الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحجة الباهرة في ذبح أقباط مصر والقاهرة.

عساسي عبدالحميد

2017 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


هل كل من يحمل سكينا و يهرع نحو قبطي ؛ كاهنا كان أم صائغا ؛ صيدليا أو طبيبا لينحره باسم الإسلام يحق لنا أن نطلق عليه اسم المختل عقليا الذي لم يستوعب وصايا القرآن وملاحم السلف الصالح بالشكل الصحيح ؟؟
.
وهل كل من يترصد السياح الأجانب قرب الفنادق وبين المواقع الأثرية والمنتجعات السياحية يمكننا نعته بالمجنون الذي لا علاقة له بالإسلام السمح ؟؟ وهل هناك إسلام سمح وآخر غير سمح ؟؟
.
هل كل من يتطوع لارتداء الحزام الناسف بعد أن يتوضأ و يصلي ركعتين بخشوع و يتلو أدعية الموت ويقصد كنيسة ليحول أعياد وصلوات الأقباط إلى أحزان ومآتم يجوز تسميته بالمختل ؟؟
.
مفهوم المختل عقليا في هذا المجال مفهوم واسع النطاق؛ وأكثر شمولية مما قد يتصوره الكثيرون؛ وللوقوف جيدا أمام هذه الظاهرة وفهم نفسية المختل فهما صحيحا فإن الحالة تستدعي منا تقفي المنبع الذي ينهل من المجرم وتحليل المرجعية التي يستنبط منها حملة السكاكين والأحزمة تصرفاتهم وحقدهم و جرائمهم؛ كل الذين صنفتهم الدولة والأزهر في خانة المختلين عقليا يميزون ضحيتهم بسهولة فائقة؛ فالقاتل يقصد الكاهن و لو كان وسط رتل من أئمة المساجد ؛ و يهرع النحو الطبيب والتاجر القبطي دون أن يؤذى سلفيا واحدا أو يدوس على زبيبة ...
.
كل أصحاب عقيدة عندهم شبه بأنبيائهم ومراجعهم التاريخية؛ فأقباط مصر عليهم أن يسيروا على درب الجلجلة حاملين صلبانهم على أكتافهم؛ مسوقين سوق النعاج للمسالخ والمذابح؛ كما فعل السيد المسيح على درب الآلام وعند تلة الجلجلة؛ و كما صار أجدادهم في مرحلة الاضطهاد الروماني في بلبيس و أنصنا وأخميم؛ والمسلمون لكي يتشبهون هم أيضا بالسلف الصالح عليهم جز الأعناق ونكاح الحرائر واستحلال الأموال سلبا ونهبا؛ وفرض الجزية و إذلال غير المسلمين في ديار الإسلام.

.
كانت لي البارحة دردشة مع صديق قبطي عزيز؛ وقال لي بكل ألم إن إلهنا أصيب بالصمم؛ ولم يعد يبالي لآلامنا و يكترث لدموعنا؛ و لم يعد هذا الإله الحنون الراعي يقوى على اله الرمال الفظ الغليظ القلب(...) ؛ أنا أجد الكثير من العذر لصديقي القبطي الصعيدي المينياوي؛ ولا أعتبر كلامه الغاضب تجديفا؛ بل نوعا من اللوم والعتاب النابع من قلب مؤمن مقهور ؛ كما حدث للسيد المسيح في ناسوته عندما صرخ أمام صالبيه باللغة الآرامية : (( ايليا ...ايليا لما شبقتني )) ومعناها الهي... الهي لماذا تركتني .
.
وعلى إحدى منشورات الحائط الأزرق لصديق آخر وهو الكاتب والناشط الحقوقي الأستاذ لطيف شاكر كتب متساءلا: نريد أن نعرف عدد القتلى الأقباط في عهد تولي السيسي دفة الحكم في مصر؛ وتساؤل الأستاذ شاكر في محله ؛ بل من حقنا ومن حق الإنسانية أيضا الاضطلاع على لائحة الشهداء و بتفصيل كامل ؛ أي عدد رجال الدين والمواطنين العاديين الذين ذبحوا بسكاكين من وصفهم الأزهر بالمختلين عقليا؛وكذا عدد المجندين الأقباط الذين قتلوا داخل ثكنات الجيش؛ و عدد الذين تناثرت عظامهم واندلقت مصارينهم ولونت دمائهم جدران وسواري وأيقونات الكنائس وهم يصلون داخل دور العبادة؛ وعدد المدهوسين الذين قضوا تحت عجلات مدرعات النظام المصري الفاشستي .
.
ومطلوب أيضا حصر لائحة عدد المختلين عقليا بدولة مصرستان الوهابية؛ ونظن أن تعدادهم فاق الستين مليون على أقل تقدير؛ بما فيهم تلامذة الطور الابتدائي و الإعدادي فهؤلاء هم أيضا ضحايا الهوس الديني الإرهابي.
.
أن نعاين تلميذا صغيرا لا يتعدى عمره 8 سنوات وفي ساعة بوح بريئة يقول أنه يكره الأقباط لأنهم مشركون؛ وأن زملائه جرجس ومرقس وسيدهم ((هيخشو النار))؛ أن نسمع خواطر أطفال بهذا الشكل فهذا مؤشر خطير على أن مصر فعلا على شفا هاوية سحيقة.
.
الاختلال العقلي ليس حكرا فقط على حملة السكاكين والأحزمة الناسفة الذين يتربصون بالأقباط في الشوارع والأسواق والكنائس؛ بل يصل لكل من يحمل فكرا اقصائيا هداما يجد له تبريرا شرعيا في الفهارس الدينية المرتبة بعناية على رفوف الأزهر؛ والتي تدرس في جميع الأسلاك التربوية من الروض حتى الجامعة؛ وعلى نبراسها تتلمذ وتخرج قادة القاعدة والنصرة وبوكو حرام و شباب الصومال و أنصار بيت المقدس وغيرها من مشتقات الوهابية العربونازية..
.
المختلون عقليا هم أيضا ممثلو حزب النور السلفي تحت قبة البرلمان الذين صرحوا في مناسبات عديدة أنهم لن يسمحوا للأقباط بالتوغل داخل أجهزة الدولة .
.
المختلون عقليا هم من قام بتجريد سيدة قبطية من ملابسها وتطويفها وزفها (( ملط )) بين أزقة قرية الكرم بمحافظة المنيا على ايقاع التكبيرات والشعارات الخيبرية ..
.
المختل عقليا هو ذلك الشاب الذي شاهدناه يذرف الدموع على مدرجات سطاد القاهرة الدولي في مبارة مصر والكونغو عندما تلقت شباك فريق الساجدين هدفا كاد أن يضع مصر في خانة الانتظار لولا ضربة جزاء مشكوك في أمرها أنقذت الساجدين ، الشاب الباكي ترصدته الكاميرات وأخطأت بعض الحيطان الفيسبوكية عندما نشرت صورته و تدوالتها مواقع التواصل الاجتماعي بأن ذارف الدموع هذا هو شاب مسيحي عاشق للمنتخب المصري ؛ فثارت ثائرته وسرت في عروقه دماء الحمية والنعرة السلفية ليرد قائلا : أعوذ بالله أنا لست مسيحيا بل مسلما موحدا وكأن الشاب الباكي وجهت اليه تهمة من العيار الغليظ و اغتصاب قاصر .
.
وعلى ذكر كرة القدم فان عميد الساجدين ومسجل الهدفين محمد صلاح الدين له ابنة اختار لها من الأسماء مكة؛ وهذا يظهر مدى تعلق مسلمي مصر بأصنام بني جحش وبني كلاب عوض التشبث بأصالة مصر الفرعونية.
.
الاختلال العقلي تجسد في أبهى تجلياته عندما تجمهر آباء و أولياء تلامذة أمام بوابة إحدى المدارس رافضين تولي سيدة قبطية منصب مدير مدرسة.
.
وحضر الجنون السلفي مرات عديدة عندما رفض مسؤولون رياضيون داخل أندية مصرية عريقة ولوج مواهب قبطية للمستطيل الأخضر ؛فالأندية والمنتخبات المصرية صارت حكرا على الركع السجد ؛ والخوف كل الخوف أن تتلوث ميادين كرة القدم بأقباط يرشمون علامة الصليب احتفالا بتسجيل الأهداف.

والحماقة كانت واضحة في تصرفات شيخ الأزهر عندما رفض تكفير تنظيم داعش تحت ذريعة أن عناصره مسلمون موحدون يتوجهون لنفس القبلة و يصلون نفس الصلاة؛ و تأكد اختلال شيخ الأزهر عندما ذرف دموعا حارة على مسلمي الروهينغا في حين لم تجد مقلة عينيه بقطرة واحدة على مذابح أقباط مصر.
.
الحالة في مصر بحاجة الى معجزة ؛ فمصر اليوم أشبه بحسناء فائقة الجمال لكنها مصروعة و مسكونة بروحين شريرتين؛ هما 1 - صنم العربومانيا و 2- صنم الوهابية الأسود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف فلسطينيين أثناء تجمعهم حول نقطة للإنترنت في غزة


.. طلبة في تونس يرفعون شعارات مناصرة لفلسطين خلال امتحان البكال




.. الخارجية القطرية: هناك إساءة في استخدام الوساطة وتوظيفها لتح


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش خياري إيران ورفح.. أيهما العاجل




.. سيارة كهربائية تهاجر من بكين إلى واشنطن.. لماذا يخشاها ترمب