الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل الطّاقة 5 ..

هيام محمود

2017 / 10 / 20
الادب والفن


..

لم تفطن أستاذة إيلان بنا وواصلتْ بكاءها ، إرتعاش جسدها عند ساقي ماما كان مشهدا غير مألوفٍ عندي فلا أحد فعل ذلك قبل تلك اللحظة غيرنا أنا وتامارا .. ظننتُ أنّ ذلك المشهد سيُغيِّر رأي تامارا لكني كنت مخطئة ، موقفها وإن كان مفاجئا نوعا ما إلا أنه لم يكن غريبا فقد صدر منِّي مثله سابقا في ساحة المدرسة عندما عدت من "الحمّام" ووجدتُ إحداهن تقف معها ، إلا أن "تفاجئي" كان من "جرأة" تامارا و "خوفي" كان من حبّها العظيم لماما وعبر ماما حبّها لي .. فى ذلك اليوم أحببتُ تامارا أكثر لكنِّي خفتُ منها وخفتُ من نفسي أكثر لأن كل الذي عند تامارا كان عندي وأكثر ، خفتُ لأنِّي لأول مرة "إهتممت" لأحد غير تامارا لكنِّي واجهتُ خوفي وحسنا فعلتُ ..

تفاجؤ تامارا من وجود أستاذة إيلان لم يكن هو الذي دفعها إلى تصرّفها ذاك ولكنّ نظراتي بـ "تأثر" "غير جائز" وفق "نظرية" الطاقة هي التي أثارتها ، فتلك النظرات "ملكها" وحدها ولا يجب أن تُعطى لأحد .. ردًّا عليَّ نظرتْ تامارا في عينيّ نظرة مليئة شوقا وغيرةً وابتسمت إبتسامةً تَأْسِرُ وتعتذِرُ ، شفتاها قالتا دون أن تنطقا : سأقتلها كما سأقتل كلّ من سيجلبُ إنتباهكِ واهتمامكِ ، أنتِ لي وحدي أنتِ "ملكي" ولا شريكَ لي فيكِ .. عينايَ أجابتا أنْ لا تفعلي ، ماما ستحزنُ مثلَ حُزنكِ أنتِ الآن ... ماما سعيدة بوجودها الآن معها فلا تُفرّقي بينهما ، لماذا ترفضينَ أن يُفرَّقَ بيننا وأنتِ تُفَرّقين ؟ .. عيناها لم تُذْعنا ، أدارتْ وجهها عنّي واقتربتْ من القبر ، جلستْ "على" "رأس" ماما وقالت : ارحلي من هنا ، ماما لا تُريدكِ ! ..

أستاذة إيلان المسكينة تفاجأتْ لحضور تامارا السريع وجلوسها على القبر وأظنّها تفاجأتْ أكثر لطردها لكنّها ردّت وكأنّها لم تسمع وهي تمسح دموعها : أأأ...أنتما...أهلا...ماذا تفعلان هنا؟...أينَ علاء؟ .. فأجابتها تامارا دون "شفقة" : قلتُ ارحلي من هنا ، ماما لا تُريدكِ ! .. فردّت : عندما كلّمتكما عن لارا في المدرسة قلتُ أنها لم تَغفِر لي لمْ أقلْ أنّها لمْ تُرِدْنِي ..

تامارا : أستاذة أريدكِ أن ترحلي ..
هي : البارحة عندما إلتقيتُ بالسيد كريم قال أن لارا لم تتزوّجه عن حبّ ..
تامارا : قلتُ ارحلي ! ..
هي : فأجبته : أنا أيضا لم أتزوّج عن حبّ ونساء كثيرات يفعلن ذلك للأسف ..

قامت بعد ذلك أستاذة إيلان ، إقتربت منّي وقبّلتْ رأسي وهمّتْ بالمغادرة فقلتُ لها : أستاذة ! لا تذهبي ! .. فردّت : سأتصل بالسيد كريم وسأطلب منه أنْ نُمضي بعض الوقت غدا معا .. فأجابتها تامارا وهي جالسة في مكانها "على" "رأس" ماما : كريم لن يتزوجكِ أبدا .. فرجعتْ إليها وذهبت "وراءها" وقالت : نحن الثلاثة أقصد .. ثم قبّلتْ رأسها وغادرتْ ..

بقيتُ واقفةً في مكاني أتبعُ أستاذة إيلان حتى خرجتْ من باب المقبرة المُزخرف والمفتوح دوما للـ "عاطفيِّين" و للـ "مُتَعقِّلين" معًا ، ثمّ أدرتُ وجهي ناحية القبر فوجدتُ وجه تامارا أمامي مباشرة ..

أَنْفَاسُـ ..
هَا ..
تَتَـ ..
سَارَعْ ..
وَجْنَتَا ..
آهَا ..
مُحْمَرَّتَانِ ..
عَيْنَا ..
آهَا ..
اَلْـ ..
جَمِيلَتَانِ ..
تَدْمَعَانِ ..
وَفِي شْـ ..
شَفَتَيّْ ..
يَ تُحَدِّقَانِ ..
أَفْقَدَتْـ ..
نِي ..
تَوَازُنَ الـْ ..
مَكَانِ ..
والزّْ ..
زَمَانِ ..
فَخِذُ ..
هَا اليُمْنَى ..
كَقَضِـ ..
يبٍ فُولَاذِيّْ ..
"تَنْسَابُ" ..
بِلُطْفٍ ..
وَحَزْمٍ ..
بَيْنَ فَخِـ ..
ذَيّْ ..
يَايّْ !!
كِدْتُ أَهْوِيّْ ..
لَوْلَا مَدَدُ يَدَيّْ ..
عَلَى كَتِفَيـّْ ..
هَا ..
وَمَدَدُ يَدَيْهَا ..
عَلَى أَلْـ ..
يَتَيّْ ..

قلتُ : ماذا تفعلين ! أجُننتِ ؟! .. ردّت : هذه المرأة "شريرة" لا يجب أن ندعها تقترب منّا ! إيلان سأقتلكِ لو أعطيتِ ما هو لي لغيري ! .. ثم قبّلتني بعنفٍ وتركتني وغادرتْ .. لم أستطع اللحاق بها ، لم أستطع فعلَ شيءٍ إلا الجلوس "على" "رأس" ماما .. وحدي .. بـ "سبّابتي" اليمنى أحمل الدّم من شفتي السفلى وأطلي به وجْهَ ماما وأسألها : ماما هل كنتِ "مجنونة" مثل إبنتكِ ؟ ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في