الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعزلوا البارزاني.. وحاورو الاكراد

سيف اكثم المظفر

2017 / 10 / 17
الصحافة والاعلام


تقترب فوهات البنادق، وتقرع طبول الحرب، على وقع سمفونية الانفصال، لتناغم أسماع بنو صهيون، يتراقصون على أصواتها، ويحتسون؛ شراب حرب جديدة، تشبع رغبتهم في الدم، محاولين إضعاف العراق، الذي لو نهض من كبوته، لشكل خطراً على كيانهم الغاصب، وما العراق إلا وطن قد أتعبته الحروب، و ضاع دمه بين العروبة والقومية، التي لم تجلب له؛ سوى الدماء والدمار والجهل والتخلف.
إصرار البارزاني على الاستفتاء، و تعصبه لنتائج الانفصال، أصبح تهديدا كبيرا على العراق، لم يشكله داعش، رغم سقوط ثلث مساحة البلد، على يد هذه العصابة، ونزوح حوالي ثلاثة ملايين من سكانها، إلا أن الوطن استعاد عافيته، وحرر تلك الارض، بفتوى المرجعية الدينية العليا، ودماء الشهداء من القوات الأمنية والمتطوعين وابطال الحشد الشعبي.
كان رد الحكومة المركزية؛ قويا وحازما، وذو أبعاد مؤثرة على الإقليم، خصوصا بعد فرض الحظر الجوي، وإغلاق الحدود مع كل من إيران وتركيا، وتحريك قوات جنوب كركوك.. تمثل رسائل قوية، جعلت الخلافات تطفو على سطح الإقليم، بين المتنافسين على الحكم.
الآن؛ بعد تعادل العبادي والبارزاني، في فرض الواقع، واستخدام القوة من خلال هذه التحركات، لم يتبقى سوى طريق الحوار، من منطلق القوة، وليس من منطلق الضعف، قرارات الحكومة دستورية وقانونية، وذات تأييد دولي وإقليمية وداخلي، أما الإقليم؛ فلا يملك أي دعم، سوى سيطرته على الارض، وتصعيده للحرب.
على الحكومة العراقية أن تمتلك روح الأبوة، وتلقي الكرة في ملعب اربيل، وتحملهم نتائج اي شيء يحصل في كركوك، من خلال إرسال وفد من بغداد، يحمل شروط دستورية وقانونية، ويهبط بها على أربيل، ويدعوا من يؤمن بوحدة العراق، أن يحضر للحوار، وبهذه الخطوة، نضمن انعزال برزاني، واقناع باقي الأطراف التي تبحث عن مخرج يحفظ ما تبقى من كرامة الإقليم، الذي دمره البارزاني وزبانيته.
بتلك الخطورة التي تكتب في التاريخ، أن حكومة بغداد سلكت جميع الطرق الدبلوماسية مع اربيل، ومهما كانت النتائج ستكون في صالح عزل البارزاني واطفاء نجمه، وانطلاق وجوه وشخصيات كردية جديدة معارضة للسياسات السابقة في إدارة الإقليم، وهذا ما أكده كثير من الشخصيات الكردية، اولها؛ بافيل طالباني، وبرهم صالح وغيرهم من الوجوه المعروفة في ثقلها السياسي والاجتماعي في الإقليم.
الحرب لن تكون نظيفة، لأنها تدخل ضمن المحيط الإقليمي، والرابح الأكبر هي اسرائيل، في الحالتين الانفصال والفوضى، وكلما أشعلوا نارا للحرب أطفأها الرب القدير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست