الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك مساواة بين الجنسين في تأثير الحب!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2017 / 10 / 19
العلاقات الجنسية والاسرية


(الحب بين رأي اجاثا كريستي ورأي غوار الطوشه!)
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
جاء في رواية (الحصان الأشهب) ص222 للكاتبة البريطانية الشهيرة بالروايات البوليسية (اجاثا كريستي) عن الحب ما يلي : ((للحبِّ تأثيرٌ سيءٌ جدًا على الرجال، فهو يشوش ملكاتهم العقلية!، أما النساء فإنهن عكس ذلك تمامًا! ... تراهنّ عندها في أحسن أحوالهن، متألقات أكثر من المعتاد، بينما يبدو الرجال كالأغنام المريضة!!)).


هذا - على ما يبدو - هو موقف (اجاثا كريستي) والذي أجرته على لسان إحدى شخصيات قصتها الآنف ذكرها، أما (غوار الطوشه) - المعروف بمقالبه الطريفة قبل أن يتلون العالم - فموقفه من الحب معروف سلفًا، وهو موقف تبلوّر من خلال تجربته الغرامية - ومن طرف واحد - مع ربة عمله وصاحبة فندق (صح النوم) السيدة (فطوم خانم حيص بيص) والتي كان (غوار) يعمل لديها كعامل أجير، بينما كانت (الخانم فطوم) في المقابل مشغولة ومغرمة حتى الهيام بالصحفي المغمور نزيل فندقها المدلل السيد (حسني البرزان)(*)، وموقف السيد (غوار) من الحب كان يُعبّر عنه مرارًا وتكرارًا من خلال إجترار مقولته الشهيرة : (يضّرب الحب شُو بيذل !!) .

فهل تأثير الحب هو بالفعل بهذا التباين بين الجنسين كما جاء في هذه المقولة السابقة التي وردت في رواية (الحصان الأشهب) وكما عبّر عنه (غوار) في تلك المقولة المُجّترة المكرورة!؟، هل الحبُّ يُحوّل النساء بالفعل إلى ضباء متألقات يعبقن بالحيوية والنشاط وغزلان متأنقات سعيدات في حين يُحوّل عشاقهن من الرجال، ممن يرميهم حظهم العاثر في أتون جحيم الغرام الى ما يشبه (الخراف المريضة)!؟؟؟، أم هي مبالغة نتجت ربما عن انطباع شخصي وحكم غير موضوعي وموقف لا واقعي من الحب بين الجنسين!؟، مع ضرورة الانتباه هنا إلى أن هذه المقولة صادرة عن (امرأة/أنثى) لا عن (رجل/ذكر) والا لقلنا أنها تدل على التحيّز الجنسي ونتاج (الفكر الذكوري!)، وبالطبع هنا نحن نقصد بالحب - وأيضًا الكاتبة كريستي ولستُ متأكدًا من مفهوم الحب لدى السيد الطوشة!- الحب الحقيقي أي العشق الرومانسي الملتصق بالقلب المتغلغل في صميم الوجدان والروح لا مجرد ذلك الشبق الجنسي المتعلق بإراوء الغليل النفسي أو الرغبة في الامتلاك الجسدي للطرف الآخر والاستمتاع بجماله أو ربما حتى بماله كما هو الحال الغالب في دنيا الناس!. هل تأثير الحب على الجنسين مختلف ومتباين إلى هذه الدرجة الفارقة والغريبة أي إلى درجة يتحوّل معها العشاق من جنس الذكور/الرجال إلى ما يشبه (الخرفان المريضة)(ماء!، ماء!، مااااء)!؟.... سؤال يحتاج الى بحث دقيق وتفكر عميق ممن يهمهم الأمر لسبر غور حقيقة الغرام وطبيعة الحب وتأثيره عند الجنسين وهو بلا شك من البحوث النفسية المهمة نحو تحسين حياتنا العاطفية وبالتالي الإجتماعية بكل تأكيد!.
*******
(*) اشتهر الصحفي (البرزان) بكتابة مقالة مهمة جدًا عن إيطاليا والبرزيل والتي كان استهلها بقوله : "إذا أردنا أن نعرف ماذا يُوجد في ايطاليا علينا أن نعرف ماذا يُوجد في البرازيل!، وإذا أردنا أن نعرف ماذا يُوجد في البرازيل علينا أن نعرف ماذا يُوجد في إيطاليا"، والمقالة كما هو معلوم لم تكتمل حتى الآن (!!) حيث ظلت مقدمتها تلف وتدور حول استهلالها المكرور ذاك إلى درجة أن الربيع الأول للعرب بعد حقبة الاستقلال في القرن الماضي انتهى وتحوّل لخريف مخيف ثم حلّ الربيع الثاني خلال قرننا الحالي وانتهى أيضًا لخريف مريع بينما مقالة (البرزان) لازالت تجتر تلك (اللازمة) المكررة و لم تتقدم أية خطوة وأية كلمة إلى الأمام بعد حتى يوم الناس هذا!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمنيات بين التحديات والإنجازات المسيرة مستمرة


.. الحروب والكوارث الطبيعية تُعرض الأطفال للإصابة بالاكتئاب




.. الشهباء تكتسي ثوبها الأخضر بقدوم فصل الربيع


.. أقوال المرأة خالدة في ذاكرة التاريخ




.. أفولكي للنساء… ربع قرن من العمل على إدماج المرأة في التنمية