الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المايجي بعصى موسى يجي بعصى فرعون

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2017 / 10 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


انسحاب قسم من قوات البيشمركة التي تمثل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني من كركوك دون مقاومة امام القوات العراقية والحشد يدل على ما ذكرته في مقال سابق ان في حالة حصول مواجهة واشتداد الوطيس فلن يقف جماعة الاتحاد مع مسعود الا بقدر ما يتحقق لهم من مصلحة عكس ماكان يتصور البارزاني من قوة موقفه و رهانه على وقوف كل الكرد معه باعتبار المعركة اصبحت قومية ومعركة وجود ومصير حتى وان كان على حساب الحلم الكردي اما الاتحاد فقد اثبت انه اكثر برغماتيه من الحزب الديمقراطي , وهذا ما اوهن موقف البارزاني اكثر من اندفاع القوات العراقية وسيطرتها على كركوك "استعمل الاتحاد نفس سلاح الديمقراطي عام 1996 اي عندما استعان مسعود بصدام ضد جلال والايام دول".
القيادة الكردية "متمثلة بجماعة البارزاني" مستمرة بالمقامرة واللعب بالنار وقد تحرق نفسها والكرد والعرب اذا ما وجدت ان هذا مناسب لتحقيق ماربها في استمرارها بالسيطرة على الاقليم , وستصر على عنادها ولن تجلس للحوار وحل الازمة ولن تترك سياسة الغطرسة والعناد حتى وان عرفت انها تراهن على حصان اثبت فشله في سابق الازمنة , اما المركز فهو ليس بمعزل عن المسؤولية ويجب ان يكون له دور حقيقي بعيداً عن ابواق التصعيد "لان هناك عدد من الاطراف ستستفيد اذا قامت الحرب بين المركز والاقليم وتدفع بقوة الى قيام تلك الحرب" وعليه اي المركز ان يضطلع بدوره في حسم المسئلة الكردية وحلها بشكل هادئ , وهذا مايعمل عليه العبادي فقط وليس بتضامن الجميع في المركز فهناك من يدفع باتجاه المواجهة وعلى رئيس الوزراء ضبط النفس اكثر والاستمرار في خطته الناجحه لغاية الان وتفويت الفرصة على البارزاني والمحرضين وعلى رئيس الوزراء استغلال الفرصة والاندفاع اكثر لفرض قوة الدولة لكن مع الحذر الشديد من انفجار الموقف اي كما يقول المثل البغدادي "خد وعين" .
القيادة في المركز تتحرك بخطى ثابته وعقلانيه في ارجاع حدود 2003 ودفع قوات البيشمركة والاساييش وغيرها الى خلف تلك الحدود وعلى رئيس الوزراء ان يتجنب اي احتكاك قدر الامكان بين القوات لحين الوصول الى تلك الغاية بعدها يتم اللجوء والجلس للحوار مع قيادة الاقليم حتى اذا ما وصلوا الى طريق مسدود فسوف لن يخسر المناطق المتنازع عليها "اي يعود باقل الخسائر".
البارزاني يريد المواجهة ولا يريدها , اي بمعنى انه يريد المواجهة لكي يضمن تجحفل والتفاف كل الكرد ووقوفهم معه "ليس كل الكرد مع البارزاني فقسم كبير منهم ضد الانفصال على الاقل الان" لانه سيصورها على انها حرب عربية كردية وليس حرب اعادة الامور الى نصابها او اعادة الاستقرار او فرض النظام كما هو الحال بل سيتم التصعيد والتهويل والتطبيل وعلى انها حرب قومية وستعود اسطوانة كره العرب للكرد وسلب حقوقهم والخ , البارزاني لايريد المواجهة بل يريد بعض المناوشات التي ستحقق له مايريد من التحشيد بالضد من العرب والحكومة في المركز .

البارزاني مع انه قد اخذته العزة بالاثم لكنه اذكى من ان يجعل العرب يتوحدون في الحرب معه لانه يعرف ان الاقليم لا قبل له بهذا وانها لو حصلت فسيتوحد العرب شيعة وسنة بالضد منه ولهذا سيحاول ضرب الرؤوس ببعضها والاحزاب ببعضها وعلى المركز ان لايعطيه تلك الفرصة ويفوت عليه ما كان يسعى اليه , ويريد جر الحكومة الى صراع معه لانه سيضمن من خلاله استمراريته وتاكيده على وجوب قيام دولة كردية وعلى الحكومة ان تسعى بان لاتحتك به الا باضيق الحدود حتى تفوت على البارزاني والمتشددين من المركز ان يصلوا للحرب التي يريدون لانها لن تعود بالنفع الا على البارزاني والمتعصبين في المركز , والى الان العبادي ناجح في ادارة الازمة برغم كل الانتقادات التي يواجهها واعتقد انه سيحقق نصراً اذا تعامل بحكمة اكثر كما تحقق في دحر داعش من الموصل , لكن اذا كانت المواجهة لابد منها فيجب ان تكون خاطفة وسريعة دون ان تكلف الطرفين خسائر كبيرة كما يحصل الان من السيطرة على كركوك وطوزخورماتو وغيرها .
على الحكومة ان توظف الحشد بطريقة تجعله يتواجد على الساحة لكن ليس بالمواجهة المباشرة ويكتفي بالدعم ومسك الارض بعد خروج الجيش منها لان وجوده بشكل مباشر سيستفز البيشمركة عكس الجيش العراقي وان تجعل الحشد يقف على مقربة من حدود النار او خط التماس للتدخل باي لحظة في حال حصول متغير حتى لاتعطي حجة للبارزاني ولا نعطي دماء بدون طائل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة