الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرض تعريفي لكتاب بين اليهودية والاسلام- لمؤلفه: الدكتور جعفر هادي حسن

عدنان يوسف رجيب

2017 / 10 / 18
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


عرض تعريفي لكتاب :
الدونمة .. بين اليهودية والاسلام" لمؤلفه: الدكتور جعفر هادي حسن
عرض: عدنان يوسف رجيب
الكتاب يتالف من مقدمة عامة وبابين، ويقع في 191 صفحة، وقامت بنشره شركة أم بي جي العالمية - لندن
اهمية الكتاب الأولى هي في توضيح تأثير وجود و توجهات فئة معينة من المنظمات على الحياة العامة لتركيا وما جاورها، لحد الفترات الحالية من القرن الحادي و العشرين.
الفكرة العامة للكتاب هي لتاريخ فرقة الدونمة، التي نشات اساسا على فكرة الايمان بالمسيح المخلص في اليهودية، وهي فكرة هامة جدا في تراث اليهود، حيث تمتلئ صلواتهم بالاشارة الى الامل المسيحاني. على إن المسيح المخلص، أساسا، غير مذكور بشكل صريح في التوراة. وقد ادعى الكثير من اليهود بانهم المسيح المخلص.

والدونمة هي كلمة تركية أطلقها المسلمون الاتراك على أتباع " شبتاي صبي" الذين تظاهرا بالاسلام، كما تظاهر هونفسه بذلك. حيث إن "شبتاي صبي" هو واحد من أهم الذين ادعو بانهم المسيح المخلص، وهو مؤسس فرقة الدونمة .
إن نشر هذا الكتاب هو لتبيان تاثير الدونمة على الحياة السياسية والإقتصادية التركية وما حولها من مناطق، بضمنها العراق، خلال أحقاب مديدة من التأريخ.
ومن الخطوط العامة لتأثير الدونمة هو وجود نواحي غائبة عن شعوب المنطقة، منها:
لقد اكد كثير من يهود سالونيك، إن مصطفى كمال أتاتورك، كان أصله من الدونمة
وكان اطلان أويمن من الدونمة، و وهو صحفي معروف، وترأس حزب الشعب الجمهوري في تسعينات القرن الماضي. كذلك من الدونمة إسماعيل جم وزير خارجية تركيا في الفترة 1997 – 2002.
عام 2000 أصدر محمد شوكت أبجي كتابا. وخلاصة الكتاب، هو أن عدة آلاف من الدونمة يسيطرون على شؤون البلد التركي. وكذلك الكتاب الذي اصدره صونر يلجن عام 2004 ، ويبين فيه إن الشبتائيين (الدونمة) هم حقيقة واقعة بيننا، ولا يمكن أن نكتب تأريخنا بدونهم.

ويمهد كتاب، "الدونمة، بين اليهودية والإسلام"، (في المقدمة العامة)، في عرض لتاريخ بعض اليهود الذين إدعوا بانهم المسيح المخلص قبل شبتاي صبي. حيث يتم استعراض افكار و حياة هؤلاء الذين ادعوا بانهم المخلصون، او إنهم الممهدون للمخلصين. وكان من هؤلاء: داوود الراؤوبيني (في القرن السادس عشر)، وقد إدعى بانه من أحفاد سليمان بن داود، وكان يبشر بخلاص اليهود واخذ فلسطين من المسلمين. كما بشر بظهور المخلص، الحاخام ابراهام اليعازر هليفي، الذي قال سيظهر المسيح عام 1530 إعتمادا على التوراة والتلمود والزهر. ثم إدعى سلومون ملخو بانه المسيح لليهود، وهرب من البرتغال، حيث إدعى بانه تلقى امرا الهيا بالخروج من البرتغال.

و أهم هؤلاء المخلصين كان شبتاي صبي، (مؤسس فرقة الونمة). ولد عام 1626، في أزمير التركية من ابوين يهوديين. وارسله ابوه الى المدارس الدينية، وقبل ان يبلغ شبتاي صبي العشرين من عمره أصبح حاخاما، وتولى التدريس.
ودرس شبتاي صبي القبلاه لوحده، (والقبلاه: علم موضوعة القضايا الصوفية والتاويلات الباطنية المعتمدة على المعتقدات اليهودية..... ولاتباع القبلاه نظرة خاصة في الكون ونشؤه). وتزوج شبتاي مرتين، لكنه لم يقرب زوجتيه في الفراش، وتم إتهامه بانه رجل غير طبيعي، (ولكنه كان يجيب عن حالته، بان زواجه من المرأة لم يحن بعد، وإنه كان يصارع قوى الشر والشياطين). وكان صبي يعاني من حالة نفسية لازمته كل حياته.
كان شبتاي يلمح الى المقربين له، بانه سيحقق اشياء عظيمة في المستقبل، وفي احد الايام، قال لطلابه بانه هو الذي سيكون المسيح المخلص لليهود. وقال شبتاي لأحد الحاخامين، انه هبط عليه الروح القدس، وسمع صوت الله يقول له: انت مخلص اسرائيل، (وجمعهم من اركان الارض الاربعة الى اورشليم).
وسمع الحاخامون بهذا الادعاء، فاثار حفيظتهم، وغضبهم، واستدعوا شبتاي، الا انه رفض امرهم. لكنهم اصدروا طردا من اليهودية بحقه، ودعا قسم الى قتله، لان شبتاي، بنظرهم، سيقود اليهود الى الضلال ويبتدع دينا جديدا.
غادر شبتاي أزمير في بداية خمسينات القرن السابع عشر، الى سالونيك، التي فيها جالية يهودية كبيرة. وأستمر شبتاي في سالونيك على سلوكه في مخالفة الشريعة، وفي احدى اللقاءات مع الحاخامين، جاء شبتاي بنسخة من التوراة واخذ يقوم بمراسيم عقد الزواج بينه و بين التوراة، واثار هذا العمل غضب الحاخامين.
وكان يقول انه المسيح المخلص، وله الحق في نطق اسم الاله يهوه. ولم يحتمل الحاخامون ذلك، فإستصدروا أمرا من المحكمة باخراجه من سالونيك. وذهب شبتاي الى اليونان والتقى بالجاليات اليهودية هناك، ثم رجع الى القسطنطينية، في تركيا، وتعرف على اليهود الكثيرين فيها. كان اليهود قد استقبلوا شبتاي بشكل جيد في البداية، ثم تغيرت نظرتهم له بعد أن رأوا غرابة سلوكه، ومنها انه إحتفل باعياد يهودية ثلاثة في اسبوع واحد. كما أعلن عن إلغاء بعض احكام التوراة، واكل بعض الطعام المحرم. وكان شبتاي يستشهد على ذلك بنصوص من التوراة. وايضا خشي الحاخامون في هذه المدينة من ان ما يقوم به شبتاي هو بداية انشقاق في اليهودية، فإستصدروا حكما اخر بالطرد من اليهودية، وحرموا الاتصال به. فغادر الى أزمير. وكان يعيش في ضيق وتعاسه، ثم عزم السفر الى فلسطين لقضاء بعض الوقت.غادر، أولا، الى مصر وتعرف فيها على رئيس الجالية الثري، رفائيل يوسف جلبي. واقام شبتاي مناقشات و مطارحات مع رجال الدين، في الفقه اليهودي والقبلاه، حيث اقروا له بالعلم بذلك.
ثم توجه شبتاي الى أورشليم، وانضم الى احدى المدارس الدينية. وكان يعتكف في غرفته لفترات طويلة، يمارس القبلاه العملية مع نفسه. وكانت قد ألتفت مجموعة حول شبتاي متاثرة به وبافكاره. وتعرف شبتاي على المرأة الجميلة سارة وتزوجها. وكانت سارة مثار أقوال كثيرة من الناس، حيث لها سلوك غريب مع الرجال، كما كانت تتنبأ بمستقبل الناس، وتقرا طوالعهم، وتقول ان ملاكا قد ظهر لها وأخبرها بانها ستكون زوجة المسيح المخلص. وكان شبتاي قد تزوجها تقليدا للنبي هوشع (وهوشع هو أول من كلم الرب). وتم الزواج، في قصر رفائيل جلبي، بإحتفال تميز بالابهة والبذخ.
وتعرف شبتاي على الحاخام ناثان إشكنازي الغزي، الذي له معرفة عميقة بالقبلاه، حيث ياتيه الناس ليكشف لهم عن أمراض نفوسهم. وكان شبتاي يريد ان يعرض حالته النفسية على ناثان ليصلحها. ومنذ اللقاء الاول ارتبط الاثنان بعلاقة روحية قوية. واصبح ناثان، وعمره إثنين وعشرين سنة، نبي حركة شبتاي، والمدافع عنها والمنظر لها، وأطلق عليه في الكتاب " ناثان المتنبئ". وقال ناثان، إن شبتاي يملك نفسا في منتهى العلو والسمو، وانه في الحقيقة هو المسيح، بناء على رؤيا رآها ناثان عن شبتاي.
ويبدو ان ناثان المتنبئ قد اقنع شبتاي بان الوقت قد حان ليعلن للعالم انه المسيح. ومن جانبه، قام ناثان بواجبه، حيث دعا مجموعة من طلاب الشريعة وبعض الحاخاميين، في عيد الشفعوت اليهودي، لدراسة التوراة، وأثناء الدراسة نام ناثان، ثم نطق: اعتنوا بابني المحبوب ومسيحي شبتاي صبي، واعتنوا بابني ناثان النبي.... وقال للحاضرين، ان شبتاي هو الملك وهو المسيح المخلص. وزاد ناثان من عمله لتوجيه الناس على ان شبتاي هو المسيح المخلص، ولكن لم يسال اي من الحاخامين والعلماء ناثان عن هذا الشيئ الذي وضعه هو بنفسه. وعلى اثر ذلك اعلن شبتاي، رسميا، انه المسيح، وذلك في نهاية مايس 1665. ويعتبر 17 سيوان من الاعياد المهمة عند الدونمة، فهو بداية مهمة شبتاي المسيحانية. وشاع خبر شبتاي المسيح بين الناس، واعلن ناثان ان على الناس ان يعلنوا توبتهم، و وضع تعليمات للتوبة في النهار و تعليمات في الليل. واخذ الناس يتوبون، حيث يؤذون انفسهم للتدليل على التوبة. وكانوا ياتون الى ناثان ليتوبوا على يديه. وكانوا كثيرين حتى أن الشوارع والازقة لم تكفيهم. وقال معاصر لهذه الاحداث: كانت هناك توبة حقيقية من الناس لم ير مثلها على الإطلاق، منذ أن خلق العالم. وكان بعضهم يموت من إنبطاحه على الثلج.
وكان كنيس غزة يزدحم باليهود حاملين الشموع و يقرأون التواشيح، متوقعين لشبتاي ان يكون ملكا. وكان بعض الحاخامين ياتون الى غزة لرؤية التنبئ ناثان، ومنهم شالوم بن يوسف الذي قال عن ناثان: إن الناس يأتون من بعيد ليستمعوا لحكمته، حيث انه يتكلم بروح إلهية. وامر ناثان المتنبئ الناس ان لا يرسلوا نقودا الى الحاخامين المعارضين لشبتاي. واعلن شبتاي إنه سيقدم الاضاحي في أورشليم، ولكن الحاخامون إستنكروا ذلك. ولكن حلل شبتاي لأتباعه بعض محرمات الشريعة اليهودية، والغى صيام تموز. وإشتكاه الحاخامون للقاضي، وقالوا عن شبتاي، إنه رجل طالب حكم، وإتهموه بسرقة بعض الأموال. وكتبوا الى حاخامي غزة يحذرونهم من تصديق بشتاي. وكذلك اصدروا قرارا بطرده من اليهودية، وطرده من المدينة. وكتب رئيس الحاخامين ما يحرض على قتل بشتاي، لأن بشتاي نشر كثير من البدع.
وكان كثير من الحاخامين ضد بشتاي، لكن قسم آخر معه مثل الحاخام صموئيل فريمو.
واضطر شبتاي في الذهاب الى صفد. وأخذ الكثير من اليهود يتنباون بان شبتاي هو المسيح. وفي دمشق احاط به كثير من المؤمنين، ومنهم صموئيل فايتال الذي اصبح من أتباعه. وذهب الى حلب، حثي لقي من اليهود الحفاوة والتكريم، بما يليق بالملوك الفاتحين. وكان كثير من الناس يتنبأون بعبارة: شبتاي صبي مخلصنا، ويغمى عليهم، وحصل ذلك كذلك للحاخام موسى غلانته. وكان شبتاي يجتمع بالحاخامين في المدينة و يحاول ان يقنعهم بأنه المسيح المخلص الموعود. ثم غادر الى أزمير، واصبح شبتاي ذا شعبية كبيرة بين عامة اليهود. وكان المتنبئ ناثان يؤكد لأتباعه بان شبتاي سيقود السلطان العثماني اسيرا.
ولما كان شبتاي أصبح المسيح، فهو الملك، وهذا طبيعي ويتفق مع الفكر الديني اليهودي، فالنبي هو ملك كذلك. فعندما وصل شبتاي الى أزمير خرج اليهود الى الشوارع ينادون عاش ملكنا عاش مسيحنا، وهكذا كان الدعاء له في المعبد اليهودي. وكانت رسالة المتنبئ ناثان لها مدلول كبير في عكس التصديق العام بين اليهود لأدعاء شبتاي إنه المسيح وإنه الملك. وفي رسالة أخرى قال ناثان فيها، ان المسيح إبن داود، شبتاي، سيستلم الملك من حاكم الاتراك، من دون حرب، وبالاغاني ومدائح الرب، وسيضع حاكم الأتراك نفسه بين يدي شبتاي.
وقسم شبتاي اقطار الأرض، وعين لها ملوكا من اليهود. وكان شبتاي يوقع رسائله بالقاب عظيمة، مثل (إبن الله البكر)، و (أبوكم إسرائيل)، وكذلك (أنا الرب إلهكم شبتاي صبي). وكانت هناك ردود أفعال ضد هذه الألقاب من المعارضين، ولكنهم لم يستطيعوا عمل شيئ. ولكن أتباعه كانوا يشيرون له بعبارة: سيدنا، وملكنا لجليل.
وأخذ شبتاي يعد اليهود بالسلطة، وبالثأر من أعدائهم. وبتحقيق دولتهم. ومن رسائله لأتباعه، كان يقول فيها: من الأبن الوحيد إبن الله البكر شبتاي صبي المسيح الخلص، الى كل بني أسرائيل: سلام.... لتكن أحزانكم سرورا و صيامكم أعيادا، لأنكم سوف لا تبكون بعد هذا، لآني قد ظهرت يا أبنائي يا بني أسرائيل.
ويستمر شبتاي صبي، في تعظيم نفسه و وعد اليهود بالسعادة والسرور، عن طريقه هو، كونه المسيح المخلص. ثم يقول لليهود: أجعلوا الحزن فرحا في يوم ظهوري، ولا تخافوا شيئا، فستكون لكم سلطة على كل الشعوب. فجاء في رسالة المتنبئ ناثان الى رفائيل جلبي: على كل يهودي أن يؤمن بان شبتاي صبي هو المخلص الحق، وبفضله أستحق هذا الجيل أن يرى بداية الخلاص الذي إنتظرناه طيلة ألف و ستمائة سنة، وسيكون اليهود أسيادا، ستمتثل الشعوب لهم ويقفوا خدما مرتجفين لليهود. كما أصبح أتباع شبتاي ينظرون الى المسيحيين بعين الإحتقار.
ومن مظاهر احتفال اليهود بظهور المخلص، هوإن أتباع شبتاي المصدقين بانه المسيح المخلص، يحتفلون في كثير من المدن داخل تركيا وخارجها. وكانوا في تركيا يخرجون ليلا حاملين الشموع منادين باسم شبتاي ويقراون الزمور. وأخذ بعضهم يتهيأ للذهاب الى فلسطين. وإحتفل اليهود في هامبورغ كذلك وهم يلبسون احسن الملابس مع شعار شبتاي صبي. وباع بعضهم ما يملكون وكانوا ينتظرون يوم الخلاص. وفي امستردام وكانوا يرقصون، وتسمع أخبار شبتاي دون خوف من المسيحيين. وفي بولندا خرج اليهود في مظاهرات فرحين ويحملون صور شبتاي، وغضب المسيحيين من ذلك وهاجموا اليهود، ومنع الملك يوحنا حمل صور شبتاي.
وكان هناك المئات يحيطون بشبتاي حينما يذهب الى الكنيس، ويترنمون بالمزامير، ويحملون العطور والزهور، وشبتاي يبارك للناس. وكان زعماء الجماعة اليهودية في هامبرغ قد قرروا أن يبيعوا ممتلكاتهم و يتهياوا للرحلة الى فلسطين. وارسلت هذه الجماعة اليهودية رسائل فيها عبودية لشبتاي وذل له، ويقولون فيها: نامل من سيدنا و ملكنا أن يخبرنا أي طريق يجب أن نسلك.... من أجل أن نسجد عند قدميك وننفض التراب عنهما....وقد وقع هذه الرسالة عدد من علماء اليهود.
وفي اليمن وبلدان أخرى، عم الفرح والسرور الجاليات اليهودية، الذين صدق الكثير منهم بأخبار شبتاي. وأخذوا يبشرون بعضهم، بأن الخلاص أصبح قريب، وقاموا ببيع عقاراتهم وتوقفوا عن العمل، من أجل التهيؤ للذهاب الى فلسطين. ولكن أمام اليمن أمر بمعاقبه اليهود، وأمر الرجال أن يخرجوا حاسري الرؤوس، وتحلق النساء رؤوسهن، وأمرهم باكل الطعام على الأرض، لكن اليهود إستمروا بإحتفالاتهم.
كما أن يهود تونس كانوا يحتفلون و يهيئون انفسهم للذهاب الى فلسطين. كما حصلت أحتفالات في مراكش وبلاد المغرب، وكان ناثان المتنبئ يخبر الحاخامون بما يحدث. وكان أتباع شبتاي يعتقدون أن خلاصهم سيكون خلال سنتين، حسب ما ذكره ناثان، حيث ينتظرون التغيير العظيم، وذكر جاليو توفسكي في كتابه (المسيح الحق) لقد ترك اليهود بيوتهم وأموالهم، ورفضوا القيام باي عمل، وإدعوا بأن المسيح سوف يأخذهم الى أورشليم على السحاب. وكان ناثان و شبتاي يحثان المؤمنين على إصلاح حالهم والتوبة. وعمت التوبة كثير من البلدان، منها الأسكندرية في مصر وحلب في سوريا. وتوقف الناس عن أعمالهم ويضعون ترابا على رؤوسهم تاكيدا على التوبة والندم. وفي أيران خرج اليهود الى الحقول و تركوا بيوتهم وأعمالهم واكثروا من الصلاة، و ظلوا ينتظرون وقت الذهاب الى أورشليم مع مسيحهم، ولكن لم يحصل شيئ من ذلك، وكان عليهم أن يدفعوا أضعاف الضرائب التي عليهم.
وبعدها، اعلن شبتاي بأنه سيغادر أزمير الى القسطنطينية، مدعيا إن الرب قد دعاه لإكمال مهمته. ولا يعلم أحد دواخل شبتاي في سلوكه هذا، حيث إن شبتاي كان يفكر تفكيرا غير معقول، وحسابات خاطئة وأوهام مؤثرة. وحينما وصل شبتاي الى العاصمة التركية، أرسل الصدر الأعظم فاضل أحمد كوبرلو مجموعة جنود لسجنه. وقال شبتاي للضابط الذي قبض عليه، بأنه حاخام من أورشليم جاء لجمع الصدقات لفقراء اليهود في فلسطين. لكن تم سجن شبتاي. بينما أتباعه، مع ذلك، إحتفلوا بقدومه، وإعتبروا سجنه جزء من المعاناة قبل أن يتحقق مجده وعظمته لجميع البشر. وكان اليهود يزورونه في السجن ويظهرون له التبجيل. وكان شبتاي يعد الوافدين بالنصر. كذلك من هذا السجن، أخذ شبتاي يشرع بعض التشريعات الجديدة ، منها إلغاؤه بعض أيام الصيام المهمه عند اليهود. وكان يغدق عليه الأغنياء الأموال الكثيرة، وبقيت زوجته وكاتبه معه في السجن، في أبهه وعز. وكان هناك حاخاموم معارضون لشبتاي، ويعتبرونه دجالا، وأن إدعائه خروجا على اليهودية ويضر بمصالح اليهود. وكان المعارضون يخافون المجابهة له، لأن أتباع شبتاي لهم تأثير كبير على الأخرين. لكن لم يتوقف بعض الحاخامين من تكذيب إدعاء شبتاي، وكتب حاخامو القسطنطينية الى رئيس حاخامي فلسطين يخبروه فيها عن خطر حركة شبتاي على اليهود. وقالوا لرئيس الحاخامين، إنهم لم يروا معجزة أو علامة خارقة للعادة يعتمد عليها. وطلبوا من رئيس الحاخامين أن يذهب الى ناثان المتنبيئ و يطلب منه تثبيت إدعاء شبتاي وفق التوراة أو التلمود. ولكن نحميا كوهن، حاخام بولندي، قد خطط لمناقشة شبتاي في موضوع المسيح المخلص و شروط ظهوره، وبعد النقاش، تبين الى كوهن، أن ما ذكره علماء اليهود لا ينطبق على شبتاي من أنه المسيح المخلص. ثم إدعى كوهن أنه هو المسيح إبن يوسف. وتم إتهام كوهن بانه عدو للمسيح. وخشي كوهن أن يصيبه مكروه مثل الحاخامين الآخرين، لذا أظهر كوهن أسلامه أمام حرس القلعة، (لكنه رجع الى اليهودية فيما بعد). لكن كوهن قرر إفساد الأمر على شبتاي، وذلك للإبلاغ عن شبتاي الى السلطان. ويقال إن كوهن نحميا قال للسلطان عن شبتاي، إنه رجل فاجر يحاول أن يغير من حياة اليهود ويشجعهم على الثورة ضد الدولة. فامر السلطان أن يؤتى بشبتاي الى أدرنه (ولكن أتباع شبتاي إعتقدوا بان شبتاي سيستلم الحكم من السلطان ؟!).
وقضى بشتاي في أدرنة ليلة تحت الحراسة، وعندما تم أخذه في القصر بدا مذعورا مرعوبا، وقال لأصحابه: يا رب ما الذي عملته، وأنا خائف. وتعجب المصاحبون له من كلامه، وهو الذي إدعى إنه المسيح المخلص وسقوط الدولة العثمانية على يديه. وتم إدخال بشتاي وأصحابه الى غرفة، وكان فيها مسؤولون و شيخ إسلامي، وكان السلطان يجلس وراء حجاب. وطلب السلطان أن يرمى بالسهام، فإن لم تؤذ جسمه فيكون السلطان أول المصدقين به، وإن آذته السهام، إذن هو رجل كاذب ودجال. وما ان سمع شبتاي ذلك، حتى انكر أن يكون قد إدعى بانه المسيح، وقال إنه مجرد حاخام يهودي فقير ليس له مزايا على غيره. لكن السلطان لم يقبل منه ذلك، وفي أنه كان يريد إثارة القلاقل في الدولة العثمانية، ولذلك يجب أن يعاقب. ولكن طبيب السلطان إقترح على شبتاي أن يعلن إسلامه ليسلم من العقاب. وافق بشتاي على إعلان إسلامه، بل قال أنه كان يفكر بذلك منذ زمن. وأظهر بشتاي إسلامه أمام الحاضرين، وقبل السلطان ذلك. ثم جرت الطقوس الأسلامية عليه، وأعطي الإسم محمد أفندي. وأعلنت زوجته الإسلام كذلك.
وإنتشر خبر إظهار شبتاي لإسلامه بين اليهود والأتراك. وأصبح أتباعه واليهود إضحوكة من قبل الآخرين، يسخرون بهم. وكان ما حدث صدمة وهزة كبيرة لأتباعه. وكان قسم منهم إرتدوا عنه وكفروا به، بل أن بعضهم إرتد عن اليهودية. ولكن ناثان المتنبيئ وفريمو كاتب بشتاي، كانا يعطيان تفسيرات وتبريرات لما حدث،وإن ما حدث هو سر من الأسرار العميقة. ومن التفسيرات، إن روح شبتاي وجسمه الحقيقيان قد صعدا الى السماء، وبقي ظله يمشي على الأرض. ولكن كبار الحاخامين المعارضين تنفسوا الصعداء، وكتبوا الى الجالية يقولون فيها، نشكر الله على خلاصنا وتدخله لدرء الخطر الذي كان يحدق بحياتنا. وطلبوا من الجاليات اليهودية الأخرى إلغاء ما شرعه شبتاي، ومعاقبه من يستمر على الإلتزام بها. واخذ الحاخامين الذين صدقوا بشبتاي، يعبرون عن ندمهم. وقام هؤلاء النادمون بحملة ضد ناثان و ضد شبتاي.

الباب الثاني - فرقة الدونمة:
حيث إن الدونمة كلمة تركية اطلقها الأتراك المسلمون على أتباع بشتاي الذين تظاهروا بالإسلام. التي تعني المتحولين من دينهم أو المرتدين عنه. واليهود يطلقون على الدونمة (مينيم)، وتعني، بالعبرية’منشقين (عن طائفة ما أو خوارج). والدونمة يطلقون على أنفسهم تعبير (مئامنيم)، وتعني بالعبرية مؤمنين ب (شبتاي صبي). ويعتبر الدونمة أنفسهم مجموعة مختارة متميزة، لأنهم تابعوا شبتاي في تظاهره بالإسلام، وتشرفوا به.
وعقيدة الدونمة غريبة، حيث إن أتباعها يلتزمون ظاهرا بالأسلام الذي لا يؤمنون به، وباطنا يؤمنون بمتعتقدات لا يظهروها للناس.
ويفسر علماء الدونمة إظهار شبتاي الأسلام، على أنه مرحلة مقدمة لخلاص اليهود. وكما يقول ناثان، أنها من أجل إنقاذ اليهود.
وظلت عقائد الدونمة ردحا طويل من الزمن سرا من الأسرار، لا يعرفه إلا هم. وبسبب أن الدونمة كانوا يؤدون بنفس شعائر المسلمين ويستعملون نفس الأسماء، فكان الناس لا يميزون بين الدونمة وغيرهم من المسلمين. وبقي الدونمة لفترة 250 سنة، يعيشون حياة مزدوجة. وفي بداية القرن العشرين، بدأت أسرار فرقة الدونمة تتكشف، من خلال حصول بعض الباحثين على كتبهم التي تضم عقائدهم و تعاليمهم. وعقيدة الدونمة تتركز أساسا حول شبتاي صبي، فهو المسيح المخلص، والتقاليد والأعياد تتركز حول شخص شبتاي.
ولقد وضع أصول عقيدة الدونمة شبتاي نفسه، ومنها ما جاء فيها: أؤمن بإله واحد و بمسيحه المخلص الحق، شبتاي صبي... وتبدا في القسم حول الألتزام بمبادئ المسيح شبتاي، وفي قراءة مزامير داود، وتطبيق دين الأتراك، والفرد من الدونمة يقول: لكي لا أثير شكوكهم. كذلك لا اجبر أحدا على إعتناق الأسلام، ولا أتزوج من مسلمة. كذلك أؤمن إيمانا مطلقا بان شبتاي صبي، له جلاله، سيجمع شتات إسرائيل من كل أطراف الأرض. والأموات سيبعثون و سيعيشون. وغيرها من المعتقدات، التي فيها الكثير من رفع لشأن شبتاي. ومن معتقدات شبتاي، هي إن الكون قد خلق من أجل الدونمة، والمسلمون مخلوقات لأجل حفظ الدونمة. والبشر غير اليهود هم ليسوا مهمين.
من تعاليم الدونمة وتقاليدهم ، إنهم يظهرون معتقدا و يخفون أخر. لكن العبادة الحقيقية تكون في معابدهم الخاصة بهم. وصلاة الدونمة تشبه صلاة اليهود، ولكنهم يبدلون العقائد الثلاثة عشر بعقيدتهم عن شبتاي. ولعضو الدونمة إسمين، أحدهم ظاهري بين الناس، والآخر بين أفراد فرقته. ولا يتزوجون إلا فيما بينهم. ويعتقدون بأنهم وحدهم الذين يبعثون يوم السبت يوم القيامة ويدخلون الجنة، أما المسلم فإنه يجب أن يتناسخ أربعين مرة، ولا يذنب حتى يستحق دخول الجنة.
ومن عادة الدونمة انهم يقفون صباح كل يوم إنتظارا لقدوم شبتاي. كذلك يهتمون بدراسة رسالة ألفها شبتاي عنوانها " سر العقيدة. وإذا أباح الدونمي باسرار فرقته فإنه يستحق الموت لخيانته.
و ظهرت خلافات بين أعضاء الدونمة بعد موت شبتاي، حول من هو الممثل الشرعي لمؤسسها، منها:
1) اليعقوبيون نسبة الى يعقوب قريدو، وقد إدعت أخت يعقوب إن شبتاي قال لها في المنام إنه تبنى يعقوب.
2) الأزميرون، (نسبة الى مدينة أزمير)، ويطلقون على أنفسهم الفرسان (أو الأشراف)، وإنهم أتباع شبتاي الحقيقيون. وكان كثير منهم يعملون محامين و معلمين ومهندسين.
3) القره قش، وهذه المجموعة تزعمها مصطفى جلبي، وهي إنشقت من الأزميريين أو اليعقوبيين. ثم تزعمها آخرون بعد وفاة جلبي.
و يحتفل الدونمة بأعياد كثيرة في السنة، وأغلب الأعياد تتعلق بأحداث لها علاقة بالمؤسس شبتاي صبي.
ومن مظاهرالدونمة بين اليهودية والإسلام: كان شبتاي، قد تظاهر بالإسلام، إلا أن ذلك لم يكن من عقيدة صادقة. فشبتاي لم يترك الشعائر اليهودية، بل كان يؤدي الكثير منها. فكان يحيي راس السنة اليهودية، ويصوم يوم الغفران، وغير ذلك. ورفض أن يكون عقد زواجه حسب الشريعة الأسلامية. ولذلك كان التحقيقات، في تركيا، تجري بين وقت وآخر حول سلوك الدونمة. ولكي يؤكد الدونمة صدق إيمانهم بالإسلام، بنوا جامعا ضخما في سالونيك. ولكن مع ذلك لم يصدقهم العلماء المسلمين. ومن أدلة المسلمين عن عدم تصديقهم للدونمة، هو، عدم ذكر الإسلام في أدبياتهم، وعدم لجوئهم للمحاكم الشرعية الإسلامية. وتأكد بأن الدونمة كانوا على إتصال بالحاخامين لفترة طويلة.
وحول تأثيرالدونمة على الحياة في تركيا الحديثة: فقد تواجد رعايا تركيا، (ومنهم الدومنة)، المجبرين على مغادرة سالونيك، في عام ، عام 1923. وإستقر الدومنة في إسطنبول ومدن أخرى. وكان عددهم حوالي عشرين ألف. وكانوا منذ البداية لهم دور في الحياة السياسية والإقتصادية في تركيا. كذلك، توضح أن لهم تأثير سياسي في جمعية الإتحاد والترقي، التي قادت الإنقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني. وتأثير الدونمة في تركيا لا زال لحد الآن في القرن العشرين، وما بعده. وكان لليهود عموما دور في جمعية الإتحاد والترقي. منهم عمانوئيل كراسو، (كان عضوا في مجلس الأمة التركي)، كان الرئيس الأكبر للمحفل الماسوني، وتدخل في نشاط رجال تركيا الفتاة، لجعل النفوذ اليهودي مسيطرا على الأوضاع في تركيا. وبدأ الناس يقولون ان الحركة هي حركة يهودية اكثر مما هي ثورة تركية. وبالنسبة لجمعية الإتحاد والترقي، فكانت تحت سيطرة الماسونية (من اليهود)، وكانت القوة العاملة هي من الضباط وجندهم ، اما تخطيط التنفيذ فكان في أيدي الموسويين، وهم الذين ساهموا بدفع الأموال للمشروع. وبعد تنفيذ المشروع، شارك اليهود مع الضباط في دست الحكم.
وقد إستغل كراسو نفوذه، ليصبح من أثرياء تركيا، وقد ساءت علاقته بمصطفى كمال أتاتورك، فحجز اتاتورك على امواله. ومن اليهود المعرفين عمانوئيل رسام، محام من سالونيك، أصبح بعد الإنقلاب في تركيا عضوا مهما في مجلس الإصلاح القانوني، الذي وضع اسس القانون لجمهورية تركيا الحديثة.
وكان مصطفى كمال أتاتورك هو نفسه ينسب الى الدونمة حسب مصادر عديدة. ومن هذه المصادردائرة المعارف اليهودية، التي جاء فيها: لقد اكد كثير من يهود سالونيك، إن كمال أتاتورك، كان أصله من الدونمة، وهذا أيضا رأي الأسلاميين المعارضين له، ولكن الحكومة تنكر ذلك. كما يؤيد كون كمال اتاتورك هو من الدونمة، كان كتاب " اليهود السريون"، حيث يذكر الكتاب، أن كمال اتاتورك كان من بين أعضاء الثورة التي أنشات حكما جديدا في تركيا. وحاول اعداؤه إستغلال خلفيتة الدونمية لإزاحته من زعامة الحكم الجديد، لكنهم لم يتمكنوا.
لذا كان تأثير الدونمة على جمعية الإتحاد والترقي مثل تأثير اليهود عليها. وكتب عنها، إن الدونمة التي بقيت لقرنين مجهولة عند الناس، أصبح لها دور سياسي بارز في تركيا الحديثة، وذلك من خلال دور اعضائها البارز في لجنة الإتحاد والترقي. وكان من سياسي الدونمة البارزين محمد جاود بك، الذي هو من أبرز قادة جمعية الإتحاد والترقي، واصبح وزيرا للمالية ثلاث مرات، لحد عام 1918. وقد إتهم بقيادة المعارضة ومحاولة إغتيال كمال أتاتورك. واعدمه أتاتورك، عام 1926، رغم التوسط الكبير من زعماء كثيرين. وكان رئيس جمعية الإتحاد والترقي في أسطنبول، أقوى فروع الجميعة، هو ماسوني من الدونمة. كما كان من الدونمة المصرفي الممول لجمعية الإتحاد والترقي محمد قبانجس، الذي كان رئيس بلدية سالونيك. وكذلك من الدونمة كان رمزي بك، وكان أحد قواد الجيش، وفيما بعد اصبح رئيسا لمساعدي السلطان محمد رشاد. وكان الطبيب توفيق رستو آراس من أعضاء الدونمة الذي كان لهم دور سياسي بار، وكان عضوا في وزارة كمال أتاتورك، وعمل وزيرا للخارجية حتى عام 1938. وكذلك الوزيرين، مصطفى عارف ونزهت فائق، كانا من الدونمة. وكان من نساء الدونمة النشيطات في جمعية الإتحاد والترقي، خالدة أديب وهي كاتبة واديبة، ونشرت الكثير من المقالات والكتب، وكانت من أكثر الأعضاء نقدا لحكم السلطان عبد الحميد، وكان لها تأثير على مصطفى كمال أتاتورك. وكذلك صبيحة سرتل، كانت من الدونمة، وكانت أول امرأة قد أمتهنت الصحافة، وأخذت تدافع عن حقوق المرأة.
وفي النصف الثاني من القرن العشرين، وما بعده، كان أحمد أمين يلمان من الدونمة، وهو صاحب كتاب " تركيا في أيامي" و " تركيا في الحرب العظمى". وكان رئيس تحرير صحيفة وطن، التي عرفت بدفاعها عن الدونمة. كما كان رئيس تحرير صحيفة " مليت" عبدي أبكجي من الدونمة، الذي إغتيل عام 1978. كما هناك أخرين يصدرون الصحف هم من الدونمة. كما أتضح أن رحشان أرال، زوجة رئيس تركيا أجويد كانت من الدونمة، وأصبحت رئيسة حزب الشعب الجمهوري. كما كان اطلان أويمن من الدونمة، و كان صحفيا معروفا، وايضا ترأس حزب الشعب الجمهوري في تسعينات القرن الماضي. كما كان من الدونمة إسماعيل جم وزير خارجية تركيا في الفترة 1997 – 2002. وأيضا هناك عوائل معروفة هي من الدونمة. وللدونمة جامعة، تاسست عام 1996 في تركيا تضم عددا من الكليات اسمها " أشك".
ويحاول أعضاء الدونمة أن يعطوا صورة للناس بان فرقتهم قد إندثرت، أو إنها لم تبق كما كانت سرية معزولة. وبالنسبة لنظرة المجتمع للدونمة، تذكر باحثة إجتماعية من الدونمة في مقال لها، بعنوان: من هو الذي من سالونيك، وقالت أن اباها كان يقول لها، أن لا تقول أنها من الدونمة لأي شخص لا تثق به، لأنه شيئ مهين " إذ إن الناس سوف ينظرون لك بإحتقار".
ولم يتوقف الأتراك عن الإهتمام بالدونمة، والكتابة عنهم وعن تاريخهم، ودورهم السياسي والإقتصادي في تركيا. وصدر كتاب " يهود أتراك أو شبتائيون" عام 2000 لمؤلفه محمد شوكت أبجي. والكتاب يضم مقالات تتحدث عن كثير من شؤون الدونمة. وخلاصة الكتاب، هو أن عدة آلاف من الدونمة يسيطرون على شؤون البلد. وكذلك كتاب " أفندي: السر الكبير للأتراك البيض" الذي اصدره صونر يلجن عام 2004. والكتاب يتحدث عن دور الدونمة في فترة السلطنة العثمانية وما بعدها. وفي الخاتمة يقول: أن هدف الكتاب هو الكشف عن السر الذي يذكرفي تركيا. إن الشبتائيين (الدونمة)، هم حقيقة واقعة بيننا ولا يمكن ان نكتب تاريخنا بدونهم. وقد احدث هذا الكتاب ضجة وكان الإقبال عليه شديدا.
ولا زال عدد الدونمة غير معروفا في تركيا، وهناك تقديرات بانهم حوالي أربعة وأربعين ألفا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص