الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استئصال الإرهاب والتطرف يرتبط أيضاً بمكافحة التهيمش الإجتماعي والسياسي

حمدى عبد العزيز

2017 / 10 / 19
سيرة ذاتية


ونحن نتحدث عن ظاهرة الفاشية الدينية وتأثير الموروث الفقهي الناتج عن انساق مجتمعية تاريخية بصراعاتها ومحدداتها البيئية والتي شكلت مكوناً من مكونات الثقافة العربية والعقل العربي منذ ماقبل القرون الوسطي
بالإضافة إلي الدور المخابراتي التأسيسي الداعم لهذه الفاشية من قبل المراكز الإستعمارية
لايجب ألا نغفل عاملين لايقلا أهمية عن العاملين السابقين إن لم يكن يتفوقان في فاعليتهما وأهميتهما ..
العامل الأول هو عامل الإنضغاط الطبقي والتهميش الإجتماعي والسياسي الذي وقع ولايزال يقع علي الشرائح الإجتماعية المهيمن عليها بواسطة الطبقات الإجتماعية المستأثرة بالثروات في عالمنا العربي والتي تختص بطرق وسلوكيات مختلفة عن رأسماليات العالم في طريقة إنتاج وإدارة الثروة وثقافتها الترفية الصارخة التي تتسم بها طرق إنفاقها والتمتع بها ، وماينتج عن تلك الهيكلية الإنتاجية من مظاهر استهلاك مستفز وفساد وإفساد اجتماعي وسياسي وتبديد للثروات والمقدرات المحلية الوطنية
وما يحيط بذلك من مناخات وسياقات ناتجة عن سوء الإهتمام بالتعليم والمعرفة والهيمنة علي منافذ المعلوماتية وانتفاء المشاركة الشعبية وسيادة القيم والسلوكيات العشوائية النافية للثقافة الوطنية والطاردة للثقافات والقيم الإنسانية الرفيعة
والعامل الثاني هو ذلك الإخفاق المزمن في تحقيق الإستقلال الوطني والإنعتاق من وطأة الهيمنة الإستعمارية وفشل الأنظمة والنخب المحلية بالمنطقة العربية في معالجة وتصفية آثار قرون من أجيال الإستعمار المتنوعة التي جسمت علي شعوبها وخلفت مشاعر من المرارة والإحباط بل والكراهية السلبية المقترنة بالمأزومية والمهزومية إذاء كل العالم المختلف سواء ذلك الذي انتمي إليه الإستعمار المحتل أو تلك التي تنتمي إليها قوي الهيمنة الإستعمارية الحديثة ، دونما تمييز بين ماهو ينتمي للإستعمار والهيمنة ، وبين ماهو ينتمي لعالم الإنسانية بآفاقها العلمية والحضارية
ومنذ نجاح المخطط الإستعماري في إنشاء الدولة الصهيونية بطابعها العنصري الديني ونشأة القضية الفلسطينية وماترتب علي ذلك من عدوان لم تفلح الشعوب العربية في تصفية آثاره أو معالجته حتي الآن
يعد ذلك تجسيداً قائماً وحياً مستمراً لتلك المهزومية التاريخية التي تتوارثها أجيال متتابعة لاتري في النهاية الصراع إلا من زاوية أن اليهود الكفار هم مختصبوا الأراضي الفلسطينية المسلمة ويساعد علي ذلك التزييف المتعمد من جانب قوي الفاشية الدينية لهذا الصراع باعتباره صراعاً دينياً في سياق حرب علي المسلمين والإسلام ... لابوصفه صراعاً من أجل الهيمنة الإستعمارية علي المنطقة
خطورة هذان العاملان أنهما شكلا عبر تاريخنا الحديث ولازالا يشكلان المضخة التاريخية التي تضخ الكثيرين من شباب الأجيال المتتابعة في المنطقة العربية كمدد بشري داعم ووقود وظهير شعبوي محتمل دائماً لتيارات وجماعات وتنظيمات وعصابات الفاشية الدينية السلفية المتأسلمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط