الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبلك 2_ التمييز بين الارهاب والمقاومة

حسين عجيب

2017 / 10 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


2 قبلك ، ... التمييز بين الإرهاب والمقاومة

كيف يحدث الانتقال بين الاستعارات الأساسية للإنسان ، مع التغير في طريقة التفكير ؟!
....
الانسان كائن تطوري ، يتكيف مع البيئة والثقافة التي يوجد ضمنها، بسرعة ومرونة. أما كيفية حدوث ذلك بشكل تسلسلي وعملي، مع التبدلات في الجملة العصبية التي ترافق عمليات التغير المعقدة والدينامية تلك _ ما تزال غير معروفة بعد ، بشكل علمي وتجريبي.
سوف أتوقف بشكل تفصيلي عند مثال معاصر "الإرهاب" بعدما تحول إلى هاجس ورهاب عالمي .... وقد يستمر الجدل طويلا حول طبيعته وحدوده ومصادره ، قبل التوصل إلى نتيجة منطقية وعملية مع تحديدات مقبولة من دول وشعوب العالم المتنوعة والمختلفة , أو قبل التوصل إلى تعريف شامل ودقيق لكل من الإرهاب والمقاومة ، والفروق الموضوعية بينهما.....
تخيل_ي نفسك في زمن حسن الصباح وتعيش _ ي في قلعة آلموت ... ؟ !
التفريق بين الإرهاب والمقاومة مع التمييز الدقيق بينهما ، هل هو أمر ممكن ، بالفعل ، ضمن الشروط الحقيقية _ القائمة حاليا (القيم الثقافية والأخلاقية المتنوعة ،المختلفة بين المجتمعات والدول والمنتشرة على مستوى العالم) !؟
......
الإرهاب والمقاومة في زمننا الحالي نقيضان _ مع أنهما يشتركان في البدايات والأهداف _ يتضمن كلاهما الثاني ، ويتشابهان مثل الهدية والرشوة, أو مثل التسامح والثأر....وبقية المفاهيم الثقافية الكلاسيكية المزدوجة .
التفريق بينهما ، حدث تاريخي ، تطوري ، وتدرجي .
وهو انتقال بالفعل من شخصية الفرد البدائي (امرأة أو رجل) ومن المجتمع البدائي _ بالتزامن _ إلى الفرد الحديث ( الموضوعي والمحب) ، بالتزامن أيضا إلى المجتمع التعددي والديمقراطي ،...وكل ذلك أيضا بالتزامن مع انتقال السلطة وآلية الحكم المحورية بمختلف أشكالها ومستوياتها وتعبيراتها ، من طغيان القوة وموقف قاتل أو قتيل إلى المنطق الموضوعي والتقبل المشترك وموقف الصفقة.... حيث الطرفان يربحان_ كل الأطراف ترضى.
....
كيف يمكن التفريق بين الإرهاب والمقاومة ، أو بين الرشوة والهدية ، أو بين التسامح والثأر؟
....
ذلك يتحقق فعليا في مجتمع حديث (استراليا ، كندا ، السويد) .
وهو غير ممكن في مجتمع عشائري (أمومي) وبدائي ، حيث تنفصل القيم الإنسانية المشتركة عن الأخلاق ونظم العيش ، وفي النهاية تسود العلاقات والمفاهيم العدمية _ العتيقة والبالية مثل الثأر وجريمة الشرف ،.... وغيرها من روابط الدم والأرض _ التي تمنع أي شكل من التحقق الفردي ، كما تمنع بقية أشكال المجتمع الحديثة كالنقابات والأحزاب والجمعيات المدنية.
المنطلق والأدوات مع الغاية والنتيجة ، تتشابه إلى حدود التطابق ، شبه واحدة في المجتمعين!
والاختلاف يبلغ حدوده القصوى في المنطقة الوسطى _ الرمادية _ حيث يحدث التطور والتغيير بشكل أساسي في معظمه.
الهدية هي نفسها الرشوة عندما تحدث في المرات القادمة ، والعكس أيضا....الأغنية ، أو القبلة ، أو الكلمة الحلوة....، نفسها تعتبر رشوة في موقف آخر ولو تكررت من نفس الشخص أيضا.
لا أعتقد أن أحدا لا يعرف ذلك التناقض ، ولم يتفاجأ به لأول مرة يتلقاه ، مع أنه كان يكرره مرارا وتكرارا قبل ذلك, بطبيعة الحال يكون في البداية بشكل لا واعي وغير شعوري.
مثال حالي ، يثير الجدل الحاد مع أن الموقف المزدوج حياله ، عام ومشترك وعلى المستويين الفردي والاجتماعي والعالمي...." فكرة وممارسة التعذيب " أثناء التحقيق بهدف الحصول على المعلومات خلال التحقيق ، أو بهدف الحصول على المعلومات بسرعة وبشكل كامل . كل شخص ، سوف يختلف موقفه الفعلي وإلى درجة التناقض ، بحسب السياق وعلاقته بالشخص موضوع التحقيق. ولن يمانع أحد من استخدام العنف مع خاطف أولاده وأحبائه ، للحصول بسرعة على معلومات قد تنقذ حياتهم. وفي الواقع العملي ما يحدث أضعاف ذلك . من يترفع عن استخدام القوة والعنف عندما يكون ذلك مسموح به قانونيا ومحبذ اجتماعيا ويحقق المصلحة والرغبة المباشرة بدون مسؤولية في المستقبل!
والعكس تماما ، لن يقبل أحد أو يرضى ، بأن يتعرض شريكه ( الاجتماعي أو العاطفي أو السياسي) باستخدام التعذيب أو العنف وسيلة مشروعة ، ومباشرة ، للحصول على معلومات .
مثال شبيه ، التفاوض مع الخاطفين ،بهدف عقد صفقة.... لإنقاذ أبرياء وأطفال خصوصا!
......
منذ سنوات عديدة يصدمني موضوع التناقض العاطفي _ وازدواج المعايير أكثر.
أعتقد أنني توصلت إلى بعض التفسيرات المبررة منطقيا ، والتي تدعمها الملاحظة المباشرة والخبرة المشتركة أيضا.
من خلال قراءتي المتكررة لكتاب أريك فروم " المجتمع السوي " بترجمة محمود منقذ الهاشمي ، قرأته بترجمات أخرى أيضا لم تكن بوضوح وجودة ترجمة الهاشمي الصادرة عن وزارة الثقافة السورية. وسوف أنقل حرفيا الفقرات التي توضح ما أريد مناقشته بشكل جلي .
يستشهد أريك فروم بآدم سميث:
" ...هذا التقسيم للعمل ، الذي تستمد منه منافع جمة ، ليس في الأصل نتيجة لأية حكمة بشرية، تتوقع وتنوي ذلك الثراء العميم الذي تعطيه الفرصة. إنه النتيجة الضرورية ، ولو انها بطيئة ومتدرج جدا ، لميل معين في الطبيعة البشرية لم يكن في الظن أن له مثل هذه الفائدة الواسعة ، هو الميل إلى المتاجرة ، والمقايضة ، ومبادلة شيء بشيء آخر.
وسواء أكان هذا الميل أحد تلك المبادئ الأصلية في الطبيعة البشرية ، التي لا يمكن أن يعطى لها مزيد من التعليل ، أم كان ، كما يبدو على الأرجح ، النتيجة الضرورية ، لملكتي العقل والكلام ، فإنه لا ينتمي إلى موضوع بحثنا الحالي . إنه ميل مشترك في كل البشر ، ولا يوجد في نوع آخر من الحيوانات ، التي يبدو أنها لا تعرف هذا الميل ولا أي نوع من العقود....ولم يسبق أن رأى أحد من الناس كلبا يقوم بتبادل منصف ومتعمد لعظمة بأخرى مع كلب آخر "
ويعلق على هذه الفقرة ، بعدما يعارضها بفقرة لماركس , ويطلق حكمه وليس رأيه فقط .... سأقتطع منه فقرة طويلة نسبيا _ اعتقد أنها تكفي القارئ المهتم والجدي ، الذي أتوجه إليه بكتابتي هذه ، يكتب فروم في المجتمع السوي ص 260 ...
"..إن مبدأ التبادل على المستوى المتزايد دائما في السوق الوطنية والعالمية هو بالفعل أحد المبادئ الاقتصادية الأساسية التي يعتمد عليها النظام الرأسمالي, ولكن آدم سميث قد تنبأ هنا بأن يصبح إحدى أعمق الحاجات النفسية للشخصية الحديثة المغتربة.
إذ فقد التبادل وظيفته العقلية بوصفه مجرد وسيلة لأغراض اقتصادية وصار غاية في ذاته ، وامتد إلى المجالات غير الافتصادية.
وآدم سميث ، على غير قصد منه تماما ، يشير هو ذاته إلى الطبيعة غير العقلية في هذه الحاجة إلى التبادل في مثاله على التبادل بين كلبين. ( التأكيد باللون الغامق مني أنا حسين _ الثالث المرفوع بين أريك فروم وآدم سميث). فلا يمكن أن يوجد في هذا التبادل غرض واقعي ممكن ، فإما أن كلتا العظمتين سيان ، ومن ثم فلا يمكن أن يوجد مسوغ لتبادلهما ، وإما أن إحداهما أفضل من الأخرى ، ومن ثم فليس من شأن الكلب الذي يملك القطعة المثلى أن يبادلها طوعا .ولا يكون للمثال معنى إلا إذا افترضنا التبادل حاجة في ذاته ، ولو أنه لا يخدم أي غرض عملي ، وهذا بالفعل ما يفترضه آدم سميث..."
(يوجد تعليق من قراءة سابقة للكتاب...((التبادل نوع من اللعب ، وهذا ما يفوت فروم غالبا _ عنف التفسير ودغما العقلنة))
.....
هنا تبدأ روايتي الواقعية ورحلتي في البحث عن معلمي الحقيقي .
......
صدمتني دوغمائية "معلمي" أريك فروم!
تشبه صدمتي يوم اكتشفت أن أبي يكذب مثلي ، ومثل بقية الناس .
.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر