الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين

علاء اللامي

2017 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ضمن حملة الهجاء الطائفي والمذهبي للقائد صلاح الدين الأيوبي، وجهت له اتهامات مفادها أنه (أخذ بيت المقدس بعد حطين الشهيرة ولكن بعد 7 أشهر-الصحيح هو أن صلح الرملة حدث بعد خمسة أعوام على انتصار حطين وسنوثق ذلك بالأرقام بعد قليل- فاوض الصليبيين ومنحهم يافا وحيفا وقيسارية وأراضي الساحل الفلسطيني واللبناني كلها منحها للصليبيين ولم يتبقى للعرب المسلمين سوى عشر أراضي فلسطين وأفرغ الخزينة لفقراء اليهود والمسيحيين ومنع الرافضة الشيعة من أي عطاء بل شردهم في أصقاع الأرض)"1". كما اتهمه المتحدث أيضا بأنه مشبوه و ( تأخر في تحرير بيت المقدس فأرسل له نور الدين جيش جرار قاده بنفسه لقتال صلاح الدين او لجلبه الى الطاعة أخذ صلاح الدين يفاوض الصليبيين ومنحهم بيت المقدس مرة أخرى بثمن بخس وقيل أن أولاده بعده قاموا ببيع بيت المقدس بشكل نهائي بـ 11 ألف صرة ذهب في كل صرة 100 قطعة. الكامل لابن الأثير الجزء 11). بمراجعة الجزء 11 من الكامل من النسخة التي بحوزتي " ط 4 / دار الكتب العلمية بيروت سنة 2003 " وجدته مخصصا للفهارس وليس به شيء من هذا الكلام وربما قصد المتحدث جزءا آخر من الكتاب.
عموما، هناك جزء من هذه الاتهامات لا يرقى إلى مستوى النقد والاتهام بل هو كلام جزافي لا سند ولا معنى له كالقول إن صلاح الدين (منع العطاء عن الشيعة وشردهم بما يوحي) أن الشيعة كانوا يقيمون في فلسطين في عصر صلاح الدين، وهذا محض هراء لا طائل تحته، فقد قضى الصليبيون على الشيعة في فلسطين وصولا الى طبرية شمالاً، وعمان شرقاً، كما يخبرنا محمد المقدسي المتوفي قبل وفاة صلاح الدين بأكثر من قرنين في كتابة "أحسن التقاسيم" وناصر خسرو المتوفي قبل صلاح الدين بقرن في كتابه " سفر نامه ". أما مع الفاطميين "الشيعة الإسماعيليين" في مصر فقد تعرض الكثيرون منهم فعلاً للقمع على خلفية الثورات والانتفاضات الفاطمية المسلحة الثلاث التي حدثت ضد حكم الأيوبي، وقد توقفنا عندها في جزء آخر من هذه الدراسة"2"، وسجلنا إدانتنا القوية لهذا القمع، واعتبرنا استهداف الناس غير المقاتلين قمعا دموياً وعملاً من أعمال الإبادة كانت تقوم به جميع الدول المسلمة وغير المسلمة آنذاك دون استثناء لأنها كانت جميع تلك الدول ذات طابع استبدادي أوتوقراطي، وهذا واقع تاريخي لا يمكن نكرانه او تبريره بل يمكن تفسيره وفهمه بعيدا عن الأحكام القيمية الإسقاطية، إذْ ليس من العلمي أن نسقط مفاهيم عصرنا على ظواهر وأحداث وقعت قبل ألف عام كأن ندين عمر بن الخطاب أو علي بن أبي طالب ونصفهما بأنهما دكتاتوريان لأنهما لم يسمحا بانتخاب برلمان آنذاك ولا سمحا بتشكيل نقابات وأحزاب!
أما تهمه منح صلاح الدين العطاء للمسيحيين واليهود بعد معركة حطين فإن الحقائق التاريخية تقول عكس ذلك تماماً، فهو أخذ الفدية حتى عن فقرائهم بعد تحرير القدس. وعلى هذا إنما عاتب الراحل العلوي صلاح الدين وانتقده فكتب (ووزع صلاح الدين جميع ما تحصل عليه منهم -من الصليبيين-من فدية مقدارها عشر دنانير عن كل رجل و خمس عن كل امرأة و ديناران عن كل صغير وصغيرة ع ل- و وزعه على مقاتليه ولم يأخذ منه شيئا لنفسه ولكنه ارتكب في تنفيذ الشروط حيف أصاب الفقراء من الأوروبيين . ذلك أن عددا كبيرا من الرجال والنساء والأطفال لم يمكن دفع الفدية عنهم فدخلوا في عداد الأسرى وكانوا قرابة ستة عشر ألف. ومع أن فقير الإفرنج هنا هو بدوره غاصب ومحتل فإن شموله بالعفو كان أقرب إلى روح التسامح التي عرف بها.)"3"
وبخصوص اتهام صلاح الدين بالتنازل عن فلسطين أو عن معظمها للصليبيين فهو اتهام لاعقلاني تماما، ولكن لا بأس من مناقشته لفهم طريقة "فبركته" عبر خلط الروايات والمصادر التاريخية ببعضها وتهشيم السياق التاريخي للأحداث من قبل أصحاب الخطاب المذهبي المعاصر. يبدو أن د.جاسب الموسوي، الذي وجه هذا الاتهام في التسجيل التلفزيوني المذكور، قد قرأ ما ورد في كتاب المؤرخ اللبناني الراحل حسن الأمين في كتابه (صلاح الدين الأيّوبي بين العبّاسيين والفاطميين والصليبيين). لنقرأ ما كتبه حسن الأمين ونقارنه لاحقا بالوقائع.
ما بعد حطين حرب استمرت لخمسة أعوام ولم يكن مهادنة: كتب حسن الأمين ( إن صلاح الدين لم يكد يطمئن إلى النصر الرائع في تلك المعركة، حطين، حتّى أسرع إلى القيام بعمل لا يكاد الإنسان يصدّقه، لولا أنّه يقرأ بعينيه تفاصيله الواضحة، في ما سجّله مؤرّخو تلك الحقبة، المؤرّخون الذين خدّرت عقولهم روائع استرداد القدس، فذهلوا عمّا بعده، لم تتخدّر أقلامهم فسجّلوا الحقائق كما هـي، وظلّ تخدير العقول متواصلاً من جيل إلى جيل، تتعامى حتّى عمّا هـو كالشمس الطالعة، حصل بعد حطين أنّ صلاح الدين الأيّوبي آثر الراحة بعد العناء، والتسليم بعد التمرّد، فأسرع يطلب إلى الإفرنج إنهاء حالة الحرب وإحلال السلام عبر التنازل للصليبيين عن الكثير من المدن التي كان صلاح الدين قد استردها منهم بالحرب.. حيفا، يافا، قيسارية، نصف اللد، ونصف الرملة، عكا، صور، وسوى ذلك، حتّى صارت لهم فلسطين إلاّ القليل، إضافة إلى ما وراء ذلك من اعتراف بوجودهم وإقرار لاحتلالهم...وإعطائهم الفرصة الذهبية للراحة، والاستعداد التام للانقضاض على القدس من جديد، الأمر الذي حصل فعلاً بعد موت صلاح الدين)"4".
نلاحظ ان الكلام هنا يتعلق تحديدا بصلح الرملة خلال مرحلة ما بعد انتصار حطين، وقفزاً الى تنازل صلاح الدين عن الشريط الساحلي الذي أطلق عليه صاحب الاتهام صفة "معظم فلسطين"، وصولا الى استرداد الصليبيين للقدس، فهل حدثت الأمور هكذا، وبهذا الإيقاع، وبهذه الطريقة، وهذه السرعة التي قدرها د. جاسب الموسوي بسبعة أشهر بعد حطين؟ لنلق نظرة على الأرقام والتواريخ أولا لنتأكد من أن الرجل -وهو الأستاذ الجامعي كما قيل-لا يقول الحقيقة مع سابق إصرار حين يحدد الفترة بسبعة أشهر وهذه هي التواريخ الدقيقة أمامكم: (تحقق انتصار حطين يوم السبت 25 ربيع الآخر سنة 583 هـ، الموافق فيه 5 يوليو سنة 1187م. أما تحرير القدس ودخول صلاح الدين المدينة فقد تم في يوم 27 رجب سنة 583 هـ، الموافق فيه 2 أكتوبر سنة 1187م، في حين تم "التوقيع"والقسم على صلح الرملة بعد خمسة أعوام، وتحديدا في شهر حزيران سنة 588 هـ / 1192 م).
تم التوقيع "القسم بصيغة تلك الأيام" على صلح الرملة بعد خمسة أعوام من الحرب الضارية التي خاضها صلاح الدين ضد الفرنجة بعد معركة حطين وهو عمليا ليس صلحاً أو اتفاقية سلام ولكنه اتخذ هذا الاسم على سبيل الاعتياد والمجاز، فهو في الحقيقة عبارة عن معاهدة هدنة لمدة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر كما تقول بنوده، بين صلاح الدين المنتصر في "حطين" وعدد من الإمارات والممالك الصليبية على الساحل الشامي وأكبرها مملكة ريتشارد قلب الأسد في الساحل الفلسطيني، والتي لم يستطع فتحها بعد تحريره لبيت المقدس مباشرة. كان على صلاح الدين أن يستعيد قواه ويريح جيشه بعد معركة ضارية كحطين، ويستجمع العوامل المادية من رجال وأموال وسلاح ليستعد لمواجهة حملة صليبية جديدة. وقبل عرض بنود صلح الرملة دعونا نعود لعرض الأحداث التي تلت تحرير القدس كما يرويها هادي العلوي عن مصادره التاريخية السالف ذكرها وعذراً عن طول الاقتباس: (بعد الفراغ من القدس وتحريرها، زحف صلاح الدين إلى صور، وكان الإفرنج قد حصنوها ونشروا فيها قوة ضخمة وحاصرها مدة، ثم انسحب عنها بعد أن رأى تذمر جيشه من طول الحصار مع اشتداد البرد. وعاد الى دمشق فوجد وكيل الخزانة فيها قد بنى له قصر فخم لاستراحته فغضب عليه وعزله وقال له "إنا لم نخلق للمقام بدمشق ولا غيرها...". وبعد استراحة قصيرة في دمشق خرج صلاح الدين على رأس جيش إلى السواحل الشمالية فاستعاد اللاذقية وجبلة مع قلاع وحصون كثيرة في تلك الجهات. لكنه عجز عن فتح أنطاكيا، فاضطر الى قبول عرض بالهدنة من حاكمها الإفرنجي لقاء الإفراج عن الأسرى المسلمين فيها. وعاد إلى دمشق، فأقام فيها بضعة أيام -بضعة أيام لا بضعة أشهر! - ليخرج بعد ذلك إلى صفد، التي تمكن من فتحها بعد حصار شديد. ثم أعاد الكرة على صور فاستسلمت هذه المرة دون قتال، بعد أن رأى محتلوها الإفرنج ما جرى في حصار صفد وفتحها. وبهذه العمليات أنهى صلاح الدين الوجود الأوروبي في بلاد الشام، عدا أنطاكيا وطرطوس التي بقيت في أيديهم ولكن تحت نفوذ صلاح الدين، وكان يخطط لاسترجاعها حين مرض مرضته الأخيرة التي توفي بها سنة 589 هـ. على أن إنهاء الوجود الأوربي لم ينهي الحروب الصليبية، فقد استمرت الموجات مع تساقط المعاقل الأخيرة، واستطاع الأوروبيون إعادة احتلال عكا في حياة صلاح الدين بعد معارك مريرة دامت سبعة وثلاثين شهرا وتكبد فيها الأوروبيون ما بين خمسين ألف إلى مائة ألف قتيل دون أن ينال ذلك من قوتهم التي كانت تتضاعف بالمدد المتواصل من البحر. وعاد صلاح الدين ليريح جيوشه، ويتهيأ لإعادة الكرة، لكنه مات قبل أن يتم له ما عزم عليه. وحقيقة الحال هنا أن صلاح الدين لم يكن بمقدوره إنهاء الحروب الصليبية التي انتظمت في موجات متلاحقة، ولم تؤثر فيها الخسائر البشرية الهائلة التي ألحقها بهم صلاح الدين. ويرجع ذلك لأنها كانت قرار جماعي أوروبي للاستيلاء على المنطقة ضمن سياق الصراع الطويل بين طرفي العالم الأوراسي -الأوروبي الآسيوي ع ل-وتم إيقافها لا حقا على يد الظاهر بيبرس وخليفتيه قلاوون وخليل بعمليات مماثلة في الحجم لعمليات صلاح الدين، ولكنها لم تنتهي وإنما انتهى الاحتلال... واستمرت الحرب في القرون اللاحقة على شكل غزوات قرصنية كانت تقوم بكبسات في سواحل شمال أفريقيا ومصر والشام)"5". الفرق واضح وجلي بين القراءتين السابقتين، فالأولى "قراءة الأمين ومن معه" تقتنص نماذج منتقاة من الأحداث، ثم ترصفها بشكل مقصود ومزور التواريخ لتحقيق الإدانة وتسويق الاتهام المسبق لصلاح الدين، أما الثانية كما يقدمها العلوي فتقرأ الأحداث ضمن سياقها الموثق والخاص بحرب طويلة تتخللها فترات من التراجع والتقدم والتحضير والانهاك والتفاوض والقتال ...الخ، لتطرح من ثم خلاصاتها واستنتاجاتها.
بنود صلح الرملة: لنلق نظرة الآن على بنود صلح أو هدنة الرملة كما وردت في مصادرها الأهم ومنها (تاريخ الحروب الصليبية: د. محمد سعيد عمران) و (المختصر في الحروب الصليبية: د. عمر يحيى محمد) و (الانجليز والحروب الصليبية: د. زينب عبد المجيد) و (أبو شامة المقدسي، عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، دمشق 1992، ص 272.) كما نقلت عنها (موسوعة المعرفة مادة -صلح الرملة)"6" لنرى أن هذا "الصلح" عبارة عن هدنة برية وبحرية لمدة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، يجب على الفرنجة الصليبيين بموجبها أن يسحبوا جيوشهم من عسقلان وغزة والداروم (دير البلح)، وأن يبقى تحت سيطرتهم شريط ساحلي يمتد من صور إلى يافا، وأن تكون مدينة الرملة واللد مناصفة بين المسلمين والصليبيين وأن تكون للأوروبيين الحرية التامة في زيارة الأماكن المقدسة في القدس عزل من أي سلاح و دون أن يدفعوا ضرائب، ويجب أن تكون السيادة المطلقة على الأماكن التعبدية من صلاحية المسلمين فقط. أما عن ظروف ومقدمات ودوافع هذه الاتفاقية فنقرأ الآتي: (كان لوقع الانتصارات التي حققها صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في بلاد الشام أثرها العظيم في الغرب الأوروبي لا سيما سقوط بيت المقدس في أيدي المسلمين سنة (583 هـ / 1187 م) بعد موقعة حطين، وانكماش الممالك الصليبية في بلاد الشام، مما جعل صوت البابوية يرتفع مجدداً منادياً ملوك أوروبا وأمرائها للقيام بحملة صليبية جديدة تسترد بيت المقدس وتثأر للصليبيين. وقد آتت هذه الدعوة ثمارها حيث استجاب لها ثلاثة من كبار ملوك أوربا وهم ريتشارد قلب الأسد ملك انجلترا، وفيليب الثاني ملك فرنسا، وفردريك بربروسا امبراطور المانيا. وقد وصل كل من فيليب أغسطس وريشارد قلب الاسد الى عكا وبدأ حصار المسلمين، إلا أنه لم يكد يمضي الوقت حتى دبت الخلافات بين قائدي الحملة الصليبية نتيجة خلافات قديمة تجددت في أرض المعركة، نتج عنها انسحاب فيليب أغسطس ملك فرنسا والعودة الى بلاده.
بقي ريتشارد وحيداً في بلاد الشام ليتحمل وحده عبء مواجهة المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، وكانت هذه المواجهة ثقيلة على القائد الصليبي اذ تزعم لوحده جموع الصليبيين في بلاد الشام لاسترداد بيت المقدس ودارت بينه وبين صلاح الدين عدة معارك خلال السنوات (587 – 588 هـ / 1191 – 1192 م) كان من أهمها معركة أرسوف سنة (587 هـ / 1191 م) التي أوشك فيها صلاح الدين أن يقضي على الصليبيين لولا اعادة ريتشارد تنظيم صفوفه.
بدأ موقف صلاح الدين يزداد قوة وصلابة في الدفاع عن بيت المقدس، بالرغم مما كان يعانيه من ظروف وأزمات داخلية، وفي المقابل بدأت تظهر داخل الجيش الصليبي خلافات كبيرة ومعقدة، إضافة إلى قلق القائد الصليبي ريتشارد من الأنباء التي كانت تصله تباعاً من عودة عدوه اللدود فيليب أغسطس إلى الاعتداء على أملاكه في الغرب .وفي ظل تلك الظروف بدأ يظهر نوع من المفاوضات بين الطرفين كان كل منهما بحاجة إليه لمعالجة مشاكله الداخلية وترتيب أموره، حيث توصلت تلك المفاوضات العسيرة إلى توقيع اتفاق عرف بصلح الرملة سنة ( 588 هـ / 1192 م ).. وقد تضمنت شروط الاتفاقية ما يأتي ونقتبسها بمفرداتها عن المصدر:
1-تكون الهدنة عامة في البر والبحر، ومدتها ثلاث سنوات وثلاثة أشهر.
2-أن يتخلى الفرنجة الصليبيون لصلاح الدين عن عسقلان وغزة والداروم (دير البلح)، وأن يبقى الساحل بيدهم من صور إلى يافا بما فيها قيسارية وحيفا وأرسوف.
3-للنصارى الحرية التامة في زيارة الأماكن المقدسة في القدس دون أن يؤدوا ضرائب للمسلمين ودون أن يحملوا أي سلاح.
4-وتكون السيادة على الأماكن التعبدية حسب الاتفاقية من صلاحية المسلمين.
5-اشترط صلاح الدين دخول الاسماعلية الباطنية في الهدنة وفي المقابل اشترط الصليبيون دخول أميري أنطاكية وطرابلس الصليبيين في ذلك.
6-تكون مدينة الرملة واللد مناصفة بين المسلمين والصليبيين.
7-تتم هذه الاتفاقية بعد أن يحلف عليها ملوك وأمراء كلا الطرفين."7"
فليقارن من شاء المقارنة هذه البنود الواردة في اتفاقية "صلح الرملة" بما زعمه حسن الأمين ومَن نقل عنه من البنود المحرفة، ومن ثم فليخرج بالاستنتاجات الملائمة. الغريب أن هؤلاء الهاجين لصلاح الدين والمدافعين عن الخلافة الفاطمية يعتبرون تلك الخلافة ومعها الإسماعيليون امتدادا لتشيعهم، جاهلين أو متجاهلين أن فقهاءهم فسقوا إمام الفاطميين الاسماعيليين نفسه "اسماعيل بن جعفر الصادق" واتهموه بشتى التهم كالعصيان وشرب الخمر في أحاديث موضوعة نسبوها إلى أبيه الإمام جعفر الصادق، فليرجع من أراد المزيد إلى ما كتبه محمد باقر المجلسي في موسوعته "بحار الأنوار" ج 25 ص 160 وفي الجزء 47 ص 247. وهم بهذا لا يدافعون عن الفاطميين ومذهبهم وأسرتهم وإنجازاتهم الحضارية الكبيرة بل عن دولة يعتبرونها شيعية مثل دولتهم وقد أطاح بها "السني" صلاح الدين، أي أنهم يدافعون كعادتهم عن الدولة والدنيا لا عن الدين والحضارة والتاريخ والحقيقة.
*كاتب عراقي
هوامش:
1-رابط تسجيل فيديو لجاسب الموسوي على مواقع التواصل الاجتماعي:
https://www.facebook.com/200851340125950/videos/668576253353454/?autoplay_reason=all_page_organic_allowed&video_container_type=0&video_creator_product_type=2&app_id=121876164619130&live_video_guests=0

2-هل أحرق صلاح الدين المكتبة الفاطمية وارتكب مجازر إبادة؟-علاء اللامي-
3-شخصيات غير قلقة في الإسلام-ص 236 -هادي العلوي-دار الكنوز-بيروت-ط1 -11995.
4-صلاح الدين بين العباسيين والفاطميين والأمويين ص 144-دار الجديد-ط1-2010
5-شخصيات غير قلقة ص 238 -مصدر سابق مع الإشارة إلى أن نص العلوي مكتوب بالنحو الساكن فلا توجد فيه أخطاء نحوية حسب النحو المتحرك.
6-رابط موسوعة المعرفة مادة " صلح الرملة" على النت:
http://www.marefa.org/%D8%B5%D9%84%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D9%84%D8%A9
7-المصدر السابق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال