أنفسهم، وتأييد أعضاء المجالس النّيابيّة، والهيئات العلميّة والتّربوية، وأهل الفنّ ورجال الصّحافة والمؤسّسات الدّينيّة الكبرى، فأصبح كلّ طرف من هؤلاء داعيةً حماسيّاً لمبدأ سيادة الغرب وسيطرته العالميّة. وسرعان ما سقطت كافّة الاقتراحات المتعلّقة بالإِصلاحات الاجتماعيّة بغضِّ النّظر عن مثاليّتها وخلوص نواياها. ووقعت كلّها فريسةً لمجموعة من الفلسفات العقائديّة الحديثة التي ألقى بها المدّ المتصاعد للمذاهب الماديّة العنيدة في الغرب. أمّا في الشّرق، فقد أَصاب العالم الإِسلاميّ حالةٌ من الجمود والذّهول نتيجة ما ادّعاه لنفسه بأنّه يمثّل أقصى ما يمكن للإِنسانيّة الوصول إليه في معرفة الله والحقيقة في يومه ذلك أو في أيّ وقت أو زمان في المستقبل البعيد. فاستمرّ ينزلق باطّراد في هوّة سحيقة من الجهل واللاّمبالاة ومن عداء عنيد ناصَبَ به الجنس البشريّ الذي رفض أنْ يعترف له بمركز الأولويّة الرّوحيّة بين الأديان التي يؤمن بها النّاس.

المراجع
68 تضافرت مجموعة من الأحداث والظّروف لكي تجعل السّلطات العثمانيّة في الآستانة تظهر العطف بصورة ملموسة تجاه بهاء الله، وتقاوم ضغوط الحكومة الفارسيّة. فقد كتب نامق باشا والي بغداد إلى العاصمة بحماس فأثنى على سجينه المنفيّ الجليل وذكر كريم خصاله ونفوذه الخيّر. أمّا السّلطان عبد العزيز فقد وجد التّقارير المرفوعة إليه محيّرة لأنّه، رغم كونه خليفة المسلمين السّنّة، كان يعتبر نفسه من سالكي طريق العرفان وله اهتمامات صوفيّة. ومن الأهميّة بمكان أيضاً، وبصورة مختلفة، كان موقف رئيس الوزراء عالي باشا. فقد وجد عالي باشا وهو الضّليع في الآثار الفارسيّة أدباً ولغة، في بهاء الله شخصيّة محبّبة تعاطف تجاهها، لا سيّما وأنّه أحد الذين أدخلوا الإصلاح فيما بعد إلى الإدارة العثمانيّة. ومما لا شكّ فيه أنّ هذا المزيج من التّعاطف والاهتمام حدا بالحكومة العثمانيّة إلى دعوة بهاء الله لينزل ضيفاً عليها في العاصمة بدل إبعاده إلى منطقة نائية أو تسليمه إلى السّلطات الفارسيّة التي كانت تحثّ الحكومة العثمانيّة على فعل ذلك.

69 للاطّلاع على نصّ التّقرير الكامل للسّفير النّمساويّ الكونت فون بروكيش أوستين في رسالة موجّهة إلى الكونت دي غابينو بتاريخ 10 يناير 1886، راجع الكتاب الإنجليزي المذكور أعلاه بعنوان The Babí--- and Bahá---’í--- Religions. ص186-187.

70 راجع كتاب أديب طاهر زاده المذكور أعلاه بعنوان The Revelation of Bahá---’u’llá---h ، ج2، ص399.

71 مقتطف من "مجموعه اي از الواح جمال اقدس أبهى كه بعد از كتاب أقدس نازل شدة" (لانكنهاين: لجنة نشر آثار أمري، 1980)، ص6.

72 "منتخباتي"، ص137-138.

73 المصدر السّابق أعلاه، ص161.

74 المصدر السّابق أعلاه، ص161.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد