الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجديد آليات التفكير وبناء منظومة المفاهيم والمصطلحات .

صادق العلي

2017 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تجديد آليات التفكير وبناء منظومة المفاهيم والمصطلحات .
,,,
مدخل :
الى ما تحتاج الدول العربية كي تنهض من سباتها ؟.
قد يبدو هذا السؤال بسيطاً وروتينياً اذا ما كانت الاجابة معروفة مسبقا ً وهي ان الدول العربية تحتاج الى حكام شرفاء وعدول , هذا الجواب البديهي سيحمل معه تأكيداً بان هذه المجتمعات لن تتقدم ابداً مع انها تمتلك الكثير من العقول في كافة مجالات الحياة ولكن هذه العقول تضطر للهجرة الى الدول المتقدمة كي تثبت وجودها , فما الذي للدول العربية لماذا لن تتقدم الدول ؟.
بنظرة موضوعية للبنية التحتية العربية نتأكد بان هذه الدول ستبقى متأخرة والاحتمال الارجح انها سوف تتراجع اكثر فأكثر , ليس لانها خالية من الشرفاء او من العدول في بنيتها التحتية كما اسلفت , ولكن في السياسة بالتحديد ليس بالضرورة ان ينجح الشرفاء او اصحاب القلوب الطيبة ولكن بالضرورة ينجح من يعرفون اشتراطات السياسة ويجيدونها .
خط سير المجتمعات او لنقل الوعي الجماهيري يجبر الطبقة السياسية الى تغيير انظمتها وقوانينها لما يناسب مطالب هذه المجتمعات , ثم من الضروري بمكان ان تكون الطبقة السياسية نتاج المجتمع وليس العكس , لا يمكن ان ننتظر عملاً عظيما من مجتمع صنعه السياسي , ولكن ننتظر اعمال عظيمة من سياسي صنعه المجتمع .
بالرجوع الى مدخل هذا الموضوع والى السؤال المطروح , اجد من الضروري تحديد معاني المفردات و المصطلحات الواجب توفرها بالرئيس التي يتمناها العقل الجمعي العربي بان يكون الرئيس شريفاً وعادلا كما اسلفت .
فما هو الشرف ومن هو الشريف ؟!.
بحسب العقل الجمعي العربي ان مفهوم الشرف محصور بمنطقة محددة من جسم الانسان , وليس لهذا المصطلح شأن بسلوكياته او بتصرفاته التي يمكن تغييرها اذا ما تطلب الامر , بمعنى ان المتعارف عليه شريفاً بالعلن لا بأس ان يكون غير ذلك في السر , فجميعنا تربطنا علاقة ما بمحتال او بمرتشي او حتى بموظف فاسد ومع ذلك نعتبره شريفاً !, على اعتبار ان يمارس نوع من الشطارة المبررة او السلوكيات المتعارف عليها في المجتمع , بناءً على ما تقدم فإن الشريف ليس بالضرورة ان يكون نزيهاً بقدر حفاظه على مناطق جسمه واجسام اهل بيته من عبث الاخرين , إذا ما اعتبرنا ان العلاقات الجنسية خارج اطار الزواج الشرعي عبثاً .
ما هو العدل ومن هو العادل ؟!.
ايضاً بحسب العقل الجمعي العربي فان مفهوم العدالة نبسي انسانياً , لان العادل المطلق هو الرب او الله وليس للانسان ان يكون بنفس درجة عدالته بأي حالة من الاحوال , صحيح ان التاريخ قدم لنا نماذج للعدالة لا يمكن نكرانها او تغييبها ولكنها في الاغلب نماذج دينية خاصة بالدين الابراهيمي بنسخه الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلام , لذلك نجد تبريرات للاخطاء الفردية والجماعية تحت مسميات دينية مثل :
ارادة الرب او الله !.
مكتوب على الجبين !.
لم يقدره الرب او الله !.
النصيب !.
انا هنا لا اناقش حيثية الايمان فهي حرية شخصية يكفلها القانون .
ولكني اجد ان هذه المصطلحات تُبرر الخطأ او على اقل تقدير لا تضع المخطئ امام المُسائلة على اعتبار انها من المسلمات , حتى على المستوى الفردي نجد المشكلة تنتقل مع الاجيال وفق هذا المفهوم لذلك يكون التبرير للمخطئ بحسب درجة ايمانه الديني , وصولاً لتقبلنا له بحسب درجة القرابة او الاستفادة منه , ايضاً هناك المفاضلة بين المخطئ والاكثر خطاءً كما حدث في العراق قبل وبعد 2003 م .
بالمقابل عندما نشاهد نموذج سياسي عالمي ( ذكر او انثى ) لا نُسقط عليه قناعاتنا العربية حول مصطلح الشريف او العادل في اثناء ادارته لموقعه او لوظيفته , لانه ببساطة لا يوجد تقارب حول هذا المصطلح بين المجتمعين او بين العقلين , في اغلب الاحيان نجده وقد ادى عمله بكل نزاهة واستقامة بل في بعض الاحيان يخرج من المنصب او الوظيفة بدون راتب تقاعدي او مكأفئة نهاية الخدمة , وهذا ما يجعل تلك المجتمعات تتحسر على خروجه , مما يدفعهم الى المطالبة باعادة الترشيح مرة اخرى وفق القانون , فما الذي يحدث وكيف وصل هؤلاء الساسة الى هذه الدرجة ؟.
يجب اعادة بناء منظومة المفاهيم والمصطلحات العربية وتحديد ودلالاتها الحقيقية , هناك الكثير من المصطلحات نستخدمها يومياً ولكنها لا تمت لدلالاتها الحقيقية بصلة , ايضاً يجب بناء طرق صحيحة للتعاطي السياسي والاعتماد على النظريات السياسية العالمية , وعدم الاعتماد على الموروث الفكري العربي ليس لانه خطأ لا على العكس ولكنه لا يستطيع الصمود بوجه النظريات الفكرية والسياسية الحديثة .
صادق العلي -ديترويت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير