الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملامح محاور إقليمية جديدة في المنطقة ..تركيا تقر بأن الأمريكان يسعون لتأسيس دولة كردية

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 10 / 15
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
إننا ومن خلال متابعتنا لتصريحات القادة والسياسيين الأتراك ومن الصف الأول، بل من قبل الرجلين الأول والثاني في قيادة الدولة التركية _ونعني كل من الرئيس ونائبه_ باتوا يصرحون علانية وليس تلميحاً؛ بأن الغرب والأمريكان يسعون إلى خلق كيان ودولة كردية على (حدودها) في الجانبين السوري والعراقي وذلك عبر إقامة "حزام شر" _بحسب تعبيريهما حيث ((قال رئيس الوزراء التركي، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، بن علي يلدريم، اليوم السبت، أن"أنقرة لن تتوانى عن الرد بالمثل على أي تهديد لأمنها القومي عند الحدود الجنوبية")). وقد جاء كلام يلدريم ((في كلمة له خلال مؤتمر لفرع الحزب الحاكم في ولاية "يالوه" شمال غربي البلاد)) حيث ((أوضح يلدريم أن "بلاده تعلم الساعين وراء تشكيل حزام شر على الحدود مع سوريا والعراق". وأضاف "نعلم من يسعى وراء هذا المشروع، وليعلم جيداً الذين يسعون لإفساد وحدتنا وتضامننا أن الشعب التركي لن يسمح أبداً بتشكيل دولة إرهابية هناك". وشدد يلدريم على أن بلاده "سترد بالمثل على أي تهديد يطال سيادتها وحقوقها وستقوم بكل ما يلزم للحفاظ على كرامتها")).

كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس الأول الخميس، هو الآخر قال؛ بأنه "لا يمكن لأحد أن يدّعي أن مكافحة (داعش) هي الهدف من إقامة حزام إرهابي على حدودنا الجنوبية، هذا كذب. لأن الحزام يهدف إلى محاصرة تركيا". وهكذا ومن خلال قراءة تصريح كلا الشخصيتين، فإنهما باتوا مدركين بأن خيوط اللعبة خرجت من أيديهما وذلك رغم كل محاولاتهما في تأليب الرأين الإقليمي والمحلي ضد طموح ورغبة الشعب الكردي في تحقيق حلمه المشروع في أن يكون أحد اللاعبين في القضايا الإقليمية في المنطقة وذلك من خلال تحقيق مشاريع سياسية تؤسس لكيانات تؤكد على الهوية الوطنية الحضارية له، إن كانت تحت مسمى "الإدارة الذاتية الفيدرالية" كما في روج آفا والشمال السوري عموماً أو في قضية الاستفتاء على استقلال كردستان والتمهيد للإعلان عن الدولة الكردية القادمة، مما دفعت بالقوى الإقليمية وعلى رأسها كل من تركيا وإيران للتحرك بغية إفشال الكرد ولو بتحريك مجاميع مسلحة كالحشد الشعبي وقبلها "داعش" وربما في مراحل قادمة "ميليشيات تركمانية" أيضاً.

لكن ورغم كل تحركات تركيا وإيران وغيرها من بعض القوى والأطراف الاقليمية من أحزاب وكتل سياسية، فإن الجميع تم صده من الغرب وتحديداً الأمريكان من اللجوء لأي خيار عسكري ضد الكرد في الإقليمين الكردستانيين الملحقين بكل من سوريا والعراق ولولا ذلك لكنا وجدنا جيوش تلك البلدان تزحف نحو مناطق القوى الكردية في الإقليمين وذلك منذ الأيام الأولى لأي تحرك كردي في المنطقة، بل لما تُركت الأحزاب والقوى الوطنية الكردية أن تشكل قوات عسكرية لو لم تكن هناك حماية دولية لتلك المناطق والقوات العسكرية وخاصةً بعد أن وجد الأمريكان وحلفائها الأوربيين في الكورد أهم قوة عسكرية ممكن أن تكون فاعلة على الأرض ضد القوى التكفيرية الظلامية من "داعش" و"النصرة" وغيرهما من قوى التكفير والسلفية والإرهاب حيث تأكدت الدول الغربية عموماً بأن المنطقة منقسمة بين محور شيعي تقودها دولة مارقة تحرك مجوعة قوى ميليشاوية في المنطقة والعالم بفكر متطرف متشدد "شيعياً" وفي الجانب أو المذهب الآخر؛ "السني" هناك المجاميع السلفية التكفيرية مثل "داعش" وغيرها من القوى الإسلاموية وقد حاول الأمريكان دعم "المشروع الإخواني" عبر حلفائها في المنطقة؛ تركيا وقطر والسعودية في بداية ما عرف بالربيع العربي.

ولكن وبعد استضاح ملامح المشروع الأخير وتمدد الإخوان في كل بلدان "الربيع العربي" وتدارك الغرب والأمريكان بأن نجاح المشروع سيجعل من تركيا دولة ليست فقط إقليمية متحكمة بالمنطقة وتهدد مصالح الغرب، بل قد يجعلها مستقبلاً قطب دولي تقود مشروعاً شبيهاً بمشاريع السلطنة والخلافة العثمانية ولذلك فإنها سارعت وعملت نوع من "الفرملة" لمشروعها السابق وأعادت أو حاولت إعادة التوازنات لسياسة المحاور القديمة وذلك من خلال إفشال عدد من التجارب الإخوانية وعلى رأسها تجربة الإخوان في مصر مع رئيسها السابق "مرسي"، بل دفعوا بالسعودية لأن تنقلب على تركيا والإخوان وذلك من خلال تشكيل وقيادة حلف جديد إسلاموي سلفي "عروبي سني" بحكم مركزها الديني والقومي وجعلها كـ"فاتيكان إسلامية" وهنا شعر كل من تركيا وإيران؛ بأن هناك مخطط غربي أمريكي تستهدف المحورين والدولتين، خاصةً بعد أن تأكدت الدولتان الإقليميتان، بأن هناك وبنفس الوقت دعم غربي لمشروع آخر يخص الكرد وقد وجدوا بأن كل الاشارات تؤكد بأن المحور الجديد؛ الاسلامي العروبي _السني_ والذي تقوده كل من السعودية الإمارات ومصر إلى درجة ما، بات ينسق أو على الأقل إنه يؤيد المشروع الكردي وبهدف إيقاف التمدد الشيعي الإيراني الفارسي بحسب قراءة هذه الدول الثلاث.

وهكذا دفعت التطورات الإقليمية إلى اصفافات جديدة حيث تركيا وإيران ورغم كل خلافاتهما السابقة ونتيجة الملف الكردي من جهة وكذلك المشاركة في الاستفادة من ملف الطاقة لكل من النفط والغاز وخطوط الإمداد، لأن يكونا مع الروس في مشروع سياسي إقليمي يحاول إفشال المشروع الأمريكي الغربي في المنطقة والذي بدء يتكشف ملامحه من تشكيل محور إسلامي عروبي لخلخلة المشروع الإيراني في المنطقة من جهة ومشروع آخر يكون الكرد الدعامة الأساسية له مع القوى الليبرالية والديمقراطية في المنطقة؛ أي بمعنى إن المشروع الأمريكي يحمل وجهين أحدهما ذو طابع إسلامي قومي عربي والأخر كردي ديمقراطي ليبرالي تهدد به عدد من دول المنطقة وعلى رأسها تركيا وإيران، لكن ما يمكن القول هنا؛ بأن المشروع الروسي التركي الإيراني وعلى المدى القريب الآني يعطي ذاك الانطباع الأولي بأنه الأكثر صلابةً وتماسكاً وفاعليةً، بينما المشروع الأمريكي وبشقيه ما زال في إطار التشكيل والتبلور ويعاني الكثير من الانقسامات التي قد تكون سبباً في خلخلة المشروع من الداخل.

وربما هذه هي الاستراتيجية الغربية الأمريكية والعقل الغربي عموماً حيث العمل على بناء مشاريع تهدم القديم، لكن وبنفس الوقت تحمل عوامل الهدم لذاتها كي لا تتحول إلى عائق لبناء مشاريع أخرى أكثر تقدماً وتطوراً حضارياً وهنا تكمن الفرق بين العقليتين الشرقية ومعها الروسية مع بنية العقل والتفكير الغربي حيث الأول يريد أن يقدم مشروعاً كاملاً منغلقاً صلباً ديكتاتورياً يحكم ويدوم للأبد، بينما الآخر الغرب والأمريكان عموماً تعتمد الاستراتيجية القائمة على "وحدة الاضداد والدياليكتيك" و"التطور الدارويني" حيث البقاء للأصلح والأفضل .. ربما كان ماركس مفكراً شيوعياً لكن الذي استفاد من فكره ليس الشيوعيين، بل الرأسماليين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيتو أمريكي ضد منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم الم


.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية




.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال


.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال




.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان