الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


« مأمُورة و مُنتنَة و كذلك نائمة ، فدعُوها !! »

الياس ديلمي

2017 / 10 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نعم ، هي مأمورة و مُنتنَة و كذلك نائِمة . .
تلك الناقة العربية في ذلك اليوم التي أخذت على كاهلها مسؤولية تحديد المكان الاستراتيجي لمقرّ الادارة المحمدية الدينية و السياسية ، بعد ذلك مات مالِكها و ماتت هي أيضاً ، لكنّهم عكفوا بدورهم بعد وفاة الآمر و المأمور على تحديد الأماكن الاستراتيجة و تخطيط برامجهم البيداغوجية و كذلك رسم خطوط مبادئهم الايديولجية ، اعتماداً على النُّوق العربية تارةً و تارة أخرى على ذُكورها البُعران ، فيُرخُون رباط عَقَالها لتسير بمُفردِها دون سائق و تُحدّد و تُقرّر و تأمُر بحُجّة أنّها مأمورة ، أمّا نحن فيجب علينا بدورنا الرضُوخ لذلك الأمر الذّي لا ندري مصدَرُه !
فوق ظهر تلك الناقة بضائعٌ عديدة و متنوّعة تُغري أي عابر سبيلٍ كي ينظُر ما فيها ، لكنّهم يُعلِّقُون لائحة ارشادية تحثُنا على الابتعاد بحُجّة أنّها نتِنة و مُنتنة ، و عند التساؤل بشأن الحكمة الخفية التّي تقوم بالمداراة عن سبب النّتانة ، يُخبرُوننا أن تلك الرِّحال مِن نصيب العربيّ الأصيل فقط و مَن لفّ حولَه من الذين يرون أن أجهزة الأيباد و الأيفون و كذلك مَن اخترعها مِن مُسخَرّات و نِعم الله في الكون ، ثمّ يُخبروننا أن اللامس لتلك البضائع مُتعصِبٌ و عنصريٌّ !
خلف تلك الناقة تابوت تقُوم بجرِّه ، قيل لنا أنّه يحمَل مخلوقًا غريباً و فظيعاً و كذلك مُفزِعاً يُسمُونَه ( فِتنة ) ، كذلك أخبرونا أنّه نائم و لا يجِب إيقاظُه فيعيث في الأرض فساداً ، و الا فإنّ الآلهة ستقُوم بلعنِنا و الانتقام مِنّا شرّ انتقام ، لكنّني و خفيةً عن الجميع اقتربتُ و دنوتُ مِن ذلك التابوت الغامِض فلمحتُ فتاةً حسناء ترتدي قلادةً في رقبتها كُتِب فيها [ أنا الفكرة النائمة ، مباركٌ لِمَن قبّلني و أيقظني ] ، فتعّجبتُ مِن هذا الكلام : فِكرة ، نائمة و قبّلني ؟!
تذكرت تلك الكتابة المُدوّنة على قبرِ جدّي ، فشرعتُ اربط بينها و بين ما يحدُث الآن ، فقد كانت تلك الكتابة تقول : [ هي أميرة حسناء حولها أقزام ، نائمة تنتظر أمير يُقبّلها ، بعد أن أكلت تُفاحةً أهدتها لها عجُوزٌ شمطاء سحرتها بمعسُول الكلام ، فمَن قبّل تِلك الأميرة ، و قلّبها يميناً و شمالاً سيقوم بإيقاظها ، و يكون بعد ذلك ملِكاً ] ، ففهِمتُ أنّ الأقزام هم كلّ مَن قزّم مِن أمرِه عاكِفاً على السُّكون لا حركة و لا حراك ينظُر الى الأميرة دون أن يجِد حلاًّ إمّا خوفاً أو عجزاً ، و تلك الأميرة هي الفِكرة النائمة التّي يُخاف عليها مِن الاستيقاظ ، ليس حُباً بل خوفاً مِنها و كُرهاً لها ، أما الأمير فهو المُفكِّر مُقلِب الأفكار و مُقبِّلها ، و أمّا السّاحرة العجوز مع تُفّاحتِها فهي كل من قام بتنويم غيرِه و إعاقته عن الحركة و التفكير . .
و أنا اربط الأفكار بعضَها ببعضٍ ، اكتشفتُ السبب الخفيّ لترك الناقة تجوب الأمصار دون عائق ، تحمِل بضائع ممنوعٌ لمسُها و تجرُّ مِن خلفِها تابُوت الحسناء النائمة ، و فهِمتُ لماذا كتبُوا في باب المدينة :
- دعوها فهي مأمورة . .
- دعوها فإنّها مُنتَنَة . .
- الفتنة نائمة لعن الله مَن أيقَظَها . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س