الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل (الشاعر) يعبر عن معاناة النفس أم معاناة الناس!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2017 / 10 / 16
الادب والفن


(محاولة لسبر طبيعة الشعر والفرق بينه وبين النظم!)
◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇
هل الشعر ينبغي ان يعبر عن نبض الشارع ونبض الجماهير والناس والوطن أم ينبغي أن يعكس نبض قلب ووجدان ومعاناة الشاعر الشخصية بلا تكلف ولا اصطناع!؟.
أم أنه تارة هذا وتارة ذاك !؟، فنجد الشاعر احيانا يعبر عن ذاته وهمومه الوجودية ومشاعره الوجدانية وآلامه وأماله الخاصة واحيانا اخرى نجد الشاعر يعبر بشعره عن قومه ووطنه وهموم وأمال وآلام الناس عامة!.
أم أن الأمر مختلف من شاعر الى آخر بحسب ميول وتوجهات وشخصية الشاعر، فرب شاعر مشغول بهمومه ومشاعره ومعاناته الفردية الخاصة فتكون غالبية أشعاره وقصائده تتمحور حول ذاته وتجاربه الوجودية الفردية ومشاعره الوجدانية الخاصة، ورب شاعر آخر مشغول بهموم وطنه وقومه يجس نبضهم ويعكس في اشعاره وقصائده هموم الناس واحلامهم وآلامهم الوطنية والقومية ومعاناتهم العامة!؟.
هنا يجب أيضا أن نميز بين (طبيعة الشعر) و(طبيعة النظم) ، وبالتالي معرفة الفرق بين (الشاعر) و(الناظم)!، فالشعر في تقديري يشترط فيه أن يكون (كلاما مشبعا بالعاطفة والشاعرية والخيال مثيرا لحاسة الجمال لدى المتلقي)(*) أما النظم فهو (الكلام الموزون المقفى)، فرب شخص يملك زمام النظم حتى يغدو محترفا فيه ويغدو (نظم القصائد) لديه صنعة يجيدها باقتدار حاله حال النجار المحترف الماهر القادر على تشكيل الخشب كما يريد فيصنع منه قطع الاثاث المنزلي أو الأشكال والتماثيل المستعملة للزينة وغير ذلك من مصنوعات خشبية يشكلها بيديه كما يشاء بل وحسب طلب الجمهور او طلب الزبائن، هكذا هو (صاحب الصنعة) في نظم الكلام الموزون أو المنثور، فهو صانع محترف، يأتيه ويقصده شخص فيطلب منه نظم قصيدة في ذكر ووصف ومدح ملك أو سلطان أو في ذكر محاسن حصان أو وصف مكان أو حتى في ذم وقدح انسان يبغضه فيقوم هذا الناظم المحترف الذي يملك زمام صناعة الكلام الموزون بنظم قصيدة قوية في المدح أو الوصف أو الهجاء وربما باتت هذه الصنعة هي مصدر رزقه الأساسي ورزق عياله!!، فهل نسمي هذا شعرا أم نظما أم يمكن تارة أن يكون هذا وذاك!؟؟ ، بينما في المقابل رب شاعر وجداني يملك القدرة على النظم ولكنه لا يقبل على تشكيل الحروف ونظم الكلمات لتكون قصيدة شعرية الا اذا داهمه الالهام الوجداني والخاطر الذاتي وهيجه وحركه بل ودفعه دفعا لصناعة ونظم قصيدة وتأليف الشعر فهو لا يملك ان ينظم الشعر حسب طلب الجمهور أو حسب رغبة من يملك الدفع أو الايذاء (!!) وإنما هو يكتب شعرا فقط بطلب من قلبه ووجدانه ومشاعره وبشكل عفوي ارتجالي دون تكلف!، فهل يمكن ان نقول عن هذا النموذج الأول بأنه (ناظم محترف) كمن ينظمون قصائد (النظم العلمي) المستعمل منذ القدم لتسهيل حفظ فنون علوم اللغة والفقه مثل (الألفيات) مثلا، هل هذه الألفيات في الفقه والنحو شعر أم أنها مجرد نظم!؟؟؟، والنموذج الثاني يمكن وصفه بأنه شاعر هاو حقيقي وهو من لا ينتج الا شعرا أي كلمات تموج بالعواطف وتضج بالشاعرية وتعج بالصور الخيالية مما يثير عند المتلقي (الحاسة الجمالية)، وأما غير هذا من صنوف النظم والنثر المتكلف فهو بطبيعته الشاعرية الوجدانية العفوية لا يطيق ولا يقدر فهو لا يشعر أي لا ينجب ولا يكتب شعرا الا اذا شعر!؟؟؟.
قضية أدبية نقدية للتأمل والتفكر ...... تحياتي.
♡♡♡♡♡
سليم الرقعي
(*) هذا تعريفي الخاص للشعر سواء أكان نظما على نمط القصيدة الكلاسيكية أو القصيدة الحديثة المتحررة من انماط القصيدة العربية التقليدية أو كان مرسلا أو نثرا، وسواء أكان باللغة العربية أو غيرها ، الفصحى أو العامية والمحكية، فالشعر كي يكون شعرا بالمعنى الحقيقي والعميق والدقيق للشعر في تقديري يشترط فيه أن يكون (كلاما مشبعا بالعاطفة والشاعرية والخيال مثيرا لحاسة الجمال لدى المتلقي).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا