الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متي يحقن دماء الاقباط؟

لطيف شاكر

2017 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ايام انتظر الاقباط بشغف استقبال جثامين شهداء اقباط ليبيا ال 21 بعد ان اكتشف احد الليبين مقبرتهم في العراء ورؤوسهم فوق اجسادهم بعد ان ذبحهم الداعشيون, وقام الاهل والاصدقاء بالاتصال بوزارة الخارجية المصرية والمسئولين بليبا املا في وصول مخلفاتهم الذكية, حتي يتعزوا بهم في مقابراسرهم ويتسني زيارتهم مع الاهل والاحباء ويتجاذبوا اطراف الحديث عن شهادتهم بالمسيح وعدم انكارهم للايمان ليشبوا صغارهم متمسكين بالايمان ولينظروا الي نهاية سيرتهم ويتعزوا بها .
لقد اشتاقوا اهل الشهداء الاقباط ان يروا ولو احذياتهم او تراب الارض التي حملتهم او اي شئ من اثارهم الطاهرة فالحب اقوي من الموت ولكي يعيشوا علي ذكراهم الطيبة , ومازال الامل معقودا الا انه لم يتم حتي تاريخ المقال وكالعادة وضعت العراقيل وهو الحصول علي "الديي ان ايه "من الشهداء ويطابقوه مع الاهل وهذه الخطوة تحتاج الي جهد جهيد , وتحن نرنوا بعيوننا نحو السماء ليفتقد الرب الاهل ليحتملوا بصير وصول اي مخلفات من اجساد محبيهم فنحن نحترم الموت كما نحترم الحياة ويسكب الرب العزاء في قلوب ذويهم , لقد انتقلت ارواحهم الطاهرة الي السماء لتتنعم بالوجود في حضرة الاب والقديسين وتترك آثارا تدوم للبركة ..
وفي غضون هذه الايام ونحن ننتظر جثامين الشهداء , يشاء الله ان تحدث فجيعة اخري مماثلة اهتز لها الاقباط الما وحزنا علي خبر ذبح القمص سمعان شحاتة ملاك كنيسة يوليوس الاقفهصي ( كاتب سير الشهداء) علي يد مجرم اثيم جهادي سلفي في وضح النهار وامام المارة وتالمت ان نخوة الرجال نضبت فلم يتقدم احد من الناس بقضيب من حديد او خشب لمنع هذا المجرم من تقطيع جثمان الاب الكاهن خاصة ان الذبح جرت في مخزن حديد تسليح يملكة قبطي لكن يبدو ان الفجيعة شلت عقولهم واياديهم من هول المصيبة .
وعرفنا من زملاءه واقاربه وشعب الكنيسة والمخدومين سيرة القمص سمعان شحاته الطاهرة والباذله والخادمة للفقراء والمحتاجين ومساعدة طلبة المدارس والمقبلين علي الزواج , اضافة الي مواهبه الفنية تاركا ثلاثة اطفال صغار :يقول الكتاب :وسمعت صوتا من السماء قائلا لي اكتب طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن..نعم يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم.و أعمالهم تتبعهم رؤ 14 فطوباه تعلمنا جميعنا منه كيف نتمسك بايماننا لقد انضم الي شهداء ليبيا الذي احبهم الي المنتهي .
وفي خلال نفس الايام كانت الذكري الساسة لدهس مدرعات الجيش علي شهداء الاقباط العزل بماسبيرو حيث افترشوا الارض لبضعة ايام احتجاجا علي هدم كنيسة المريناب وكانت وقفتهم حضارية وهتفوا بصوت مسموع للمجلس العسكري لماذا تهدموا الكنائس ؟ لماذا تقتلونا؟ لماذا تضطهدونا ؟ لماذا ولماذا ...
ان دماء هذا الشهداء تروي شجرة الايمان يقول العلامة ترتليانوس "دماء الشهداء بذار الكنيسة" . لقد عادت الشهادة تطل برأسها في القرن الواحد والعشرين لتنشط ذاكرتنا وتذكرنا باجدادنا الذين استشهدوا علي اسم السيح الحي بيد الرومان والبيزنطيين والعرب والمسلمين والسنكسار لم يغلق بعد ليسجل باحرف من نور قصص ابطال الايمان .
يقول المتنيح الاتبا يؤانس اسقف الغربية السابق ": المسيحية هي المحبة الباذلة، والصليب هو علامة المسيحية، وفي شخص السيد المسيح التقي الحب بالألم، وتغير مفهوم الألم وأصبح شركة حب مع الرب المتألم، وأرتفع إلي مستوي الهبة الروحية، والموت أصبح كأسا لذيذا يرتشفها المؤمن سعيدا راضيا بل يسعى إليها عن حب ويتعجلها، وليس في هذا عجب فقد تحول الموت من شيء مرعب إلي جسر ذهبي ومعبر يعبر بنا من حياة قصيرة وغربة مؤقتة وثوبا باليا إلي سعادة أبدية دائمة وثوبا لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل..
وأرتبط الاضطهاد بالمسيحية وهو يسير معها جنبا إلي جنب، وأحيانًا يصل إلي النهاية وهو ما نقول عنه الاستشهاد، وأول اضطهاد تعرضت له المسيحية كان من اليهودية إذ ولدت المسيحية في وسط المجتمع اليهودي، ورفض اليهود السيد المسيح وصلبوه، واضطهدوا أتباعه بالقتل والتعذيب أو بالوشاية وإثارة الجماهير أو بالمقاومة الفكرية
و دخلت المسيحية الناشئة في صراع طويل مع الوثنية متمثلة في الإمبراطورية الرومانية بما لها من سلطة الدولة وقوة السلاح وقد وصل هذا الصراع إلي حد الإبادة أي الاستشهاد، وكان الصراع غير متكافئًا إذ لم يكن للإيمان الجديد ما يسنده من قوة زمنية أو سلاح اللهم إلا ترس الإيمان ودرع البر وخوذة الخلاص وسيف الروح (افسس: 6)، وأستمر الصراع حتى أوائل القرن الرابع حين قبلت الإمبراطورية الرومانية الإيمان بالمسيح وسقطت الوثن
يقول الانبا روفائيل سكرتير المجمع المقدس في جناز القمص سمعان شحاتة:
منذ عام 1972 تتكرر حوادث الإرهاب باستمرار ومن الواضح أن الأمور تُعالَج بطريقة خاطئة جدًّا، الملاحقة الأمنية ليست علاجًا بل الدولة مطالبة أن تبذل مجهودًا ضخمًا في تغيير ثقافة شعب تم تسميم أذهانه بالعنف والإرهاب والتطرف الذي لا يحمل أي معنى.
ونحن بقدر استعدادنا أن نموت من أجل إيماننا، الحياة غالية علينا، ودماؤنا ليست رخيصة، وإن لم يُنتَقَم لهذه الدماء على الأرض فويل لمن يتسبب في عدم الانتقام، القضاء السمائي مريع ويقول الكتاب المقدس: "مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ" ومن يظن أنه سيفلت من العقاب هو واهم لأن الله قاضٍ عادل ينتقم للدماء كما يقول الكتاب المقدس، فلا جريمة تثير حفيظة الله مثل الدماء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي