الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من 1975 الى 2017, العراق أسيرة بيد دولتين بدلا من دولة واحدة..

هشام عقراوي

2017 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


هناك مجموعة من التساؤلات القديمة حول سبب تحالف قيادة العراق مع دول أجنبية من أجل الانتصار على حركة أو قوة داخلية و سبب أستعداد قادة العراق الى تقديم تنازلات أستراتيجية الى تلك الدول بدلا من التوجة الى حل الخلافات الداخلية من خلال الحوار البناء و ليكن طويلا و خطيرا.
الجميع يعلم أن فرض الحلول بالقوة على أية جهة كانت سينجم عنها في حالة أنتهاء تلك القوة تمرد على ذلك الحل. و في حالة الحكومات العراقية لدينا تجربة مرة جدا في العراق تسببت بكوارث كبيرة للعراق.
و الذي نريد طرحة هنا هي القضية الكوردية و لجوء صدام حسين الى تقديم التنازلات الى الشاه الإيراني من أجل أنهاء الحركة الكوردية سنة 1975. و للأجيال الجديدة نستطيع القول أن النظام العراقي في سنة 1975 لم يوافق على منح الحكم الذاتي الحقيقي و مدينة كركوك الى الكورد و نتيجة لذلك أندلعت حرب بين الحركة الكوردية و بين الحكومة الحكومة العراقية أنذاك . الحركة الكوردية أعتمدت على المساعدات الامريكية و الشاه الإيراني. فقام صدام حسين بالاتفاق مع الشاه الإيراني و منح شط العرب الى أيران مقابل توقف الشاه من مساعدة الحركة الكوردية. و بهذا الاتفاق أنتهت الحركة الكوردية و لكن هذا الاتفاق تحول الى سبب الى أندلاع حرب الخليج الأولى و الثانية. حيث أن العراق بقيادة صدام حاول التنصل عن أتفاقية 1975 مع أيران و استرجاع شط العرب الذي خسرة و لكن ذلك أدى الى حرب مدتها 8 سنوات مع ايران من 1980 و الى 1988. و لحقتها بعد ذلك حرب الخليج الثانية التي كانت نتيجة لحرب الخليج الأولى و تسببت حرب الخليج الثانية سنة 1990 الى سقوط صدام.
اليوم قام رئيس الوزراء العراقي و من أجل أفشال أستفتاء وأستقلال أقليم كوردستان من قبل حزب البارزاني و قسم من حزب الطالباني، قام العبادي بالاتفاق مع تركيا و أيران من أجل فرض الحصار و الحصول على المساعدة العسكرية من هاتين الدولتين كي يستطيع أفشال الاستفتاء.
و ما قدمة صدام الى الشاه الإيراني سنة 1975 لا يقل عن الامتيازات التي منحها العبادي الى تركيا و ايران 2017، حيث أن أيران كانت لديها مسبقا الامتيازات في العراق. الان لدى دولتين أمتيازات سياسية و عسكرية و أقتصادية في العراق. و أي تراجع للعبادي أو أي رئيس وزراء عراقي اخرعن تلك الامتيازات فأن تركيا و ايران و بكل بساطة يستطعيون أعطاء الضوء الأخضر للحركات الكوردية كي تبدأ مرة أخرى بالحرب أو بالتلويح بالاستفتاء أو الاستقلال و عن طريقها أجبار العراق الى الرجوع على منح الامتيازات الى تركيا و أيران.
العراق من الان لا يستطيع أن يطلب من تركيا سحب قواعدها العسكرية لا في إقليم كوردستان و لا في محافظة الموصل و كركوك. كما أنها لا تستطيع التقليل من الامتيازات الاقتصادية التركية في العراق و عليها أيضا منح أمتيازات الى التركمان في تلعفر و كركوك على حساب القوميات الأخرى و ألا فأن تركيا ستعاقب العراق كما عاقبت الان البارزاني.
العبادي لا يستطيع أيضا أجبار القوات الإيرانية الخروج من العراق و لا الابتعاد عن السياسة الإيرانية في حالة فرض أمريكا ذلك على العراق.
العراق صار الان بين مطرقة تركيا و ايران و بين سندان الحركات الكوردية.
فأيهما كان أفضل للعراق؟ الحصول على سيادته و الاتفاق مع الكورد بشكل سلمي و الابتعاد عن الحسم العسكري أم وضع العراق تحت الوصاية التركية الإيرانية بعد أن كانت وصاية أيرانية فقط؟
ما حصلت علية الحكومة العراقية من أنتصار عسكري لم يكن مجانا، بل سيكون له تبعات كبيرة في المستقبل. ستبقى سيادة العراق منقوصة بسبب هذا الاتفاق مع أستمرار التواجد العسكري الإيراني و التركي في العراق ناهيكم عن التواجد الأمريكي. و الأيام ستثبت أن كان العراق سينجح في أنهاء التواجد التركي الإيراني العسكري في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت